اصقلها الشيطان بقلم سماح سماحه
أقتربت الفتاة التي رأها هارون من سيدة الشاي تحدثها بحماس
أتفضلي يا خالتي دا حساب الناس اللي هناك دول ودا حساب الراجل ده ومراته لسه في تلاتة محسبوش لأنهم
________________________________________
مخلصوش
أخذت أم مراد منها النقود ووضعتهم في جيبها قائلة
تمام أقعدي بقى يا حبيبتي أتهوي شوية وكلي ليك سندوتش وأشربيلك حاجة ساقعة ولا سخنة وانا اللي هودي المشاريب لو حد طلب تاني
هارون
قرأ هارون شفتيها وتأكد من ظنه فمن تقف أمامه هى بشحمها ولحمها زوجته المفقودة وقفت سدرة متخشبة في مكانها بعدما شلت الصدمة حواسها أقتربت منها أم مراد تهزها كي تنتبه لها
ثم نظرت أم مراد حيث تنظر سدرة لهارون فسألتها
مين دا يا سدرة تعرفيه
بقى كل من سدرة وهارون صامتين لا يريان الإ بعضهما وكأن الزمن توقف من حولهما فصاح حمدي الذي جاء لتوه ينادي على سدرة پصدمة
سدرة مش معقول أنت هنا وأحنا قلبنا عليك الدنيا في القاهرة كان عنده حق هارون لما قال أنه أحساسه بيك ديما أنك عايشة ومموتيش
طنط نبيلة!
فصاحت فيه أم مراد پغضب
أنت أيه اللي جابك ورايا لهنا أنت أيه مش عندك ډم ولا غبي مفهمتش كلامي تلاقيها هى اللي بعتتك ليا تحايلني فاكرة أني هسامحها بس دا بعدها وبعدك
سيب إيدي يا هارون
أنت موجود بجد ولا دا حلم قولي أنه مش حلم يا حبيبتي قولي أنه مش حلم يا سدرة
لأ مش حلم يا هارون دا كابوس وكابوس أسود كمان انا مصدقت خلصت منك رجعت تاني ليه رجعت عشان تعذبني وتتهمني بالخېانة ولا عشان تعرفني أني مليش قيمة عندك وعادي عدوك يخطفني ويموتني كمان
لأ يا سدرة لأ يا حبيبتي تعالي معايا وانا هفهمك كل حاجة
أشارت له سدرة محذرة
أوعى تقرب مني فاهم انا ولا عايزة أعرف حاجة ولا حتى أفهم منك أنت بالذات حاجة كل اللي عايزاه أني أفضل في الحياة اللي أختارتها بأرادتي ولاقيت فيها نفسي وذاتي
وقف بعض الناس من المارة وكذلك حمدي وأم مراد يشاهدون ما يحدث بصمت وقد تعجبت الأخيرة مما يدور أمامها ومن ذلك الرجل الذي تصرخ عليه سدرة وتعنفه ومن أين تعرفه فأقتربت منها تضمها برفق
أهدي يا سدرة أهدي يا حبيبتي متعمليش في نفسك كدا
أبتعدت عنها سدرة وتركت المكان تركض بعيدا فلحق بها هارون حاولت أم مراد منعه وأمسكت يده بقوة
ياريت تسبها في حالها يا جدع أنت وأديك شايف أنها مش عايزاك وكرهه وجودك
نظر لها هارون پغضب ثم أبعد يدها برفق
أنت مش عارفة حاجة ولا فاهمة أيه اللي حصل سبيني انا لازم ألحقها
حاولت الأعتراض واللحاق به لتمنعه فوجدت حمدي يقف في وجهها يشير لها أن تتأنى
استني يا طنط انا هفهمك كل حاجة
صاحت به أم مراد
أبعد عن وشي
أنت كمان
هز حمدي رأسه برفض وأصر على منعها
مټخافيش على سدرة من هارون لأنه يبقى جوزها وعمره ما هيأذيها دا بيحبها وبيعشقها وبيدور عليها بقاله سنة
أتسعت عين أم مراد متعجبة ونطقت بخفوت
جوزها! سدرة مقلتش ليا أنها متجوزة انا كنت فكراها بنت
نظرت لحمدي تسأله
وليه هربت منه المدة دي كلها
أشار لها حمدي على مقعدين بجوارهم
ممكن تتفضلي هنا وهحكيلك كل حاجة
نظرت له أم مراد بضيق فهى ترتاب في أمره منذ أن جاء برفقة أبنتها الهاربة صابحا لطلب عفوها والسماح عنها لكنها مضطرة لسماعه حتى تعلم ما في الأمر وجلست وجلس حمدي بجوارها وبدأ يقص عليها ما حدث خلال الفترة الماضية وسرد كذلك قصة تعارفه بأبنتها إلى أن جاء بها لهنا
لم تبتعد سدرة كثيرا فقد لحق بها هارون سريعا وأمسك بها يوقفها أمامه حاولت سدرة التملص من بين يديه والهروب لكنه عجزت أمام قوته