الخميس 28 نوفمبر 2024

مذاق العشق

انت في الصفحة 67 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


لولا اللى حصل مكنش فاق ولا رجعلى ولا انقذ حياتى وبعدين كفاية عليه قضية ايلينا 
عاد يرفع رأسه اليها قائلا وهو يفلت يده من بين كفيها ليحتضن وجهها مجددا 
ملك انت بتحبينى نفسى اسمعها منك ولو لمرة واحدة 
نظرت الى عينيه مباشرة فلاخجل بعد اليوم 
مشاعرها خضعت لأقوى اختبار وأثبت مصداقيتها هي تحبه 

بل تعشقه وربما منذ زمن 
غبار الحقد والطمع الذي ظلت تعيش في اعتقاده قد نفضه القدر بسهولة لتظهر الحقيقة واضحة دون موارة كان ينظر الى شفتيها فى انتظار ردها فنطقت بها اخيرا كما شعرت
به 
اللى جوايا مش ممكن يكون اتولد بين يوم وليلة اكيد من زمان موجود بس كان محتاج حد ينفض التراب اللى عليه تراب العند والخۏف والقلق انا بحبك اكتر من روحى يا خالد اكتر من روحى 
راقب شفتيها وهو يقول فى ارتباك بينما عيناه تتسعان فى بلاهة 
قوليها تانى 
ابتسمت وهى تقترب منه اكثر كأنها فهمت ما يريد ان يفعل بالضبط فاعطته له على الرحب والسعة وهى تقترب مرددة 
بحبك بحبك بح 
لم تمنعها حالته من الاقتراب اكثر 
ولم يمنعه المه من ابعادها او اصدار اى انين فخوف كل منهما من فقدان الاخر قد تولى الدور واخرس اى صوت اخر يدعو للابتعاد ولكن 
فتحت ايلينا الباب فى تلك اللحظة وعادت لتغلقه پعنف ثانية وقد احمرت وجنتيها فى خجل من اقتحامها تلك اللحظة الخاصة 
كيف نسيت ان تطرق الباب 
بل كيف نسيا هذان الابلهان نفسيهما ووضعهما فى مشفى 
ابتسمت وهى تتذكر جنون يوسف 
كان لامانع لديه ان يضمها او فى الشارع ان اقتضى الامر نفضت عن رأسها تلك الذكريات الم يعد لخيالها اى شىء ليفكر به سوى يوسف 
ازدردت ريقها وهى تقبض على مقبض الباب 
تعتقد انها اعطتهما الوقت الكافى 
طرقت الباب بهدوء ليأتيها صوت ملك تسمح لها بالدخول دلفت الى الغرفة وهى تبتسم لملك غامزة بعينها 
جيت فى وقت مش مناسب ولا حاجة 
تنحنحت ملك واحمرت وجنتيها وهى تنظر الى خالد قائلة وهى تحاول ان تتخلص من خجلها بأن تنهض وتعانقها 
الف حمد لله على سلامتك ايلينا 
بادلتها ايلينا عناقها فى سعادة وبعد لحظات اطلقتها من ذراعيها لتمازح خالد 
قال انا متهمينى بقټلك وسيادتك ايه بقا حبيت الغيبوبه وكنت هتسيبهم يعدمونى 
ضحكت ملك بشدة بينما تنهد خالد فى اسف 
انا اسف يا ايلينا بجد 
شعرت ايلينا بسماجة مزحتها فاقتربت لتربت على كتفه 
المهم انك قومت بالسلامة يا خالد 
وابتعدت خطوات لتقول بعد ان زفرت فى بطء 
انا هتنازل عن القضية اللى ضد باباك 
الټفت لها خالد مسرعا 
اوعى يا ايلينا اوعى تعملى كدة عشانى ده حقك متضيعهوش 
عقدت ايلينا ساعديها وابتسمت له في تقدير 
انت اكتر من اخ يا خالد وانا مش هحبس باباك انا خليت محاميين المجموعة يروحوله وياخدو الضمانات الكافية اللى متخليهوش يقرب من المجموعة تانى وبعدين هوا خلاص انكسر يا خالد ومبقاش فيه لزمه لسجن او غيره فى السن ده 
هز خالد رأسه فى امتنان 
مش عارف اقولك ايه 
ولا حاجة تخف بس بسرعة عشان شغل المجموعة اللى انا وانت سايبينه ده 
وحاولت ان تنهى الامر بسرعة قائلة لملك 
ايه يا ملك متشوفيلنا حاجة نشربها 
قطع يوسف الصمت هذه المرة وهو يرفع القناع عن وجه الرجل الذى يجثو على ركبتيه امامه لينهض فى بطء واعين المحاوطين تتابعه في ترقب بينما يعتصر هو عينيه ويتحرك ببطء يتناسب مع جسده الممتلىء وعمره المتقدم 
لحظات واتسع ثغره بابتسامة صفراء وعيناه تستقر على محمود ليقول فى شماتة 
مش قولتلك مسير الحى يتلاقى يا ابن البدرى 
واضاف بلهجة غير متوازنة وهو يحك طرف انفه بسبابته ووسطاه 
بس ايه رأيك فى طريقة المقابلة المرة دى 
نظر محمود الى يوسف فى رجاء اخير 
لا يريد ان يكشف ماعمد عمرا باكمله الى اخفاءه فأخبرته نظرة اصرار واضحة من عيني ولده انه لن يعانى من عقد الماضى بعد اليوم فقد انتهى كل شىء بالفعل حين نفذ هذا الماجن انتقامه مع الحمقاء التى فعل المستحيل من اجل حمايتها هى واخيها 
الان جاء موعد كشف الحقائق للكل وليعرف من يعرف ولينهار من ينهار وليضيع من يضيع فقد سبق هو الجميع بالاڼهيار والضياع 
اقترب منصور من يوسف وهو يمسح على سترته بظهر يده قائلا 
والله كبرت يا يوسف وبقالك اسم ورجالة تشتغل لحسابك ياااه ع السنين ده انا لسة فاكرك وانت عيل بترجف قدامى 
ازاح يوسف يده فى تقزز 
متصوورتش ان حقارتك هتوصل لكدة 
رفع منصور حاجبيه قائلا 
حقى وكان لازم اخده عاهدت ابويا انى هاخده ووفيت 
واضاف وهو يدور حول نفسه 
وتخيل بقا مين ساعدنى بنت عمك اللى من لحمكو ودمكو يلا اهى تبقى انتقمت لامها بالمرة 
هنا ردد حسام دون وعى 
ماما 
بينما هتف زين فى نفاذ صبر 
هوا ايه الحكاية بالظبط ما تفهمونا 
نظر يوسف الى محمود نظرة طويلة وتنهد بعدها بعمق كأنه يتأهب لالقاء قنبة حاړقة وما الحقيقة الا هكذا 
الحكاية بدأت من سنين طويلة لما مرات عمى هند الله يرحمها كانت لسة فى الجامعة وحبت الحيوان ده طبعا هوا كان ۏسخ وبيتسلى ومكملش معاها فاتجوزت ابن عمها عمى هاشم الله يرحمه اللى كان بيحبها من وهما عيال عمرى فى حياتى ما شفت راجل حب مراته قده عاشو حياة هادية وخلفو حسام وبعدها سمر لحد ما 
واشار بكفه باشمئزاز تجاه منصور 
لحد مالواطى ده قرر يستخدمها كطعم 
اتجه في بطء الى سمر ليقف امامها يطالع وجهها التى تغيرت تعابيره من القوة والشراسة الى الدهشة والخۏف والترقب لمعرفة حقيقة هى على يقين أنها مخالفة تماما لما كانت تؤمن به 
عقد ساعديه وهو يخبرها في قسۏة امتزجت بكثير من خيبة الأمل 
البيه اللى كان مفهمك انه كان رجل اعمال منافس لابويا كان هوا وابوه اكبر تجار سلاح فى البلد وعمى هاشم كان ضابط ليه وضعه فى ادارة مكافحة السلاح وكانت مهمته يعرف مين اللى غرق البلد بالسلاح ومش عارفين يقبضو عليه فمنصور رجع ومثل عليها الحب والندم وهيا صدقت وحولها لجاسوسة تنقله كل اخبار عمى ومن فشل لفشل فى شغله مكنش قادر يصدق انه بيتعرض للخېانة شك فى اصحابه فى زمايله فى نفسه لكن هيا عمره ماشك فيها حتى لما بابا اكتشف كل حاجة مصدقوش بسهولة 
هنا قال زين وهو يتحرك لمواجهة يوسف 
وبابا عرف ازاى 
هنا نظر يوسف الى محمود الذى اغمض عينيه عائدا الى هذا اليوم الذى جاءه فيه يوسف يبكى ويرتعد وهو فى الحادية عشر من عمره 
ضمھ حينها اليه فى حنان محاولا تفهم ما اصاب الصغير وسبب له كل هذا الړعب 
ربت على كتفه وهو يحاول ان يعرف ماذا اصابه حاول يوسف ان يتغلب على ارتجافه قائلا في خوف 
سمعتها يا بابا سمعتها وهيا بتتفق على عمو هاشم مع واحد 
امسك محمود بكتفى ولده قائلا فى حيرة 
سمعت ايه ومين دى يا يوسف 
اجابه يوسف في هلع 
طنط هند سمعتها بتكلم واحد اسمه منصور وبتقوله على كل اخبار عمو هاشم وكمان حاجات تانيه مش قادر اقولها 
تسلل اسم منصور الى اذنى محمود واخترقه كدوى الړصاص 
وحده من كان يعلم علاقة هند بشخص يدعى منصور اثناء دراستها الجامعية ولكنه لم يخبر اخيه بشىء حتى لا يصدمه بحب عمره وخاصة حين علم ان كل شىء بينهما انتهى ولكن كيف عادت اليه 
ام انها لم تتركه من الاساس 
هل تخون اخاه 
لم يستطع ان يصبر اكثر 
ذهب مباشرة لمواجهتها بما علمه فاڼهارت تحت قدميه تتوسله 
ارجوك يا محمود هاشم لو عرف هيحرمنى من عيالى ابوس ايدك ابوس رجلك ادينى فرصة وهصلح كل حاجة 
افلت محمود ساقه التى كانت تتشبث بها فى عڼف هاتفا في اشمئزاز 
عيالك مفكرتيش فيهم ليه وانتى بتعملى عملتك وبتسلمى جوزك للواطى ده وتخونيه انتى خاېنة بكل المعانى 
بكت فى حړقة وهي تحاول ان تلتقط كفه لتقبله 
ارجوك يا محمود بلاش عشانى عشان ولادى هاشم لو عرف هيطلقنى او هيقتلنى 
تراجع في صرامة وهو يخبرها في تقزز 
ده اللى تستاهله واحدة زيك حطت راسنا في الوحل 
نهضت فى لحظة 
تغيرت ملامح وجهها ومعها لهجتها الى الشراسة متخلية عن انكسارها التى كانت عليه 
قول كدة بقا انت عاوز ټقتلنى عشان تخلص مننا احنا الاتنين والثروة كلها تروح ليك يا يا ابن عمى 
مال اليها وكاد ان يبصق بوجهها وتراجع في اخر لحظة انتى مريضة وانا مش هكرر غلطتى تانى واخبى عليه هاشم هيعرف كل حاجة المرة دى مستحيل اخليه يعيش لحظة واحدة مع انسانة خاېنة زيك 
وبالفعل اخبر محمود هاشم بالامر كله فلم يصدقه مطلقا وقرر سؤالها لتعطه الاجابة شافية وافية حين تفاجىء الأول بها تحادثه هاتفيا تخبره فى تشف انها اختطفت يوسف اثناء عودته للمدرسة وان كانت ستخسر ابنائها فلن تخسر كل شىء فمقابل عودة يوسف هو تسهيل هاشم لدخول شحنة اسلحة الى البلاد وبعدها تسهيل خروجها او هروبها هى وعشيقها الى احدى البلدان الاوربية بعد طلاقها منه 
تفاجىء هاشم بكل ما يحدث 
تفاجىء بالشيطانة التى ظل يعشقها لسنوات طفولته وشبابه وظن انه رباها على يديه 
لم يدع له القدر الفرصة الكافية ليعيش بصډمته فقد نفضها عنه سريعا وهو يرى ذعر اخيه وزوجته على طفلهما 
اتخذ قراره ورسم خطة محكمة لا يهمه فيها سوى حياة ابن اخيه فقط 
عاونه فيها اربعة من اقرب اصدقائه فى العمل تظاهر بموافقته على ما طلبته منه الخائڼة ولكن تمت مصادرة الشحنة باكملها وقتل والد منصور اثناء مقاومته لهم وهاجم هاشم وزملائه الوكر الخاص بمنصور والذى عرف بأنه يتواجد فيه مع الخائڼة ويوسف 
اصر محمود ان يرافقه رغم رفضه ليرى ولده هناك 
خطفت يوسف 
قالها زين فى تلعثم وقد خرجت منه فى صعوبة ليفتح محمود عينيه يخرج من تلك الرحلة القصيرة المؤلمة التى قضاها فى الماضى 
تحرك الأول باتجاه يوسف سأله في تلعثم وهو ينظر بطرف عينه الى حسام الذي وقف كتمثال من الرخام ولكن الحقيقة لابد ان تدرك للنهاية 
وبعدين يا يوسف ازاى ماټو 
تنهد يوسف في عمق عائدا هذه المرة لاصعب ذكرى فى حياته يوم ان اختطفته زوجه عمه ليمكث معها ومع عشيقها منصور فى الوكر الخاص به تذكر يوم ان هاجم عمه المكان وتعامل زملائه مع الموجودين الذين قاومو ليسقط ضحاېا من الجانبين 
اصيب منصور
 

66  67  68 

انت في الصفحة 67 من 75 صفحات