الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية رائعة للكاتبة نرمين محمود الجزء الثاني

انت في الصفحة 3 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز


هو قد مر الموعد المحدد لامضاء ذلك العقد مع الحقېر فادي وعاكف لم يتصل به تري ماذا حدث..
بعد مرور ساعة تقريبا رن هاتفه وكان المتصل عاكف فضغط زر الايجاب فورا...
_ ايه يا عاكف كل حاجة تمام ولا ايه...طمني..
جاءه صوت صديقه عبر الهاتف بفرحة عارمة...
_ تم يا وحش...ورقة بيضا وزي الفل منورة عليها امضة الحيوان فادي...خلال الأسبوع ده تقدر ترجع كل حاجة ملك لعيلة الغيطي زي م كانت وهتكون طول عمرها..
اغلق الهاتف مع صديقه وخرج من الغرفة حتي يذهب الي عائلته ويخبرهم بذلك الخبر السعيد...
ابتسمت اسراء بسخرية ثم غلبها فضولها وذهبت وراءه ولكن بعد ما رأته حتي ادمعت عيناها بقوة ...

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
كان ظافر يقف أمام شقيقته وفجأة احتضنها ودار بها وسط ضحكهم هما ووالدهم والذي يظهر مدي فرحتهم بهذه الاخبار...
لم تستطع الوقوف اكثر من ذلك فعادت ركضا الي غرفتها رفيقتها هنا بأيامها ...وربما بحياتها كلها...
بشركة عمرو الفارس ...
دلفت اهداء الي عمرو مكتبه حتي تعطيه ما يجب إنجازه من العمل المتراكم عليه...
ابتسم عمرو لها وهتف..
_ صباح الخير يا اهداء...
ردت علي بصوت جاد للغاية...
_ صباح الخير يا استاذ عمرو...
ثم امدت يدها له بما تحمله من ملفات..
_ حضرتك ده الجزء المخصص عشان يخلص النهاردة ...انا خلصت شوية منه قبل م تيجي وقولت هكمل معاك...
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
اومأ برأسه ثم قال بهدوء مشيرا الي المقعد ...
_ طب اتفضلي اقعدي..
تجاهلته اهداء ثم ذهبت الي طاولة الاجتماعات التي ينجزون عملهم عليها أما هو فتأفأف بضيق منها...فما الذي حدث لكل ما تفعله !!... هو فقط سألها عن عائلتها ...لم تصر على تلك الطريقة التي تعامله بها!..
نهض عمرو من مكانه وذهب الي الطاولة التي تجلس عليها اهداء ...
كانت تتعامل معه بجدية شديدة تبدلت تصرفاتها معه تماما وهذا ما لم يعجبه ابدا...
بعد أن انتهيا من العمل نهضت اهداء من مكانها وتلملم اشيائها حتي تخرج من المكتب لكن صوته اوقفها وهو يقول ..
_ اهداء ممكن تقعدي شوية عاوز اتكلم معاكي...
_ بخصوص ايه..
تنهد عمرو ثم هتف...
_ اقعدي الاول وانت تعرفي بخصوص ايه...
لم تجد مفرا من الجلوس ففعلت وبدأ هو الحديث يقول....
_ ممكن اعرف يا اهداء انا عملتلك ايه...
ابتلعت ريقها بصعوبة فماذا ستقول له الان !!..
_عملتلي ايه يعني!!.. حضرتك معملتش حاجة...
هتف هو بنبرة قوية ..
_ لا يا اهداء انت اتغيرتي معايا من ساعة م سألتك ع اهلك...بس انا كنت بدردش معاكي عادي زي م انت لو سألتيني اي سؤال هجاوبك عليه ولو السؤال حساس ف انا هقولك مش هقدر اجاوبك....
تكلمت هي اخيرا وقالت بصوت منخفض...
_ وانا مكنتش هقدر اجاوبك علي السؤال اللي سألتهوني..
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ابتسم عمرو لها واردف...
_ وانا مليش الحق اني اجبرك ع حاجة اصلا...احنا زي م قولتلك بندردش مع بعض بس وكل واحد ليه الحرية أنه يقول حاجه او لا...
ابتسمت اهداء بقوة حتي كادت الابتسامة أن تصل إلي أذنيها واحتضنت تلك الملفات بيدها قائلة...
_شكرا يا استاذ عمرو...بعد اذنك..
بادلها عمرو الابتسام ثم هتف ...
_ طالما عربون صداقة بقي تعالي اتغدي معايا انا طلبت اكل...
حاولت اهداء الاعتراض لكنه أحبط محاولاتها بقوله الصارم...
_ يلا يا اهداء انا عملت حسابك خلاص ...
لم تستطع الاعتراض مرة أخري فجلست مكانها شاركته تناول الطعام بسعادة داخليه غامرة...
اغلق باب منزله وخرج منه الي المكان المحدد...فقد رأي ضرورة تلك الزيارة الي ابنه الاكبر حتي وإن كانت الحقيقة عكس ذلك...
ذهب رمضان الي الورشة التي يعمل بها مصطفي فرأه يعمل بإحدي الطاولات بشرود تام....
_ ازيك يا مصطفي...
انتفض مصطفي والټفت الي مصدر الصوت ...
_ اهلا يا عمي ازيك ....اتفضل اتفضل...
قالها مشيرا الي المقعد الموجود أمام الورشة....
جلس رمضان علي المقعد وهو مبتسم الوجه ثم قال...
_ روح يلا هات كرسي وتعالي اقعد معايا ...
اومأ برأسه وجلب مقعد وجلس أمامه كما طلب فبدأ هو الحديث قائلا...
_ عامل ايه يا عمي...
ربت رمضان علي قدم مصطفي قائلا...
_ الحمد لله يا حبيبي...انا كويس اوي...انت ايه اخبارك واخبار الورشة ايه ..
هتف مصطفي قائلا برضا...
_ الحمد لله يا عمي..ماشية اهي احسن م الاول ..
_ دايما يا ابني ف احسن حال...مش ناوي تفرحني بيك بقي ولا ايه...
تجهم وجه مصطفي علي الفور وعادت ذلك الحزن يحفر معالمه بوضوح علي وجهه...كيف يطلب منه الزواج ...وهل بقي للدنيا مذاق بعد تلك التي تسري بأوردته!!..
اڠتصب ابتسامه علي وجهه وهتف...
_لسه النصيب مجاش يا عمي...وانا دلوقتي مش ف حالة تسمحلي اني اتجوز...
ابتسم رمضان وهتف يحاول سبر اغواره....
_ بس انت اشتريت الشقة خلاص يا ابني والمفروض انك محرتها كمان يعني خلاص مفاضلش كتير عشان تظبط نفسك وتبقي قادر تفتح بيت...
وبعدين هتقعد اكتر من كده ايه .. عندك ٣٠ سنة كفاية عذوبية بقي...وانا ادك كان معايا البت اسراء وعندها ٧ سنين باين...
ابتسم مصطفي بهدوء عكس ما بداخله من نيران مشټعلة بحب تلك التي تنعم بأحضان زوجها الان...
_ اللي فيه الخير يقدمه ربنا يا عمي...الله اعلم النصيب
 

انت في الصفحة 3 من 11 صفحات