الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية رائعة للكاتبة نرمين محمود الجزء الأخير

انت في الصفحة 8 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز


الثامن عشر...
باليوم التالي ذهب عمرو الي منزل رمضان حامد حتي يأخذ زوجته الي منزله مرة أخري...سيعتذر لها وسيعتذر لصديقتها أمامها حتي ترضي عنه إذا لزم الأمر لكنه لن يخاطر ويأخذ ظافر معه فهو لا يضمن ردة فعله عندما يري تلك الحلقة الذهبية ملفوفة حول اصبعها والتي تخبره بصريح العبارة أنها أصبحت ملكا لرجل اخر يقدرها ويحترمها...

فتح رمضان باب المنزل ووقف أمام عمرو قائلا بابتسامة...
_ خير يا عم مزعل بنتي ليه...
ابتسم عمرو باهتزاز فهو يهاب ڠضب ذلك الرجل فما فعله بصديقه وقوته تجعله يخشاه...
_ سوء تفاهم بس...
نظر إليه رمضان نظرات ذات مغزي قائلا...
_ اهو اهداء ديه اعقل واحدة واكتر واحدة بتوزن أمورها..بس يلا بقي غلطة الواحد بيغلط بردو...ادخل يا ابني شوف مراتك وهديها كده ملكوش الا بعض بردو...
دلف عمرو الي المنزل ووجد زوجته تجلس علي المقعد أمام اسراء وتتناول طعامها بهدوء...
_ السلام عليكم...
ردا الفتاتين...
_ وعليكم السلام...
همت اهداء بالنهوض من مكانها عندما هتف رمضان بجدية...
_ اقعدي مكانك مش عاوز شغل عيال صغيرة...جوزك وفيه خلاف بينكوا ده بغض النظر اصلا عن غلطك ف بياتك برة البيت...
تحدثت اهداء قائلة...
_ حضرتك مش عارف ايه اللي حصل...ثم إن انا اصلا عاوزة أطلق منه...
نظر إليها رمضان بنصف عين وهتف بمرح يحدث عمرو...
_ اهو عارف البت ديه عمرها م عرفت تكدب ولا تلاوع...بما مبتكونش عاوزة حاجة بتيجي تقولي علطول...بس معني انها متجيش تقولي علطول يبقي هي كانت مستنية حاجة معينة من حد...
مراتك خلصت اكل خدها وروح الاوضة ديه وعلمها يعني ايه تسيب بيت جوزها وتبات برة ...مش درست شريعة بردو!!..
ابتسم عمرو لرمضان بامتنان شديد ثم امسك بيد زوجته وذهبا الي الغرفة التي أشار إليها رمضان...
ربت رمضان علي كف ابنته قائلا بحنان بالغ...
_ كلي يا قلب ابوكي انت لسه والدة بلاش لولو تشفطك...
بالداخل كان عمرو يقف أمام اهداء عابس الوجه منتظرا ردها على سؤاله...
_ انا حرة واعمل اللي انا عاوزاه...انت قولتلي اختاري واختارت واكيد مش مستني مني اجي البيت بعد م اختارت اهلي...
رد هو پغضب...
_ وانت بقي م صدقتي اخيرك بيني وبينهم عشان تخلصي مني صح!!..
_ لا بس انت طول الوقت مش طايق اسراء وعلطول بتيجي تاخدني بدري لما ابقي عندهم هنا يا اما بتمنعني نهائي اجي هنا...وانت عارف م البداية اني متربية معاها وكل حاجة ف حياتنا بنعملها مع بعض ليه تجبرني اختار بينكوا!!...
زفر عمرو بتعب وهو يتبين صحة ما تقوله عندما اكملت هي...
_ وانا معملتش كده معاك رغم انك كنت بتجيب ظافر عندنا وكنا بنروحله بيته...وانا قدرت أنه صاحب عمرك ...
جذبها إليه من يدها واحتضنها مقبلا رأسها بحنان وحب ...
_ انا اسف يا ستي...مش هعمل كده تاني ولا هخيرك بيني وبينها...عشان هي اصلا بريئة ومعملتش حاجة...
ظافر ظلمها...
خرجت من أحضانه وهتفت بنبرة مشدوهة..
_ ايه ظلمها!!...
ثم أمسكت بيده تأخذه الي الخارج حتي يقول لاسراء هذا الكلام...
_ اسراء...عمرو بيقول انك مظلومة...قول قول ازاي عرفتوا يا عمرو...
اضطر عمرو الي أن يقص عليهما ما قاله ظافر بشأن تلك الخادمة وانهي حديثه قائلا..
_ كان عاوز يجيلك امبارح...صدقيني هو ندم...بس مع الاسف انت اتخطبتي...لو لسه بتحبيه ارجعيله يا اسراء المرادي لو طلبتي عينه هديهالك من غير تفكير عشان تسامحيه بس...
توحشت نظرات اسراء وهتفت بقوة ...
_ لو اخر راجل ف الدنيا عمري م ابص عليه ولا احسسه أنه راجل...البني ادم ده كان غلطة...النقطة السودة اللي ف حياتي...مش هضيع عمري معاه لا...
ثم نهضت من مكانها وذهبت الي غرفتها وابنتها الرضيعة وبكت...يريد أن يعوضها الان عما فعله بها...
يريد أن يعوضها عن اللعبة التي ادخلها هو بها!!... لا والله لن تسامحه...
رجل گ ظافر لا يستحق سوي ان يعيش وحيدا ...
مرت الايام والشهور علي الجميع بحلوها ومرها....فقط ظافر هو من توقفت حياته...وأصبحت للعمل فقط....
تم إقامة زفاف مصطفي ومريم في جو عائلي بحت فمصطفي مقطوع من شجره كما يقولون فقط ما يملكه بهذه الحياة عمه رمضان واختيه...
عمرو واهداء عادا الي منزلهما وتحسنت العلاقة بينهما كثيرا ووضعت أسس لحل الخلافات بينهما حتي تخرج لا هي من المنزل اطلاقا...والان ينتظرا طفلهما الأول والذي تحدد جنسه صبي...
تزوجت دارين من عاكف في احتفال ليس بالضخم إطلاقا لم يوافق عاكف علي تكاليف الفرح الباهظة نظرا لأنه ليس بغني عائلة الغيطي..ورفض أيضا أن تتحمل هي أكثر منه في التكاليف وتوصلا الي إقامة حفل بسيط يرضي الطرفين ...
اسراء ..كرست حياتها لابنتها الصغري والتي أتمت عام كامل بعيدا عن احضان والدها ...بدأت الفتاة باصدار همهمات وكلمات غير مفهومة فاسراء لا تتركها وتتحدث معها كثيرا ...
.......
اخذت اسراء ابنتها وذهبت الي صديقتها بالمشفي فقد وضعت طفلها اليوم فجرا ولم يستطع عمرو أن يخبرهم الا بالصباح عندما تذكرهم...
دلفت اسراء الي الغرفة التي تجلس بها صديقتها فوجدتها تتوسط الفراش وبيدها رضيعها ويتناول طعامه ...
_ حمدالله علي سلامتك يا هدهدتي...
ردت اهداء بابتسامة..
_ الله
 

انت في الصفحة 8 من 11 صفحات