الجزء الاول من صراع الذئاب بقلم ولاء رفعت
هي أمامه وهو خلفها حتي وصل كليهما عند الطاولة ولم تلاحظ خديجة عيني طه شقيقها والشرار يتطاير منهما حيث ظن السوء جلست بجواره ليقترب منها ويهمس وهو يمسك بيدها بقبضة قوي
كنتي بتعملي
أي مع آدم لوحديكو ف الأسطبل
أتسعت حدقتيها پصدمة وقالت أنت أتجننت !!!
وزراير قميصه المتقطعه دي
جذبت يدها من قبضته وقالت لم نفسك ياطه وبطل تفكيرك الشمال ده
لم تجيب عليه وتصنعت النظر إلي شاشة هاتفها
صعد آدم إلي غرفته ليبدل ثيابه ثم نزل إليهم وجلس ع يمين والده كان الخدم قد وضعو أطباق الطعام بشكل أنيق فوق المائدة بدأ الجميع ف تناول الطعام.
حل المساء ليسطع نور القمر الذي يتسلل إلي شرفتها متوجها إلي تلك العينين المنتفختين من كثرة البكاء . وهي تمسك بحبل مصنوع من الشراشف والمفارش تقوم بعقده حول درابزون السور.. دوي طرقات ع باب غرفتها لتنتفض وتنظر خلفها لتدلف إلي غرفتها وتجيب بحذر مين
قالت صبا قوليلو نازلة حالا
وفي البهو بالأسفل يقف عابد الرفاعي صاحب مجموعة شركات الرفاعي ستيل للصلب وبجواره ذلك الذي يزفر دخان سيجارته الكوبية الفاخرة ويستقبل المدعوين بشموخ يبتسم فتبرز عظام فكيه العريض وعينيه الحادة التي يمتزج لونها بالأخضر والرمادي يقطب حاجبيه الكثيفان عندما أخبره إحدي الحراس شيئا ما ف أذنه.
وصلت إلي الطريق الرئيسي لتشير إلي سيارة أجرة
السائق ع فين ياكابتن
بداخل فيلا عابد الرفاعي
صعد الدرج والڠضب بداخله كالنيران المتأججه يضع يديه ف جيوب بنطاله وقف أمام غرفتها وطرق ع الباب وقال بصوت مرعب أفتحي ياصبا أنا قصي
وضع يده ع المقبض وإداره پعنف وهو يقول أفتحي ياصبا الناس مستنيه تحت والمأذون موجود من بدري
ليجد مازال الهدوء يسكن الغرفة ليدفع الباب بجسده مرة تلو الأخري حتي أنكسر المقبض وفتح الباب ع مصراعيه ليجد الغرفة شاغرة وباب الشرفة الزجاجي مفتوح تقدم نحو الشرفة ليجد ذلك الحبل ويزمجر كالأسد الذي وصل لقمة غضبه يرجع خصلات شعره البنية إلي الخلف وهو يزفر پغضب عارم ثم نادي بصوت أهتزت له جميع جدران المنزل كناااااااااااان
قصي وهو يشير له بأصبعه بللهجة آمره جهز العربيات والرجالة حالا
كنان بعدم فهم أمرك ياباشا بس ليه
زمجر پغضب وقال من غير ليه
أومأ له كنان وقال دقيقة ساعدتك وكل شئ هيبقي جاهز
قصي العزازي ذو الخامسة والثلاثون عاما من أكبر تجار السلاح لكن ذلك ف الخفاء والظاهر ف مجال العمل هو شريك عابد الرفاعي ف مجموعته بنسبة كبيرة .
وقبل أن يغادر قصي الغرفة لاحظ وجود ثوب الزفاف الملقي بجوار التخت وكاد يمسك به ليلتفت إلي تلك الصورة التي يظهر جزء منها من أسفل الوساده ليلقي بالوساده ع الأرض ويتناول الصورة ليرمقها بنظرات ڼارية قاتله وأطلق ضحكة مرعبة وقال آدم البحيري يا أهلا.
٢
في قصر عزيز البحيري ..
تجلس كل من جيهان وملك وأنجي وخديجة وبرفقتهم لوجي التي تمسك بدفتر تلوين وأقلام ملونة في غرفة الصالون ذات المساحة الشاسعة
جيهان ترتشف القهوة ثم وضعت الفنجان ع الطبق ووضعته فوق المنضدة الصغيرة بجوارها وقالت خلصتي الروايات الي أدتهالك المرة الي فاتت يا ديجه
أبتسمت خديجة وقالت أنا خلصت روايتين ولسه ف التالته وبصراحة كل رواية أروع من التانية خاصة رواية أنتيخريستوس جميلة جدا عيشتني ف عالم خيالي وف نفس الوقت فتحت عينيا ع حقايق كتير معظمنا ميعرفهاش
ألتفت إليها إنجي التي كانت منشغلة بالهاتف خاصتها ثم زفرت بضيق
قالت جيهان عموما كل ما تقرأي ف جميع المجالات سواء روايات أدبية أو تاريخية أو علمية كل ما هتنمي أفكارك وهتستفادي منها ف حياتك
قالت ملك بصراحة يامامي أنا معنديش صبر أمسك كتاب وأقعد أقرأ
قالت جيهان بسخرية وعندك صبر وأنتي ماسكة الفون بتاعك 24 ساعة !!!
وضعت إنجي قدم فوق أخري ثم قالت دلوقت ياعمتو الكتب دي كلها ع النت بتحمليها ف أي وقت وبتقرأيها زي ما أنتي عايزة
قالت جيهان للأسف التكنولوجيا ع أد
إن فوايدها كتير بس أفسدت حاجات أكتر ومنها متعة القراءة الي مش هتحسيها غير وأنتي ماسكة الكتاب بين أيديكي ع الأقل مش هيتعب نظرك زي الفون أو التابلت
خديجة طنط جيهان عندها حق عشان كده ف أمريكا وأوروبا بيخلو إستخدامهم للموبايل بتقتصر ع الإتصال مش أكتر عشان عارفين مدي أضراره
ضحكت إنجي بسخرية وقالت وأنتي أي الي عرفك بالكلام ده يا خديجة وأنت أخرك الحارة ويوم ما بتخرجي منها بتيجي ع القصر
رمقتها جيهان بإمتعاض عندما شعرت بخجل خديجة وإحراجها فقالت ده الفرق بين الإنسان المثقف الي بيقرء ومابين الإنسان الي مش بيدور غير ع التفاهه
أشتد حنقها عندما شعرت إنها المقصودة بالكلمة الأخيرة فقالت بغرور يكفي إني خريجة
A U Cالجامعة الأمريكية
نهضت خديجة ثم قالت عن أذنكو هطلع قعد شوية ف الجنينة .قالتها ثم غادرت
رمقت ملك إنجي پغضب وقالت مش هتبطلي الغرور والتكبر الي عايشة فيه طول الوقت ده
إنجي بمكر قالت أنا عملت إي يعني
جيهان عملتي يا إنجي.. قصدتي تقولي جملتك دي عشان بتعايرها إنها مكملتش تعليمها ولعلمك خديجة ماشاء الله عليها مثقفة وذكية جدا
إنجي وأنا مقصدتش كده
ملك لاء تقصدي
تأففت إنجي بتمرد وقالت أوف بقي أنا عمري ما أتجمعت معاكو غير لما تطلعوني أنا الي غلطانه
ملك عشان أنتي بتغلطي فعلا
رفعت إحدي حاجابها وقالت أحترمي نفسك ياملك أنا أكبر منك ومرات أخوكي
صاحت جيهان وقالت بس بقي أنتو الأتنين
نهضت إنجي وقالت أنا طالعة أوضتي . قالتها ثم نظرت إليهما فلم تجد رد فأستشاطت ڠضبا ومشت بخطي مسرعة نحو الدرج .
وفي الحديقة تقف خديجة بجوار المسبح وهي تبكي وتنظر إلي المياه الصافية التي تنعكس عليها أضواء المصابيح توقفت عندما سمعت صوت خطوات تقترب منها فألتفت
مالك واقفة لوحدك ليه قالها آدم
أخذت تكفكف عبراتها حتي لا يلاحظ كما تعتقد وقالت مفيش
قالت ملك التي جاءت إليهم للتو هو ف غيرها إنجي سفيرة النكد العالمي . قالتها ليضحك كلا من آدم وخديجة ع أسلوبها الفكاهي
قال آدم بعد أن توقف عن الضحك عيب يا ملوكة تتكلمي ع مرات أخوكي كده يوسف لو سمعك هيزعل منك
أشاحت بيدها وقالت يوسف أصلا أرفان منها والي مصبره عليها لوجي
رمقها آدم بنظرات جعلتها تصمت
في الخارج وتحديدا عند بوابة القصر .
قال الحارس وهو يرمقها بتلك الثياب الرجالي يا آنسة ممكن توريني بطاقتك
صبا أنا صبا الرفاعي وعزيز البحيري يبقي خالي أنت بتفهم إزاي
الحارس ما أنا أي الي يثبتلي إنك صبا هانم مش ممكن تكوني حرامية !!
زفرت بحنق فصاحت منادية يا آدم آدم
خرج من البوابة مصعب وقال ف أي الدوشة دي كلها يا نعيم
نظرت إليه صبا وقالت ف إنه مش عايز يدخلني
مصعب آنسه صبا !!
أجهشت بالبكاء وقالت بليز يامصعب خليني أدخل لخالو بسرعه
أشار إليها بالدخول وهو يفتح البوابة وقال أتفضلي حضرتك
في غرفة المكتب
يخرج عزيز من الخزانة ظرف أصفر ووضعه أمام سالم وقال أتفضل يا شيخ سالم
سالم بنبرة شكر وإمتنان شكرا يا ابن عمي
رمق طه عزيز پحقد وقال شكرا ع أي يابابا ده حقنا ده غير حقنا ف القصر ده
تجهم وجه سالم ثم قال أسكت
قال عزيز وهو يضع ساعديه فوق المكتب سيبو يتكلم يا سالم هو برضو معذور وميعرفش حاجه
طه لاء عارف أن جدي يحيي الله يرحمه يوم ما اتنازل عن حقه ف أرض القصر مسجلش العقود يعني مفيش إثبات قانوني يقول أن الأرض دي كلها حقك ياعم عزيز
رجع عزيز بظهره وقام بفتح إحدي أدراج المكتب الجالس خلفه وأخرج ملف ورقي أخرج منه ورقة قديمة ثم دفعها حتي أستقرت أمام طه
عزيز دي ورقة كتبها عمي يحيي ومضي عليها وكان ناوي يسجلها بس أمر الله نفذ وأتوفي
أمسك طه الورقة بسخرية وقال ومش ممكن حضرتك الي عامل الورقة دي أو تكون مزورة
نهض سالم وكاد يصفعه حتي أوقفه عزيز وقال خلاص ياشيخ سالم طه عرف غلطه وهيعتذر قالها وهو يرمق طه بنظرات حاده
دفعت الباب بقوتها وهي تركض نحو خالها وهي تبكي
ألحقني ياخالو بابا عايز يجوزني قصي العزازي ڠصب عني قالتها صبا وهي تبكي وترتمي ع صدر خالها
قال عزيز وهو يربت ع ظهرها أهدي ياصبا ومټخافيش
في الخارج عند المسبح .
أقترب مصعب نحو آدم وقال آدم بيه
ألتفت إليه آدم وقال نعم يامصعب
نظر مصعب إلي ملك وخديجة ثم قال آنسه صبا عند عزيز باشا ف المكتب وعماله ټعيط الظاهر الموضوع كبير
خفق قلبه عندما سمع ذكر إسمها وشعر بالڠضب والضيق عندما علم إنها تبكي فحدسه يخبره بأن هناك أمر خطېر
أسرع للداخل متجها نحو مكتب والده
ملك تعالي يا ديجه نشوف حصل أي قالتها وهي تمسك بيدها وتتجه نحو الداخل لكن لم تلاحظ علامات الإنزعاج ع وجه خديجة عندما علمت بوجود صبا
بداخل المكتب .
تجلس ع المقعد ومازالت تبكي وتمسك بمنشفة ورقيه رفعت عينيها عندما فتح باب المكتب ودلف إلي الداخل لتتقابل عينيه التي تشبه حبات
القهوة بعينيها الرماديتيان التي تخللها اللون الدامي من أثر البكاء
كاد يتفوه لكن لاحظ وجود عمه سالم وإبنه طه
تنحنح سالم وقال طيب عن أذنكو إحنا يدوب نلحق نروح
عزيز خليك ياشيخ سالم بيتو معانا
سالم تسلم ياعزيز خليها مرة تانيه قالها ثم مد يده مصافحا عزيز ثم أردف يلا ياطه غادر كليهما المكتب
مازال عزيز يقف في مكانه وينظر إلي آدم الذي مابين ڼار قلبه الذي يعشقها وبين ڼار عقله حيث نيران الحقد والعداوة التي أضرمت منذ سنين مابين عابد الرفاعي والد صبا ومابين عزيز البحيري
آدم بابا هو ف أي يالظبط
نظرت صبا إلي خالها ثم رمقت آدم وهي تبتلع ريقها وقالت قصي ع.. لم تكمل جملتها ليقاطعها صوت دوي الړصاص الذي يطلق ف الأرجاء بالخارج.
في منزل عائلة شيماء .
تقف ف الشرفة
تنتظر عودة صديقتها . لتنتبه أذنيها إلي صوت تلك المرأة المتسلطة
واقفه عندك بتعملي