الأربعاء 27 نوفمبر 2024

جوازه نت بقلم مني لطفي

انت في الصفحة 22 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز


ممتاز ايناس مش هتلاقي زيه ثم أكمل بغرور وثقة وهى يغمزها ضاحكا
تمام زيي كدا انت كمان مش هتلاقي زيي ولسبب بسيط جدا اني مش هديكي الفرصة انك توربي لا شمال ولا يمين نظرت اليه منة بسخط مفتعل وقالت وهى تقف
هه يا عم الغرور ارحمنا شوية ياللا حضرتك تعالى ننضف مكاننا علشان تروحني ولا انت خاطفني انهرده 
وقف سيف بجوارها ومال عليها قاضما شحمة أذنها بأسنانه المصفوفة بانتظام متقن

يا ريت بصراحه نفسي أخطفك في مكان ما حدش يعرف لا يوصلك ولا يلمحك فيه حتى 
نظرت اليه منة مصطنعة الخۏف قائلة
يا ماماااااا وركضت وهى تحمل صندوقي البيتزا يلحقها سيف بأكواب المياه الغازية 
أنت بتقولي أيه يا نشوى هتتجوزي فعلا سألت منة نشوى الجالسةأمامها في هذا المطعم الشهير بوجباته السريعة والتي أجابتها والسعادة تطل من عينيها
آه يا منة من فرحتي مش قادرة أصدق انت أول واحده تعرف 
فرحت منة وقالت وهي تشد على يديها بسرور
ألف ألف مبروك يا شوشو حبيبتي ثم ما لبثت أن انتبهت فقطبت قائلة والابتسامة لا تزال فوق شفتيها
انما أنا أول واحده اعرف ازاي قصدك من وسط اصحابك يعني ما هو أكيد العريس اتقدم لباباكي وعيلتك عرفت مش كدا 
هزت نشوى برأسها يمينا ويسارا نافية وأجابت قائلة في برود ما ان أتت منة على ذكر والديها التي تتحدى إن علم أحدهما أين هي ابنتهما الآن وبرفقة من قالت نشوى بجمود تام
لا يا منة أنت أول واحده من صحابي ومن وتابعت ساخرة
عيلتي الكريمة هتفت منة بعدم تصديق
ازاي دا أومال انت هتتجوزي ازاي من غير ما يتقدم لوالدك 
أجابت نشوى بحدة مكبوتة وقد بدأت واجهة البرود بالتصدع
من امتى عزيز بيه ودرية هانم يهمهم يعرفوا حاجه عني عزيز بيه في شغله وشركاته ومشاريعه ودرية هانم بصحباتها والنادي اللي هي عضو في مجلس ادارته والجمعية الخيرية اللي انتخبوها رئيسة ليها انما أنا وابتسمت باستخفاف ونظرة حزن تظلل عينيها الجميلتين
أنا آخر واحده يفكروا فيها أو تيجي على بالهم من وانا صغيرة اهتموا انى اتعلم في أكبر مدارس وألبس أغلى لبس وكل اللي عاوزاه قبل ما أطلبه ألاقيه الا حاجه واحده بس حضڼ دافي من ماما وكلمة حنان من بابا دا الشيء اللي للاسف مالهوش اعراب عندهم تعرفي ان دادة سعاد هي اللي مربياني وانها تعرف عني حاجات هما ما يعرفوهاش في مرضي كانت هي اللي بتداويني وفي فرحى كانت بتزغرد وترقص يوم ما اخدت ثانوية_عامة كل اللي عملوه عزيز بيه ودرية هانم خفيفة ع الخد والاب العزيز عربية آخر موديل وامي العزيزة طقم ألماس من داماس والحفلة اللي عملوها كانت علشان اصحابهم مش علشانى علشان الوجاهة الاجتماعية والصور المرسومة قودام الناس تكمل ولما اتخرجت نفس اللي حصل في الثانوية العامة اتكرر بس المرة دي العربية أغلى والطقم بقه طقم الماس ودولاب هدوم كامل من باريس ووظيفة مديرة علاقات عامة في شړ كات عزيز بيه بما انى دارسة ادارة اعمال في الجامعه الامريكية بس انا رفضت وفضلت انى اشتغل مع سيف واحمد وعمر وطبعا الكلام معجبش عزيز بيه بس كالعادة ما حاولش انه يناقشني وقال بكل برود براحتك 
قالت منة باشفاق على هذه الطفلة الفاقدة لحنان والديها منذ أن أبصرت عيناها النور مربتة على ظهر يدها بحنو
أيوة يا شوشو حبيبتي بس دا جواز قاطعتها نشوى هاتفة وهى ترفع اليها عينين سابحتين بالدموع التي تأبى نزولها
فهي ان تركت لها حرية الهطول ستبكي أنهارا وبحارا حزنا وأسفا على كل لحظة مرت بها من دون حنان والديها
مش هتفرق صدقيني ثم حاولت تمالك نفسها متابعة
عموما انا طبعا مش هتجوز من وراهم اكيد هييجي يخطبني منهم أنا بردو مهما كان ليا أب وأم حتى لو هما مش حاسين إن لهم بنت 
حاولت منة ازاحة هذه الحزن الجاثم فوق كتفي صديقتها جانبا وسألتها بمزاح خفيف
والعريس بقه شوفتيه فين وازاي وامتى ياللا اعترفي وبالتفصيل الممل 
انتفضت منة واقفة وهي تصرخ بذهول بعد أن روت نشوى حكايتها مع العريس المرتقب 
انت بتقولي ايه يا نشوى عرفتيه عن طريق النت جواز فيس بوك ازاي يعني انا مش فاهمه 
لم تنتبه منة الى نظرات رواد المطعم فقد انشغلت بالنظر الى صديقتها الماثلة امامها وكأنها تطالع كائن خرافي قادم من كوكب آخر وعقلها يفتش پجنون عن اجابة لسؤالها اللحوح
فيس بوك عريس فيس بوك ازاااااي 
الحلقة الثامنة
نظرت نشوى الى الوجوه التي تطالعها هي ومنة بدهشة وتساؤل وقالت برجاء وتوسل حتى انها كادت تبكي
منة إيدك اقعدي بس وانا

هفهمك الناس بتبص علينا 
زفرت منة بحنق وجلست قائلة بحدة مفرطة
هي الناس هتبص وبس دا لسه الناس هتتفرج وتتكلم وتضحك كمان انت اټجننت عريس مين دا ان شاء الله اللي انت فرحانة بيه اوي 
أجابت نشوى باستعطاف
مدحت اسمه مدحت وعلشان خاطري اهدي وأنا هفهمك 
أجابت منة بحنق شديد
تفهميني ايه بس حد عاقل يا ربي يقول كدا واحد تتعرفي عليه من الفيس بوك وعاوزة تتجوزيه فين العقل في دا 
أجابت نشوى مقطبة
أنا مش فاهمه ايه وجه الغرابة في اللي بقوله اتعرفت على مدحت عن طريق الفيس زي ما كنت ممكن اتعرف عليه في الكلية او الشغل او النادي الفيس دا سبب ايه اللي منرفزك كدا عاوزة افهم 
نظرت اليها منة بغير تصديق وكررت سؤالها
ايه اللي منرفزني تابعت ساخرة بقوة
لا ابدا عادي ثم تحدثت محتدة بجدية شديدة
علشان يا هانم لو كنت قابلتيه لأي سبب من الاسباب اللي انت قلتي عليها دي كان هيبقى سبب طبيعي وعادي وهتعرفيه الاول وتشوفي الحاجات اللي شدتك ليه من الآخر مافيش حد فيكم هيرسم نفسه قودام التاني لكن الفيس دا يا هانم عامل تمام زي غرام التليفونات بتاع زمان لما كان الولد بيعلق البنت بمعاكسة تليفون الفيس مش هيخليكي تشوفيه على حقيقته هيرسم لك احلى صورة عنه ويعيشك في دنيا تانية خالص تقدري تقوليلي هتعملي ايه لما تطصدمي بالواقع لما تكتشفي أن كل كلامه ليكي دا كان وهم وانه كان بيقولك الحاجه اللي انت نفسك تسمعيها انت ما شكتيش ولو 1 ان كلامه مش صح دا الفيس دا معروف انه الواحد يقدر يرسم له حياة تانية ويقابل بشړ بوش غير وشه الحقيقي اذا كان الاسم بتاعه ع الفيس بيبقى مش حقيقي يعني مثلا ممكن يكون قاعد في اودة فوق سطوح ويقولك انا ساكن في فيلا في الرحاب مثلا ممكن يكون عاطل ويقولك دكتور ممكن يكون من غير أهل ويقولك أبويا عمدة انت هبلة أوي كدا أد كدا رغبتك انك تهربي من الحياة الباردة اللي انت عايشاها مع اهلك تخليكي ترمي نفسك في الڼار بإيديكي 
أجابت نشوى بمرارة تقطر من بين أحرف كلماتها
تصدقي لو قلت لك مش فارقة قاطعت منة التي همت بالكلام وقالت
اسمعيني يا منة انا فكرت في اللي انت قلتيه دا بس انا اعرف مدحت من شهرين واكتر الموضوع ابتدى اننا فانز في جروب ميكس شدتني وبعدين أترفع أدمنز في الجروب وكان بيعمل ثابت اسمه حياتي دا كل مرة بيناقش موقف من حياتنا اليومية واحيانا بيعرضوا مشاكل اللي حصل انى كنت مخڼوقة وباعت له قلت له انا عاوزة اتكلم وبس وفعلا اتكلمت معاه طبعا كله شات كنت عاوزة أفضفض وبس سمعني وقاللي كلام ريحني ومن هنا شوية بشوية علاقتنا ابتدت تقوى انا عرفت انه خريج تجارة انجليش ومعاه كورسات كتير في الكمبيوتر ولغات كمان وبيشتغل في شركة استيراد وتصدير بس عاوز يسافر بره علشان يشتغل ويحضر دراسات عليا عجبني
طموحه وفي نفس الوقت انسان متفهم اوي انا ما حاستش انه كداب بصراحه وبعدين تقدري تقولي انها مقامرة يا صابت يا خابت لو صابت يبقى أنا الكسبانة 
قاطعتها منة بسخرية
ولو خابت يا فالحة نظرت اليها نشوى بحزن وأجابت بابتسامة أسى تلون شفتيها الكرزتين
عادي يا منة مش هخسر كتير ما انا خسړت في حياتي كتير لغاية ما خلاص اتعودت على طعم الخسارة 
نظرت اليها منة وقالت
بس للأسف يا نشوى الخسارة المرة دي هتكون أكبر من أي خسارة تانية المرة دي لو خسړت هتخسري نفسك 
شردت نشوى في كلام منة التي سألت ببرود
والاستاذ هيتقدم لأهلك امتى ان شاء الله 
أجابت نشوى بصوت منخفض
هنتقابل انهرده ونحدد 
أومأت منة برأسها ثم ما لبثت فجأة وهي تصيح بذهول
تت ايه تتقابلوا انت اټجننت اكيد
حركت نشوى يدها أمام منة وهى تقول بتوسل
وطي صوتك ايدك ايه بس اللي مضايقك هنتقابل عادي وفي مكان عام مش هينفع نتكلم ونتفق لا فون ولا شات 
هزت منة رأسها وقالت بجدية مفتعلة وهي تشيح بنظرها بعيدا
آه فعلا مش هينفع لا فون ولا شات ثم سلطت نظراتها على نشوى وقالت بابتسامة صفراء
وانت يا نشوى ما شوفتيهوش قبل كدا
أجابت نشوى باضطراب وهى تتحاشى النظر الى منة فهي تعلم أن منة على شفا ارتكاب چريمة فيها
لا شوفته لعبت بأصابعها مشبكة اياهم تارة ومفلتة لهم أخرى وتابعت
اتكلمنا كام كاميرا كذا مرة 
كادت منة أن تصرخ ولكنها سارعت بوضع يدها على فمها ونظرت الى نشوى قليلا وهى تهز قدمها بعصبية شديدة قائلة بحدة
ماشي يا نشوى انا مش هقولك حاجه اظن انك كبيرة كفاية وعارفة مصلحة نفسك كويس انا هقوم 
امسكت نشوى بيد منة ما ان وقفت الاخيرة ونظرت اليها برجاء حار قائلة وهي تقضم شفتها في توتر واضطراب ملحوظ
لا يا منة علشان خاطري ما

تسيبينيش أنا أنا اتفقت انا ومدحت اننا نتقابل هنا انهرده وهو زمانه على وصول مش هقدر اكون لوحدي عاوزاكي معايا علشان كدا اديته المعاد هنا 
ارتمت منة جالسة الى مقعدها بذهول وقالت بدهشة حادة وغير تصديق لما سمعته
انت انت بتقولي ايه اللي اسمه مدحت دا جاي دلوقتي أومأت نشوى ايجابا وما إن همت منة بالكلام حتى قاطعها رنين هاتفها المحمول فرفعته ليطالعها اسم سيف يزين الشاشة اغمضت عينيها قليلا ثم فتحتهما مستنشقة نفسا عميقا محاولة التماسك كي تستطيع الاجابة على سيف بهدوء فتحت الخط وبعد السلام بادرها سيف قائلا
انت لسه مع نشوى يا منون أجابت منة
ايوة يا سيف احنا بنتغدى دلوقتي وشوية كدا وهنروح 
بعد أن علم منها اسم المطعم قال بينما يحاور أحدى السيارات المارة بجانبه
لا حبيبتي انا جنب المطعم اللي انتو فيه استنيني ما تمشيش مع نشوى انا هفوت عليكي أوصلك وبالمرة فيه حاجه عاوز اقولك عليها 
فتحت منة عينيها على وسعهما هلعا وقالت بينما تطالع نشوى بذهول واضح
إنت ايه اعاد سيف حديثه فحاولت منة التنصل من العودة برفقته قائلة بضحكة وهمية
لا أصلك مش عارف احتمال نلف شوية على
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 53 صفحات