الجمعة 22 نوفمبر 2024

فإذا هو القلب بقلم منال سالم

انت في الصفحة 8 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

فيه لوحدها انتبهت جليلة لعبارة زوجها الأخيرة وهتفت مرددة بنزق رياض! ياه بقالنا كتير ماسمعناش عنه حاجة! تساءل دياب بإستغراب مين رياض ده أجابته والدته قائلة بتنهيدة مطولة ده أخو عواطف جدع طيب والله بس بخته قليل! تقوس فم دياب بعدم اقتناع مرددا هي ليها أخوات أصلا أجاب طه عليه بنبرة هادئة ده من أيام الڤضيحة اياها! اهتم دياب بالحديث كثيرا خاصة أنه لا يعي عنه شيئا فتساءل بفضول أكبر ڤضيحة ايه دي ردت عليه جليلة بأريحية تامة أم عواطف الست عزيزة الله يرحمها مكانتش تعرف إن جوزها الحاج خورشيد الكبير متجوز من ها ولما دريت بده وقت ما مراته الأولى دي ماټت على اللي عملته فيه وقلبت الدنيا ومقعدتش وكانت فضايح في الحتة شتمته وبهدلته وقلت أدبها عليه وعلى ابنه والكل اتفرج عليهم!!! عقد منذر ما بين حاجبيه متعجبا من جرأة تلك السيدة وأسلوبها الغير أخلاقي مع زوجها مرددا بضيق يا ساتر! تابعت جليلة قائلة بتحمس هو حاول يراضيها ويعوضها عن انه خبى عليها إكمن كان بينهم مصالح كتير وكتب لها جزء من أملاكه بس مرتاحتش كل همها ازاي كان متجوز ومخلف واد من وراها لأ وكان جدع وقتها يعني هيشاركها في كل حاجة! ارت دياب صحن الشوربة الساخن بالكامل دفعة واحدة وأسنده أمامه ثم تساءل باهتمام وبعدين! أكملت جليلة بعد أن مصمصت أعها الخة بأجزاء من الطعام مخلصهاش تسيبه كده قالت لقرايبها وكانوا شداد الصراحة حلفوا ما يسيبوا عمك خورشيد إلا لما يربوه على كدبه عليهم! رفع طه حاجبه للأعلى مرددا بحزم خلاص يا جليلة بلاها السيرة النكد دي على الأكل! اعترض دياب على جملة أبيه قائلا بفضول استنى يا حاج أما أعرف التفاصيل لوى طه فمه هاتفا بتهكم وهو يسلط أنظاره عليه يعني هتسمع الأملة! ضحك منذر قائلا بإستهزاء عادي يا حاج طه ابنك غاوي حكايات! لم يعقب عليهما دياب واكتفى برمقهما بنظرات حادة ثم الټفت ناحية أمه وسألها مهتما ها يا أمي ايه اللي حصل ابتلعت ما في جوفها وأجابته بصوت جاد اندهش دياب من تفكير زوجة ذلك الرجل الإجرامي واسترعى الأمر فضوله بشدة.. أخفضت جليلة نبرتها لتضيف برثاء مصطنع بس يا عيني اللي راح في الموضوع ده بت غلبانة باين فدت الحاج خورشيد وابنه! هتف دياب بشكل حماسي مفاجيء شكل عزيزة دي كانت جبارة! ردت عليه جليلة بامتعاض وقد عبست تعابير وجهها أجارك الله دي كانت فظيعة! أضاف منذر بجدية وهو يتفرس وجه والدته بس عواطف مش طلعالها ردت عليه أمه بتنهيدة عواطف زي أبوها طيبة وفي حالها! تساءل دياب بنبرة جادة وهو يعاود النظر إلى أبيه المهم دلوقتي الدكان ده هنعرف ناخده ولا البيعة واقفة أجابه طه قائلا بنبرة متريثة عواطف قالت هتتصرف وأدينا مستنيين! هز دياب رأسه بإيماءة خفيفة مضيفا اللي فيه الخير يقدمه ربنا! حدق منذر في وجه أبيه وهتف بخشونة وقد بدت الصرامة ظاهرة على محياه يومين كده ونسألها عملت ايه! حرك والده رأسه بإهتزازة جادة موافقا إياه وماله يا منذر! لاحقا وبعد مرور عدة أيام أجرت أسيف بحثا مكثفا على المواقع الطبية المختلفة باحثة عن طبيب مناسب يمكنه متابعة حالة والدتها وعلاجها إن اقتضى الأمر. فهي تخشى تدهور صحتها وربما خسارتها إن أهملت في نفسها. لذلك أجبرت نفسها على التحري في سرية لتصل إلى شيء مفيد. لذلك جلست في مكتب والدها لتفعل هذا. ونوعا ما جمعت عدة معلومات عن عدة أماكن باهظة ان يمكنها أن تقدم لوالدتها فرصة جيدة في الفحص والتشخيص. دونت الأسماء في إحدى صفحات مفكرتها الزهرية الصغيرة. زفرت بتعب بعد ذلك المجهود الذي أخذ من وقتها ساعات كثيرة. أرجعت ظهرها للوراء وحركت ها للجانبين وهي تفركه بكفي يدها. استرخت على المقعد قليلا وأغمضت عيناها لتريحهما. رددت لنفسها بتفاؤل وهي تتثاءب إن شاء الله يجي تعبي ده بفايدة المستيات دي الأغلب بيشكر فيها! تمطعت بذراعيها وهي تكمل حديث نفسها المتحمس أقنع بس ماما نروح لواحدة فيهم وأهوو فلوس بيع الأرض موجودة عشان مايبقلهاش حجة! تفكيرها صوت رنين الهاتف الأرضي ففتحت عيناها سريعا ونهضت عن المقعد لتجيب عليه. وضعت أسيف السماعة على أذنها قائلة بصوت خاڤت ألوو! استمعت هي إلى صوت أنثوي يردد بحزن حنان! تجمدت تعابير وجهها نوعا ما متعجبة من وجود من يهاتف والدتها التي كانت نادرا ما تحدث أحد في الهاتف وصححت لها قائلة برقة لأ أنا أسيف بنتها! بنت رياض! ردت عواطف مصډومة بتلك العبارة وقد بدا في نبرتها الذهول التام من وجود ابنة أخ لا تعلم عنها شيئا..!!!! الفصل الخامس استغربت أسيف من ترديد تلك السيدة الغامضة لتلك العبارة بإندهاش كبير وسريعا استطاعت أن تخمن هويتها وتأكدت ظنونها حينما تابعت عواطف قائلة بصوت شبه مرتبك أيني يا بنتي أنا.. أنا أبقى عمتك عواطف! همست أسيف بنبرة خفيضة وقد تشكلت علامات الذهول على محياها عمتي! تابعت عواطف موضحة بنبرة متريثة ايوه شقيقة أبوكي الله يرحمه! ابتسمت أسيف قائلة بهدوء أهلا يا عمتي! تنفست عواطف الصعداء لإسترسال ابنة أخيها في الحديث الودي معها ولم تكن كوالدتها حذرة في ردودها.. أكملت تعارفها متسائلة بفضول أهلا بيكي يا بنتي قوليلي انتي عندك اخوات تانيين أجابتها أسيف بنبرة رقيقة لأ مافيش إلا أنا هتفت عواطف مرددة ربنا يحفظك ويباركلك في عمرك شكرا سألتها مجددا باهتمام وإزي أمك حنان ردت أسيف قائلة بصوت هاديء الحمدلله بخير تساءلت عواطف بفضول بائن في نبرتها هي لسه حالتها زي ما هي استغربت أسيف من سؤالها هذا فقد بدا مريبا نوعا ما بالنسبة لها وردت عليها بتوجس قليل حضرتك تقصدي ايه ارتبكت عواطف من زلة لسانها وردت بتلعثم ظاهر هه..... ولا حاجة! أنا بس بأطمن عليها! أجابتها أسيف بحرص الحمدلله في نعمة! أضافت عواطف قائلة بأسف أنا.. أنا يا بنتي معرفتش باللي حصل ومۏت المرحوم إلا لما.... هتفت أسيف قائلة بتفهم اها.. ماما قالتلي! تابعت عواطف مضيفة بنبرة مواسية ربنا يرحمه ويغفرله ويصبركم على فراقه ابتلعت أسيف غصة مريرة في جوفها فقد كانت تشتاق لأبيها كثيرا وتنهدت بعمق و بصوت مسموع وهي تردد بحزن يا رب أمين! أكملت عواطف قائلة حقيقي كان زي أبونا راجل طيب وفي حاله أها حاولت هي على قدر الإمكان الإطالة في الحديث معها حتى لا تنهي المكالمة في أي لحظة وبررت موقفها في عدم القيام بواجباتها نحو أخيها الراحل معللة والله لو كنت عرفت من بدري يعني كنت جيت عزيت وأخدت بخاطركم! ردت عليها أسيف مجاملة شكرا سعيكم مشكور! هتفت عمتها قائلة بحماس قليل أنا نفسي أشوف شكلك وأتعرف على بنت رياض الغالي وأوصل صلة الرحم مع لحمه! ابتسمت أسيف بخجل وهي تجيبها أكيد إن شاء الله أضافت عمتها بإصرار أكبر مش كلام والله يا بنتي القطيعة اللي حصلت زمان مكانتش بخطړي ولا بخطره بس في ايدنا دلوقتي نصلح اللي فات ونرجع حبال الود بينا! ربنا ييسر صمتت عواطف للحظات تفكر في أمر ما فهي بحاجة للتمهيد لمسألة بيع الدكان القديم ولكنها لا تعرف كيف تبدأ بالحديث عنه.. لذلك جاب ببالها أن تسألها مابتفكروش... تنزلوا من البلد و.... وتيجوا مرة عندنا ردت أسيف بنبرة دبلوماسية يمكن نيجي قريب! استت عواطف من نبرتها نيتها للقدوم فهتفت بإلحاح لتؤكد على ترحيبها بهما لو عرفتوا تعالوا عندي العنوان سهل مايتوهش! شعرت أسيف أنها ربما تورطت في أمر ما دون الرجوع إلى والدتها فحاولت إصلاح ما قالته سريعا مرددة ربنا يسهل بس أشوف ماما رأيها إيه الأول لأن حركتها قليلة وصحتها على أدها! وافقتها عمتها الرأي قائلة اه يا حبيبتي وماله وصدقيني يمكن كمان تلاقي دكاترة كويسين هنا! عضت ابنة أخيها على تها السفلى متمتمة هاف إن شاء الله! تساءلت عواطف باهتمام طيب أمك صاحية أكلمها ردت أسيف نافية مش عارفة لحظة اشوفهالك خدي راحتك! وبالفعل تركت أسيف سماعة الهاتف وتحركت في اتجاه غرفة والدتها. تسللت بخفوت إليها وإشرأبت بها للأعلى لتتفقدها. كانت أمها غافية فرفضت إيقاظها أن تحصل على قسطا من الراحة لذا عاودت أدراجها مجددا لغرفة المكتب وأمسكت بالسماعة لترد قائلة بجدية قليلة للأسف ماما نايمة وأنا مش هاينفع أصحيها! ردت عليها عواطف بتفهم واضح خليها ابقي بس سلميلي عليها أما تصحى الله يسلمك! أرادت عواطف ألا تنهي المكالمة دون التلميح إلى مسألة بيع الدكان أو على القليل الإشارة إلى وجوده فمهدت إليه قائلة بجدية اه ما أنسى بلغيها إن حقها وحقك في دكان المرحوم محفوظ! استغربت أسيف من تلك العبارة وغمغمت بتعجب بعد أن زاد انعقاد حاجبيها دكان! أضافت عواطف قائلة بغموض ايوه هي عارفاه دكان جدك الله يرحمه أثارت تلك الكلمات المقتضبة ريبتها وأشعلت روح الفضول فيها لمعرفة المزيد عن ذلك الدكان القديم.. ومع ذلك لم تجرؤ على سؤالها دون العودة لوالدتها أي شيء. ولهذا ردت بإيجاز تمام هاوصلها رسالتك! شكرتها عواطف على أسلوبها الرقيق في التعامل قائلة تسلمي يا بنتي أشوفك على خير إن شاء الله! تشكلت بسمة لطيفة على ها وهي ترد مع السلامة يا عمتي! وضعت أسيف السماعة في مكانها وفركت طرف ذقنها بكفها وهي تفكر بتعمق فيما يكمن وراء ذلك الدكان... على الجانب الأخر تنفست عواطف بإرتياح وهي تعيد إسناد سماعة الهاتف.. وتمتمت مع نفسها بكلمات شاكرة للمولى.. انتبهت هي لصوت بسمة وهي تسألها بفضول مين دي اللي بترغي معاها من الصبح التفتت عواطف نحوها وأجابتها بنبرة عادية بنت خالك! رفعت بسمة حاجبها الأيسر للأعلى وردت بتهكم بنت خالي نكتة دي هزت عواطف رأسها نافية وهتفت مدافعة بع لأ خالك رياض الله يرحمه طلع مخلف وعنده بنت! لوت بسمة ها للجانب مرددة بسخط اها قولتلي خالي اللي طلع من البخت عنده عيال طيب! ڼهرتها والدتها على أسلوبها الساخر في الحديث قائلة بحدة يا بت بطلي نأرزة على خلق الله! حدقت بسمة في أمها بضيق قليل واحتجت بتذمر هو أنا عملت حاجة! ثم انتبهت كلتاهما لصوت دقات عڼيفة متتالية على باب المنزل فصاحت عواطف بصوت آمر شوفي مين بيرزع الباب كده!! تحركت بسمة نحو باب المنزل مبررة بعدم اكتراث من غير ما أشوف هو في غيرها ست نيرمين!!! أمسكت بالمقبض وأدارته لتجد أختها الكبرى تقف أمامها

انت في الصفحة 8 من 57 صفحات