الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

جوازه نت بقلم مني لطفي

انت في الصفحة 11 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز


فارس احلامها كله على أحمد قطبت ايناس مستفهمة 
ازاي يعني
اجابت منة بدهشة مصطنعه
انت يا بنتي مش سمعتيها بتقول دمه خفيف زي احمد حلمي وجسمه رياضي زي احمد السقا وأمور زي أحمد عز أومأت ايناس بالايجاب واعتلى وجهها علامات الريبة فتابعت منة
اممممم يبقى ناقص تقول أول حرف من إسمه أحمد عبدالعظيم قطبت ايناس متسائلة بحيرة وريبة

مين أحمد عبد العظيم فغرت منة فاها دهشة وعبست قائلة بحنق
لا ابدا دا المكوجي اللي على أول الشارع وما لبثت أن احتدت قائلة بسخرية
مش عارفة احمد عبدالعظيم يا أذكى اخواتك صمتت ايناس لوهلة ثم شهقت عاليا ونظرت اليها مصعوقة وهى تشير بعينيها الى نشوى التى انشغلت بالحديث الى سحر
أحمد اخوكي قالت منة ببراءة مزيفة
اوعي تتهوري يا ايناس انا بهدي النفوس بس 
نظرت ايناس الى نشوى وقد لاح على وجهها علامات الإجرامولو كانت النظرات تملك خاصية القټل لكانت الأخيرة وقعت صريعة في الحال واصدرت ايناس زمجرة ڠضب فقالت منة بهدوء
روستخ روستخ يا زكي يا روستخ في حين انتبهت كلا من نشوى وسحر اليهما فنظرت سحر بتساؤل بينما طالعتها نشوى بعدم فهم واضح 
كان سيف كالليث المحبوس يتحرك في غرفته بالمكتب بقلة صبر وحنق واضحين لما هذه المدة كلها لتبلغه بقرارها هل الارتباط به مخيف الى هذه الدرجة ويستحق أن تفكر لمدة ثلاثة ايام كاملة لقد ترك لها الحرية كاملة في التفكير وكان يتعمد الابتعاد عنها حتى لا يشكل وسيلة ضغط عليها هو يريد موافقتها التامة من دون أي ضغوطات منه ولكن لقد أوشك صبره على النفاذوقف سيف وهمس في نفسه وقد برقت عيناه بعزم لا ينضب
مش معقولة بعد دا تقولي آسفة لا يا منة كفاية عليكي وعليا الايام اللي فاتت لو الضغط هيخليكي توافقي يبقى مافيش مانع من شوية ضغط صغيرين ولكنه لم يستطع تنفيذ وعيده حيث تلقى مكالمة تغيرت على إثرها قراراته كلية 
هتف سيف مخاطبا محدثه على هاتفه المحمول
حضرتك بتقول ايه يا عمي بتتكلم بجد
تعالت ضحكات الرجل كبير السن وقال بوقار
معقولة هكدب عليك يا بني اندفع سيف قائلا بأسف
لا لا لا ما اقصدش والله بس من مفاجئتي مش قادر أصدق بصراحه أعاد الرجل على أسماعه عباراته بصوت وقور متزن
بقولك يا بني منة بلغتني بموافقتها شوف عاوز تجيب والدك امتى وتتقدم لها رسمي 
هتف سيف باندفاع
انهرده انهرده هكلم بابا وأقوله ييجي ونتفق في كل حاجه قال عبد العظيم والد منة وابتسامة وقورة تزين وجهه وهو يطالع زوجته الجالسة بجواره فرحة لموافقة ابنتها فهو عريس لا يعوض
لا يا بني ما ينفعش انهرده احنا كمان لازم نبقى مستعدين لاستقبال عيلتك الكريمة وبعدين لازم مامتك واخواتك يشرفونا كمان 
قال سيف برجاء
ما هو اخواتي البنات هييجوا في الفرح المشكلة انهم متجوزين وظروفهم يمكن ما تسمحش انما والدتي ممكن تيجي بس يا عمي احنا مش ضيوف معندكوش شاي كوبايتين شاي من ايد حماتي هتبقى ممتازة وشاي ليه انا هجيب معايا دستة شربات ضحك الوالد واجاب
لا يا بني ما يصحش وبعدين انت بتتكلم في الفرح ولسه الخطوبة ما اتعملتش عموما هنستناكم بكرة ان شاء الله 
أجاب سيف بقلق
ما هو يا عمي اسمح لي انا شايف انه يبقى فرح على طول حضرتك عارف اكتر مني ان منة ما كانتش موافقة على مبدأ الجواز من الاساس 
قال الأب
ايه خاېف تغير رأيها 
أجاب سيف بثقة
لا يا عمي ان شاء الله مش هتغير رايها بس انا مش بحب فترة الخطوبة تطول 
أقر الوالد كلامه
عندك حق عموما التفاصيل دي هنتفاهم فيها لما تشرفونا بالزيارة انت ووالدك 
تبادل سيف والوالد التحيات قبل ان يغلق سيف الهاتف متنفسا بعمق وقد أشرق وجهه الوسيم بابتسامة واسعه وهو يقول في نفسه
واخيرا يا منة هتبقي حرم سيف الدين عبد الهادي مراتي أنا وبرقت عيناه وهو يتابع بلهجة قوية كمن يدلي بقسم عظيم متعهدا في نفسه
باباكي خاېف تغيري رأيك وكأنى هسمح بكدا انت خلاص وافقت والجواب دا نهائي مايقبلش النقاش 
لم يستطع سيف رؤية منة بعد ان أبلغه والدها بموافقتها فما ان انطلق اليها في المكتب حيث تعمل حتى فوجيء بزميلاتها يخبرنه انها قد انصرفت مبكرا اليوم فكر سيف متفكها
بتهربي يا منة وهو كذلك بس مش هتعرفي تهربي مني كتير 
جاء اليوم التالي وقد انقلب منزل عائلة منة رأسا على عقب فقد أعلنت والدتها حالة الطواريء بالمنزل وقامت بطرد زوجها

وابنها بغية شن حملة نظافة واسعة النطاق تساعدها فيها ام محمود أما منة فأمرتها بملازمة حجرتها وعدم الخروج منها بعد أن فشلت في دفعها للذهاب لابتياع ثوبا جديد وزيارة صالون التجميل فقد رفضت منة رفضا باتا معللة أنها زيارة عادية ولا يوجد داع لمثل هذه الامور صړخت فيها أمها
انت عاوزة تجنينيني يا منة يا بنتي فيه عروسة عريسها جايلها هو وأهله وما تحبش تشتري فستان جديد ولا تروح للكوافيرة تظبط نفسها انا عمري ما شوفت كدا 
منة بطبيعية شديدة
آه فيه أنا وأديكي شوفتي يا ستي حقك تشكريني انه فيه حاجة ماشوفتهاش قبل كدا وانا كان ليا الشرف وورتهالك 
وخوفا من الأم على صحتها وكي لا تعاني من ارتفاع في ضغط الډم مصحوبا بأعراض أزمة قلبية مع العلم أنها لا تعاني أيا منهما آثرت السكوت وعدم المجادلة وأصدرت فرمانها بحبس منة عبد العظيم في غرفتها حبسا انفراديا الى حين وصول الضيوف 
وصل سيف برفقة عائلته وتم التعارف بين العائلتين كان والد سيف عبد الهادي رجل صعيدي بمعنى الكلمة بهيئته وزيه التقليدي وعباءته الفخمة التي توشي بثراءه كما كانت الأم زينب بعباءتها السمراء التقليدية ولكنها من القماش الفاخر وصفا من الأساور الذهبية العريضة والتي كانت تصدر رنينا كلما حركت صاحبتها يديها 
جلس الجميع يتبادلون الاحاديث الخفيفة في انتظار وصول العروس والتى كانت تقف خارج غرفة استقبال الضيوف تتمسك بعباءة أم محمود تكاد تبكي مقبلة يديها كي تدخل معها أو أن تدخل هي بدلا منها 
أم محمود بدهشة بالغة
يا خراشي يا ست منة ادخل بدالك ازاي يعني 
كادت منة ان تبكي بل وترقرقت الدموع بالفعل في عينيها المكحلتين باللون الاسود والذي أسبغ عليها جمالا رائعا فغدت كعيون الغزال البري قالت منة برجاء واستعطاف
علشان خاطري يا ام محمود مش هقدر أدخل لوحدى وماما مش هعرف أناديها حاسة انى زي ما اكون معروضة للبيع هيقعدوا يبصوا فيها ويفحصوا 
كتمت ام محمود ضحكة كادت ان تفلت منها وهي تقول
الله يحظك يا ست منة لا هو انت فاكرة حماتك دي زي الست ماري منيب كدا هتقعد تشدك من شعرك وتديكي جوزة تكسريها باسنانك وكدا يا بنتي دول باين عليهم ناس أكابر وناس مأصلين بصحيح وبعدين سوى كنت بشعر أو قرعه انت عاجبه ابنهم وعاوزك يبقى خلاص 
تبدلت نظرة منة من التوسل الى الحنق وقالت بزمجرة حانقة
خلاص خلاص ولا
الحوجة لحد هي يعني كانت مۏتة ولا أكتر ثم جذبت نفسا عميقا وقالت في سرها
استعنا على الشقا بالله ودخلت بقدمها اليمنى كما أوصتها أمها سابقا وأم محمود الآن 
كان سيف أول من شاهدها فصمت عن الحديث بغتة لينتبه الموجودون لسبب صمته المفاجيء ذاك والمتمثل في ملاك بدون جناحين يدخل إليهم كادت منة أن تتوارى خجلا من شدة بحلقتهم بها كانت طلتها ملائكية بفستانها الابيض الحريري منسدلا على قامتها حتى كاحلها ويتداخل معه قماشا من الشيفون الأسود من الجزء السفلي وحذاء أسود عال الكعب ووضعت وشاحا فوق رأسها أبيض اللون من الحرير الطبيعي يتداخل معه وشاح آخر من الساتان الأسود وكان الحجاب موضوع بطريقة ساترة وجذابة واكتفت من الزينة بكحل أسود للعين وملمع شفاه زهري وخاتم صغير من الذهب الأبيض 
قامت والدتها ما ان شاهدتها وقالت بحبور وهي تشير الى والدة سيف الذي كان قاب قوسين أو أدنى من دعوتها للجلوس بجواره بل وفي احضانه إن جاز الأمر قالت الأم مبتسمة
تعالي هنا جنب الحاجة أم سيف تقدمت منة ترفل في ثوبها الحريري مطأطأة برأسها في خجل حتى وصلت الى والدة سيف التي قامت من فورها محتضنة إياها بحب وقالت بلكنتها الصعيدية
ما شاء الله تبارك الرحمن جمر تعالي جاري اهني يا بنيتي 
جلست منة في المنتصف بينها وبين والدتها فيما نظر اليها الشيخ عبد الهادي وقد راقه احتشامها فكان يخشى أنت تكون كفتيات هذه الايام حيث السفور والتبرج المبالغ به ولكنه يعلم أن سيف ولده لم يكن ليرضى بهذه الاشياء فهو وإن كان يتحدث بلسان أهل المدينة وظاهره يواكب الموضة والعصر ولكنه من الداخل صعيدي حتى الصميم وجه الشيخ عبدالهادي حديثه اليها بصوته الوقور المتزن
ربنا يحميكي يا بنيتي ويحفظك من كل شړ ثم الټفت الى والدها الجالس بجواره متابعا
ما شاء الله يا حاج عبد العظيم بنتك جمال وأخلاج عاليه اجابه عبد العظيم فخورا بإبنته التي حصلت على اعجاب أهل خطيبها من اللحظة الاولى
ربنا يخليك يا شيخ هي بنتك بردو 
قال الأب بحماس
أومال معزتها كيف معزة بناتي تمام تنحنح سيف قليلا وقال موجها حديثه الى والده وناظرا الى والد منة بينما احمد يتابع أخته بنظرات محبة فخورة 
بقول يا حاج ندخل في المهم 
ضحك الجالسون وقال الشيخ بلهجته الصعيدية المحببة
مستعجل جوي شكلك إكده ثم تابع بابتسامة
عموما يحج لك تستعجل عروسة زي الجومر زييها

تبجى خاېف لا تروح منييك وآني متلهف جبل منك أنها تكون مرات ولدي وبنتي الخامسة ثم وجه حديثه الى عبد العظيم قائلا بابتسامة كبيرة 
احنا يا حاج عبدالعظيم طالبين الجرب منييك ولدي سيف عاوز يتزوج بسلامتها بنتكم منة 
قال عبدالعظيم بابتسامة هادئة
ومنة بنتك يا شيخ وسيف في معزة أحمد ابني تمام وانا مش هلاقي ناس زيكم أتشرف بنسبهم وأطمن على بنتي الوحيدة معهم 
قال الشيخ بسرور وهو يوميء برأسه ايجابا
يبجي على خيرة الله وكافة طلباتك وطلبات العروسة مجابة انا معنديش أعز من ولدي ويشهد ربنا انها دخلت جلوبنا ومعزتها من معزة ولدنا المهر اللي تجول عليه والشبكة وكافة شيء وعلى فكرة سيف هو اللي مصمم انه يتكفل بكافة مصاريف زواجه مع ان ربنا موسعها علينا لكن هو الله يهديه راكب دماغه ومحكم رايه انه هو اللي هيتكفل بكل حاجه راجل من يومه قال الشيخ عبد الهادي عبارته الاخيرة بفخر شديد بإبنه الوحيد وهو يربت على كتفه تحدث عبدالعظيم قائلا بابتسامة صغيرة
وانا يا شيخ عبدالهادي مش طالب غير انه يعاملها بما يرضي الله زي ما رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام قال ما معناه في الحث بتحري الزوج المسلم صحيح الدين في زواج بناتنا إن أحبها أكرمها وإن لم يحبها لم يهنها صلى الموجودون على
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 53 صفحات