حافية علي جسر عشقي بقلم ساره محمد
أن هي خطيبته و أن مستحيل طبعا حد يبقى خاطب ملاذ خليل الشافعي و يبص برا !! وفعلا بدا الموضوع يتنسي تدريجيا ومن فترة قريبة أتسرقت تصاميم show بتاعها وبتاع راجل أعمال كبير و لحد دلوقتي مش عارفين لسة مين اللي سرق التصاميم دي و دي كانت المعلومات اللي قدرت أجمعها يا ظافر باشا !!!
عودة إلى الوقت الحالي
في حاجة يا أمي !
صړخت السيدة رقية على الهاتف و هي تجءر پعنف يدل على خۏفها على أبناءها
أنت فين يا ولدي وفين باسل أخوك يابني حرام عليكوا ليه بتعملوا أكده فيا أنت مش موچود و اخوك باسل خد البنية اللي أسمها رهف ومشيوا و أخوك الصغير مرمي في المشتشفى المستشفى محدش عارف عنه حاچة و أنت مانعني اروح حتى أطمن عليه
وضع ظافر يده على رأسه و الصداع يكاد يهلكه و لكنه رد بنبرة حاول أن يجعلها هادئة رغم النيران و البراكين المنفجرة داخله
يا أمي أهدي أنا في مصر دلوك دلوقتي في حاجة مهمه هخلصها و هاچيلك ومتجلجيش متقلقيش على مازن أنا متابع أحواله و هو بجى بقى بخير و هيطلع من المستشفى قريب أنا لازم أقفل يا أمي هخلص وهكلمك
خير يا دكتور !!!
أبتسم
له الطبيب ببشاشة وهو يقول
الأنسة كويسة يا ظافر بيه هي واضح أنها أتعرضت لصدمة دة اللي خلى يجيلها ضيق في التنفس خاصة انها عندها مرض الربو أصلا بس للأسف هي حاليا وضعها النفسي مش كويس ياريت حضرتك تحاول تخفف عنها شوية دة غير ان هي مش واكلة من الصبح ومناعتها ضعيفة
هي فاقت أقدر أدخلها
أومأ الطبيب قائلا بإبتسامة مهذبة
أكيد طبعا أتفضل
ليكمل بإبتسامة مهتزة بقلق
بس يا ظافر بيه الأنسة في أثار ضړب على وشها أنا كنت هبلغ البوليس بس قولت أقول لحضرتك الأول و آآآ
اخرج ظافر لفافة تبغ بنية اللون من جيبته أشعلها بقداحته الذهبية و عيناه تراقب الطبيب الذي إزدرد ريقة موجها نحوه سهام من النظرات كفيلة بأن تجعله مړتعب أقترب منه بخطوات بطئة مدروسة أبتسم ظافر أبتسامة خفيفة جعلت ذلك الطبيب ينظر بالأسفل ليمد ظافر كفيه ليمسح على تلابيب قميص الطبيب المسكين نفث عبق سيجارته بوجه الأخير ليسعل بحدة و بعينان محذرتنان ونبرة واثقة قال
أمسك ظافر بالسيجلرة ليدفنها في كف ذلك الطبيب الذي شهق بحدة ليهتف ظافر بسخرية
معلش يا دوك نسيت أن السجاير غلط في المستشفى
دفعه ظافر من أمامه تاركا إياه يفرك يده بحدة فتح باب الغرفة بطئ حذر ليجدها مستيقظة تجلس نصف جلسة على الفراش بينما خصلاتها منسدلة على كلتا أكتافها تألم قلبه عندما لاحظ وجنتها الحمراء أثر صڤعة ذلك الحقېر لها يقترب من الفراش ليجلس على طرفه متمعنا النظر بوجهها الطفولي والأنثوي بالوقت نفسه عيناها السمراء الشاردة تنظر إلى الفراغ بتعابير غامضة لم يستطيع تفسيرها مد كفه لوجنتها الملتهبه ليتلمسها وجدها ساخنة كالڼار المشټعلة لتبعد ملاذ وجهها عن مرمى كفه الدافئ ليعود ظافر ويتلمس وجهها قائلا بأنفعال
أثبتي !!!
اقترب منها ظافر أكثر مطالعا وجنتيها بتركيز
شديد نظرت ملاذ إلى عيناه الرمادية التي أختطلت مع لون أخضر طفيف جعلت منهما مزيجا رائعا تمعنت النظر بوجهه مستغلة فرصة قربه منها بذلك الشكل فهي لن يحق لها كثيرا أن تراه بقرب هكذا لازالت عيناه جذابة كما هي منذ صغره دافئة رائعة قوية تغلغلت رائحة عطره الرجولي الجذاب إلى أنفها لتدغدغ روحها لتغمض عيناها وحين تلك النقطة أرتفع ظافر بمقلتيه قليلا و يطالع حدقتيها المسبلتان وجهها البرئ الذي لم يلطخ ب مستحضرات التجميل ليصبع ناعم وجذاب أنفها الشامخ وثغرها المكتنز الشاحب قليلا عند تلك النقطة أبتعد عنها فورا كمن لدغته عقرب فهو إن لم يبتعد الأن ربما سيفعل أشياء ليست صحيحة بالوقت الحالي
فتحت ملاذ عيناها ببطئ لتعود و تنظر أمامها برقت عيناها بوميض حقد خالصا لتقول بنبرة متوعدة
مش هخليه يفلت بعملته !!! هدفعه التمن غالي أوي و أنا و أنت و الزمن طويل يا سالم !!!
وضع ظافر كلتا يداه بجيبه ليقول بصوت متحشرج أثر تأثره بقربه منها بتلك الطريقة
أنا اللي مش هسيبه وهخليه يتمنى المۏت وميطولوش !!!!
دة حقي أنا و أنا اللي هاخده بإيدي !!!
أنا كنت قلقانه من أنك تقعدي لوحدك يا حبة عيني الناس مبترحمش و أنت مينفعش تقعدي كدا من غير راجل !!! و بعدين فين خطيبك الزفت اللي أسمه عماد !!
أنا كويسة يا ماما فتحية مټخافيش هو معمليش حاجة وعماد ميعرفش حاجة عن اللي حصلت
قالت جملتها الأخيرة و هي تنظر إلى ظافر الذي وثب بشموخ علمت وقتها أنه جمع معلومات كثيرة عنها فلم تتفاحئ أبدا فهي كانت متوقعة ذلك ظافر ليس باليسير
اللعب معه
أبتسمت السيدة فتحية لتعود شاهقة پعنف ضاربة يدها على صدرها
أيه اللي في وشك دة يابنتي اللي أتهجم عليكي هو اللي ضړبك كدا !!!!
أسبلت ملاذ عيناها بحزن لتعود وتخفيه وراء قناع القوة و هي تقول بمزاح زائف وداخلها حطام
لو كنت فايقاله كنت ردتله القلم عشرة بس حظه أني أغمى عليا عشان مكنتش قادرة أتنفس
ربتت فتحية على خصلاتها بشفقة لتلتفت و هي تنظر إلى ظافر قائلة بوجه بشوش
معلش يابني لامؤخذة أنشغلت في ملاذ مش أنت اللي كنت معاها لما براءة أختها كانت في المستشفى !!
أومأ ظافر دون أن يتحدث لتبادر
هي بحنو
أنت اللي أنقذتها مش كدا ربنا يحميك لشبابك يا بني ومتشوفش حاجة وحشة أوي ما شاء الله عليك طول بعرض بجمال وعيون ملونة و آآآ
خلاص يا ماما فتحية !!!
قالت ملاذ بغيظ ليقهقه ظافر و هو يرد بلباقة
دة من ذوقك يا حاجة
يعني هو قالك أنه هييچي ياما طيب ميتى أمتى !!
قالت ملك بقلق لتردف والدتها بقلق أكبر
معرفش يا بتي والله أنا خاېفة على أخواتك قوي طب أتصلي أكده بالمستشفى اللي هنا عايزة أسمع صوت مازن يابتي وحشني قوي
أشفقت ملك على والدتها لتومأ بالإيجاب جلبت هاتفها لتتحدث مع مشفى الهلالي أوصلت
الممرضة الهاتف إلى أخيها الذي أستطرد بنبرة فاترة خير يا ملك في حاجة !!
صړخت ملك بفرحة و هي تقول
مازن الحمدلله
أنك رديت أنت بخير يا اخوي !!
أقتربت منها السيدة رقية سريعا لتلتقط الهاتف من بين يداها و هي تردف بسعادة شديدة
مازن وحشتني يا جلب أمك !!
تنهد مازن بحرارة ليتمتم
أنا كويس يا أمي متقلقيش و هخرج من المستشفى بكره أو بعده بالكتير
أنتفضت والدته بحنان أموي وهي تقول
بچد يا ضنايا !! أنا هبجى هبقى أقول لباسل أخوك يروح يچيبك يا حبيبي
أغمض مازن عيناه و هو يقول بإصرار قوي
أنا مش هاجي لوحدي يا أمي عاملكوا مفاجأة هتعجبكوا !!! أنا هقفل دلوقتي
أغلق الخط ولم ينتظر ردها ليلقي بالهاتف أمامه پغضب شديد ليمسك بذهنه يضغط عليه برزت الشعيرات الدموية داخل مقلتيه جازا على أسنانه كما لو أنه فقد عقله
نهض پعنف ليهادمه ذلك الدوار المفاجئ أستند على الكومود ممسكا بمقدمة رأسه عاد لإتزانه ليهرول نحو الباب دالفا إلى خارجها سار بخطوات سريعة إلى مكتب مدير مشفى الهلالي ليدفع الباب پعنف و عينان يتطايران منهما الشړ نهض المدير پخوف و هو يقول
في حاجة يا مازن باشا أيه اللي خرجك من أوضتك أنت لسة تعبان و آآ
أمسك مازن بتلالبيبه صارخا في وجهه بصرامة
هي فين !!!
م مين يا باشا !!!
قال المدير بتلعثم و هو يطالعه بغرابة أفرغ مازن شحنة غضبه بذلك المسكين ليكور كفه ملكما إياه طرح المدير أرضا ليزحف إلى الوراء متمتما برجاء حار
يا باشا قولي بس مين دي يحكه پعنف و هو يسعل بحدة لم يكن مازن يعي ما يحدث عيناه غائمتان بشړ مخيف
مش هسيبها فريدة بتاعتي أنا بس !!!!!
كلي يا حبيبتي الدكتور بيقول انك مش بتهتمي بصحتك كويس !!
أدخلت فتحيه المعلقة الممتلئة بالحساء داخل فمها رغما عنها ابتعلت ملاذ المعلقة بصعوبة قائلة بمزاح
حرام عليكي يا ماما أفرضي كنت شرقت و مۏت دلوقتي !!!
ضړبت فتحية كتفها قائلة بتوبيخ حاد
بس يا ملاذ بعد الشړ عليكي من المۏت يحبيبتي !!!
وقف مستندا على جدار الباب عاقدا ذراعيه معا يراقبها بتفرس همست شفتيه بخفوت شديد و قد تبدلت ملامحه سريعا
بعد الشړ عليكي !!!
أمسكت ملاذ بكف فتحية التي تعيد الكرة لتجعلها تأكل رغما عنها همهمت ملاذ بإبتسامة بسيطة و عينان قويتان لاتهزم
روحي أنت يا ماما فتحية عشان تاخدي بالك من براءة مينفعش نسيبيها لوحدها كدا !!!
فرغت فتحية ثغرها للحظة بعد ما فعلته براءة بشقيقتها و
بعد أن جعلتها تخسر عملا مهم كهذا ما زالت ملاذ تفكر بها وبراحتها نكست عينان فتحية بحزن أشفقت بشدة على ملاذ فرت دمعة هاربة من بين عينان تلك السيدة البسيطة لتحاوط وجه ملاذ ترتب خصلاتها المموجة بإثارة و هي تقول بنبرة شارفت على البكاء
ربنا يحميكي يابنتي و يخليكي ليا و ميحرمنيش منك أبدا متقلقيش يا ضنايا براءة مع واحدة صحبتي من الجيران و بتاخد بالها منها كويس وبعدين مين اللي قالك اني هسيبك بس و انت في الحالة دي !!
لاء يا ماما فتحية انا عارفة براءة أختي مش بترتاح مع أي حد وهي بتحبك وبترتاح معاكي أنت بس
تظن أنك تقاوم ذلك الحزن الذي يدفعك على حافة الاڼهيار لكنك في الواقع تنطفئ مع كل بقعة من الحزن تكئب حياتك لتصبح كالذين قبضت أرواحهم ولكن أجسادهم لازالت تمش على الأرضية تتحدث بهدوء عيناه توحي قوة ليست باليسيرة
و لكن ملاذ ليست الفتاة التي تبكي على
أطلال روحها هي ليست ضعيفة لتبكي أمام أحدهم و لكن ذلك الوقت سيمضي سيمضي كما لو كان ك عبور شاحنه فوق روحك لكنه سيمضي !!!!
متقلقيش عليا والله ظافر معايا