الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية رائعة للكاتبة نرمين محمود الجزء الثاني

انت في الصفحة 7 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز


الحذر بكلامها ...
_ ايه اللي انت بتقوليه ده احترمي نفسك بقى انت زودتيها اوي...
نظر إليها عاكف ببرود شديد قائلا...
_ انا عاذرها يا ظافر لان واضح انها بتعاني من مشكلة ما ومن الواضح بردو أن المشكلة كبيرة...اوعوا تسكتوا عليها بقي لا الحالة تطور لاقدر الله...
يلا يا درش انا داخل اخد لفة كده ف الحفلة الجميلة ديه وارجعلك تاني ...سلام يا شق..

ثم تركها وسط ڠضبها الذي من المؤكد سيحرقها لا محالة ودلف الي الحفل ..التفتت هي حتي تذهب وراءه وتفتعل مشكلة أخري لكن شقيقها اوقفها قائلا لها...
_دارين لو سمحتي اهدي...عاكف هو اللي مضي الزفت ده علي التوكيل لو سمحتي بقي تهدي كده ده ساعدنا من غير مقابل واحنا لما ييجي بيتنا نهزأه بالشكل ده !!.. ميصحش كده..
هدأ ڠضب دارين قليلا عندما علمت ان من له الفضل في الحصول علي امضاء ذلك الكلب هو عاكف ذاك فضغطت علي نفسها حتى تتقبله بينهم بضعة دقائق أخري...
هناك بأخر طاولة بالحفل كانت اسراء تجلس عليها وعيناها تذرف الدمع دون إرادة منها فها هو سعيد برجوع أمواله التي لم تكن تعلم عنها شيئا وشقيقته ووالده ايضا يشاركونه فرحته تلك وأصدقاءه...فقط هي التعيسة بينهم فكم الصدمات الذي تلقته اليوم بشخصية زوجها أصابها بالدوار والتشتت..
الفصل الحادي عشر..
اتخذ قراره بالامس..فقد علم انه اعجب بها او لنقول انه بدأ يحبها...فعندما ذهب الى الحفل بالامس ولم يجدها حزن كثيرا...يريد رؤيتها اكثر من مواعيد العمل..
نهض من فراشه اليوم تملأه الحيوية والنشاط فها هو سيقدم على قرار مصيري بحياته...ارتدي ملابسه وتأنق اليوم اكثر من اي يوم اخر..نثر عطره الجذاب وخرج من المنزل متوجها الى شركته...
على الجانب الاخر كانت اهداء تصعد الى مكتبها على درجات السلم فهي تهاب المصعد وبشدة ...وصلت اخيرا الى مكتبها فجلست عليه تلتقط انفاسها من ذلك المجود الذي بذلته ثم بدأت العمل على تلك الملفات التى اعطاها اياها بالامس...
دلف عمرو الى الشركة اخيرا ..كانت خطواته سريعة نوعا ما عكس مشيته الرزينة امام الموظفين...
وقف امامها قائلا بابتسامة...
صباح الخير يا اهداء...
رفعت نظرها اليه وابتسمت تلقائيا قائلة...
صباح الخير يا استاذ عمرو...عاوز حاجة..
سلامتك...بس عاوزك دلوقتي تدخلى ورايا ..فيه شغل كده هنشوفه مع بعض...
اومأت برأسها ايجابا ثم نهضت من مكانها حتى تلحق به...دلفت الى المكتب وجلست على طاولة الاجتماعات حتى يبدآ بالعمل لكنه هتف يقول لها..
بصراحة كده بقي يا اهداء مفيش شغل ولا حاجة...انا بس كنت عاوز اتكلم معاكي شوية...
قطبت جبينها باستغراب فقد بدي لها مرتبكا اليوم...
طيب حضرتك عاوز تقولي ايه..
اجلي حنجرته ثم قال بجدية...
بصراحة كده ومن غير لف ودوران انا معجب بيكي جدا...وده من ساعة م جيتي هنا وحاليا بقي فيه مشاعر ليكي جوايا...انا عاوزك تقوليلي رأيك فيا لانى باذن الله هتقدملك وهنتجوز علطول...
نظرت اهداء ارضا بخجل شديد منه ثم هتفت ما ان استطاعت اخراج صوتها..
انا مقدرش اقولك اى حاجة الا لما تقول الكلام ده لعمي رمضان ...
ثم خرجت مسرعة من المكتب اما هو فقطب جبينه يحاول فهم كلماتها الغامضة ثم ما لبث ان ضحك بقوة فهي وافقت عليه واخبرته برغبتها فى الذهاب لوالدها حتى يتقدم لها رسميا...
تسلمت عملها بالشركة اليوم...فهي المسئولة عن عقد الاتفاقات مع شركات الاتوبيس التى تقل الزبائن الى رحلاتهم...او الوفود الاجنبية الى الاماكن السياحية بجميع انحاء الجمهورية..
ها هي دارين الغيطي قد عادت بغرورها وتكبرها الغبي من جديد ...دلفت الى مكتبها واشارت للسكرتيرة ان تتبعها بتعالي ...
انا المديرة الجديدة هنا وبما انك السكرتيرة بتاعتي ف فيه قواعد كده هتمشي عليها لانى لو شوفتك بس مبتعمليش حاجة منها ف تعتبري نفسك مطرودة...
ارتجفت الفتاة داخليا عندما ذكرت دارين تركها للعمل فهي لن تستطع تركه ولا حتى الطرد منه...تعول اسرتها فضلا عن زوجها الذي تساعده بالمصروفات...
معادك تيجي فيه متأخر دقيقة ف انا مش عاوزاكي...اى حد عاوز يدخلي هنا ف بمعاد مسبق مش وكالة من غير بواب هى...مواعيد الاجتماعات تتظبط وتفكريني بيها كل يوم الصبح مش عاوزة مواعيد داخلة ف بعضها انا...والاهم بقي من ده كله ان اي الاعيب هتعمليها ف انت مش هتطلعي من هنا عايشة...اتفقنا...
ردت الفتاه بصوت متحشرج...
ايوة يا فندم...
اومأت دارين برأسها فى رضا ثم هتفت تسألها...
اسمك ايه بقي..
اسمي مي...
ردت عليها دارين قائلة...
طيب يا مى تقدري تتفضلي على مكتبك وتشوفي شغلك...
اومأت مى برأسها مرحبة بفكرة الخروج من هنا جدا...فكادت ان ټموت ړعبا عندما هددتها دارين بالطرد وقطع رزقها والاخري قطع نفسها من الدنيا بأكملها...
تجلس بسجنها الابدي والانفرادي رفيقتها فيه دمعتها فقط والتى اوشكت على ان تجف وتبقي هى وحيدة داخل هذا القصر...تسترجع كل ما كان بينهم بذلك الشهر الذي كانت تنتظر فيه عودة والدها الى الواقع بفارغ الصبر حتى يجمعهما منزل واحد...
التقطت هاتفها حتى تجيب على المتصل وسرعان ما ظهر على فمها ابتسامة رقيقة وى تضغط زر الايجاب...
ايه يا سوسو كل ده عشان
 

انت في الصفحة 7 من 11 صفحات