عروس بلا ثمن
بس مابقاش رائف الحديدى اما عرفت كل واحد مقامه فين
احنى ياسر راسه يستمع الى كلمات صديقه والتى تقطر من كل حرف فيها بكل ما عاناه طول سنين حياته من مأسى كان هو شاهدا عليها ليهمس له بصوت حاول جعله عاديا لا يحمل اى شيىء من الشفقة التى يشعر بها من اجله
يعنى نويت على اللى فى دماغك برضه
التمعت عين رائف كعين فهد وقعت تحت يده فريسة طال انتظاره لها يغمغم بۏحشية
طبعا مش ده اللى كان عاوزه وانا هعمله اللى كان نفسه فيه بس على طريقة انا وابقى عبيط لو مستغلتش اللى حصل صح اوووى
الفصل 2
مر على زينةاسبوع فى عملها لدى شركة الحديدى استمتعت واحبت عملها كثيرا فقد اتاح لها العمل هنا التعرف على اشخاص وزملاء لها كانوا جميعا لطفاء معها يسود جو من الود والاحترام بينهم لكن تظل دائما اللحظة المفضلة لديها فى يومها كله هو لحظة مراقبتها له فى حضوره وانصرافه تظل تتابعه بشغف واعجاب كما لو كانت ترى احدى نجوم السنيما يمر من امامها كل يوم ليبعث فى قلبها الرهبة لحظة التقاء عينيهم فى كل مرة تشعر بتعمده اطالة النظر اليها لعدة ثوانى تشعر خلالها برفرفة واضطراب دقات قلبها فتصبح على هذه الحالة طوال اليوم تتكرر مجددا لحظة رؤيتها له مغادرا
استمر يومها كالمعتاد حتى قبل موعدانصرافها بساعة لتهمس لها مها بخفوت
زينة انا مش قادرة اكمل فلو استاذنت وروحت بدرى هتقدرى انتى تكملى لوحدك
هزت زينة راسها بالايجاب قائلة بثقة
طبعا روحى انتى ومتقلقيش اساسا مبقاش غير ساعة على الانصراف
زفرت مها قائلة
ماهو القلق كله من الساعة دى انتى ناسية ده ميعاد خروج رائف بيه ولازم يخرج هو الاول وبعدين نمشى احنا وخاېفة يلاحظ غيابى
رتبت زينة على يدها تحاول تطمئنتها
نظرت اليها مها بقلق
انتى شايفة كده
هزت زينة راسها بالايجاب وهى تنهض من كرسيها
ايوه ويلا بقى انتى علشان شكلك تعبانة اوووى
وقفت مها لتغادر مودعة زينة التى وقفت تستعد لاستكمال عملها ليمر بها الوقت سريعا لا تنتبه له حتى وقف احد العاملين معها فى الشركة شاب يعمل فى قسم المحاسبة تعينا معا فى نفس اليوم ومنذ ان علم بهذا حتى اخذها فرصة للحديث معها بدعوى انهم حديثى التعين وليس لهم اصدقاء هنا ولكنها اصبحت تشعر معه بالحذر فقد اصبح يتمادى فى حديثه معها بطريقة فظة مبالغ فيها تشعرها بعدم الارتياح وهاهو الان يقف يستند براحة فوق الطاولة امامها يضحك بسماجة على احدى النكات التى قام بالقاءها منذ قليل لتخفض راسها فى محاولة منها لمدارة ضيقها منه حتى دوى صوت جهورى هز ارجاء المكان يهتف
اتسعت عينيها پصدمة عند معرفتها هوية المتحدث لترفع راسها تنظر اليه بړعب تحاول تبتلاع لعابها اكثر من مرة لتفشل وهى تراه يتقدم من مكانهم حتى وقف امام الموظف البائس تشع عينيه پغضب عڼيف قائلا بجمود
انت مين وواقف عندك ليه
اخذ الموظف البائس وقد احمر وجه بشده حتى خشيت زينة اصابته بأزمة قلبية يتلعثم فى كلماته يخرجها بصعوبة من فمه
انا....اصل .....كنت
هدر صوت رائف پعنف قائلا
انا سألت سؤال ولسه لحد دلوقت ماتجوبش عليه وانا مبحبش اكرر كلامى تانى
فاسرع الموظف يجيبه بأسمه ومكان عمله بتلعثم وخوف ليهز رائف راسه قائلا ببطء
لېصرخ عاليا بينما وقف جميع الحضور يراقبون ما يحدث بصمت
يبقى مخصوم منك عشر ايام علشان اللى حصل ده ميتكررش منك او من اى حد يفكر يعملها مفهوم
هدر بالكلمة الاخيرة بصوت عالى جعل كل المتابعين للموقف ينتفضون بفزع حتى زينة الواقفة تتابع ما يحدث بړعب وهى تراه يصرف الموظف المړتعب من امامه بحركة مترفعة من يده ليفر من امامه بخطوات سريعة متعثرة ثم نظر رائف الى الجمع المراقب يهتف بحزم
كل واحد على شغله مش عاوز حد واقف هنا
تبعثر الجمع يمينا ويسارا سريعا يراقبهم هو بلا مبالاة ثم الټفت الى زينة بعينيها المتسعة بانبهار واعجاب فتتسع عينيه هو الاخر ولكن دهشة من رؤيته لتلك النظرة دائما الظهور بعينيها ذات اللون السماوى الصافى كلما تقابلت اعينهم فاخذ يطيل هو النظر فيهم ناسيا تماما ماراد ټعنيفها عليه حتى انتبه على نفسه وهو ينظر اليها بتلك الطريقة ليتنحنح محاولا اجلاء صوته يهتف بها بحزم
وانتى اللى حصل ده ماتكررش تانى ده مكتب استقبال للعملاء مش مسرح يتقال عليه نكت فاهمة
هزت زينة راسها وهى مازالت على حالتها المنبهرة بحضوره ليهز راسه باستسلام من تلك الحمقاء امامه مغادرا بخطوات سريعة واثقة تتابعه هى بعينيها باعجاب حتى اختفى عن انظارها لتتنهد تبتسم برقة كما لو كانت لم تتعرض لتعنيف منذ قليل
بداخل احدى اشهر
مكاتب المحاماة جلست سوزان الشريف تهز ساقيها بعصيبة وفى يدها احدى سجائرها ذات اللون الوردى تنفس دخانها پعنف لينهض مجدى التهامى المحامى الخاص بها من خلف مكتبه متجها للجلوس فى المقعد المقابل لها يهتف برقة
اهدى كده يا سوزان مفيش داعى ابدا لعصبيتك دى
اسرعت سوازن باطفاء سجارتها داخل المنفضدة امامها وهى تصرخ پعنف
انت بتقول ايه يا مجدى عاوزنى بعد عمرى اللى ضيعته مع واحد اد ابويا وبعد كل اللى عملته اطلع كده من كل الحكاية بشوية ملاليم وتقولى اهدى دا ممكن يحصلى حاجة لو ده حصل
راقبها مجدى وهى تخرج سجارة اخرى تشعلها بيد مرتعشة ليحدثها بهدوء محاولا تهدئتها
مين قالك اننا هنسمح بالكلام ده كلام الوصية واضح لو منفذش خلال شهرين كل حاجة هتبقى بتاعتك وانا وانتى عارفين رائف كويس مش
هيعملها عند فى ابوه ولو حتى علشان ميراثه منه اللى كلنا عارفين انه مش محتاجه
نهضت سوزان تلتف حول كرسيها تقف خلفه هاتفة پغضب
احنا هنضحك على بعض يا مجدى انت عارف كويس انه هينفذ الوصية حتى ولو على رقبته المهم عنده انه ميخلنيش اطول قرش من فلوس ابوه
لتكمل بهمس بضعف
انت ناسى انا عملت ايه فى امه وازاى كنت سبب فى مۏتها
نهض مجدى هو الاخر قائلا بجدية
يبقى مهمتنا اننا نمنع ده ونقف ادام اى محاولة منه لتنفذها
ضحك سوزان بتوتر تهتف
وده هنعمله ازاى هنمشى وراه نراقبه
مجدى بتفكير ينظر الى البعيد بشرود
دى بقى نفكر فيها كويس واكيد مش هنغلب نلاقى ليها حل
شركة الحديدى صباحا
يا نهار مش فايت وحصل ايه بعد كده
هتفت مها بكلماتها تلك پصدمة وړعب بعد ان قصت عليها زينة كل ما حدث بالامس لتهتف زينة بسعادة
ابدا خصم لسعد عشرة ايام وزعقلى وزغلى بعنيه الحلوين دول وسبنى ومشى
اتسعت عين مها بذهول وهى ترى تلك السعادة المرتسمة فوق وجهها تسألها بدهشة
بس كده! يعنى مخصمش منك انتى كمان حاجة
هزت زينة راسها بالنفى لتستأنف مها حديثها بهمس كما لو كانت تحدث نفسها
غريبة اووى دى ده قليل لو مكنش رفدك فيها
صممت تنتبه لنظرات زينة تتجه ناحية باب الشركة تلتمع بسعادة فتلتفت هى الاخرى ناحيته ترى رائف الحديدى يدلف الى الداخل غير مبالى بخطواته الواثقة السريعة حتى توقفت خطواته فجاءة امام مكتب الاستقبال ولصډمتها اتجه بخطواته ناحيتهم يصوب نظراته فوق زينة الوافقة بتخشب تتسع عينيها بانبهار كما هى عادتها كلما راته ليحدثها بحزم مشيرا اليها
انتى . عشر دقايق وتكونى فوق فى مكتبى
اشارت زينة الى نفسها تسأله بعينيها ان كان يقصدها هى ليجيبها رائف بحدة
ايوه انتى عشر دقايق والقيكى ادامى مفهوم
هزت زينة راسها بالموافقة بضعف ليلتفت مغادرا دون اضافة كلمة اخرى لتهتف مها فور مغادرته
نهار مش فايت انا قلت مش هيعديها كده ابدا
التفتت اليها زينة تسألها بړعب
يعنى ايه هيرفدنى طيب معملش كده امبارح ليه
هزت مها كتفيها اشارة عن عدم معرفتها تنظر اليها بشفقة وهى ترى الشحوب يكسو وجهها والدموع تملىء عينيها لتسرع فى توجيهها ناحية المقعد تجلسها فوقه قائلة بهدوء
اهدى كده وخدى نفسك وان شاء الله هتبقى خصم بس
رفعت زينة راسها اليها پصدمة لتهتف مها
ايوه اهو احسن من الرفد ولا ايه
هزت زينة راسها بالايجاب لا تستطيع النطق بحرف تجلس فى انتظار مرور تلك العشر دقائق لتحدد مصيرها ليمروا عليها كما لو كانوا عشر سنوات حتى حان موعدها للصعود اليه فنهضت تقدم ساق واتاخر الاخرى الى ان وصلت الى مكتبه تتقدم الى الداخل حتى وقفت امام سكرتيرته والتى اخذت تنظراليها
من اعلاها الى اسفلها تسألها ببرود
افندم طلباتك
تنحنحت زينة محاولة اجلاء صوتها قائلة بصوت هامس متحشرج
رائف بيه كان عاوزنى فى مكتبه
اتسعت عينى شاهى تسألها پصدمة
عوزك انتى!
هزت زينة راسها بالايجاب
لتهمس شاهى بتعجب
هو ايه حكايته بالظبط الاول يطلب ملفها ودلوقت يقابلها
ثم نهضت من مكانها تتقدم الى باب اخر مغلق لتضع يدها عليه وقبل ان تفتحه التفتت الى زينة قائلا باحتقار
خليكى عندك واياكى تمدى ايدك على حاجة
وقبل ان تهم زينة بالرد عليها بما يليق بها فتحت الباب تدلف الى الداخل مغلقة اياه خلفها لتهتف زينة
يا ساتر مشغل عقربة معاه عليها لسان عاوز ...ولا بلاش
وقفت مكانها تنظر الى الباب المغلق امامها تشعر بالتوتر وبالعرق البارد يغرق جسدها من اثر خۏفها ورهبة الانتظار ولكن لم تمضى ثوانى حتى خرجت اليها تلك العقربة مرة اخرى تشير اليها بالدخول وعينيها توضح رايها فى هذا اللقاء لتبتسم لها زينة بطرف شفتيها ضحكة مصطنعة وهى تتجاوزها الى الباب وماان خطت الى الداخل حتى وصلت الى انفها رائحة عطره تملأ المكان فقاومت اغلاق عينيها استمتاعا بها تنهر نفسها تتذكرها بسبب حضورها وهى تتقدم بخطوات مترددة بطيئة تسمع صوت الباب تغلقه خلفها تلك العقربة لتبتلع ريقها ړعبا ورهبة فقد اصبحت وحيدة معه داخل تلك الغرفة والتى تنطق بالفخامة والرقى تراه يجلس خلف مكتبه يرتدى قميصا اسود رافعا كميه حتى المنتصف كاشفا عن ساعدين قويين