الثلاثة يشتغلونها
رحمة وتغلق الباب خلفه بالمفتاح..ثم تستند بظهرها إليه.. وهي تدرك فى حيرة أنه يغار عليها..ترى هل يحمل حقا لها مشاعر فى قلبهمجرد تفكيرها هذا حمل إلى قلبها أملا..وإلى تيها إبتسامة....إبتسامة عشق
يتبع..
الفصل ال.
كان مراد يتمدد على الأريكة و شروق بجانبه وهم يشاهدون فيلما كلاسيكيا قديما ..نهايته حزينة ربما ولكن مما لا شك فيه أنهم يعشقانه سويا..وهو فيلمدعاء الكروان..ليرن هاتف مراد وي إندماجهم فى الأحداث ..مد مراد يده وإلتقط هاتفه من على الطاولة ينظر إلى شاشته ليرى هوية المتصل ..ليل فجأة فتنظر له شروق.. ثم يتجه إلى الحجرة ليتلقى المكالمة وسط حيرتها..وهي تتساءل عن هوية المتصل ..فحين يكون معها يتجاهل كل الإتصالات وإن كانت بشرى نفسها المتصلة به..أفاقت من أفكارها على صوت ټحطم شئ ما بالداخل.. لينتابها القلق وهي تسرع إلى الحجرة تدلفها لتجد الهاتف محطما على الأرض ومراد جالسا على السرير مطرقا برأسه. ..لتسرع إليه تجلس أمامه على ركبتيها.. قائلة فى قلق يعصف بكيانها
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
نظر إليها مراد بعيون زائغة وهو يقول
يحيي..يحيي هيتجوز رحمة النهاردة.
عقدت شروق حاجبيها قائلة
يحيي أخوك هيتجوز بالسرعة دى.. بعد مراته الله يرحمها.
تابع هذيانه قائلا
دى كانت وصية المرحومة ..إنه يتجوزها بعد ما ټموت..أنا سمعت الكلام ده بودنى بس مصدقتش إنه هيعملها بجد.
إزدادت حيرة شروق لتقول
ولما هي وصية المرحومة ..إيه اللى مزعلك بس يامراد
صړخ پألم
اللى مزعلنى إنه هيتجوز رحمة ..من بين كل البنات اللى فى الدنيا..مخترش غير رحمة يحبها ويتجوزها.
نهضت شروق ببطئ ..تنظر إليه بتوجس قائلة بصوت شابه القلق
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
إنتبه مراد من صډمته ومرارته على سؤال شروق ليقول بتوتر
م..متفرقش طبعا..زيها زي كل البنات..بس ..يعنى ..كانت مرات أخويا هشام..وإنتى عارفة كنت بحبه أد إيه..ومكنتش يعنى.. أحب مراته تكون لحد غيره.
لم تى إجابته غليلها وبذرة الشك التى ذرعها فى قلبها لتقول بهدوء يخالف مشاعرها المضطربة والمستعرة بنيران الشك
الحد ده مش غريب..ده أخوك الكبير يامراد..وزي ما إنت قلت دى وصية مراته ليه ما ټموت..جايز شافت إنها مش هتآمن على جوزها وإبنها غير مع أختها....
قاطعها قائلا فى مرارة
بيحبها ..قلتلك بيحبها وهي بتحبه..ده مش جواز مصلحة..ده جواز حب.
وإيه اللى يزعلك لو كانوا بيحبوا بعض يامراد..بالعكس المفروض تفرح لأخوك وتروح تقف جنبه..أخوك اللى انت عارف ومتأكد إنه لو كان مكانك كان هيفرحلك من كل قلبه.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أفاق من أفكاره على صوت شروق البارد والذى
لم ينتبه لبرودته وهي تقول
قوم يامراد..قوم جهز نفسك وروح أقف
جنب
أخوك فى يوم زي ده..ومتنساش إن الحب والجواز قدر..قسمة ونصيب ملناش دخل فيها..قوم يامراد..قوم.
نظر مراد إليها ورغم المرارة فى قلبه إلا أنه وجد أن لديها الحق فى كلماتها..يجب أن يكون بجوار أخيه فى يوم كهذا..كما وقف بجوار هشام من ..وليذهب عشقه الذى يؤذيه دائما إلى الچحيم..يجب أن يوأده تلك المرة فى قلبه للأبد حتى وإن كان بوأده سي كل مشاعره ويوأدها بدورها..لينهض بإنكسار ويتجه إلى الحمام..تتابعه عينا شروق التى ما إن أغلق عليه باب الحمام حتى تركت لدموعها العنان..تبكى عشقها الذى أدركت لأول مرة منذ أن شعرت به..أنه عشق يائس.....بلا أمل.
قال مجدى فى حدة
أيوة ياست بشرى..فيكى الخير والله..لسة فاكرة تكلمينى
قالت بشرى
إهدى بس يامجدى ..كنت هعمل إيه يعنى وهكلمك إزاي والعيلة دايما حوالية..أنا اول ما عرفت أتهرب ..كلمتك علطول.
زفر مجدى قائلا
وحشتينى أوى..أوى..إزاي بس هنت عليكى تسيبينى كل ده
إبتسمت بشرى قائلة
كل ده إيه بسده كل الموضوع ٣ أيام.
قال مجدى بشوق وصورتها تتمثل أمامه
ال ٣ أيام دول عدوا علية كأنهم ٣ سنين..إنتى مش عارفة بحبك أد إيه
قالت بشرى
لأ مش عارفة..بس أحب أعرف طبعا.
تنهد مجدى قائلا
تعالى بس وإنتى تعرفى.
مطت بشرى تيها قائلة
الظاهر إنى فعلا هرجع يامجدى.
قال مجدى بلهفة
بجد ..بجد يابشرى هترجعى..لقيتى الحل
زفرت بشرى قائلة
لأ..ملقتش حاجة وشكلى مش هلاقى أي حل طول ما أنا هنا..والوضع بقى يخنق..انا هرجع مصر وأفكر هناك براحتى..وبعدين سايبة العقربة دى مع مراد ويحيي وخاېفة تأثر على حد فيهم..غالبا هسافر النهاردة المغرب.
قال مجدى وعيونه تلمع
هستناكى ياحبيبتى ..هستناكى.
قالت بشرى بهدوء
مش هينفع ف بعض النهاردة يامجدى..أنا هروح البيت وبكرة هشوفك أكيد.
قال مجدى بإحباط
تمام يابشرى..تمام..هستناكى بكرة.
أغلقت بشرى هاتفها..ثم وضعته فى جيبها وهي تقول
والله فيك الخير يامجدى ..وحشتك وبتطمن علية..مش زي جوزى اللى معبرنيش ولو حتى بتليفون صغير..وكأنه ما صدق.
لتلتفت تنوى العودة إلى منزل الحاج صالح والإستعداد للسفر..حين فوجئت بلبنى إبنة حامد ..الإبن الأكبر للحاج صالح.. ذات التسع سنوات..وهي ترمقها بحدة..لتشعر بشرى بتوقف دقات قلبها وهي تتساءل ..هل إستمعت تلك الشقية إلى حديثها..لتعود وتنفض صډمتها وهي تطمئن نفسها بأن تلك الصغيرة لن تفهم شيئا وإن فهمت فبإستطاعة بشرى التملص من أي شئ..لترمقها بشرى بدورها بحدة.. ان تتجه للمنزل..تحمد ربها على عدم إنجابها الأطفال..حتى لا ترزق بمثل هؤلاء الأشقياء أبدا فهي لا تستطيع أن تتحملهم .....مطلقا.
ربنا يرحمك ياراوية ويسامحك.
تركت الصورة ونظرت إلى عيونها المغروقة بالدموع..فإلى جانب حزنها على فراق أختها..هناك ذلك القلق المسيطر على كيانها والخۏف من زواجها وإرتباطها بحبيب قلبها وخائڼه الوحيد..ترى كيف ستستطيع العيش معه دون أن ټخونها مشاعرها تجاهه..كيف ستستطيع السيطرة عليها كيف بحق السماء ستقاوم ضعفها تجاههوكيف ستحتفظ بسر أختها بعيدا فى عمق قلبها السحيقربما بتذكير نفسها بتخليه عنها بالماضى وتصديقه السوء عن أخلاقها ومشاعرها..نعم بهذا فقط ستستطيع الصمود..كلما وجدت نفسها تضعف ستذكرها بما حدث منه بالماضى..فقط عليها الإنتباه لخطواتها وحسب..ليظهر التصميم على وجهها وهي تلقى نظرة أخيرة على نفسها.
تغادر الحجرة ..إلى حيث إجتمع الجميع .....لعقد القران.
كان يحيي يقف إلى جوار مراد ..يشعر بالتوتر..ينتظر نزول رحمة حتى يعقد القران وينتهى من هذا الأمر .. يشعر لأول مرة فى حياته أنه يترك العنان لقلبه يتحكم به..ويدع جانبا عقله الذى يرسل إليه جميع الإنذارات الحمراء .. يدرك لأول مرة بحياته أيضا أنه لا يفعل الصواب ولكن رغما عنه يقوم به والأدهى ان قلبه يكاد يطير فرحا بما يفعل..لدرجة أنه لم ينتبه لملامح أخيه العابسة والواقف إلى جواره بوجوم..لتتعلق عينيه فجأة بتلك الجميلة ..بل رائعة الجمال والتى تتهادى نزولا إليهم فى ثوبها الأسود الأنيق والذى أضفى جماله وبساطته إليها جمالا وأناقة ورقي..قد تبدو الثقة على ملامحها ولكن وحده يحيي من يدرك أنها فى قمة إضطرابها
تسلطت عيونها عليه أثناء نزولها لتلاحظ ملامحه الجامدة ولكنها تعرفه جيدا لتدرك توتره من قبضتيه المضمومتين بشدة ..فهو لا تمالكا حديديا لأعه التى توشك على الإنفلات..إقتربت منه لتلاحظ وجود مراد..فإبتسمت له فلم يرد إبتسامتها..لتتجمد الإبتسامة على محياها ثم تختفى ..وهي تتجه نحوهما تتعجب من ع مراد..ولكنها كانت متوترة
فلم تلقى بالا لسبب عه..وقفت أمام يحيي ..ليومئ لها برأسه بهدوء فردت إيماءته بهدوء أيضا..وكادا أن يتجها إلى المأذون لعقد القران حين إستوقفها صوت مراد وهو يقول بسخرية
مبروك ياعروسة.
إلتفت كل من يحيي ورحمة يواجهانه ..لتتفحص رحمة ملامح مراد..تتعجب من لهجته الساخرة.. وهي تقول بهدوء
الله يبارك فيك يامراد.
إتسعت إبتسامته الساخرة وهو يقول
أخدتى زينة شباب عيلة الشناوي ..بس خدى بالك منه المرة دى ..وياريت ما يحصلش اللى ه.
إنتفضت رحمة على صوت يحيي القوي وهو يقول بصرامة
مراد.
نظر مراد إلى أخيه ولثوانى تحدت عيناه عيني أخيه..لترتخى نظرة مراد أمام يحيي وهو يشيح بوجهه..بينما أدركت رحمة أن مراد يحملها ذنب مۏت أخيه هشام..وبالتأكيد يفعل أخاه..لي قلبها پصدمة أخرى تضاف إلى قائمة صدماتها من عائلة الشناوي..ويطغى الحزن على ملامحها لتفاجئ بكف يحيي الذى إمتد
لكفها ليحتويه لتنظر إلى عينيه فأومأ لها برأسه ..لتشعر رغما عنها بش لم تشعر به منذ زمن طويل..إنه يساندها كما كان يفعل دائما بالماضى..لقد كان هو عضدها فى كل المواقف التى مرت بها مع أبناء العائلة..ومع أخويه..كان الحامى لها ..والذى معه تشعر بالقوة لتتحدى من تسول له نفسه بمضايقتها..وها هو يعود ويساندها..ولكن يظل الفرق كبير فلم تعد هي رحمة الماضى..ولم يعد هو أيضا يحياها.
أوقفت بشرى سيارتها..تتعجب من أنوار المنزل التى مازالت مضاءة..لتهبط منها وتغلقها..متجهة إلى باب المنزل المفتوح على مصراعيه لتزداد حيرتها ..عقدت حاجبيها بشدة وهي ترى رجلين ..أحدهما شابا فى اوائل الثلاثينات من عمره..والآخر رجلا فى حوالى الخمسين من عمره..يرتدى بذلة كحلية ويحمل حقيبة جلدية فى يده..مغادرا المنزل فى عجلة وهو يحادث أحدهم فى هاتفه قائلا
جاييين علطول ياماجد بيه..إحنا خلصنا هنا خلاص..مسافة السكة بس .
تجاهلتهما بشرى وهي تدلف إلى المنزل لتجدها تقف بجوار يحيي وعلى مقربة منهم وقف مراد بملامح متجهمة..لتعود بنظرها إلى رحمة تتأمل فستانها الأسود الذى أضفى عليها جمالا أثار حقد بشرى خاصة وهي تلاحظ عيون يحيي التى تعلقت بها..لتعقد حاجبيها بحيرة وهي تسمع روحية تقول بطيبة
مبروك ياست رحمة..مبروك يايحيي بيه.
إكتفت رحمة بإبتسامة هادئة بينما قال يحيي برصانة
الله يبارك فيكى ياروحية.
قالت بشرى بحدة
ممكن اعرف إيه اللى بيحصل هنا فى غيابى
إلتفت
إليها الجميع ..فاستطردت قائلة فى غيظ
بقى أنا أغيب ومحدش يسأل عنى ..لأ
وكمان بتحتفلوا فى غيابى..طب على الأقل عرفونى بتحتفلوا بإيه..وإزاي بتحتفلوا أصلا وراوية معداش على ۏفاتها أسبوع
إكتست ملامح رحمة بالضيق ممتزجا بالحزن..بينما عقد يحيي حاجبيه..ليتقدم منها مراد بخطوات حازمة قائلا
مش وقت الكلام ده يا بشرى..تعالى معايا.
نفضت يده قائلة فى عصبية
لأ وقته يا مراد..من حقى أعرف إيه اللى بيحصل ولا أنا مش من أهل البيت
كاد مراد أن يتحدث لولا أن إقترب منها يحيي وهو يقول بهدوء
لأ طبعا من أهل البيت ..ومن حقك تعرفى ..لإن الموضوع مش سر ولا حاجة..
لينظر مباشرة إلى عينيها وهو يقول فى ثبات
أنا ورحمة إتجوزنا...النهاردة.
إتسعت عينا