رواية رائعة للكاتبة نرمين محمود الجزء الاول
بالمشفي يخبره بأنه فاق من غيبوبته التي دامت لثلاث اشهر تقريبا...
لم يصدق ظافر ما قاله الطبيب فخرج من الشركة واستقل سيارته مسرعا نحو منزل اسراء حتي يصطحبها معه فها هو يقترب من امتلاك شركاته مرة أخري ...
اخرج ظافر هاتفه المحمول واجري اتصالا باسراء وعندما ردت عليه حتي قال بلهفة...
_ اسراء انا تحت البسي اي حاجة وانزلي ...المستشفي كلموني وقالولي أن والدك فاق وبقي كويس يلا...
علي الجهة الأخري لم تصدق اسراء ما سمعته فها هو والدها يفيق من غيبوبته بعد ثلاثة أشهر من الذل بدونه...
ارتدت ملابسها علي عجالة ونزلت الي السيارة حيث ظافر حتي تذهب الي والدها...
_ اسراء..تعالي يا قلب ابوكي...تعالي ف حضني وحشتيني اوي يا اسراء..
ركضت اسراء نحو ابيها ودفنت وجهها بأحضانه وهي تبكي بقوة وفرحة عارمة بنفس الوقت حتي دخل ظافر الي الغرفة واقترب منهما بابتسامة عريضة قائلا..
_ حمدالله ع سلامتك يا عمي...
قطب رمضان جبينه قليلا وهتف يحدث ابنته...
الفصل السادس....
توترت اسراء كثيرا وخرجت من أحضان والدها ونقلت انظارها الي والدها وظافر بتوتر شديد ثم تحدثت اخيرا قائلة ..
_ ده ظافر يا بابا...ااا...
قاطعها ظافر هذه المرة قائلا بصوت رخيم وابتسامة عادية ...
_ ظافر الغيطي...جوز بنت حضرتك ...مستقبلا يعني أن شاء الله...
نظر رمضان الي ابنته وتحدث بحدة ...
_ اسراء فهميني فيه ايه ومين ده وجوز ايه ...
ابتلعت ريقها بصعوبة ولم تجد مفرا سوي ان تقص علي والدها ما حدث معها طوال الثلاثة أشهر الماضية والتي تركها بمفردها بهما...
بعد أن انتهت اسراء من سرد ما حدث معها لأبيها بهذه الفترة لحقها ظافر بالحديث بسرعة هاتفا...
ضحك رمضان بصوته كله علي ذلك الشاب الذي يتعجل بأمور الزواج وكأنها لعبة جديدة يقرر شراءها...
_ يا ابني حيلك شوية...ده جواز مش قلبة وقومه...وبعدين رأي العروسة ميهمكش!!... طب ابو العروسة اعمل حساب أنه لسه قايم من غيبوبة ..
_ انا بقالي شهرين يا عمي مش عارف اخرج معاها حتي ...ولسه كمان هستني خطوبة تاني...
نظر رمضان الي ابنته فرأها تنظر إلي الارض وتقبض علي كفيها بقوة فابتسم بهدوء شديد وقال يحدث ظافر...
_ ربنا يحلها يا ابني أن شاء الله لما ارجع بيتي تقدر تيجي انت واهلك عشان تطلبها وهناك بقي تقولي طلباتك كلها ...
رفعت رأسها تنظر الى والدها بحب شديد دون حديث فها هو والدها الحنون عاد إليها مرة أخري ...
بعد مرور يومان ...
كانت الاستعدادات علي قدم وساق في منزل رمضان حامد فاليوم سيزورهم ظافر وعائلته لطلب يد ابنته رسميا...
دلف رمضان الي الغرفة التي تجلس بها ابنته وصديقتها ..
_ هدهد روحي اعمليلنا طقم شاي كده وانا هجيب البت ديه واجي وراكي علطول ..
ابتسمت اهداء لرمضان وهتفت بنصف عين قائلة...
_ ماشي يا رمضان هقبلها رغم اني عارفة انك بتوزعني يلا...
خرجت اهداء من الغرفة وهي تضحك بقوة ويشاركها الضحك رمضان حتي اغلقت الباب خلفها..
تقدم رمضان من ابنته وجلس علي الفراش أمامها وبدا حديثه ...
_ مبسوطة انك هتتجوزي وتسبيني يا اسراء...
أسرعت اسراء بالرد عليه مستنكرة ...
_ لا طبعا يا بابا انا مقدرش اسيبك يا حبيبي...
ابتسم رمضان علي ابنته الخجولة بدرجة مبالغ فيها وربت علي يدها برفق قائلا...
_ انا عاوز اعرف انت اتعرفتي عليه ازاي يا اسراء...عاوز وانا قاعد معاهم النهاردة احس اني كنت معاكوا ومفيش حاجه فاتتني ابدا...
ابتسمت اسراء باهتزاز وهتفت...
_ حضرتك لما كنت تعبان وف المستشفي الحمل زاد عليا ف المصاريف وكده ..مصطفي واهداء كانوا بيساعدوني وانا مكانش معايا الا فلوس الدروس بس وكمان كنت محرجة اوي من مصطفي اللي بيشتغل بيه كله كان بيدفع مصاريف المستشفى بيهم ف نزلت ادور علي شغل بمؤهلي ملقتش...
سمعت من حد هنا ف المنطقة أن مطلوب مديرة بيت...تنظم الخدامين هناك يعني وكده ف روحت والمرتب كان حلو اوي بصراحة وساعدني كتير ومحتاجتش لفلوس مصطفي ...شافني هناك بقي واتقدملي يعني وفضل معايا لحد م حضرتك فوقت اهو ...هو ده كل اللي حصل...
رغم ضيق رمضان من ابنته وما أقدمت عليه وموافقتها علي تلك الوظيفة لكنه يعذرها فهو فقط سندها بهذه الدنيا من المؤكد أنها ستدق جميع الابواب