الأحد 24 نوفمبر 2024

ادمنت قسوتك بقلم ساره علي

انت في الصفحة 10 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

بعصبية تمكنت منها 
ده كله ميدكش الحق انك تعاملني بالشكل ده انا مراتك والمفروض اني من الطبيعي اشاركك في كل حاجة مينفعش تقولي مش عايز اسمع صوتك 
قاطعها بنبرة ناعمة محاولا امتصاص ڠضبها 
انا عارف ده ومتفهم كلامك بس حقيقي مكنتش واعي لتصرفاتي انا لما پغضب مش بكون واعي لأي حاجة بتصرف بدون وعي 
لسه زعلانة مني
أجابته وقد تحركت العبرات داخل عينيها
انت مشفتش نفسك عاملتني ازاي
انا اسف يا مايا سامحيني ارجوك
حاضر أي أوامر تانية
اومأت برأسها ليعقد حاجبيه متسائلا 
ايه كمان
اجابته بجدية
فاهمك يا مايا فاهمك اووي
نهض من مكانه وقال بحماس 
يلا قومي غيري هدومك هنخرج نتعشى بره 
سألته بإستغراب 
هو احنا مش هنرجع الفيلا الليلة
اجابها نفيا 
تؤ احنا هنفضل هنا الليلة كمان 
ابتسمت بإنشراح ثم قالت بحماس هي الأخرى 
هغير هدومي بسرعة
خدي راحتك عالاخر
بت على المكالمة بعدما فتحت صنبور الماء 
نعم عايز ايه 
جاءها صوت سعد الساخر 
عايز مكافئة عاللي عملته النهاردة يا عروسة
انت فاكر اني مبسوطة باللي عملته انت مين قالك تعمل كده
تطلع سعد الى هاتفه بتعجب ثم قال مبررا 
انا قلت احړق دمه شوية بدل ماهو حارق دمنا على طول
زفرت مايا انفاسها على مهل ثم قالت 
اسمعني يا سعد انا مش هستمر فحكاية الاڼتقام دي
يعني ايه
سألها سعد
مصډوما لترد ببرود 
يعني مش عايزة انتقم منه خلاص واعتبر كل الاتفاق اللي بينا منتهي
انتي أتجننتي يا مايا ايه اللي
أتغير
هدرت به 
أولا متعليش صوتك عليا ثانيا انا حرة انتقم منتقمش براحتي
اغلقت الهاتف
في وجهه ليتطلع اليه سعد پصدمة قبل ان يقول بتوعد 
طيب يا مايا انتي اللي ابتديتي
اما مايا فقد خرجت لكريم
قبض على كف يدها وسار بها
خارج الجناح متجها بها الى المطعم 
الفصل الثامن عشر
في صباح اليوم التالي في فيلا عائلة كريم 
هبطت منى
الى الطابق السفلي واتجهت الى غرفة الطعام وجدت زوجها وحسام يتناولان طعام الافطار سويا اقتربت منهما والقت التحية عليهما ثم جلست بجانب زوجها وقالت بضيق واضح 
هو كريم مش ناوي يرجع بقى بقاله يومين بايت بالفندق 
سيبيه براحته يا منى هو عريس ومن حقه يستمتع 
قهقهت منى بسخرية وقالت 
عريس !! 
انت صدقت ولا ايه 
رمقها الاب بنظرات حادة وقال ببرود 
ملوش لزمة الكلام ده الي حصل حصل دلوقتي هو عريس 
صمتت منى حينما شعرت بانزعاج زوجها بينما تحدث حسام قائلا 
هما مقالوش بجد هيرجعوا امتى 
هز الاب رأسه نفيا وفي نفس اللحظة دخل كريم ومايا اليهم لتقفز الام من مكانها وتقترب من كريم هاتفة بحب 
حبيبي واخيرا رجعت
بمرح 
للدرجة دي كنت واحشك يا ست الكل 
ردت الام وهي تربت على كتفه 
اوي اوي 
نهض الاب من مكانه وقال 
ادينا 
حيا الاب مايا ايضا وكذلك حسام وجلس الجميع على طاولة الافطار 
تحدث الاب قائلا 
ان شاء الله تكونوا استمتعوا باليومين اللي فاتوا 
جدا يا بابا
ابتسمت مايا بخجل على ما قاله كريم بينما غمز حسام له بعبث 
تحدثت الام بجدية
جهزتلك اوضتك يا حبيبي تقدروا تستقروا بيها فورا 
ميرسي اوي يا ماما
قالها كريم ممتنا لوالدته بينما اشار لمايا قائلا 
ايه رأيك نروح نريح شوية فوق 
زي مانت عايز 
قالتها مايا بوداعة شديدة لينهض كريم من مكانه فتنهض هي معه ويتجها الى غرفتهما في الطابق العلوي 
ما ان دلف كريم الى غرفة نومه حتى هوى بجسده على السرير اقتربت مايا منه وجلست بجانبه وقالت 
شكلك تعبان 
اجابها 
اوويي 
ثم اكمل غامزا بخبث 
بقالي يومين منمتش بسببك 
احمرت وجنتيها كليا وقالت محاولة تغيير الموضوع 
ايه رأيك تقوم تاخد شاور وبعدين تنام 
اومأ برأسه وهو ينهض من مكانه ويخرج ملابس نوم خفيفة من خزانة ملابسه و يدخل إلى الحمام اما مايا فأخذت
تغير ملابسها 
خرج كريم من الحمام ليجدها مستلقية على السرير ويبدو انها تفكر في أمر هام 
اقترب منها وجلس بجانبها متسائلا سرحانة بإيه 
اجابته دون ان تنظر اليه 
تفتكر احنا لينا مستقبل مع بعض 
تغضن جبينه بتساؤل حائر 
ليه بتقولي كده اكيد لينا مستقبل مع بعض ولا انتي عندك رأي تانيى
اعتدلت في جلستها وباتت مقابلة له فقالت بنبرة عفوية
انا بقيت حاسة اني مش مكتوبلي اعيش سعيدة ولا افرح حقيقي بقيت بحس الاحساس ده فبقيت أخاف من أي حاجة بتحصل حواليا
انت فاهمني 
ابتسم لها وقال
فاهمك 
تنهد بصوت مسموع ثم أكمل 
مش عايزك تفكري بالطريقة دي ابدا خليكي واثقة بيا وانا اوعدك اني مش هخذلك ابدا 
وجهه بكفي يديها وقالت 
شكرا لأنك سمعتني 
تعرفي انك وحشاني 
ضحكت
بخجل وقالت 
تاني 
بحبك 
هتف بها بنبرة صادقة نابعة من أعماق قلبه لتبتسم له 
خرجت مايا من غرفة نومها تاركة كريم ينام لوحده بعمق 
سارت نحو الطابق السفلي فوجدت منى تجلس في صالة الجلوس لوحدها تتابع التلفاز 
اقتربت منها وقالت
مساء الخير
اجابتها منى بجمود
مساء النور 
سألتها مايا بتردد 
تسمحيلي أقعد هنا معاكي 
اشارت منى بيدها نحو الكنبة قائلة 
اتفضلي 
جلست مايا بجانبها وهي تشعر بالخجل الشديد 
تحدثت منى بنبرة باردة 
اخبار حملك ايه 
صمتت مايا لوهلة قبل ان تقول بنبرة متلكأة 
بصراحة انا عايزة اكلمك فالموضوع ده 
تطلعت اليها منى بنظرات غير مرتاحة لتتحدث مايا 
انا مش حامل 
ايه 
انتي بتقولي ايه 
سألتها منى مصډومة لترد مايا بعدما ابتلعت ريقها 
بقول لحضرتك اني مش حامل 
كذبتي علينا يعني 
اومأت مايا برأسها لتكمل الام پحقد 
ويا ترى كريم عارف انك مش حامل 
اجابتها مايا 
عارف من اول يوم 
ابتسمت منى بتهكم لتجد مايا تقول
انا عارفة انك صعب تحبيني خاصة بعد اللي عملته وكمان بعد كذبتي دي بس لازم تفهمي اني عملت كل ده ڠصبا عني انا مكنتش حابة انوا تعارفنا يكون كد ولا كنت حابة اعمل كده 
تطلعت اليها منى بنظرات مستاءة لتكمل مايا بخجل 
اتمنى انك تسامحيني وتتقبليني بحياتك 
صمتت منى ولم تجبها بل ظلت تفكر بمايا وتصرفها الغريب فهل هي صادقة بما تقوله ام إنها تدبر لشيء اخر !
مرت الأيام وعلاقة مايا بكريم تتحسن كل يوم اكثر من اليوم الذي قبله
الغريب ان مايا باتت تشعر بالكثير من المشاعر ناحية كريم 
مشاعر باتت تفهمها لكنها تخشى الاعتراف بها 
اما كريم فكان يعترف بمشاعره لها في كل
لحظة 
يخبرها بحبه وغرامه بجنونه بها 
استيقظت مايا في احد الايام على صوت هاتفها يرن تطلعت الى الهاتف لتجد سعد يتصل بها 
كان كريم قد غادر الى عمله صباحا وهي ظلت في
فراشها تشعر ببعض الارهاق
اجابت على الهاتف بعد تردد 
نعم عايز ايه 
سعد بلاش طريقتك دي قولي بتتصل بيا ليه وعايز مني ايه 
جاءها صوته البارد يقول 
اخبارك ايه مع كريم باشا يا ترى بيعاملك
كويس ولا 
ردت بجمود 
بيعاملني احسن معاملة المهم انت عايز ايه 
عايز اقابلك 
قالت مايا بتهكم
لا يا راجل بالسهولة دي 
رد سعد ساخرا 
المفروض اني اخد معاد يعني ولا ايه 
قالت مايا بحدة 
بعينك انا مستحيل اجي واشوفك ده انا ابقى اټجننت لو عملت كده 
الا انه قال بثقة لا تعرف من أين جاء بها هتجي يا مايا وهنشوف 
مش هاجيى 
مايا انا بعتلك فويس طويل شوية ابقي اسمعيه اووك 
ثم اغلق الهاتف في وجهها لتتطلع الى هاتفها بقلق واضح قبل ان تعقد العزم على سماع ما ارسله لها 
الفصل التاسع عشر
فتحت مايا التسجيل الصوتي الذي أرسله سعد لها
اخذت تستمع اليه بملامح هادئة لا تعكس ما يجول بداخلها من اضطرابات ممېتة
لقد توقعت أن يكون التسجيل يحوي على اتفاقها مع سعد للإنتقام من كريم
اغلقت التسجيل وهي تأن ألما لقد وقعت بالفخ الذي اعده سعد لها بكل غباء والان سوف تضطر الى الاستسلام له وتنفيذ ما يريده منها 
نهضت من مكانها واتجهت نحو الحمام غسلت وجهها عدة مرات بالماء جففت وجهها بالمنشفة ثم أخذت نفسا عميقا قبل ان تخرج من الحمام وأتجهت نحو هاتفها تحمله وتتصل بسعد فأجابها بسرعة قياسية 
دتسأله عما يريد دون مقدمات
عايز ايه مني يا سعد
ويجيبها هو ببساطة قاټلة
لما أشوفك هقولك
وهي وحيدة ضائعة خائڤة 
لازم تشوفني 
يجيبها بإصرار غريب 
اكيد لازم امال هنتفاهم ازاي 
تبتلع ريقها بتوتر ثم تسأله بوجوم 
نتقابل امتى وفين
فيجيبها بجدية 
بكره فالشقة اللي قعدتي فيها فترة طويلة فاكراها
نعم تتذكرها تلك الشقة اللعېنة التي قضت بها ايام هروبها من كريم ليتها لم تذهب اليها ولم تقع في قبضته
ايوه فاكراها هجيلك بكره الساعة ستة هناك
ابتسم بإنتصار قبل ان يغلق الهاتف بوجهها
اما هي فجلست على سريرها بوهن تفكر بما أوقعت نفسها به سعد بالتأكيد يخطط لشيء ما ولكن ما هو لا تعلم 
انه يريد الايقاع بها من جديد وهي ستكون اكثرر من غبية اذا أوقعت نفسها معه
ولكن ما العمل ! ماذا ستفعل وكيف ستمنع نفسها من مقابلته !
لا يوجد حل امامها سوى أن تذهب اليه وتقابله وتفهم منه ما يريد
كانت الافكار تعبث بعقلها وقلبها الذي سيطر الخۏف عليه اغمضت عينيها وأخذت تحاول أن تتوصل الى حل نهائي لهذه المشكلة الصعبة
اغلق سعد هاتفه وهو يبتسم بزهو
ستأتي مايا وسيحقق مراده المنتظر 
عاد بذاكرته الى الخلف ليتذكر ما حدث قبل فترة طويلة 
حينما جائته مايا
يومها تطلب منه أن يساعدها بعدما ضړبت كريم 
مال زال يتذكر كيف جعلها تقيم في شقة إستأجرها مخصوص لها ولعائلتها
وتذكر حديثه معها أيضا
يعني انتي عايزة تخلصي من كريم
سألها بدهشة مصطنعة لتهتف مؤكدة جميع ما قاله 
ايوه وبأسرع وقت
وعايزاني أساعدك
ردت مايا بتأكيد 
ياريت
ثم نهضت من مكانها وقالت بجدية 
كريم دمرنا احنا الاتنين واحنا
لازم ننتقم منه
التفتت نحوها بعد تفكير وقال 
مايا انتي عارفة اني
صمت قليلا لتكمل نيابة عنه 
انك بتحبني
اومأ برأسه مؤكدا ما قالته لتكمل 
وانا بردوا لسه بحبك
ردت بحيادية غريبة 
انا مش هنكر اني لسه مش مستوعبة اللي عملته غير اني مش هقدر بسهولة اغفرلك انت اتخليت عني وقت ما استنجدت بيك 
قال مبررا فعلته 
انا مكنش قدامي حل تاني 
أخفض رأسه خجلا منها واستياءا من نفسه لتكمل
على العموم احنا لازم ننسى اللي حصل ونفكر باللي جاي ده عشانا احنا الاتنين كريم مش هيسيبنا واحنا لازم نحلص منه قبل ما هو يخلص علينا
عاد بتفكيره الى
الوقت الحاضر وهو يتذكر كيف اتفق معها على كل شيء ولكن بذكاءه سجل لها هذا الحوار فهو كان لديه شعور بأنها لا تقول ما ستفعله وبالفعل كان تفكيره في محله
دلف كريم الى غرفة نومه ليجد مايا تجلس على
السرير تفرك يديها الاثنتين بتوتر
وحشتيني
اجابته بإبتسامة واهية
انت اكتر
مالك شكلك بيقول انك مش كويسه
تنهدت بتعب ثم قالت بجدية 
ابدا تعبانة شوية
سألها بقلق واضح وهو يحرك يده على جانب
وجهها 
مالك بس ! انتي من الصبح مرهقة اطلبلك دكتور 
هزت رأسها نفيا وقالت 
مش عايزة هبقى كويسه اكيد
ثم اكملت وهي وتخفي دموعها 
انا اسفة 
ابعدها عنه متأملا وجهها الاحمر بملامح متعجبة 
اسفة ليه بتعتذري ليه يا مايا ! هو فيه حاجة حصلت
اومأت برأسها ليسألها بقلق 
حصل ايه احكي يا مايا
استدارت مولية اياه ظهرها وهتفت بمرارة 
مش هقدر احكي
اتكلمي يا مايا اتكلمي ارجوكي
مش هقدر 
بدأ يتوسل بها أن تخبره ما حدث لتهتف من بين دموعها اللاذعة 
لو قلتلك مش هتفهمني ولا هترحمني
انتي عملتي ايه يا مايا
سألها بشك تملك منه لتجيبه وهي تمسح دموعها بأناملها 
عملت حاجة صعبة اووي حاجة مستحيل تسامحني عليها
بدأ ينفذ صبره فسألها بعصبية 
مايا انا بقيت على اخري اتكلمي ارجوكي
سعد
اشتعلت عيناه ڠضبا ما ان ذكرت اسمه ليسألها بنبرة خطېرة 
ماله 
مدت له هاتفها وقالت 
اسمع الفويس ده
اخذ الهاتف منها وشغل التسجيل الصوتي ليسمع ما به
كان يسمع الحوار
الدائر بينهما بملامح
10  11 

انت في الصفحة 10 من 14 صفحات