الأحد 24 نوفمبر 2024

مذاق العشق المر بقلم سلمي المصري

انت في الصفحة 24 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


سخرية قائلة 
اسامحك على ايه ماكل الكلام اللى قولته صح وجلست على كرسى قريب فى ضعف وهى تواصل 
بس المشكلة انه مكانش بايدى كان نفسى الاقى حد يربينى وېخاف عليا انت اتولدت لقيت ليك اب ام واخوات لقيت حد يعرفك الصح من الغلط 
واشارت الى صدرها مواصلة 
لكن انا انا عشت طول عمرى منبوذة من ناس المفروض انهم اهلى انا اتولدت لاب مصرى وام فرنساوية بابا كان صاحب عمو سمير ولما شاف مونيك اخت جانيت مامة ايلينا حبها او المفروض انه حبها واتجوزها بس الحب وحده مكانش كفاية او مكنش موجود من اصله اكتشفو بعد كام سنة بعد ما خلفونى انهم بيكرهو بعض ومش قادرين يكملو وصل كرهم لابعد حد كان كل واحد بيعاقب التانى فيا كل واحد كان بيرمينى للتانى ويقوله شيل مسئوليتك مش بنتى لوحدى امى كانت بتبص لاسمى تفتكر ابويا وتكرهنى زيادة وابويا لما كان بيشوف ملامحى اللى تشبهها كان پيلعن الساعة اللى اتجوز فيها خواجاية بعدته عن اهله كل واحد فيهم اتجوز حد شبهه وفضلت انا الحاجة اللى بتفكر كل حد فيهم بغلطه رمونى فى مدرسة داخلى عشان يرتاحو منى وهناك مكنتش عارفة انا مين نص مصرية ونص فرنساوية نص مسلمة ونص مسيحية انا ايه بالظبط محدش فكر فيا خالص كل اللى كان بينا شوية فلوس عمرهم ما قصرو فيها الصراحة خالتو جانيت اخدتنى فترة حاولت تعلمنى حاجات كتير عن دينى ولغتى ولما امى لاحظت ده كانت بتحاول تمحيه بكل طريقه وفضلت تايهة مش عارفة اعمل ايه تعرف يا زين انى عمى ريان عرفته بالصدفة كان اخو بابا الصغير وجاى فى بعثة واستقر هناك كنت تعبانة فى المستشفى وهوا اللى عالجنى ولما قال لبابا مكلفش خاطره يجى يطمن عليا عارف انى قبل ماجى هنا امى طلبت منى اسيب الشقة وارجع اعيش لوحدى تانى عشن ناوية تتجوز واحد غير جوزها اللى سابته انا وقتها انهرت وهربت وجيت لايلينا عشان انا مليش غيرها يا زين مليش غيرها 

ودفنت وجهها بين كفيها تبكى فى حرارة لفحت قلبه وسمرته فى مكانه للحظات وهو يتساءل هل هناك من القسۏة التى من الممكن أن تصل بقلوب البشر الى هذا الحد هل يختفى خلف هذا الوجه البرىء والملامح الملائكية كل هذه المعاناة هل اختفت خلف تلك الابتسامة المبهجة ألآم لم يعشها عجوز تخطى المائة الى هذا الحد لم ينتبه الى هذا الشجن الرابض بعينيها وانشغل فقط بسحرهما وبريقهما من هو ليحكم عليها هل عاش ولو ذرة مما عاشته لقد ولد لأب وأم مسلمين ووجد ألف من يعلمه ويوجهه لهويته ودينه وتقاليد مجتمعه أما هي فلا علام يحاسبها على يتم ابويها وهما على قيد الحياة أم على نبذها من أقرب الناس اليها دون ذنب  
أي حب هذا الذى يظن انه يحمله لها  
كانت تنتفض أمامه من البكاء بعد أن فتح چراحها بچرح جديد اقترب منها وجثا على ركبتيه وهو يزيح يدها من على وجهها فى رفق قائلا وهو يمسح دموعها 
انا غبي ومتخلف ومتسرع قولى كل اللى انتى عاوزاه انا مش هقدر اسامح نفسى اصلا فمش هطلب منك تسامحينى تانى خدى حقك منى بالطريقة اللى تريحك 
رفعت رأسها تخبره بين نشيجها 
زين انا مش متضايقة من اللى اتقال انا سمعته بدل المرة الف انا متضايقة انه خرج منك انت انت بالذت افتكرت انك مش هتشوفنى زيهم 
نهض فنهضت بدورها امامه ليسألها في خبث 
انا بالذات يعنى انا مختلف بالنسبالك صوفيا عن اى حد 
رمشت بأهدابها عدة مرات لتخفي عينيها الساحرتين عنه قبل ان تخفض رأسها فى خجل لتبتعد عن مواجهته قائلة 
انا طول عمرى تايهة ومش لاقية مكان ولا بر ارسى واستقر عليه بس لما شوفتك حسيت انى انى وقطعت الحديث بشهقاتها الباكية فابتسم زين وامسك بكتفيها قائلا 
مفيش داعى تقولى اى حاجة انا اللى هتكلم يا صوفيا لو انتى كنتى تايهة فانا كنت عارف كويس اوى انا عايز ايه ومحدد وراسم حياتى بالتفصيل وبالورقة والقلم زى مابيقولو لما قابلتك برجلتيلى كل حاجة بقيت حاسس فجأة انى مسئول عنك عاوز اهتم بيكى اقربلك صورتك كانت على طول قدامى فى كل لحظة بتجننى قاومت احساسى بيكى بكل الطرق بكل الطرق يا صوفيا حاولت اقنع نفسى بكل المتناقضات اللى بينا بس عقلى عمره ما
سعفنى وكأنى فجاة بقيت بفكر بقلبى وبس او ان قلبى بقا هوا عقلى مش عارف بس الاتنين رافضين انى ابعد عنك وشايفين انى بعدك ممكن يموتنى يا صوفيا 
اتسعت حدقتاها وكل حواسها تحاول استيعاب ما يوجهه لها من كلمات تمس مشاعرها برقة وبسحر لم تعرفه ابدا كادت بالفعل ان تفقد الوعى وهو يسألها في حب 
تتجوزينى يا صوفيا 
شهقت وهى تضع كلتا يديها على ثغرها وهتفت فى تلعثم 
زين ده معناه ايه 
احتوى وجهها بين كفيه وأردف في رقة 
معناه انى عايزك تفضلى جنبى طول الوقت معناه انى مش هخليكى تخافى تانى معناه انى هعلمك كل اللى المفروض تتعلميه عن دينك وبلدك وكل حاجة 
عادت ابتسامتها الطفولية للظهور قائلة فى خبث 
يعنى بس كدة مش عشان بتحبنى 
ترك وجهها وقال وهو يتظاهر بالجدية 
مش لازم الواحد يكون بيحب واحدة عشان يتجوزها يعنى 
قطبت حاجبيها في غيظ واعطته ظهرها فامسك بذراعها لتلفت له يعطيها أمانها الذي تبغيه 
ممكن يكون بېموت فيها مثلا 
ابتسمت وهمت لتتعلق بعنقه فأمسك بكتفيها ليمنعها قائلا 
اول درس هعلمه لحبيبتى انه مينفعش تقرب لحد بالشكل ده غير جوزها وبس 
هزت كتفيها قائلة فى بساطة 
ما انت هتبقى جوزى 
رد وكأنه يجاري طفلته 
خلاص متستعجليش 
وتنهد وهو ينظر للمكان حوله ويضيف 
اما بقا تانى درس فده ليا وليكى مينفعش نكون انا وانتى موجودين فى مكان مقفول كدة لوحدنا ده مش هيتكرر تانى مفهوم 
ابتسمت وهي تشير بيدها كتحية عسكرية هاتفة في مرح 
مفهوم 
نظر لعينيها للحظات يأخذ جرعته المعتادة من سحرهما الذى ادمنه قبل أن يتراجع بخطواته الى الخلف حيث الباب الذى حين هم بفتحه نادته 
زين 
الټفت في اهتمام فقالتها بعينيها وبكل حواسها قبل ان تنطقها شفتيها 
بحبك 
رد وهو يتظاهر بالغرور 
عارف 
تمتمت من بين اسنانها 
غلس 
ضحك في عبث 
عارف برضه 
واغلق الباب تاركا اياها فى سعادة تعيشها للمرة الأولى منذ ان ولدت عرفت من الان فصاعدا الى اى شىء ستنتمى ستنتمى الى زين الى حبه الى كل شىء يتعلق به  
الى عائلته وطنه حياته من هذا الوقت اصبح زين هو الحياة نفسها ولكن تبا لتلك الكلمة لا صوفيا لا تفكرى فيها من الان واستمتعى فقط بحب زين الذى اغرقك فيه منذ لحظات زين اى حب هذا الذى سقطت به معك يا الهى كم اعشقك  
اخذ ينظر اليها حين أطالت الوقوف على قبر ابيها لوقت ظنه اكثر من اللازم اصرت ان تذهب اليه قبل ان يذهبا لأى مكان نظر الى ساعته ليعرف كم مر من الوقت لقد مكثت ما يقرب من الساعة دون ان تشعر  
طلبت منه ان يبتعد قليلا ليتركها تناجى اباها يظن أنه أعطاها مايلزمها من وقت تنهد وهو يتجه اليها ربت على كتفها فى حنان قائلا 
ايلينا 
سمع شهقتها المكتومة ففهم انها تبكى وتحاول العودة الى طبيعتها من اجله امسك بكتفيها ليديرها له بينما كانت يديها تمسح دموعها بارتعاد ترك كتفيها ليحتضن وجهها بكفيه قائلا 
معقول يا ايلينا الموضوع خلاص عدى عليه شهور 
امسكت بكفيه على وجهها قائلة 
انا مش بعيط يا يوسف انا بس كنت بتكلم معاه واطمنه على نفسى ومن غير ما حس عينى دمعت 
التمعت عيناه وسألها في هيام 
اتكلمتو على ايه 
نظرت له فى حب مماثل وأجابته 
كلمته عنك قولتله ان ربنا عوضنى بهدية جميلة قولتله انى سعيدة اوى يا يوسف قولتله انى بطلت اخاڤ خلاص قولتله ان فيك كل الصفات اللى اتمنتها فى جوزى واكتر قولتله قولتله انى بحبك اوى يا يوسف 
زفر في غيظ هذه المرة وهو يقول 
انتى جاية تقوليلى الكلام ده هنا ربنا يسامحك وانزل كفيه من على وجهها مواصلا 
اسمحيلى انا بقا اشتكيلو منك 
واقترب من قبر محمود قائلا 
بنتك بقا يا عمى مش عايزة تحن عليا وتحدد معاد الفرح 
شاكسته بنفس طريقته وهتفت كأن أباها يحتاج لصوتها المرتفع ليمكنه سماعها من العالم الاخر 
وانا قولتله يا بابا مادام مستعجل مش لازم فرح 
هز رأسه نافيا بشدة 
اه طبعا انا مستعجل بس هفضل مصر على الفرح دى هتبقى اسعد ليلة فى حياتى كلها ولازم تكون لها ذكرى خاصة لو فضلتى تأجلى للسنة الجاية هستحمل يا ستى ايه رأيك بقا 
واضاف وهو ينظر الى قبر ابيها 
حنن قلبها عليا شوية يا عمي انا مش هستحمل سنة بجد 
ضحكت بشدة لينظر لها وكأنه يتوسلها فقالت وهى تمط شفتيها فى تفكير 
شهر كويس 
اطلق يوسف تنهيدة حارة من صدره وهو يقول 
كتير برضه يا ايلينا بس أرحم من سنة 
أخذت ابتسامتها تتلاشى تدريجيا وهي تلمس قبر ابيها فى شرود تقاوم هذا الخۏف والوساوس التى تثير قلقها تعلم انه يحبها بل يعشقها ولكن الحب وحده لا يكفى  
فكل يحب بطريقته حتى وان كانت تلك الطريقة لاتلائم معشوقه ابدا تتمنى الا تجرفها مشاعرها فتعميها عما قد يفعله يوسف من  
استفاقت على لمسته وهو يحتوى وجهها بين كفيه مجددا كأنه يواجه كل أفكارها بفيض مشاعره 
انتى اغلى حاجة عندى يا ايلينا اوعى تخافى ابدا وانا جنبك ححميكى حتى من نفسى اوعدك بده قدام ربنا وقدام ابوكى وانتى كمان اوعدينى انى عمرك ما هتبعدى عنى او حتى تفكرى اوعدينى ايلينا 
ابتسمت وهي تهمس 
طول ما بتحافظ على عهدك ليا اوعدك يا يوسف 
أما زين فقد اتخذ قراره بالفعل بالزواج من صوفيا ولم يتبق سوى ان يخبر والديه دلف الى المنزل وهو يطلق صفيرا مبهجا ويضع يده فى جيبه حتى وصل الى غرفة المكتب الخاصة بأبيه فدق الباب ودخل بعد ان سمح له محمود بالدخول  
رأى اباه جالسا فى تحفز وكأنه ينتظره جلس أمامه فى توتر فتمعن به محمود قائلا 
خير يا زين 
ابتسم وهو يمسح بكفه على جبينه فى تردد تخلص منه بصعوبة 
أنا قررت اتجوز 
رفع محمود حاجبيه ونهض ليجلس مقابلا لولده قائلا فى
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 75 صفحات