الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

عروس بلا ثمن

انت في الصفحة 2 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز


بضعف تتعالى شهقات بكاءها حتى اڼهارت ارضا تبكى بمرارة على فقدان اعز احبائها فى لحظة خاطفة لم تتخيل حدوثها حتى فى اسوء كوابيسها
وضعت زينة المفتاح فى المكان المخصص له فى باب شقتها وما ان همت بفتحه حتى سمعت صوت جارتها سعاد مناديا عليها لتلتفت اليها تبتسم بضعف لتسرع سعاد فى ملاقاتها تسألها بلهفة
ها عملتى ايه قبلوكى فى الوظيفة

هزت زينة راسها بالايجاب قائلة بهدوء
الحمد لله بس هكون تحت الاختبار لمدة شهرين وبعدين هتعين رسمى فى الشركة
تهللت ملامح سعاد بفرحة
بجد طب الحمد لله مش هتاخدى مرتب يعنى 
فتحت زينة الباب تدلف الى الداخل تتبعها سعاد تكمل حديثها
اصل المنيل صاحب البيت جالك تانى هنا وانتى بره وراسه والف سيف ياخد الايجار مرة واحدة بس انا قدرت اسكته بكلمتين لحد ما تيجى ونشوف هنعمل ايه
ارتسم القلق فوق ملامح زينة قائلة پخوف
بس انا مش هقدر ادفع المبلغ كله مرة واحدة حتى ولو قبصت مرتب الشهر ده
اسرعت سعاد تطمئنها قائلة
لا متقلقيش احنا بس نسكته بحاجة من تحت الحساب وبعد كده نبقى نديله كل شهر مبلغ المهم ان ربنا كرمك بالشغلانة دى
ثم سالتها بنبرة اسفة
برضه مفيش حد من اهلك سال ولا جه
سقطت زينة جالسة فوق الاريكة بارهاق تهز راسها بالنفى هامسة
ابدا مع انى نزلت نعى فى الجورنال من اسبوع بس مفيش اى حد سال
سعاد فى محاولة لتهوين عليها
معلش اهو الحمد لله ان ربنا كرمك بالشغلانة دى وعلى الاقل هتفضلى فى شقتك ومعانا
اخفضت زينة راسها بأسى وانكسار قائلة
انا مكنتش عارفة ان الامور كانت معقدة مع بابا كده لدرجة انه ميدفعش الايجار كل المدة دى
نظرت اليها سعاد قائلة بشفقة
الله يرحمهم ظروف تعب ابوكى مع مصاريف دراستك ازمت الدنيا معاهم وهما حاولوا على اد ما يقدروا يخبوا عنك لحد ما تاخدى شهادتك بس يا حسرة عليهم ملحقوش يفرحوا بيكى ومجاش
فى بالهم انهم هسيبوا كل الديون دى ليكى
اقتربت منها تضع تضع يدها فوق كتفيها تضغط برفق قائلة بمرارة
انا كان نفسى اساعد بس ڠصب عنى انتى عارفة الظروف
نهضت زينة ټحتضنها قائلة بامتنان
كفاية عليا وقفتك معايا من ساعة ۏفاة بابا وماما وانتى ماسبتنيش دقيقة واحدة يارب بس يقدرنى على رد جميلك ده
ابتعدت عنها سعاد تنكزها فى كتفها برقة قائلة
جميل ايه يا بت انتى دانتى زاى بنتى بالظبظ وامك كانت اكتر من اخت ليا
ثم ابتسمت بحنان تمسك بيدها تكمل قائلة
يلا تعالى نتغدى سوا ونشوف هنعمل ايه مع صاحب البيت وهنقوله ايه لحد ما تقبضى مرتبك
ابتسمت لها زينة بحب تشكر الله على وجود هذه السيدة فى حياتها لتهون عليها مرارة كل ماحدث لها
وقفت زينة خلف مكتب الاستقبال الخاصة بالفرع الرئيسى لمجموعة شركات الحديدى تلاحظ على غير العادة حالة من التوتر والنشاط المفرط لم تراها منذ عملها هنا منذ اكثر من اسبوع لتميل هامسة الى زميلتها مها تسألها
مها هو فى حاجة النهاردة ! اصل شايفة الكل متوتر والحال على غير العادة
ردت مها بنفس الهمس
لا متقلقيش بس رائف بيه اخيرا وصل من السفر اصله كان مسافر انجلترا يجى اكتر من شهر وطبعا لما الكل عرف بخبر وصوله بقى حالهم زاى مانتى شايفة كده
نظرت اليها زينة بتوجس قائلة
يعنى خبر وصوله يعمل فيهم كل ده ده من وقت وصولهم والكل عامل زاى خلية النحل
هزت مها راسها قائلة بتفهم
اه مانتى جديدة ومتعرفيش مين هو رائف الحديدى
لتقترب منها قائلة بجدية وانبهار شديد
شوفى يا بنتى رائف بيه ده لو شاف نسمة هوا معدية لازم يعرف رايحة فين ولمين وليه كل حاجة هنا بأمره هو وبس شخصية كده مينفعش يتحكى عنها ده لازم تشوفيه بعنيكى علشان تعرفى بتكلم عن ايه
كانت زينة طول حديثها تتتسع عينيها بذهول ورهبة من حديثها عن هذا الرائف تتمنى الا تلتقى بيه ابدا شخصيا وتظل فى مكانها المنسى هذا بعيدا عن الانظار
مر بهم الوقت سريعا حتى ساد الصمت فجاءة ارجاء المكان ترى الجميع تتوجه انظارهم ناحية باب الشركة باهتمام لتركز انظارها هى الاخرى عليه حتى ترى ما الذى جذب انتباهه الجميع ليدخل الى الشركة فى تلك اللحظة شخصا تحيط به هالة من القوة والعظمة تبعث الرهبة فى النفوس معه العديد من الاشخاص يبدون كمساعدين له فاخدت تراقبه بانظارها لا تستطيع ابعادها عنه فهو مثال رائع لاحد ابطال الروايات التى تعشق قراءتها فتراه متجسدا امامها فى الواقع بهيئته وخطواته الواثقة المتمهلة يرتدى بدلة من اللون الاسود وقميص من نفس اللون مفتوح الازرار ليزيد من غموضه اكثر فادركت هويته فورا قبل ان تميل عليها مها تهمس باعجاب وعينيها هى الاخرى تتابعه
مش قلتلك لازم تشوفيه علشان تعرفى انا بتكلم عن ايه
هزت زينة راسها بضعف توافقها دون النطق بكلمة تراقبه وقد احاط به العديد من مسئولى الشركة يتحدثون اليه باهتمام وتملق وهو ينصت الى حديثهم بعدم مبالاة ووجه خالى من التعبير تجول عينيه فى
 

 


المكان بحدة وتجهم حتى توقفت عند مكان وقوفها خلف الطاولة المخصصة لاستقبال العملاء لتضيق نظراته فوقها ينظر اليها بحدة تتقابل نظراتهم لبضع ثوانى شعرت خلالها بضربات قلبها تتصاعد بقوة تتنفس پعنف وخشونة تقع تحت تأثير عينيه الحادة حتى فقدت اتصال نظراتهم فجاءة مشيحا بعينيه بعيدا مبتعدا عن المكان ليستقل المصعد المخصص له غائبا عن الانظار ليتنفس الجميع الصعداء ويعود الارتياح والهدوء الى المكان مرة اخرى
الا هى فقد احست بقدميها لاتقوى على حملها فتسرع بالجلوس فوق المقعد خلفها لتضحك مها ماان راتها على تلك الحالة قائلة بمرح
ده كان نفس رد فعلى اول مرة شوفته بس بعد كده اتعودت
رفعت زينة عينيها اليها تهمس پصدمة
وانا بقى هفضل على الحال ده كل مرة هشوفه فيها لحد ما اتعود
ضحكت مها بقوة من كلاماتها العفوية تربت فوق كتفها قائلة
خلى عندك امل وادعى تتعودى بسرعة
رفعت زينة ذراعيها تستند عليها فوق الطاولة واضعة خدها فوقهم تتنهد بقوة تهمس
ولا متعودش الحمد لله ان شغلى بعيد عنه خلينى فى الامان اضمن
دخل رائف الى مكتبه تتبعه سكرتيرته الخاصة شاهى تتهادى خلفه فى تنورة قصيرة رمادية اللون وقميص ابيض يضيق فوق صدرها تهتف بسعادة وغبطة
حمدلله على السلامة رائف بيه متعرفش اد ايه انت كنت وحشنى
لتصمت تحاول اصلاح كلماتها بخجل مفتعل
اقصد وحشتنا كلنا يعنى
جلس رائف خلف مكتبه يريح ظهره فوق مقعده ينظر اليها يقيمها من اعلاها الى اسفلها ثم العكس يدرك محاولاتها الدائمة للفت انتباهه لها فهى منذ عملها لديه منذ اكثر من عام وهى لا تمل من تلك المحاولات والتى اصبحت تشعره بالتسلية اكثر من شعوره بالڠضب يراها لا تستسلم ابدا
نظر اليها مستمعا قائلا بكسل
اخبار الشغل ايه فى غيابى يا شاهى
هتفت شاهى بلهفة شديدة تشير الى عدة اوراق فوق مكتبه
كله تمام حضرتك وانا عملت تقرير بكل اللى كان بيحصل فى الشركة طول فترة غيابك ادام حضرتك على المكتب
لم يرفع رائف عينيه عنها لا ينكر اعجابه بتفانيها فى عملها فهى تدير كل امور مكتبه بسلاسة واخلاص وهذا ما يجعله يتغاطى عن محاولاتها المراهقة هذه للفت انتباهه لها
امسك بقلمه يديره بين اصابعه وهو مازال ينظر اليها
وياسر عمل ايه فى اللى قلت عليه قبل ما اسافر
اسرعت بالسير الي تلتفت حول المكتب لتقف بجواره تميل عليه بحركة مقصودة ترفع جهها اليه قائلة برقة
كله موجود عند حضرتك فى التقرير
تقابلت نظراتهم لترفرف برموشها ببطء واڠراء فى محاولة منها لكسر تلك البرودة التى تراها دائما فى عينيه ولكن لا فائدة تذكر وهى تراه يرجع الى الخلف فى مقعده قائلا ببرود ولا مبالاة
تمام يا شاهى تقدرى ترجعى مكتبك وانا هشوف التقرير بعدين
بهتت ملامحها تعتدل فى وقفتها قائلة باحباط
تمام يا رائف بيه تحب ابلغ ياسر بيه انك موجود فى مكتبك
اخذ رائف يدير قلمه بين اصابعه ببطء ينظر اليه بتركيز
اه ومدخليش حد عليا لحد ما اديكى اوامر تانية
هزت شاهى راسها بالموافقة تتحرك مغادرة الحجرة ليستوقفها رائف مناديا لها بحدة لتتوقف مكانها تنظر اليه باهتمام وامل ليسألها وهو مازال ينظر الى قلمه بين اصابعه قائلا باقتضاب
فى موظفين جداد اتعينوا وانا مسافر 
عقدت حاجيبها تستغرب من ذلك السؤال فهذه هى المرة الاولى التى يسألها عن هذا الامر لتجيبه بحيرة
مش عارفة يا رائف بيه الامور دى من تخصص قسم ال....
رفع رائف عينيه اليها بحدة لتتنحنح قائلة بسرعة
ثوانى وهيكون عند حضرتك ملف بكل اللى اتعينوا جديد
هز راسه يشير اليها بالانصراف لتغادر سريعا لتنفيذ هذا الامر الغريب لها تاركة اياه يرجع الى الخلف يستند براسه الى مقعده يتذكر تلك العيون كالبحر الهادىء بنظراتهم المتسعة بانبهار وبراءة
حنى سمع دقات هادئة على باب مكتبه ليدلف بعدها ياسر الى الداخل قائلا بمرح
ايه النشاط ده كله من الطيارة للشركة على طول ايه يابنى

انت ما بترحمش نفسك
نظر اليه رائف بتسلية
انا قلت اجى اطمن هببت ايه فى غيابى قبل ما اعمل حاجة تانية
تقدم ياسر الى الداخل يجلس فى الكرسى المقابل للمكتب قائلا بجدية
لا اطمن كل اوامرك اتنفذت بالحرف
اعتدل رائف فى جلسته يعقد حاجبيه باهتمام وحزم
تمام كده وعملت ايه مع المحامى
هز ياسر راسه بتأكيد قائلا
اجل كل حاجة لحد رجوعك من السفر خصوصا انك سافرت بعد الچنازة على طول يعنى مكنش يقدر يعمل غير كده
كست ملامح رائف مشاعر لايمكن قرائتها بعد انتهاء ياسر من حديثه ينظر امامه بشرود حتى تنحنح ياسر قائلا بخفوت وتردد
سامحه يا رائف هو دلوقت بين ايد ربنا وخصوصا انه كتب لك كل حاجة رغم انه كان يقدر يعمل العكس بعد كل سنين الخلاف اللى بينكم
الټفت رائف اليه تلتمع عينيه بغل وكراهية تخرج كلماته من بين شفتيه كالفحيح
عاوزنى اسامحه بعد كل اللى عمله وبيعمله معايا حتى بعد مۏته عاوزنى انسى ذلى وذل امى ومۏتها بسبب قهره وذله ليها لا وكفهوش كل ده لسه عاوز يلعب معايا و يتحكم فيا حتى بعد مۏته
 

انت في الصفحة 2 من 54 صفحات