قلوب صماء بقلم فاطمه الالفي
وصل إلى المشفى ترجل من السيارة وحمل الحقيبه اعطاها إلى شقيقه ليضعها بسيارته ودلف بقلق للمشفى ليطمئن على صديقه الحبيب
دلف غرفته بلهفه واسرع إليه ليضمه پخوف وقلق
ابتسم له أسر وشاكسه انت يا عم بلاش تحضن عضمى هيتكسر فى ايدك
مالك بحنيه انا اسف انت كويس
أسر الحمد لله
مالك بضيق مين إللى عمل فيك كدة
ووقفت أمام أسر وهى ترتب على يدة وتدعى فى نفسها ان يتم شفائه
ابتسم أسر لها باطمئنان وهو يشعر بالضيق من صديقه الذى عاد من شهر العسل خاصته
أسر مالك انا كويس ليه جيت يا عم انت
مالك نعم كنت عاوزنى اعرف انك واخد وافضل هناك انت مش عارف قيمتك ولا غلاوتك ولا ايه يا صاحبى
مالك بشرود مين ممكن يعمل فيك كدة انت مالكش اى علاقه بحد
أسر بتردد ماتشغلش بالك
مالك پغضب مافيش غيره وهى إللى هتقولى
أسر تقصد
مالك بوعيد ورحمه ابويا ما انا سايبها وهدفعها التمن غالى وغادر الغرفه بعصبيه وانفعال ولم يهتم لمنادات أسر والجميع
قابل شقيقه أمام المشفى
مالك بعصبية فين مفتاح العربيه اخلص
مالك عاوز الزفت العربيه ورايا مشوار مهم
محمود بضيق مفتاح الزفت اهو
التقطه وذهب إلى السيارة قادها حيث وجهته
فى غرفه أسر بالمشفى
مها هو فى ايه يا بنى
يزيد أسر هو مالك يعرف مين عمل فيك كدة
أسر لا يعلم ماذا يخبر بشقيق جميله يخشى بمعرفه تاليا
أسر لنفسه ربنا يستر ومالك مش يتهور
دلف محمود الغرفه وهو متهجم الوجه
محمود مالك باين اټجنن متعصب وعمال يزعق وخد مفاتيح العربيه ومشى
يزيد واضح ان مالك يعرف مين عمل كدة فى أسر وأسر كمان يعرف صح ولا انا غلطان
ظل أسر صامتا
محمود طب فهمنا يا أسر فى ايه
أسر بتعب معرفش يزيد اتصلت بوالد همس
يزيد يضرب جبينه نسيت هتصل بيه حالا هخرج برة عشان اعرف اتكلم
غادر يزيد الغرفه وهو يبعث بهاتف أسر يبحث عن رقم والدها وجده وضغظ على زر الاتصال بعد عدة ثوانى جاء الرد
بعد ان ذهبت لغرفتها تبكى لن تصدق ان يتلاعب بها ظل والدها حزين على حاله ابنته إلى أن جاء الاتصال
والد همس ببرود بعد ان نظر لشاشه الهاتف السلام عليكم
يزيد وعليكم السلام حضرتك الاستاذ كارم والد الانسه همس
كارم بقلق أيوة يا بنى مين حضرتك مش دة تليفون أسر
يزيد أيوة فعلا دة تليفون أسر بس للاسف أسر تعبان وفى المستشفى من امبارح الصبح وهو بيعتذر عشان طبعا ماقدرش يقابل حضرتك زى ماوعدك
يزيد الحمد لله بس هو لسه فى المستشفى
كارم لا حول ولا قوة الا بالله مستشفى ايه يا بنى انا جاى حالا
يزيد مستشفى
كارم طيب يا بنى الف سلامه عليه واحنا جاين مسافه السكه
يزيد تشرف يا حاج مع السلامه
كارم مع السلامه
توجه كارم إلى غرفه طفلته وبعد أن طرق عدة مرات دلف إليها وجدها تبكى والغرفه مظلمه اشفق على حالتها واضاء انوار الغرفه واقترب من فراشها يجلس جانبها ويمد يده يمحى دموعها
كارم بحنيه بطلى عياط بقى
همس بحزن انا واثقه ان اسر مش وحش يا بابا
كارم عارف يا بنتى سامحيني ان ظنيت فيه كدة قومى غسلى وشك وغيرى هدومك عشان هنروح لأسر
همس باستغراب نروحله فين يا بابا
كارم بحزن أسر تعبان شويا بس صاحبه اتصل وطمنى ان هو بخير
همس بقلق تعبان شوفت يا بابا كنت ظالمه
كارم خلاص بقى اجهزى بسرعه انا كنت خاېف عليكى انا ماليش غيرك
همس ولا انا ليه غيرك ربنا يخليك ليا يا روحي
كارم بتحبيه
همس بخجل عادى قلقانه عليه وكدة
كارم الابتسامه هو انا مش عارف بنتى ولا ايه ربنا يسعدك
قبل جبينها وتركها لتبدل ملابسها وانتظرها بالخارج
عودة إلى المشفى
بعد ان أغلق هاتف اسر كان يهم بالدخول وجد ماريا تنتظره
يزيد خير فى حاجه ايه موقفك كدة
ماريا مستنياك تخلص الفون
يزيد بابتسامة هادئه مستنيانى انا ليه فى حاجه
ماريا بتوتر أيوة فى اصل انا كمان كنت عاوز اتاسفلك على تسرعى لم انفعلت اتكلمت معاك بس انا بجد كنت منغاظه
يزيد برفعه حاجب منغاظه من ايه بالظبط
ماريا بتوتر ها لا ولا حاجه
كانت تهم بالمغادرة ولكن لحق بها وامسك بيدها
استنى بس عاوز افهم مش ينفع وانتى بتتكلمى معايا فجأه تمشى هو جنان وراثه عندكم ولا ايه هههه
ماريا بخجل ما انا خلصت كلامى
يزيد بس ماجوبتيش وبعدين رميتى الكلام والاعتذار وعايزة تمشى من غير لم تاخدى الرد ده ينفع طيب
ماريا تهز رأسها بالنفى
يزيد طب ايه بقى انا ريقى ناشف وبقالى يومين مااكلتش تيجى ننزل كافيتريا المستشفى نأكل ولا نشرب اى حاجه وتقوليلى بقى ايه إللى غايظك ومتوترك اوى كدة
ماريا بتردد طب هعرف ماما انا فين
يزيد بابتسامة اوكيه مستنيكى
دلفت للغرفه واخبرت والدتها انها سوف تذهب الى كافيتريا المشفى وذهبت مع يزيد
ومحمود غادر المشفى يباشر عمل الشركه ولا يعلم اين ذهب شقيقه وظلت جميله ومها بجانب أسر
جميله تشعر بالقلق ولا تعلم اين ذهب زوجها
وأسر شارد فى همسته ويتذكر اول لقاء جمعهم
بعد ان وصل لبنايتها صعد إلى الطابق التى تقطن به وظل يطرق الباب إلى أن أحد الجيران نظر له باستغراب وادعاء بالجنون
من شدة غضبه ودفعه بالباب وهو ېصرخ باسمها ويطلب منها ان تفتح الباب بعصبيه مسيطرة على حالته وجد الباب لم يكن موصدا ولم يستغرب الأمر ولم يهتم بل دفعه لينفتح على مصرعيه وتوجه لداخل وهو يسب ويقذفها بالعن الشتائم ولم ياتى منها اى رد ظل يبحث عنها فى جميع الغرف إلى أن وجدها ملقاء بالفراش جاحظت العينان وتنظر للسقف ويديها ممده بالفراش وارجلها تلامس الارضيه
نظر إلى حالتها پصدمه واقترب منها ليتاكد من وجود نبض امسك يدها بيد مرتعشه وجد يدها بارده ولا يوجد اى أثر للحياه كان منظرها مصدم بالنسبه اليه ولم يستطيع النطق باى شى ولا ماذا يفعل او يتصرف ظل قرابت النصف ساعه يتامل هيئتها پصدمه وخوف وهلع من منظرها المؤسف إلى أن استرد وعيه وقرر الأبعاد عن منزلها خوفا من أن تثبت التهمه عليه واسرع فى الخروج من منزلها ومن البنايه بأكملها يحاول السيطرة على نفسه وعلى اعصابه المتهالكه حاول قيادة السيارة والعودة إلى المشفى مرة اخرى
وصلت همس ووالدها المشفى وعلم بغرفه أسر توجهو إليه للاطمئنان على حالته
طرقت عدة طرقات واذنت مها بالدخول
دلفت الغرفه وهو تشعر بالخجل
تحدث والدها حمد لله على سلامتك يا بنى
أسر بنظرة عشق من همسته اذابت ألمه ونظر إليهم بحب الله يسلمك يا عمى
مها ترحب بهم وتقبلها بحب وهى تنظر لأسر عروستك قمر عرفت تختار
توردت وجنتيها بخجل واقترب من اسر وهى تنظر له بحنيه الف سلامه عليك
أسر بهيام الله يسلمك يا قلبي
عرفتها مها على جميله التى ابتسمت لها بمودة وحب
أسر عمى انا اسف بس إللى حصل زى ما حضرتك شايف منعنى
كارم بجديه
انا إللى اسف يا بنى ان بعد الظن إثم صحيح
أسر مش فاهم
كارم انا ماليش غير بنتى إللى حيلتى بعد وفاه والدتها وانا أب وأم وكل حاجه بخاف عليها ولم اديت معاد وماجتش سامحنى فكرت فيك انك مش قد كلمتك وبتتهرب من المسئوليه عشان كدة بتاسفلك انا ماكنتش اعرف ظروفك ايه
أسر بضيق معاك حق بس انا لسه عند وعدى وأول لم اخرج من المستشفى هحدد ميعاد لكتب الكتاب مش خطوبه بقى
كارم ربنا يقومك بالسلامه
ظلت بينهم نظرات حب وعشق ولغه العيون هى التى تتحدث وتعبر عما داخلهم
كانت تشعر بالقلق والاختناق فغادرت الغرفه وهى قلقه على زوجها وفجأة وجدته يقبل فى اتجاهها
نظرت إليه فى لهفه وعندما وصل اليها كأنه شعر بنفسه ارتمى بثقله يضمها بقوة وهى لا تعلم ما الأمر يشعر پألم داخل صدره ولا يريد الاصفاح عنه فيحاول ان يخرج ما به داخل أحضانها الامنه بالنسبه اليه
كانت نظرات كل من بالمرر ينظر إليهم باستغراب فقد طال العناق وهى تشعر بالخجل من النظرات المحيطه بالمكان فحاولت الأبعاد عنه
عندما فاق لنفسه ابتعد عنها برفق وهو ينظر لعيناها باسف وندم وهروب أيضا يريد الهروب من عيناها لا يستطيع أن يسبب لها اى الم كان يهم إن يدخل لصديقه ليهرب من نظراتها المتسئاله
ولكن هى قبضت على يده بقوة رغم قبضه يدها الرقيقه ولكن تمسكت به بقوة وهى تحثه على السير جانبها كان كالمغيب يسير جانبها وجلست بالمقعد الذى يوجد بآخر ممر وأشارت إليه بالجلوس بعد أن بعدت به عن عيون من حولهم
ظلت تنظر له باهتمام تريد أن تعلم ما به
فى كافيتريا المشفى
بعد ان جلس على الطاوله أحضر لها كوب من العصير الطازج وأحضر لنفسه فنجان من القهوة
ماريا هتشرب قهوة مش بتقول بقالك يومين مااكلتش
يزيد بابتسامة عادى مش طالبه معايا اكل تحبي اطلبلك حاجه
ماريا لا شكرا بس انت دكتور واكيد عارف ان القهوة غلط
يزيد لا طبعا دى كلها معتقدات خاطئه وفنجان قهوة فى اليوم مايضرش فى حاجه القهوة بتبق مضرة على مريض الضغط والقلب بس دة لو بيشرب بشراهه المهم بقى ماتتهربيش من سؤالى
ماريا إللى هو ايه
يزيد بابتسامة مش هقبل اسفك غير لم اعرف كنتي متغاظه ليه
ماريا بتسرعه منك
يزيد بتضيق عيناه مني انا هههه ازاى ودة كان اول مرة اشوفك وانتى دخلتى زى القطر علطول مافيش فرمله خالص
ماريا بڠصب انت بتقول قطر عليه انا
يزيد قصدى متسرعه ومندفعه مش أكتر
ماريا بس نظراتك كانت هى السبب
يزيد برفعه حاجب نظراتى ازاى بقى انا كنت بتكلم مع الدكتور الالمانى وقتها وبناقش حاله جميله وكنت مدايق عشانها وكمان بسبب إللى عمله مالك بس مش فاكر ان عملت حاجه تضايقك ولا تغيظك منى
ماريا بتوتر ما انا وقتها فكرت ان عشان مالك بتعاملنى كدة وماقدرتش أتحمل نظرات البرود واللامبالاة وأنا ماليش ذنب خالص
يزيد بعد ان ارتشف من فنجانه بس انا اتاسفتلك على طريقتى فى الكلام معاكى انا عمرى وكملت حد بالطريقه دى وعشان كدة اعتذر
ووضحتلك وقتها انا مابحكمش على حد من علاقات بالناس انا عارف ان كل حد مسئول عن تصرفاته وعن شخصيته وكل شخصيه تختلف عن الاخر
يزيد بابتسامة شوفتى انك ظلمتيني
ماريا انا أسفه
يزيد حصل خير المهم انك مش زعلانه صح
هزت رأسها بالنفي ابتسم يزيد على بريق الأمل الذى شعر به
فى القاهرة
كان يجلس بمكتبه يتابع