الثلاثة يشتغلونها
من الجنة..حتى تلك الشموع المتناثرة هنا وهناك وقد خففت الإضاءة..منحت المكان جوا خياليا..نظرت رحمة حولها فلم تجد أحدا غيرهم بالمطعم..لتقول ليحيي بحيرة
هو المطعم فاضي النهاردة ولا إيه
ترك يحيي ملعقته وتوقف عن الأكل وهو يهز رأسه نفيا بهدوء قائلا بإبتسامة
لأ..أنا حجزت المكان كله مخصوص علشانك.
إتسعت عيونها پصدمة قائلة
قال يحيي
من شوية
قالت بدهشة
وأصحاب المكان وافقوا كدة بسهولة
إبتسم بثقة قائلا
ميقدروش يرفضوا لإن المطعم تابع لشركة الشناوي.
قالت ومازالت الدهشة تعلو ملامحها
بجد..بس حجز المكان كتير أوى علية يايحيي.
إتسعت إبتسامته قائلا فى حنان
مفيش حاجة تكتر عليكى..وبعدين..مش عايزة ترقصى..أهي فرصتك جتلك لحد عندك..ولا إنتى
كلمات ليست كالكلمات
يأخذني من تحت ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
والمطر الأسود في عيني
يت زخات زخات
يحملني معه يحملني
لمساء وردي الات ..
إهدى يابشرى ومتتسرعيش.
قالت بحدة
أهدى..أهدى إزاي بسإنت مش شايف اللى انا شايفاهالباشا بيخونى..لأ ومستناش لما چروحه تى عشان يشوفها..ده نزل من المستى علطول عليها..عارف ده معناه إيه
معناه إنه بيحبها..بيحبها يامجدى.
قال مجدى بحنق
وإنتى مضايقة إنه بيحبها ليه..ولا تكونى وقعتى فى حبه يا بشرى من غير ماتحسى
نظرت إليه بإستنكار قائلة
أحبه إيه بس
لتنظر مجددا إلى مراد المشكلة دلوقتى إنى حسيت إن العيب فية أنا وأنا
فكر مجدى بإستنكار..هذه الفتاة كل هذا..كيف..إنها رائعة الجمال وتبدو فى منتهى الرقة ولولا أن قلبه يفيض حبا لبشرى لأعجب بها على الفور..ليفيق من أفكاره على صوت بشرى تقول بغل تسلل إليه نبرات الحزن وهي تقول
حتى يحيي حب رحمة..طب ليه بس محبنيش
وإنتى كنتى عايزة يحيي يحبك يا بشرى
نظرت إليه قائلة بصوت مضطراب حاولت أن تتحكم فيه قدر الإمكان
مالك بس يامجدى..إنت نسيت خطتنا ولا إيهمش خطتنا كانت إنى أخليه زي الخاتم فى صباعى عشان تبقى ثروة الشناوي فى إيدينا.
نظر إليها مجدى لثوان فى شك ولكنه ما لبث أن وأد شكه على الفور مقتنعا بكلماتها فبشرى تحبه وحده دون غيره..وتفعل كل ما تفعل لتحصل على ثروة عائلة الشناوي لتكون لهما سويا ويجتمعان فى آخر الأمر..لينظر إلى الأمام وهو يلاحظ تحرك السيارة التى إستأجرها مراد ليقول بسرعة
قادت سيارتها على الفور وهي تلاحظ بدورها إنطلاق السيارة الأخرى لتظل وراءها على مسافة منها حتى لا يفطن إليها مراد ويكت مراقبتها له..ليسود الصمت بينهما لدقائق طويلة بدت كالساعات بالنسبة لبشرى ..حتى توقفت السيارة أمام هذا المبنى الأنيق وترجل كل من مراد وتلك الفتاة من السيارة لتتوقف سيارة بشرى على مقربة منهم..تتابع صعودهم إلى ذلك
المبنى بعيون إتقدت ڼارا..ووجه تحول من الڠضب إلى وجه شيطاني كريه..ليقول مجدى بقلق
هتعملى إيه دلوقتى يابشرى
لتنظر إليه قائلة بكره شديد
ينزل بس من عندها وهطلع فوق أفهم البنت دى..إن اللى ياخد حاجة من بشرى يبقى المۏت مصيره يامجدى.
قال مجدى محاولا تهدئتها قائلا
لو عايزاها ټموت تبقى ھتموت يابشرى..بس متوديش نفسك فى داهية وإنتى بتنفذى إنتقامك.
عقدت حاجبيها قائلة
قصدك إيه
قال مجدى بهدوء
قصدى خلى غيرك ينفذ وأقعدى إتفرجى من بعيد ..المرة اللى فاتت نفدتى بأعجوبة وانتى بټى رحمة..وأنا بصراحة خاېف عليكى..إنتى إنتقامك عاميكى وهيغلطك ..تفتكرى متعة إنك تموتيها بإيدك تستاهل حبل المشنقة اللى هيتلف حوالين رقابتك لو إتمسكتى
رفعت بشرى يدها دون وعي تتلمس تها پخوف..لتنظر
إليه وقد اقتنعت بكلامه كلية وهي تنظر إلى المبنى مرة أخيرة ان تبتعد بسيارتها قائلة پحقد
معاك حق..أنا همشى دلوقتى بس حكايتها لسة مخلصتش معايا..ووقت حسابها جاي قريب......
لتلتمع عيونها بشړ قائلة
قريب أوى.
قال مراد بحنان
محتاجة حاجة منى ما أمشى ياشروق
قالت شروق
عايزة سلامتك بس يامراد..وياريت تخلى
بالك من نفسك.
إبتسم قائلا
يعنى أفضل هنا دلوقتى..عشان أخلى بالى من نفسى
نظرت إليه فى حيرة ليقول مستطردا بحب
ما هو إنتى نفسى ياشروق.
إتسعت عينا شروق بدهشة قائلة
مراد..إيه الكلام الحلو ده كله..يعنى أقعد معاك سنتين مسمعش كلمة حب واحدة وفى يوم واحد أسمع الكلام ده كله..قلتلك غلط علية ياحبيبى..إرحم قلبى شوية.
أنا آسف ياحبيبتى..آسف لو بخلت عليكى بكلام الحب..بس أنا متعودتش أقول الكلمة دى غير لو بجد حاسسها..وأنا آسف لو محستش بمشاعرى غير متأخر..بس الحمد لله إنى حسيت بيها فوات الأوان..و ما أخسرك..
ليهبط بيده إلى بطنها يلمسها بحنان قائلا
وأخسر طفلى.
إبتسمت قائلة
أنا النهاردة أسعد واحدة فى الدنيا يامراد..عشان رجعتلى واعترفتلى بحبك ياحبيبى.
إبتسم مراد قائلا
وأنا أسعد واحد فى الدنيا لإن دنيتى منورة بيكى ياشوشو.
إنتى عمرك ما وجعتينى ياشروق.
رفعت يدها إلى حيث رباط رأسه تتلمسه برقة قائلة
ياريتنى كنت أنا متقوليش كدة يا شروق..أنا روحى فداكى..وفدا خدش بس يصيبك أو يجرحك.
وأنا عمرى فداك وفدا روحك ياحبيبى..ربنا يخليك لية ومايحرمنيش منك.
الفصل الثالث والعشرون
كانت
بشرى تمشى جيئة وذهابا ..ينتابها الغيظ ممتزجا بالحقد الشديد..تشعر بأنها الآن تود أن ټحرق الأخضر واليابس وليشتعل الجميع بنيرانها..تابعها مجدى بعيون قلقة على حالتها..ليقول بعد لحظات
بشرى ..إهدى كدة ..على فكرة التوتر ده مش هيحل مشكلة.
توقفت ونظرت إليه بحدة قائلة
مش ههدى ولا يرتاحلى بال غير لما أحرقهم كلهم بنارى يامجدى.
لتعود وتمشى جيئة وذهابا قائلة فى غل
بقى مراد يطلع متجوز علية أنا ..ومتجوز مين.. حتة سكرتيرة لا طلعت ولا نزلت ..لوكال..مشغلهاش عندى خدامة حتى..لأ وبيبصلها بصة عمره ما بصهالى ..ماشى يامراد..ماشى.
لتقف مجددا وهي تقول پغضب
هو البواب قالك إسمها إيه
قال مجدى بتوتر
إسمها شروق.
ضمت بشرى قبضتها اليمنى ټ بها كفها الأيسر المنبسط وهي تقول
شروق..شروق ..شروووق.
لتفكر لثوانى ثم تلتمع عيونها فجأة وهي تستطرد قائلة
طيب..تمام أوى..إن ما وريتك يامراد ..إن ما خليتك ټندم على اللى عملته مبقاش أنا بشرى إصبر علية بس.
قال مجدى وقد لاحظ تلك اللمعة بعيونها
هتعملى إيه يابشرى..عينيكى بتقوللى كتير.
وبقيت بتفهمنى من عيونى كمان.
ده إسمه حب يابشرى..وأنا مش بس بحبك..أنا بعشقك.
إقتربت رحمة من يحيي
شكرا يايحيي.
عقد حاجبيه فى حيرة وهو يقول بهمس مماثل
على إيه بس ياحبيبتى
رفعت وجهها تنظر إلى عيونه العسلية قائلة بإمتنان
على أجمل ليلة قضيتها فى حياتى..عيشتنى فيها قصة خيالية..كنت فيها مع أميرى ..أكلنا وضحكنا ورقصنا.. حلمت دايما أكون بين إيديك .. عينى فى عنيك وإنت بتسمعنى أحلى كلام عن حبنا..وكملت بأغنية ماجدة..اللى دايما كنت بسمعها فى غيابك.
ليبتسم وهو يرفع يده يمررها على قائلا ف حنان
وكنت بسمعها أنا فى غيابك.
لتدندن رحمة بالكلمات قائلة بصوت عذب
يسمعنى حين يراقصني ..كلمات ليست كالكلمات
يأخذني من تحت ذراعي..يزرعنى فى إحدى الغيمات.
يهمس قائلا
وأنا كالطفلة فى يده..كالريشة تحملها النسمات..
لتقول هي بهمس
يخبرنى أنى تحفته وأساوي ألاف النجمات..بأنى كنز وبأني أجمل ما شاهد من لوحات.
ليل وهو ي عليها قائلا بهمس
يروي أشياء تدوخني ..تنسينى المرقص والخطوات.
نظرت إليه بعشق قائلة
كلمات تقلب تاريخي ..تجعلني إمرأة فى لحظات.
لتصمت وهي تتطلع إلى عينيه بنظرة شابها بعض الحزن وهي تقول
يبني لي قصر من وهم..لا أسكن فيه سوى لحظات وأعود لطاولتي لا شيئ معي إلا كلمات.
تأمل ملامحها وقد أدرك مقصدها ليقول بوعد
مبقاش فيه قصور من وهم..مبقاش فيه فراق..سامحيني من قلبك يارحمة
وإنسي الماضي..وإفتكرى بس إنى بعشقك ووعد منى..إنى مستحيل هسمح لقلبى يإذيكى من تاني ولو كان التمن حياتى يارحمة.
إبتسمت بعيون غشيتها الدموع من وعده الذى ه على نفسه..ة منه فى أن يطمأن مخاوفها
دلفت بشرى إلى شقتها..لتجد الظلام التام ي بها..وماإن خطت بإتجاه مفتاح الإضاءة حتى سطع الضوء فى كل مكان..لتجد مراد جالسا على الأريكة..ينظر إليها بوجه خال من المشاعر..تأملته لثوان تدرك أن هناك شيئا ما خلف هيئته تلك لتقول بهدوء
مساء الخير.
نظر مراد إلى عينيها مباشرة قائلا
كنتى فين يابشرى
إقتربت منه وجلست على المقعد المقابل له وهي تزفر قائلة
هكون فين يعنى يامرادكنت مخڼوقة..لفيت بالعربية شوية..وأنا جاية فى الطريق العربية عطلت وإضطريت أوديها لميكانيكى وقعدت لغاية ما أصلحها وبعدين جيت علطول.
عقد حاجبيه قائلا
ومكلمتنيش ليه
قالت بنبرة ساخرة
وهو إنت فاضيلى أصلا
إزداد إنعقاد حاجبيه وهو يقول
قصدك إيه
قالت فى هدوء
هيكون قصدى إيه يعنىإنت مش قايل إنك فى ميتينج مهم..أنا محبتش بس أعطلك..هي دى كل الحكاية.
تفحصها مراد يدرك أن هناك شيئا ما تخفيه عنه ..يظهر فى نظراتها الغريبة إليه وتلك النبرة الساخرة فى صوتها..ليصمم على معرفته آجلا أم عاجلا..ليقول فى حزم
يحيي ورحمة كلمونى وكانوا عايزينا نرجع الفيلا..وأنا رفضت..يحيي كان عايز يكلمك وأنا إضطريت أكذب وأقوله إنك نايمة..مكنتش أقدر أقوله إن مراتى لسة مرجعتش البيت
وهي عارفة إنى تعبان ولسة خارج من المستى..ده غير إنه لو سألنى عن مكانك..كان هيبقى شكلى وحش
وأنا معرفش عنك حاجة.. ياريت لو هتروحى مكان بعد كدة تبقى تعرفينى ها..مفهوم
مظهره أمام يحيي..هذا ما يهمه فقط..أما هي فلا تهمه على الإطلاق..تدرك ذلك جيدا..فتهما سويا واضحة ومنذ البداية ..فهي لم تستطع أن تحبه وقلبها ممتلئ بحب أخاه..وهو لم يستطع أن يحبها وقلبه ممتلئ
بحب رحمة..مهلا..إذا كان هكذا إذا لماذا أحب تلك الشروق..وهل نسي رحمةوهل حقا العيب فيها لذا لا أحد يحبها حقاإذا لماذا أحبها مجدى كل هذا الحبتحركه بإشارة من إصبعها وإن طلبت روحه فلن يتوانى عن إهدائها إياهالماذا
آاااه..أسئلة عديدة تدور برأسها بلا إجابة..تطيح بتركيزها على مهمتها الجديدة وهي التخلص من رحمة للأبد هي وتلك الشروق وستسعى من الغد فى تنفيذ مخططها..لذا ستريح أعها المتعبة الآن وتكتفى بالصمت..الصمت المطلق.
لتفيق من أفكارها على صوت مراد وهو يقول بلهجة تحذيرية
مفهوم يابشرى
نظرت إليه ببرود قائلة
مفهوم يامراد ..بعد إذنك اليوم كان صعب أوى..وأنا محتاجة أنام.
لتبتعد من أمامه يتابعها بعينيه بقلق..فهدوءها هذا وحالتها الغريبة تلك تنبئ بکاړثة فى الطريق..ليدعوا الله فى صمت أن ينجيهم منها.
كانت رحمة تقف فى الحديقة حين أحست بيدين توضعان على عينيها ..لتبتسم بسعادة وهي تدرك أن صاحب تلك اليدين هو حبيبها يحيي..لتقول بحب
مهما غميت عينية هفضل شايفاك ياحبيبى..وحشتنى.
تسللت إلى مسامعها نبراته التى تخشاها وتمقتها وهو يقول بهدوء
إنتى كمان وحشتينى يارحمة.
إنتفضت تبعد يديه عن وجهها وتبتعد عنه وهي تلتفت لتواجهه قائلة بعيون إتسعت من الصدمة وهي تراه أمامها..بنفس الهيئة التى رأته عليها آخر مرة.. لم يتغير البتة لتقول بنبرات مرتعشة من الخۏف
هشام
إبتسم قائلا
أيوة هشام..حبيبك..إنتى قلتى إنى حبيبك ..وأخيرا يارحمة..سمعتها بودانى .لتقول وهي مازالت تحت تأثير صډمتها
إنت..إنت ممتش
إتسعت إبتسامته وهو يقول
ھموت إزاي بس وأنا واقف أدامك أهو
قالت پخوف
أنا تك بعيونى..والعربية پتنحرق بيك
ضحك بسخرية قائلا
ده اللى حبيت أوريهولك..لكن ما الڼار تمسك فى العربية..كنت ناطط منها..وبعدين إنتى أغمى عليكى وأنا هربت.
قالت بدهشة
والچثة اللى لاقوها جوة العربية
إقترب منها قائلا بسخرية
ده شغلى أنا بقى.
عقدت حاجبيها فى حيرة قائلة
طب وعملت كل ده ليه..كنت عايز توصل لإيه ياهشام
مال يرمقها بعيون باردة وهو يقول بلهجة كالصقيع
كنت عايز أشوفك هتعملى إيه بعد ما أموت..هتبقى أصيلة وتفضلى عايشة على الذكرى..وأبقى بكدة ظلمتك..ولا هتخونى الحب اللى بينا..وتقلي بأصلك ..وإنتى ما