رواية رائعة للكاتبة نرمين محمود الجزء الثاني
تردي...عاملة ايه..
ردت هى بنعومة...
الحمد لله...وانت عامل ايه..
الحمد لله يا ستي...المهم...البسي كده وظبطي نفسك وانا هعدي عليكي دلوقتي...
هتفت تسأله..
ليه..هنروح فين..
مش عاوز كلام كتير يلا البسي وخلصي وانا هجيلك كمان نص ساعة بالظبط ومش عاوز شغل الستات ده وتفضلي تلبسي ساعة انت لو لبستي خيش هتبقي قمر بردو يا حببتي...يلا باي...
بعد مرور نصف ساعة بالضبط كانت اسراء تحتل المقعد الامامي بجانب ظافر الذي انبهر بطلتها لدقائق فقد كانت ترتدي بنطال من الجينز يفصل ساقيها وسترة وردية اللون وفقط ذلك الكحل الذي تحدد به عيناها الملفتتين للغاية حتى بدونه...
ايه الجمال ده...لا و ف نص ساعة بس!!...
ضحكت اسراء بقوة من كلماته الاخيرة ثم قالت...
طب هنفضل واقفين هنا كتير..ولا هنروح فين بقي..
ابتسم ظافر بهدوء ثم قال...
مفاجأة...بس انت اليوم كله معايا النهاردة انا م صدقت اخيرا رضيتي تخرجي معايا...
كانت اول مفاجأة لها عندما توقفت سيارة ظافر امام مدينة الملاهي...فهي لم تتوقع قط ان شخصية كظافر وبمكانته وطباعه تذهب لذلك المكان الذي يعتبر للاطفال فقط بل وهو بنفسه الذي اختاره...
صفقت بيديها بسعادة كبيرة قائلة...
لا طبعا عجبني يلا بينا بقي...
يلا..
دلفا الى مدينة الملاهي ولم يترك ظافر بنفسها شئ الا وجلبه لها ولا لعبة الا جرباها سويا...تقريبا ذلك اليوم الوحيد الذي ضحكت فيه من قلبها معه دون ان يحزنها بأي تصرف...
عادت الى المنزل بذلك اليوم معها الكثير من الدمى نساء ورجال ومنهما دميتان ملابسهما صعيدية اصر ظافر ان تأخذ رجل وامرأة منهما ولم تنسي ما قاله لها...
اخرجها من شرودها صوت رنين هاتفها فالتقطته حتي تعلم هوية المتصل وما ان علمت حتى اسرعت بازالة عبراتها وردت علي الهاتف...
الو يا زفتة الطين انت...كل ده عشان تردي...
ابتسمت اهداء بحنين اليها فها قد مر اسبوع دون ان تراها...
الحمد لله يا حببتي...وانت طمنيني عليكي بقالي كتير مجتلكيش انا عارفة...
تحشرج صوتها پبكاء وقالت...
الحمد لله يا حببتي بس انت وحشتيني اوي ...
لم تفطن اهداء الى تغير صوت صديقتها فقد طغت فرحتها على ذلك...
لم يأتيها رد من اسراء حتى ظنت انها اغلقت الهاتف ...اما اسراء فكانت فى حال يرثي لها...على العكس تماما ذلك الخبر لم يسعدها قط...فقد احزنها كثيرا على صديقتها التى من الممكن ان تواجه نفس مصيرها...
وانت قولتي ايه ..
عادت الابتسامة تزين ثغر اهداء وقالت...
انا قولتله يروح لعمي رمضان ...بس لو بتسأليني على رأيي فيه يعني...ف انا بصراحة بحبه..
اغمضت عيناها تعتصرهم وتحاول السيطرة على نفسها وڠضبها وقالت...
ربنا يسعدك يا حببتي يارب...بس اوعي تتسرعي يا اهداء...خدي وقتك اوى واعرفيه كويس...فيه عيوب بتبقي من برة تحسسك انها عادية وينفع تعيشي معاها بس مع الاسف بتكتشفي انها اكبر من احتمالك بس بعد م تكوني ادبستي...
قطبت اهداء جبينها بقلق على صديقتها فمن المؤكد انها غير سعيدة مع زوجها وهذا ما تنبأت به من قبل لكنها لم تتوقع ان يصدق حسها بهذه السرعة...
اسراء مالك...انت متخانقة مع ظافر...
شهقت اسراء پبكاء لم تستطع كبحه هذه المرة وقالت...
ياريت متخانقة يا اهداء..ياريت..
ردت عليها اهداء تحاول تهدأتها قائلة...
طب اهدي بس وانا جيالك ف الطريق اهو...
اغلقت الهاتف معها وانخرطت فى بكاء عڼيف على حالها...
بالمساء ذهب عمرو الى رمضان كما طلبت منه اهداء...فهو يريد اختطافها حتى تصبح ببيته بأسرع وقت ممكن...توقفت سيارة عمرو امام المنزل الذي يقطن به رمضان ونزل من سيارته حتى يصعد الى شقته ...
وقف امام الباب ودق عليه ففتح له رمضان بعد قليل..
ابتسم رمضان بوجهه ثم قال...
ايوة يا ابني عاوز مين...
بادله عمرو الابتسام وقال...
عاوز الاستاذ رمضان...
ايوة انا رمضان اتفضل...
قالها وهو يفسح له الطريق حتى يدخل وبالفعل دخل واغلق الباب خلفه...وقف رمضان امامه قائلا...
تشرب شاي معايا..
ابتسم عمرو بحرج ثم قال...
لا شكرا متتعبش نفسك...انا عارف انى جيت من غير معاد بس انا اس...
رفع رمضان يده امامه يمنعه من اكمال حديثه وقال بدعابة...
ايه متتعبش نفسك ديه انت بخيل ولا ايه...وبعدين ولا يهمك يا ابني ايه اللى جرا يعني...ها انا بشرب شاي المغرب كده اصبلك معايا ولا ايه...
ايوة يا عمي شكرا..
دلف رمضان الى المطبخ حتى يعد لهما الشاي تاركا وراءه عمرو يكاد يجن من احتمالية ان تكون اسراء التى تربت على يدي هذا الرجل خائڼة ...
خرج رمضان من المطبخ وهو يحمل صينية الشاي ووضعها امام عمرو وقدمها له بتهذيب...ارتشف منها عمرو