الإثنين 25 نوفمبر 2024

حكاية بقلم يا سمين رجب

انت في الصفحة 26 من 219 صفحات

موقع أيام نيوز


من كام يوم
ليلي كنت مسافرة البلد أنا وابني اسلام كان عندنا حتت أرض معروضة للبيع اسلام كان رافض يبيع بس اخواته الله يسامحهم قالوا عايزين حقنا فيها وكان لازم تتباع علشان يخدوا ميراثهم فيها
رهف حصل خير معلش متزعليش جايز كده احسن له
ليلي معاكي حق الحمدلله على كل حال 
رهف طيب امشي أنا علشان اتاخرت عايزة حاجة

ليلي عايزة سلامتك
تركتها وانصرفت بينما هي عادت إلى ابنها الجالس على مائدة الإفطار
اسلام كنتي بتكلمي مين يا ماما
ليلي دي رهف كانت بتسأل عليا علشان مكنتش تعرف أني سافرت البلد
اسلام رهف مين
ليلي رهف اخت مرام أصحاب العمارة
اسلام اهااااا افتكرت يمكن علشان لسه مشفتهاش المهم انا هخرج بقي ومعنديش شغل النهاردة هرجع بدري علشان نتكلم انا وانتي عايزين نعمل مشروع بالفلوس بتاع الارض 
ليلي الي تقول عليه يا بني انا معاك فيه
اسلام ربنا يخليكي ليا يا ست الكل يالا محتاجة اي حاجه اجيبها معايا 
ليلي تسلم يا حبيبي عايزة سلامتك خلي بالك من نفسك حاضر مع السلامه
خرج من البناية باكملها يسير على اقدامه باحثا عن اي طريقة مواصلات فقد تأخر كثير لفت انتباه مشهد مؤثر فقد وقع بصره على سيارة تأتى مسرعة أودت بحياة تلك القطة الصغيرة ظل يتابع الموقف إلي أن أتت فتاة في مقتبل العمر جلست بجور القطة
ودموع عينيها لم تجف كأنها فقدت طفل ليس حيوان حاول استكشاف ملامحها جيدا الي أن تعرف عليها أنها تلك الفتاة صاحبة الهاتف كانت حادة الطباع في ذاك اليوم كيف هي بهذا الضعف الان
ظل يتابع الي ان نهضت من مجلسها بعدما تركت تلك القطة
على جانب الطريق وهي تودعها كأنها تركت جزء منها
تابعها بعينيه حتى اختفت عن انظاره تنهد بأسي وصعد في أول سيارة أجرة أتت امامه
كانت جالسه بمكتبها أمامها بعض الملفات لا تعلم ماذا تفعل بهم أرادت أن تستفسر من شرين ولكنها لم تأتي إلي الآن وضعت رأسها بين كفيها إلي أن سمعت صوته بجوار اذانها فكان يقف خلفها مباشرا لا تعرف ماذا تفعل في قلبها الذي يقرع مثل الطبول
عمار صباح الخير
مرام بتوتر صباح النور أنت جيت امتي أنا محستش بيك
عمار طلما محستيش قلبك بيدق بسرعة ليه
تملكها التوتر اكثر لأ تعرف هل يظهر عليها مرام اناا أصلا
عمار مقاطعا حديثها مرتبكة ليه كده اهدي مش هاكلك المهم النهارده عندنا شغل كتير عايزك ترجعيلي كل الملفات الي هتجيبها شرين دلوقتي مش عايز فيها غلطة 
مرام حاضر تحت امرك
تعرفي شكلك حلوا اوي وانتي محمرة كده قالها قبل أن ينصرف الي مكتبه 
جائت شرين حاملة الملفات قائلة اتفضلي يا ميرو عايزكي ترتيبهم على حسب اسم الشركات كل ملف يكون مع عقد شركته لأنها كلها بيانات وادخلي للبشمهندس علشان يمضي العقود دي قبل ما ترتبيهم
مرام حاضر
دلفت إلي مكتبه بعدما سمح لها بالدخول وجدته يجلس على مكتبه مندمج بالحاسوب الذي أمامه 
عمار اقعدي يا مرام انتي واقفة ليه كده
مرام بتوتر هو ممكن تمضي العقود علشان أطلع برة على مكتبي واسيبك تكمل شغلك براحتك
رفع نظره
إليهما وعلى وجهه ملامح الجمود أنا قلت اقعدي مكانك اعملي شغلك هنا وياريت يكون بدون نقاش 
جلست بدون صوت لم تتحدث معه إلا إذا سألها عن شئ كانت تتحاشى النظر إليه مما أثار استيائه وغضبه لينهض من مجلسه وهو يقف أمامها بقامته الطويلة وهو ينظر إليها بجمود 
عمار ممكن افهم ليه التجاهل ده إنتي حتى مش عايزه ترفعي عينك فيا
نهضت من مجلسها هي الأخرى وهمت بالانصراف ولكن هو كان اسرع منها تقدم من الباب وقام با اغلاقه مما أثار الخۏف في قلبها وإحساس الرهبة المسيطرة عليها
مرام هو أنت عايز مني ايه ممكن افهم
عمار جاوبي عليا الأول
انقضي يومها الدراسي ببطئ شديد الالم يتمكن من قلبها الضعيف واصبحت الرؤية أمامها غير واضحة صعدت البناية وهي في أقصى مراحل الألم جاهدت إلا تفقد وعيها وهي تخرج مفاتيح شقتها وهي تحاول فتح باب الشقه خارت كل قوتها لتسقط مغشيا عليها وفجأة قبل أن تلامس الأرض كان ينظر إلي هيئتها الشاحبة وشفتيها الزرقاء دون وعي منه وهو ينادي على والدته التي خرجت مسرعة إلي خارج الشقه هي و احدي الجيران 
في ايه يا اسلام يانهار أسود هي رهف مالها قالتها ليلي حين وقع بصرها على رهف المغشي عليها بين يد ابنها 
اسلام مش عارف أنا لاقيتها تعبانه وفجأة اغمي عليها
احدي الجيران خدها على المستشفى بسرعة دي عيانة عندها مشكلة في القلب 
ليلي يالا يا ابني أنا جاية معاك هحاول اكلم اختها 
حملها وسار بها إلي سيارة أجرة التي طلبها لهم احد سكان المنطقة منطلق بها إلي المشفي 
حاولت ليلي الاتصال بمرام ولكن ما من مجيب
ليلي مرام مش بترد يا اسلام العمل دلوقتي يا ابني
اسلام يمكن في شغلها يا ماما لم تشوف الموبيل
 

25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 219 صفحات