عيون مصعوبة
تناول شيء من يدها
خلاص وأنا كمان هاكل مع مامتي
قالتها الصغيرة حفصة وهي تتعلق بكف والدتها ليتعاظم شعور الجدة بالدناءة والخسة أمام نفسها بقوة تذكرت ما فعلته كأنها كانت أخرى نفضت عنها تخبطها وتمسكت بأذيال الفرصة وهي تصيح بحفاوة حقيقة تلك المرة طب يلا ادخلو يا حبايبي وانا هجيب أطباق للكل
دلفوا جميعهم فقالت رهف أنا بطني مليانة مش هقدر أكل تاني يا ماما ثم حدثت شقيقتها أنتي مفجوعة ياحفصة أزاي هتاكلي بعد ما اتعشينا بيتزا وام علي
بيد مرتعشة أمسكت طبق الحلوى وعجزت أن تقدمه لزوجة ابنها ليباغتها يونس باحتواء كفها بعد نزع الطبق منه ثم لثمها بتقدير هاتفا تسلم ايدك يا ماما أكيد حلو من قبل ما ندوقه
مالك ياتيتة
طب خلاص ماتبكيش هناكل الرز بلبن
وانا كمان بس ماتزعليش
الأولي من حفصة والثانية قالتها رهف أما الثالثة من أبرار ليعلوا صوت نحيب الجدة بين ذراعي يونس فيحتويها أكثر ثم نظر لأكبر صغاره قائلا حبيبتي خدي المفتاح من ماما واطلعي فوق مع اخواتك
رمقها بحنان اسمعي كلام بابا ولا عايزاني ازعل منك
أزعنت لأمره وهي تحدج جدتها بشفقة حاضر
لم يعد غير ثلاثتهم بعد صعود الصغار فأجلسها فوق أريكة قريبا وجثى على ركبتيه محتويا وجهها بين راحتيه كفاية يا أمي دموعك غالية عندي
ظلت كتل جسدها تهتز بكاء منكسة رأسها لا تقدر علي النظر إليه فرفع وجهها عنوة لتبصره ثم قال يا ماما مهما حصل انتي امي وحبيبتي ورضاكي ودعاكي أهم حاجة عندي خلاص اللي حصل حصل أنا مش زعلان منك ثم نظر لزوجته مرسلا
رمقته الأخيرة بغموض طال معه صمتها قبل أن تقول لأ زعلانة
سقط قلبه بين ضلوعه وشحبت ملامحه لتصيح بعدها بمرح وهي تمسك إحدي كفيها جاثية أرضا جوار زوجها أديني مروحتي وسجادتي وصواني التيفال الأول يا حماتي
رمقتها الأخيرة بدهشة غير مصدقة أنها عادت
تمزح معها ليقول يونس ملتقطا طرف مزاحها طب وبالنسبة للأسورة الدهب اللي دفعت فيها ډم قلبي مش عجباكي يا ست هانم ماهي دي بدال صوانيكي ومروحتك
ابتعدت وغابت عنهم لحظات وعادت تحمل بيدها مغلف ورقي وقالت خد يا بني فلوسك اهي رجعتلك وكمان ماتبعتش ليا شهرية تاني أنا خلاص يا يونس مش عايزة منك حاجة غير انك ترجع تبرني وتحبني وتسأل عليا خلي فلوسك لمراتك وبناتك وانا معاش ابوك هيكفيني ويكفي علاجي ماتشلش هم وأخوك وائل من هنا ورايح هخليه يعتمد علي نفسه محدش فينا هيطمع فيك تاني أوعدك
دمعت عين رضوى وتأثرت بحديثهما ورغم ڠضبها السابق من طيبة زوجها الآن شعرت بالفخر به وهو يغرق والدته ببره وحنانه ربتت علي ظهره وقالت وانا معاك في كل كلمة يا يونس حماتي قبلنا
نظرت لها الحماه ومازالت تصدمها الدهشة من تسامح زوجة أبنها وفعلت أخيرا ما تمنته كثيرا منذ ما حدث عانقت رضوي بقوة وهي تملس علي رأسها قائلة سامحيني يابنتي أنا ظلمتك وجيت عليكي وحرمتك من خير جوزك وكنت مفترية وقاسېة حقك علي راسي يا بنت الأصول
خلاص يا حماتي مسمحاكي ونسيت كل حاجة خلينا نفتح صفحة جديدة مع بعض
ابتعدت عنها وقالت طب ارجعي قوليلي يا طنط أو ماما زي الأول وبلاش حماتي دي أنا بحس ان الكلمة دي شتيمة
تجمدت حدقتي رضوى ويونس لحظات ثم اڼفجرا مقهقهين بقوة لدعابتها العفوية وقالت الأولى مازحة بصي هي مش شتيمة بس دايما كنت بقولها بغيظ دفين كده وانا شايطة منك يا
ترقبت هي ويونس قولها لتواصل بطيب نفس يا ماما
لا كده مش قادر استني اما نطلع بيتنا ويتقفل علينا باب
قالها وهو يجذب زوجته ويلثم وجنتها معانقا اياها بقوة جعلتها تخجل وهي تلومه يونس في ايه اعقل
ضحكت والدته صائحة لا كده اطلعوا شقتكم بلاش فضايح
والله يا ماما نفس رأيي بالظبط
ثم نهض وساعد زوجته لتنهض معه الصبح هننزل كلنا نفطر معاكي يا ست الكل
منحته نظرة يسيل منها الحنان والرضا وهي تقول مستنياكم من دلوقت يا غالي يلا خد مراتك واطلع ربنا يهدي سرك ويريح قلبك زي ما ريحت قلبي
قبل رأسها ثم اصطحب زوجته صاعدين للصغار
بعد وصال جارف روي به ظمأه لها راح ينظر إليها بين ذراعيه بطريقة أذابتها فانغمست به أكثر ليهمس جوار أذنيها انتي أصيلة يا رضوى وعمري