رواية رائعة للكاتبة نرمين محمود الجزء الاول
بيني بيتك والقصر...
هتفت اسراء بعد أن استطاعت اخراج صوتها اخيرا...
_ انا فعلا كنت جاهزة وهاجي عشان ابلغ حضرتك بقراري...بس سبقتني...
انكمشت ملامح وجه ظافر بضيق بعض الشئ عندما تفوهت بتلك الكلمة حضرتك لكن سرعان ما تتهللت اساريره وهي تقول بخجل وخفوت...
_ انا موافقة...بس حضرتك لازم تخرج من هنا لاني عايشة لوحدي وكلام الناس مش حلو ..ممكن حضرتك تنزل وانا هنزل...
اومأ ظافر برأسه ثم خرج من المنزل حتي ينتظرها بسيارته بالاسفل ...
بعد مرور دقائق رأها ظافر تقترب منه وتصعد الي السيارة بالمقعد الخلفي لكنه استوقفها قائلا...
اغلقت الباب الخلفي وتقدمت نحو الباب وجلست بالكرسي بجانب ظافر بهدوء وهي تفرك يديها بتوتر من ذلك القرب من رجل...
بدأ ظافر بالحديث قائلا...
_ بصي احنا دلوقتي هنروح المستشفي اللي محجوز فيها والدك وننقله مستشفي تانية كويسة وبعد كده هنروح نتغدي لاني عاوز اتكلم معاكي شوية تمام...
اومأت برأسها إيجابا بصمت ونظرت الي زجاج السيارة تتابع حركة السيارات بالخارج...
انتهي ظافر من اجراءات نقل حماه والد اسراء الي مشفي خاصة حتي يتلقي الرعاية اللازمة واخذها وذهب الي احدي الكافيهات حتي يستطيع التحدث معها كما يريد..
_ تطلبي ايه بقي ..
ابتسمت اسراء بهدوء و هتفت...
_ مش عاوزة حاجة ... شكرا..
تبدلت ملامح وجه ظافر الي الحدة قليلا فهتفت هي بسرعة وتوتر..
_ قهوة...قهوة مظبوط...
نظر ظافر الي النادل وهتف ...
_ اتنين قهوة مظبوط...
اومأ النادل برأسه وغادر بعد أن دون الطلبات فيما الټفت ظافر الي اسراء قائلا بصوت هادئ...
_ شوفي انا جبتك هنا عشان فيه حاجات لازم نتكلم فيها مع بعض...اولا انا مبحبش أعيد كلامي مرتين بمعني أسأل تجاوبي تمام...
ثانيا انا عاوز اعرف مين اللي كان بيتكلم معاكي لما وصلتك بيتك اول مرة ..
_ ده مصطفي اخويا...كان بيسألني علي بابا ...
قطب جبينه بحيرة قائلا...
_ انت عندك اخ...
هزت رأسها نفيا قائلة بابتسامة...
_ لا...مصطفي مش اخويا ...مامته وباباه كانوا جيرانا بس كانوا وهو صغير وبابا تولي رعايته يعني...واتربي معايا وعمره م سابني ابدا...
اماء ظافر برأسه ثم قال بهدوء شديد...
_طيب...يلا نشرب القهوة وبعدين اروحك...ومش محتاج اقولك طبعا أن أي مكان هتروحيه يبقي عندي بيه علم وانا نفس الموضوع كده...
اومأت برأسها إيجابا وامتدت يدها الي فنجان القهوه وارتشفت منه بصمت تام...
دلف ظافر الي غرفة والده وطلب من سامية أخبار دارين أنه يريدها في غرفة والده....
بعد قليل دلفت دارين الي الغرفة التي يجلس بها أخيها وابيها...اكتسي ملامحها الحزن الشديد علي حالة والدها والتي كانت هي السبب الرئيسي بها وزادت حقدا وكرها علي ذلك الحقېر الذي دق له قلبها ...
_ خير يا ظافر طلبتني ليه ..
أشار ظافر الي المقعد أمامه قائلا ...
_ تعالي بس اقعدي عشان كلامنا هيطول شوية ...
اقتربت اسراء من المقعد وجلست كما أمرها أخيها وبدأ ظافر بالحديث قائلا...
_ انا نويت اخطب أن شاء الله...والعروسة تبقي اسراء...البنت الجديدة اللي جت هنا تشتغل...
اتسعت عينا دارين پغضب شديد ونهضت من مكانها وصړخت باهتياج....
_ عاوز تخطب مين ..الحيوانة اللي قالتلي قليلة الرباية ف بيتي!...عاوز تخطب الژبالة ديه وتتجوزها!!...ديه مش من مستوانا.. ديه شبعة بعد جوعة عاوزها تيجي هنا وتتنغنغ وتطعنك ف ضهرك ..عاوز غدر تاني من الفقرا اللي معندهمش مبادئ دول!!!...
انا مش موافقة ومستحيل اقبل بيها بينا...
وخرجت من الغرفة دون أن تعطيه الفرصة للحديث ...لم يعيرها حسين اي اهتمام والټفت الي ابنه قائلا ..
_ سيبك منها بعدين ابقي صالحها ...المهم قولي انت معجب بيها ولا فيه حاجة ف دماغك...
وقف ظافر من مكانه واقترب من والده وربت علي كتفه قائلا...
_ حاجة ف دماغي يا حسين ...بس بينا ها...
ابتسم حسين بهدوء واومأ برأسه...
خرج ظافر من الغرفة وذهب الي غرفة شقيقته حتي يخبرها بما يجيل في صدره ...
دلف ظافر الي غرفة شقيقته دون استئذان فهو يعلم أنها لن تقبل دخوله إليها وهي غاضبة بهذا الشكل...
_ ممكن تهدي وتسمعيني.. مش عاوز اسمع صوتك خالص لحد م اخلص كلامي...
الزفت اللي اسمه فادي ده بعتلي رسالة لغاية مكتبي ف الشركة رسالته مبتقولش إلا أن فيه حد خاېن ف بيتي وانا مهما دورت مش هلاقيه ...دورت حواليا كويس وملقتش اي حد تصرفاته مش طبيعية الا اسراء وقررت احجمها...انا لا بحبها ولا نيلة وعمري م هقع ف نفس الغلط مرتين ...
ابتسمت دارين بفرحة شديدة وهتفت ...
_ بجد ... يعني انت قربت ترجعلنا كل املاكنا منه يا ظافر...
_ أيوة يا حببتي ...خلاص هانت كلها كام شهر بس وكل حاجة هترجع ملك لعيلة الغيطي تاني...
بعد مرور شهر جاءت المكالمة التي ينتظرها ظافر بفارغ الصبر فقد جاءته مكالمة من الطبيب الذي يتابع حالة حماه