الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية رائعة للكاتبة نرمين محمود الجزء الثاني

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

رواية رائعة للكاتبة نرمين محمود الجزء الثاني
الفصل الثامن الى الجزء الثالث عشر 
الفصل الثامن...
فتحت اسراء عينيها صباحا وعندما ادركت ان يوم زفافها قد مر حتى تذكرت وعده لها بأن يأخذها الى والدها انتفضت من مكانها بسرعة ودلفت الى المرحاض لتبديل ملابسها فهي لم تجد ظافر حولها بالغرفة ولم تهتم ايضا بعدم وجوده فقط ما يشغل بالها الان هو رؤية والدها...

بعد قليل كانت تفتح باب الغرفة وتخرج منها بحثا عن ظافر حتى يفي بوعده لها فوجدته يجلس على طاولة الطعام بالاسفل ويتناول طعامه مع والده وشقيقته بكل اريحية...رغم حزنها مما فعله الا انها لم تهتم سوى للذهاب الى والدها...
اقتربت منهم اسراء بهدوء وملامح عادية وهتفت...
صباح الخير...
تأفأفت دارين وتابعت تناول طعامها دون ان تعيرها انتباها فيما رد عليها حسين وظافر المنشغل بطعامه...
صباح الخير..تعالى كلي يا بنتي...
هزت رأسها نفيا ثم قالت...
لا يا عمو شكرا...ظافر وديني عند بابا...
ابتلع ظافر ما في فمه ثم هتف ...
اقعدي افطري الاول وبعدين نشوف موضوع بابا ده...
هتفت هي بعناد..
لا مش عاوزة اكل انا عاوزة اروح عند بابا...
ترك ما بيده بعصبية ونظر اليها وهتف بحدة...
هو ايه مفيش على لسانك الا ديه ولا ايه!!..انت مش طفله عشان بابا بابا ديه ..كلمتي بقولها مرة واحدة يا اسراء اقعدي افطرى وبعدين نشوف انت عاوزة ايه...
اضطرت الى الجلوس رغما عنها حتى يفعل لها ما تريد ..جلست اسراء بجانب دارين وبدأت بتناول طعامها بهدوء شديد محاولة السيطرة على دموعها اما ظافر فلم يشعر حتي ببكاءها وعاد يتحدث مع عائلته الصغيرة والتي بالطبع لن تكون هى داخلها يوما...
بالمنطقة التى تسكن بها اسراء مع والدها سابقا..
دلفت تلك الشابة السمراء متوسطة الطول الى الورشة التى يعمل بها مصطفي تكاد ابتسامتها ان تصل الى اذنيها فلم تصدق نفسها عندما طلبت منها والدتها ان تذهب الى الورشة التى امامهم وتجلب من مصطفي بضعة مسامير لتثبيت منزل الطيور التى تتاجر به ...
لو سمحت يا اسطا مصطفي...
الټفت اليها مصطفي مبتسما فقد تعرف على صاحبة الصوت فورا ...
ازيك يا روما عاملة ايه..
ابتسمت مريم باستحياء ووجنتين محمرتين قائلة...
الحمد لله يا اسطا مصطفي...
هتف مصطفي يسألها...
عاوزة حاجة ...
اومأت برأسها دون حديث فهي تشعر انها ستفقد وعيها الان وهتفت بصوت مبحوح...
كنت عاوزة كام مسمار كده للعشة عشان عملتها تاني...
ضحك مصطفي بخفة وقال...
طيب يا ست روما...اطلعي انت وانا هاجي اصلحها كمان ربع ساعة كده ...
اومأت برأسها بسعادة والتفتت حتى تصعد الى منزلها وتنتظر مرور تلك الخمسة عشر دقيقة بفارغ الصبر...
صعدت مريم الى غرفتها على الفور دلفت الى غرفتها قبل ان تدركها والدتها حتى تتجهز لقدومه الى منزلهم في هذه الزيارة الاسبوعية التى تعشقها وتعشق مسبباتها!!..
ارتدت عباءة ضيقة نوعا ما وقصيرة نوعا ما تكشف عن حوالى اثنين سم من ساقيها السمراء اللامعة وذلك الايشارب الذي يكشف ما تحته من خصلات متموجة ثائرة تركتها حتى تلفت انظاره لها وبالطبع لم تنسي احمر الشفاه وما وضعته منه على وجنتيها ليصبح احمرارهما مبالغ فيه...
اخيرا خرجت مريم من الغرفة بعد مرور خمسة عشر دقيقة بالضبط تزامنا مع صوت والدتها المتسائل...
جبتي المسامير يا بت...
لا يا ماما اوسطي مصطفي قال هييجي يصلحهالنا هو زى النوبة اللى فاتت...زمانه ج...
قطع حديثها صوت جرس الباب فهرعت الى الباب تفتحه لتذهله بما فعلت بنفسها تلك المرة ايضا والذي يثير ضحكه بطريقة كبيرة ...
كتم ضحكته بصعوبة ثم الټفت يحدث والدتها..
حطيتوها فين المرادي يا خالتي..
اشارت نعمة الى الداخل ...
ف المطبخ يا صاصا ادخل بقي شوفهالنا الا انا اتخنقت منها اوي الزفتة ديه...
دلف مصطفي الى الداخل وبيده حقيبته حتى يصلح تلك العشة الفاسدة مؤقتا وبالطبع لم تتركه مريم فلمن تجهزت هى من الاساس..
دلفت وراءه المطبخ وقررت فتح حديث معه عن ما يؤرقها منذ ان دب عشقه بقلبها...
اسراء عاملة ايه..مبسوطة مع جوزها...
هوى قلبها بين قدميها وهى تشاهد توقفه عن العمل وانحناء رأسه بحزن دفين استشعرته هي به ...مصطفي مازال يعشقها..اسراء مازالت بذلك الكامن بصدره رغم ان النصيب كتبها لاخر غيره...
ادمعت عيناها بلحظة فها هو لم ينساها ...ولا تظنه سينساها...ولا تظنها ستنساه هى الاخري وترتاح من عذاب قلبها الذي ينبض بحبه..بحب جسد فقط لا روح فيه..
جاء رد مصطفي منهيا ذلك الحديث وهذا ما كانت ترجوه هي...
الحمد لله...ربنا يهدي سرها ويسعدها ...
امنت على دعوته وخرجت من المطبخ وبعثت اليه بوالدتها وركضت هى الى غرفتها تحتمي بها منه...
انتهت اسراء من تناول افطارها المجبرة عليه عندما هتف ظافر يحدثها...
بابا قال هيجيلك هو هنا...اتصل بيا الصبح وقالي...
هزت رأسها نفيا بقوة...لا تريد ان تجلس بهذا المنزل دقيقة اخري ...تريد الذهاب الى منزلها الهادئ البسيط...
لا انا مش عاوزة اقعد هنا..انا عاوزة اروح بيتي...
هتفت دارين هذه المرة پغضب...
هو فيه ايه بقي الطفلة اللى انت جيبهالنا ديه!!..عليها عفريت اسمه بابا...م تتصرف يا ظافر انا اتخنقت..اوف...
نظرت اليها اسراء بحدة وعيون مدمعة قائلة بصوت
 

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات