رواية رائعة للكاتبة نرمين محمود الجزء الأخير
يسلمك يا حببتي...لولو عامله ايه ..
قبلت اسراء وجنته ابنتها وهتفت..
_ لولو زي الفل وحلوة اهي...ومطلعة عيني ...
_ ربنا يخليهالك والله م اعرف اصلا جبتيها ازاي انت مش حلوة زيها كده...
_ يا حيوانة يعني قصدك إن انا وحشة...
ضحكت اهداء بقوة وهتفت..
_ لا طبعا ..بس بجد يعني جايبة شكل عجيب حتي مجابتش شكل ابوها...
ابتسمت اسراء وهي تنظر إلي ابنتها وهتفت..
بالخارج كان ظافر يضم قبضته حتي يدق الباب فقد أخبره عمرو صباح اليوم يخبره أنه لن يستطيع أن يذهب إليه كما اتفقا وان زوجته وضعت طفلها...
وبالطبع لم يكن ظافر ليفوت فرصة رؤيتها بعد هذه المدة...واستمع الي حديثها مع صديقتها...
فتح باب الغرفة ودلف إليها بدون استئذان وهنا كانت الصدمة الأخري...
اسراء وعلي يدها طفلة نسخة طبق الأصل من والدته....أصبح وجه اسراء كالرخام لم تصدق ان تراه أمامها فهي جاءت الي صديقتها مبكرا حتي لا تتقابل معه بأي شكل من الأشكال...
هتف ظافر بابتسامة...
_ بنتي!!...
اومأت برأسها إيجابا ومازالت ملامح الصدمة علي وجهها...
الټفت ظافر الي اهداء وهتف...
_ حمدالله علي سلامتك يا مدام اهداء...
_ الله يسلمك...
لم يترك ظافر ابنته فقد جلس يداعبها وينظر الي والدتها بابتسامة عاشقة لا يصدق أن القدر اختارها حتي تكون ملكه ...ربطهما ببعض للابد بهذه الطفلة ...
بعد مرور ساعة تقريبا نهضت اسراء من مكانها ونظرت الي صديقتها...
_ انا همشي بقي يا اهداء عشان الدكتور بتاع لولو...وانت اخلصي وتروحي علي بيتك بقي...والدة طبيعي انت ...
_ ماشي يا اسراء هروح النهاردة ع البيت عندك مش شقتي...
نظر إليها عمرو بنفاذ صبر وهتف...
_ اهداء هتروحي بيتك لان امي هتجيلك وبعدين انت مش تعبانة اوي يعني عشان تروحي عند عمي رمضان...
هتفت هي بعناد...
_ لا احنا متفقين من الاول اني هروح هناك بتغير كلامك ليه دلوقتي!!..
نفخ بضيق شديد وقال...
همت هي بالرد عليه ولكن قاطعها صوت اسراء وهي تقول...
_ انا ماشية ولما ترسيلك علي مكان ابقي قوليلي...سلام...
ثم التفتت الي ظافر ومدت يدها حتي تأخذ طفلتها...
_ هاتها...
احتضن ظافر ابنته وهتف...
_ لا...يلا عشان انا عاوز اتكلم معاكي...واعرف دكتور ايه...عمرو لما تفضي ابقي تعالالي ... حمدالله على سلامتك يا مدام اهداء مرة تانية...
ثم خرج من الغرفة وهو يمسك يدها الي أن وصلا الي السيارة ..
_ اركبي...مستنية ايه!!..
لم تعيره انتباها وامسكت بهاتفها وأجرت اتصالا بوالدها وما أن رد حتي هتفت...
_ بابا ظافر كان عند اهداء وشافني ...ودلوقتي عاوز يوديني عند دكتور لولو ...
رد عليها رمضان عبر الهاتف...
_ دكتور لولو يتأجل كام ساعة...واتفضلي اركبي معاه وتعالوا ع البيت...مستنيكوا....
اغلقت الهاتف مع والدها الذي تعمد أن يقول الكلام بصوت مسموع حتي يصل الي ظافر ...
_ طيب ...يلا اركبي عشان نروح البيت...
حاولت أن تأخذ منه ابنتها اكثر من مرة لكنه لم يوافق ابدا واجلسها علي قدميه وهو يقود سيارته...
بعد وقت طويل بعض الشئ توقفت سيارة ظافر أمام البناية التي تقطن بها اسراء ونزلا منها حتي يصعدا الي المنزل ...
كان رمضان يستقبلهم عن الباب وما أن شاهد ابنته حتي هتف يقول بجدية...
_ خدي بنتك وادخلي الاوضة ومتطلعيش الا لما اقولك...
اومأت برأسها وحملت ابنتها وذهبت إلي الغرفة كما أمرها والدها ..اما رمضان فهتف بقول لظافر ...
_ اتفضل...
كان ظافر يهتز من داخله فهو يعلم جيدا أن رمضان لن يعطيه ابنته مرة أخري....
باغته رمضان بسؤاله مسرعا...
_ عاوز ايه من بنتي يا ظافر...مش طلقتها وهي بعدت عن طريقك...بتجري وراها ليه..
ابتلع ريقه بتوتر شديد وهتف..
_ بس فيه بينا بنت دلوقتي...يعني بمزاجنا او لا ف احنا مربوطين ببعض...
ابتسم رمضان ساخرا ورد عليه...
_ صح مربوطين ببعض ...بس بنتك ديه حلقة وصل بس مش اكتر...يعني انت ممكن تعيش حياتك تاني وتتجوز وتخلف تاني زي م هي تقدر تعمل ده...والبنت هتتربي بردو وهتعيش حياه طبيعية....
رد هو بحدة خفيفة...
_ وانا مش هقبل أن بنتي تعيش مع جوز ام ...
هتف رمضان بنفسه اللهجة ..
_ وانا كمان مش هسمح أن بنتي تضيع عمرها وانت تعيش حياتك ...وبنتها كده كده هتفضل معاها لأنها حاضنة...يعني ف اي حال من الأحوال بنتها معاها ...
ظافر الان بمعركة هو الخاسر الوحيد بها ..لم يستطيع أن يأخذ اسراء بالقوة او يهددها بأخذ ابنتها...والأهم من ذلك هو يريد أن يعلم متي ستتزوج من ذلك المختل الذي تقدم لها ...
_ وهي ناوية تتجوز أمتي بقي...
منع رمضان ابتسامة من الظهور علي شفتيه