الإثنين 25 نوفمبر 2024

قلوب صماء بقلم فاطمه الالفي

انت في الصفحة 29 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز


الطبيب الالمانى من حدوث مجاذفه اذا خضعت شقيقته لعمل زرع القوقعه فنسبه فشلها تجاوز التاسعون بالمئه وفقط نسبه النجاح لم تتعدى العشرة بالمئه 
قام ليصلى صلاة الاستخارة يطلب من الله الدعم فى اتخاذ القرار المناسب لتلك المجازفه وبعد أن انتهئ من صلاته وقرأ دعاء الاستخارة حاول إغماض عينه وهو يبتسم يشعر بالراحه بعد اعتراف كارلا بأنه برئ ولم يمسها فقد انزاح عن صدره ثقل كبير الان يتنفس براحه فجاه اقټحمت تفكيرة ذات العيون الزرقاء حاول تنفيضها من مخيلته فلماذا تاتى الان بمخيلته تغاضه عن الأمر وبعد لحظات كان فى ثبات عميق 

اما عن جميله ظلت بغرفتها وحاولت أن تغمض عيناها ولكن يجفيها النوم فظلت شاردة فى تلك الرساله الورقيه التى هزت كيانها وزلزلت قلبها وظلت تفكر فى اللحظات التى كان يتعامل معها بكل حنيه وحب فقد اشتاقت حقا إليه تغحصت هاتفها مرة اخرى تقرأ رسائله وتبتسم وهى سعيدة على تمسكه بها فهل حقا يحبها ويعشقها يريدها حتى إذا لم تسترد نطقها وسمعها فهل يتحملها الباقي من عمرهم وهو جانبها ويتاقلم على اعاقتها اما انها فترة مؤقته وسوف تنقضى مجرد وقت عابر فى حياته ام انها كل حياته
اما فى منزل الحاج قاسم بعد ان تحدث مع محمد زوج عنبر وطلب منه أن يادبها بطريقته الخاصه 
اجبرتها والدتها ان تذهب مع زوجها قبل أن ينفضح أمرها وتصبح حديث البلدة فنصاغت لكلام والدتها المندب الچارح لها ولكرامتها وقررت الذهاب مع زوجها بعد ان اخبرها الجد بأنه ردها إلى عصمته بعد ان تحدث مع أمام المسجد فى البلدة وابلغه زوجها انها من استفذته وتفوه بالكلمه غير قاصد لها فى لحظه ڠضب وانفعال وقد امره أمام المسجد باخراج كفاره يمين او صوم ثلاث ايام أو إطعام عشرة مساكين وقد اخرج محمد الكفاره ونوى الصيام أيضا واصطحب زوجته وهو عازم على تلقينها درسا لن تنساه وبامر الجد أيضا فليس منه مفر ولا هروب وسوف يعاملها كم يجب أن تعامل بعد ان هدرت كرامته وجرحت رجولته فعليها التحمل نتيجه خطاءها 
اما عن مالك بعد سفر شقيقه الى الاسكندريه لمتابعه العمل ومساندة اسر لانجاز العمل اختلى بنفسه فى غرفته وقد إجراء بعض الاتصالات الهامه اقسم ان يرجع زوجته ولن يترك البلده الا وهى بيده وبدأ فى رسم الخطه المحكمه وبمساعده صديقه 
استقل شريف سيارته وبجانبه زوجته تحمل طفلها الصغير ادم ذات الخمس أعوام وعزم شريف على شق طريق الذهاب إلى بلدته 
فى شقه عز ظل شارد يفكر فى حديث عمه ويتردد فى اذنه جمله واحدة بلاش تضيعها هى كمان من ايدك وتذكر خجلها وصډمتها عندما كان يشاكس عمه وابتسم لا اراديه وهى تستحوذ على تفكيرة وكأن ملامح وجهها طبعت بذاكرته وذات بشره خمريه وعينان زيتونتين وشعر بني قصير يصل إلى كتفها وذات غمزات ساحرة 
عز بتنهيدة لم يستطع النوم انتفض من فراشه وهو يحدث نفسه وبعدين بقي هى جات فى تفكيري ليه طب جميله قوام كدة نسيتها وبفكر فى غيرها معقول ولا انا بتهيالى شريف عنده حق فعلا ان جميله اختى وأنها مسئوله منى وعشان كدة حابب احميها وحاسس بالمسئوليه اتجاهه ولا انا فعلا بحبها ولسه عايزها تبق مراتي مش عارف ليه متلخبط يارب انا محتار مش عارف اختار جميله ولا نور
هو انا كنت بحب جميله ولا حاسس بالذنب وخۏفت عليها حد ېجرحها وقولت انا أولى ببنت عمى انا مش فاهم حاجه ولا عارف انا عايز ايه طب جميله عايزة ايه هتكلمل مع جوزها ولا لاء يووةة بقي انا دماغي ضړبت خلاص بعد عدة ساعات من التفكير والأرق ألقى بنفسه بالفراش وذهب فى ثبات عميق 
اما فى عروس البحر الأبيض المتوسط اسكندريه
كان يفكر فى صاحبه العيون السودا التى سحرته من دموعها وكانت هذة الشعله التى اشعلت نيران قلبه وجعله ينبض بقوة وقد قرر أن لن يضيع الوقت ويغتنم الفرصه ولا يتردد فهو قرار حاسم ومصيري وقد اتخده بقلبه الذى يخفق بشده وعليه أن يتم ما بدءه فقد أصاب بسهام الحب 
الفصل السادس والعشرون
قلوب صماء
بقلم فاطمة الألفي 
فى الصباح الباكر كان قد وصل اخيرا لبلدته بعد ساعات القيادة المتواصله ترجل من سيارته وحمل طفله النائم باحضان والدته وترجلت زوجته أيضا من السياره وسارت بجانب زوجها 
وقف ياخذ انفاسه قبل ان يطرق باب المنزل 
شريف ياربي على بعد المسافه
منى خبط يا شريف وخلصنا انا ھموت من التعب
شريف امال لو كنتي سايقه كنتي عملتي ايه
طرق عدة طرقات وانتظر ان يفتح له أحد بالداخل 
كان يزيد مستيقظ بغرفته بعد ان صلى فرضه واسترق السمع وتأكد من طرقات على باب المنزل اسرع فى خطواته وهبط الدرج ركضا إلى أن وصل لباب المنزل وفتحه ليتفاجئ بوجود عمه وزوجته وطفله 
يزيد بفرحه عمى مش معقول
شريف يعطى طفله لزوجته ليحتضن ابن شقيقه الراحل بحب واشتياق 
شريف حمدلله على سلامتك يا دكتور وضمھ بقوة 
تبادل السلام والعناق وبعد لحظات استفاق جميع من بالمنزل ورحب به والده والجميع وبعد ساعه متواصله فى الحديث معهم عن أمر جميله صعد غرفته برفقه زوجته لياخذ قسطا من الراحه 
وظل يزيد يتحدث مع جده وعمه عن خوض عمليه جميله 
واصف الله شايفو لصالح خيتك اعملو
علي والعمليه دى يا ولدي مضمونه عاد ومش خيطرة على جميله
يزيد بجديه عندنا مافيش حاجه مضمونه يا عمي الضامن ربنا احنا مجرد اسباب وبنعمل واجبنا واللى علينا وربنا هو الشافي احنا مجرد وسيله للعلاج والشفا من عند ربنا هو إللى بيقدر الارزاق
واصف عليونعم بالله
علي ربنا يجعل الشفى على يدك يا ولدى
يزيد أملى فى ربنا كبير
علي لازمن جوزها يعرف
يزيد بتفكير مش لازم دلوقتي
واصف وها وليه عاد مش حولت هتربيه وترجع بيتها لزوجها وحالها
يزيد ربنا يسهل يا جدي 
فى منزل الحاج قاسم
كان فى غرفته يتابع بعض الفديوهات التى تخص تعليم الاشاره لفقدين السمع وحاول حفظ الاشارات المعينه لبعض الكلمات التى يبحث عنها وبعد انهى ما بدا قرر الذهاب الان الى منزل الحاج واصف ليتحدث معهم وطلب من جده ان يذهب معه هذة المرة لأمر هام وافق جده على طلبه وذهب معه سيرا على الاقدام وخلال نصف ساعه كان أمام بهو الدوار 
كان يجلس الحاج واصف مع اولاده ويتثامرو فى امور الحياة 
وصل مالك برفقه جده إلى منزل الحاج واصف القى مالك وجده السلام وصافح الجميع وجلس معهم ورحب بهم الجميع ماعاد يزيد كعادته لم يصفي بعد 
قرر مالك الجلوس معه والتحدث معه على انفراد وافق يزيد وتوجه إلى خارج المنزل فى نزهه إلى الحقل 
وخلال الذهاب لم يتفوه أحد بكلمه إلى أن وصل إلى مكان يعرفه يزيد واراد الجلوس 
يزيد خير انا سامعك
مالك بجديه محتاج مساعدك
نظر له يزيد بغرابه شديدة مساعدتي انا وفى ايه بقي
مالك بتنهيد فى ان ارجع مراتي بيتها معززة مكرمه وانا بطلب منك دلوقتي ايدها للجواز وتحاول تحط ايدك فى ايدى انا بحب مراتي عايزها تكمل حياتها معايا وهعملها فرح كبير وهنعيش الحياه إللى فاتتنا انا غلط فى حقها ومستعد اعتذارها قدام اهلى كلهم واهلك صدقتي انا بحب جميله جدا وواثق كمان فى حبها ليه عشان جميله ماتعرفش تكرة وتساعدنى انك تتعرف على شخصي وتنسي إللى حصل ونبدا ونكون اصدقاء واوعدك عمرى ماهزعلها ولا هخذلك بس ساعدني انت أكتر شخص جميله متعلقة بيه وبكلمه منك هترجع معايا
يزيد بتنهيدة كلامك سليم بس هتتحمل جميله لحد امته شهر ولا اتنين ولا سنه ولا أكتر مش هتمل منها عمرك 
مالك تقصد عشان وضعها انا خلاص بتعلم الإشارة عشان اعرف اتواصل أكتر من غير ورقه وقلم وجميله زكيه بتفهمني مش محتاج من الدنيا حاجه تانية غير وجودها فى حياتي هنكمل بعض وهنعدى كل المحڼ مع بعض ها لسه مش واثق فى كلامى انا راجل وقد وعدى ليك 
يزيد انا عمرى ماهكون السبب فى كسر قلب اختي دى كل حاجه حلوة فى حياتي لو وجودها معاك هيسعدها ويفرحها انا مش هكون حاجز بينكم وهشيلك فوق راسي كمان وهقدرك انك بتحب اختي وباقي عليها بس إللى حصل زمان واجعنا كلنا بس عشان خاطر جميله نستحملك هههه
مالك بابتسامه افهم من كدة خلاص جميله هتروح معايا
يزيد نعم من غير ما تطلب ايدها مننا كلنا وناخد رأيها ونحدد معاد الفرح زى مابتقول ولا مش قد كلمتك
مالك بفرحه لا قدها طبعا
يزيد بس فى حاجه لازم تعرفها جميله ممكن تعمل عمليه عشان تسترد سمعها وصوتها كمان
مالك پصدمة هو ممكن
يزيد انت فاكر ان جميله مولودة كدة لا طبعا جميله كانت عاديه زينا وبتسمع وتتكلم بس للاسف وهى عمرها سنه جالها حمى شوكيه بس وقتها ماكنش فى علاج مناسب وكان جهل طبعا بدل مايشوفو دكتور يعالجها حلاق إللى عالجها وهى كانت تفصل تصرخ طول اليوم والحراره عاليه مش بتنزل انا فاكر كل حاجه كان عمرى تسع سنين وفضلت تصرخ لم فجأه سكتت وماحدش كان عارف ايه سبب سكوتها 
طبعا كانت جميله اكتفت من الألم والحمي اثرت على السمع وكانت بتصرخ لانها مش قادرة تسمع ولا تميز الاصوات إللى حواليها والصړيخ دمر احبالها الصوتيه ومع فقد السمع نهائي بقت حالتها كدة واكمل بدموع تتساقط من عينه ومالك أيضا الذى تاثر من حديث شقيقها عن حالتها منذ الصغري 
يزيد بمراره طبعا لم جميله مابقتش تدي اى رد فعل الكل فكر انها خفت ومش فى حاجه بتشتكى منها وفضلت على وضعها كدة كام شهر مش تسمع حد بينطق اسمها ولا تاخد بالها ولا تقدر تطلب هى عايزة ايه عمى شريف خد باله كان وقتها لسه بيدرس فى جامعه القاهرة وخدها يكشف عليها وبعد فحص الدكتور قال انها خلاص فاقدة السمع نهائي وكمان الاحبال الصوتيه بتبق
ضعيفه عند الاطفال والصړيخ فى الوقت دة كان هتك الاحبال الصوتيه وبقت شبه مش موجوده ماكنش ليها علاج وقتها 
وانا عمرى عشر سنين بدات اتكلم مع المدرسين فى المدرسه اعملها ايه وتتواصل معانا ازاى عرفت لغه الإشارة وقدمت فى معهد الصم واتعلمت الاشاره وكنت ارجع اعلم جميله كانت فاكرة ان دة لعب وكان فى بينا استجابه وعلمتها كمان تمسك القلم والحروف وعشان كدة فهمت نطق الحروف من حركه الشفايف وبقت مش تعرف تكلم حد غير عن طريقي لحد مادخلت طب على امل ان اعالجها فهمت كل حاجه وعرفت بعمليات زرع
 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 42 صفحات