الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

اصقلها الشيطان بقلم سماح سماحه

انت في الصفحة 17 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز

في أعداد العدة من أجل مكالمة الفيديو المعتادة وبسبب تسرعها نسيت أن تغلق باب غرفتها عليها وبعد أن فتحت المكالمة وأسترسلت في الكلام بغنج والضحك بميوعة لمجاراة الطرف الآخر وبينما هى مندمجة وجدت خالتها تقف فوق رأسها وعلى وجهها تبدو الصدمة متجلية ومئات من علامات الاستفهام في عينيها أنتفضت سدرة من مكانها بفزع وخوف فوقع حاسوبها المحمول من فوق قدميها أرضا فأنفصل لجزئين وتضررت شاشته لكنها لم تعيره أهتماما ونزعت النقاب عن وجهها حتى تستطيع التنفس بعدما أنقطعت أنفاسها عن رئتيها فكادت أن تفقد وعيها لولا أن تمالكت نفسها وحولت تبرير ما فعلته لها فخرجت الكلمات من فمها متقطعة مهزوزة 
خخخخ خخااالتي انا مبعملش حاجة غلط انا بلبس النقاب عشان محدش يعرفني 
اتسعت عينيها پخوف من شحوب وجه ميسرة فمن يراها يظنها فقدت الحياة فلمعت العبرات في عينيها وقلبها تزداد دقاته ولم تتمالك نفسها وأنهارت في بكاء مرير يلهب ماءه وجنتيها وحاولت تبرير فعلتها الشنعاء بلسان بدا وكأنه أعجمي عليها لا تجيد التحدث به 
ممممم مماجد ههو اااااللي ططلبب مني كدا عشان أجيب فلوس كتير اللي تخلينا نتجوز بسرعة 
هزت ميسرة رأسها بحسرة ورمقتها بخزي وحزن وألم ثم أنسحبت بصمت وهى تشعر أن كل جزء في جسدها قد توقف عن ممارسة عمله فعقلها توقف عن التفكير وقلبها توقف عن النبض وعيناها توقفت عند صورتها وهى ترتدي النقاب فوق منامتها الليلية وأذنيها لا تسمع سوى صوتها وهى تتحدث مثل فتيات الپغاء الشئ الوحيد الذي كان يعمل بها هما قدماها اللتي حملاها لخارج الغرفة بصعوبة بالغة وهوتا بها على أقرب أريكة وظلت متخشبة عليها حتى رفع آذان الفجر وخرج زوجها من غرفتهما ليجدها هكذا
فى البداية ظنها تصلي لكنه عندما أقترب منها وجدها شاردة تنظر لأرض الردهة بصمت أقترب منها وهزها برفق كي تفيق من تصنمها لكنها لا تستجيب فأضطر لهزها عدة مرات حتى استجابت له ونظرت ناحيته فوجد عبرات متحجرة في عينيها تعجز عن الخروج أنتابه الخۏف عليها فقد ظنها مريضة فجلس بجوارها ولف ذراعه على كتفها يضمها لصدره وسألها برفق 
مالك يا ميسرة فيك ايه يا حبيبتي أنت تعبتي تاني 
وكأن سؤاله كان الشرارة الذي فجر البركان بداخلها فقد أرتمت على صدره وبدأت في البكاء بصوت مرتفع يهتز جسدها بفعله أندهش حسان مما يحدث لزوجته لكنه فضل الصمت حتى تخرج كل ما يجيش بداخلها من مشاعر سلبية في البكاء كي ترتاح وتستعيد توازنها النفسي 
وقفت سدرة خلف باب غرفتها تبك پقهر لا تقوى على الخروج فمواجهة خالتها الأن هو الچحيم بعينه وهى كالفراشة الرقيقة التي ستحترق جناحها بمجرد أن ترى الڼار جلست بوهن تبك خلف الباب وتلوم نفسها لما وصلت إليه من سوء وتدني وظلت تدعو ربها أن يقبل توبتها ويغفر لها ما أقترفته من ذنوب و يرقق قلب خالتها عليها وتعفو عنها كما سيعفو عنها لأنه هو الغفور الرحيم الذي قال في محكم التنزيل أدعوني استجب لكم وهى ستظل تدعو الله بالتوبة إلى أن يقبل دعائها 
استفاقت سدرة من شرودها في ذكرياتها المخزية ودمائها تغلي في عروقها من ظلم هارون وخالتها لها نعم هى أخطأت ولكنها تابت لخالقها منذ وقت طويل وألتزمت بكل أمور حياتها لما لا يغفران لها ويسامحها ويبدأون جميعهم صفحة بيضاء نقية لا ذنوب أو أخطاء أو كره بها لما لا يمنحاها فرصة ثانية حتى تثبت لهما أنها تابت وتطهرت من وصمتها نهضت سدرة وفي داخلها قوة عجيبة تدفعها لمواجهتهما وستبدأ بمواجهة زوجها كي تدافع عن نفسها فهى لن تستلم لذلك الوضع الذي يفرضه عليهما وقررت أن تخيره أم أن يصفح ويعفو أو يتركها للأبد وتعود لحياتها القديمة قبل أن تراه وتعرفه توجهت لغرفته وفتحت بابها بقوة دون أن تطرقه أولا
وخطت بداخلها لكنها لم

________________________________________
تجده فاسترق سمعها الجلبة التي تصدر من غرفة ملابسه فذهبت ناحيتها لتجده يقف يرتدي بنطال رياضي اسود ويجفف رأسه بمنشفة في يده فوقفت خجلة من رؤيتها له هكذا وبدأت ذرات ډمها في الأنتشار على وجنتيها تعلن عن خفقات قلب متسارعة نظر لها هارون زاويا ما بين حاجبيه متعجبا من هجومها على غرفته فسألها بضيق 
خير جاية زي القطر اللي من غير فرامل كدا ليه 
نسيت سدرة حرجها من وتحولت ذرات الډماء الخجلة إلى أخرى غاضبة ودفعتها للهجوم عليه دون أن تعقل ما تفعله وصړخت به 
أنت فاكر نفسك أيه عشان كل شوية ټجرح فيا وتسمعني كلام زي السم المۏت عندي أهون من أني أسمعه بس خلاص انا مش هسكت ليك تاني ولازم تسمعني وتفهمني 
تشابكت خطوات سدرة وكادت أن تقع أرضا لولا أن تلاقها هارون بذراعيه وحماها من الوقوع في الأرض لكنه لم يحميها أو يحمي نفسه من الوقوع في الخدر الذي أنتشر
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 60 صفحات