احببته من اول نظرة
سعيدة بحياتها ويبدو أنه سعيد في حياته الجديدة أيضا وتأمل أن يغفر لها في يوما ما على ما فعلته به.
جاء المساء بسرعة
كانت كارمن تجلس أمام المرأة وتبتسم بشرود وهي تتذكر الساعات الجميلة التي قضتها مع أدهم.
رمشت عيناها مندهشة وهي تري انعكاس ابنتها على المرأةخلفها وهي جالسة على السرير ممسكة بالقلم وتخربش على ورق دفتر الرسم التي أحضرته لها مريم لتسليتها.
قالت كارمن وهي جالسة بجانب ملك وتمسح علي شعرها برقة حبيبة ماما بتعمل ايه وريني كدا
ناولتها الورقة تقول بصوتها الطفولي رسمة ملك
كارمن بإعجاب الله ايه الحلاوة دي يا نور عيني
ثم أضافت وهي تحملها بين ذراعيها وتجلسها على حجرها وتلاعبها بضحكه بقيتي تقعدي مع كتير تيته ليلي وتيته مريم وسايباني لوحدي ينفع كدا
استدارت عينا كارمن نحو الباب الذي انفتح ودخلت والدتها فقالت وهي تلهث نعم يا ماما
ليلي ببشاشة بتعملو ايه
كارمن بإبتسامة حلوة تعالي شوفي ملك بتعمل ايه
اقتربت منهما مريم التي بدت مرتبكة قليلا ثم بلطف مسحت براحة يدها على شعر الصغيرة لتقول بخفوت بقي عندنا فنانه تانية صغننه ربنا يحميها
نظرت كارمن إلى ملك بحنان ثم قبلت وجنتيها الحمراوين قائلة بهدوء يارب يخليكو ليا يا ماما..
خفضت مريم بصرها قائلة بتوتر هقولك بس براحة كدا مش عايزة اعصابك تتوتر.. انتي عارفه مين تحت دلوقتي مع ادهم
همست كارمن وبدأ القلق يتملكها من نبرة والدتها المرتبكة مين يا ماما!!
مريم عمك وولاده
فتحت فمها بدهشة وعدم استيعاب عمي اللي في الصعيد جه هنا
بعد قليل في الاسفل
نزلت كارمن والقلق يسيطر عليها كانت في حيرة شديدة من سبب قدوم هؤلاء الناس الآن بعد كل هذه السنوات تذكروا أن لديهم ابنة ويريدون رؤيتها
وصلت إلى الريسبشن الخاص لاستقبال الضيوف ولكن قبل الدخول ألقت نظرة خاطفة ورأت ثلاثة رجال بدا علي أحدهم أنه أكبرهم سنا بسبب شيب شعره كان وقورا في جلسته لكن ما فاجأها أن ملامحه كانت قريبة جدا من ملامح والدها.
أغمضت عينيها وأخذت نفسا عميقا لتهدئة نفسها ودخلت برشاقة وخطوات متزنه عليهم.
فجأة توقفوا عن الكلام عندما رأوا تلك المرأة الفاتنة تظهر عليهم في مظهرها الهادئ خارجيا وقام الجميع من مقاعدهم للترحيب بها.
كارمن بهدوء مساء الخير
قام الجميع برد التحية
مريم بإبتسامة تعالي يا كارمن سلمي علي عمك واولاده
احمرت وجنتاها قائلة برقة فطرية اهلا وسهلا
همس ماجد بصوت خاڤت لم يسمعه سوى زين الذي كان يقف بجانبه تصدق طلعت حلوة اوي علي الطبيعة.. بقي دي بنت عمي انا والله مش مصدق
تمتم زين بحنق وهو يلكزه بخفة احترم نفسك جوزها واقف جنبك يا غبي
اقترب منها بدر وقال بابتسامة بشوشة بسم الله ماشاء الله انتي اجمل من الصور بكثير
مدها يده لمصافحتها فرفعت يدها وصافحته بابتسامة صغيرة قائلة بتحفظ شكرا لحضرتك
قهقه بدر بمرح ما بلاش رسميات يا بنتي انا عمك بدر قوليلي عمي من غير حضرتك دي
أومأت إليه بخجل وهي تنظر إلى أدهم الذي كان يتابع ما يحدث دون أي رد فعل لكن عينيه على كارمن لم يرمش فكان يشعر بارتباكها ويريد بأي شكل من الأشكال طمأنتها.
أراد أن يصعد إليها منذ قليل لكنه حافظ على ثباته وأرسل والدتها لتخبرها بنفسها.
ادهم بثبات تعالي يا كارمن
بدت كما لو كانت تنتظر تلك الجملة وبمجرد أن نطق بها توجهت بسرعة نحوه.
اضاف ادهم برزانه وهدوء اتفضلو استريحو
جلست كارمن بجانب أدهم الذي رفع يديه خلف ظهرها ليحيطها بحماية وضغط بلطف على ذراعها كما لو كان يرسل رسالة صامتة بأنه بجانبها لدعمها.
شعرت بالأمان يغلف قلبها بحضوره فقط وأنها تحت كنف مسؤليته فالأمان العاطفي هو الذي يولد شعورا بالحب الصادق ويجعله يدوم طويلا.
جلس بدر مرة أخرى وقال بهدوء اول حاجة يا كارمن عايز اعرفك علي الدكتور زين ابن عمتك حياة
ثم أشار إلى ماجد الذي قاطع كلماته قائلا بمرحه المعتاد وانا ماجد ابن عمك بشحمه ولحمه.. فاضلي السنه دي واخد ليسانس حقوق وابقي محامي
ابتسمت كارمن بسبب خفة ظله ربنا يوفقك
حدق بدر في ماجد بتحذير ثم اتجهت عيناه إلى مريم وهي تتحدث بهدوء مع كارمن عمك بدر كان عايز.....
قاطعها بدر قائلا بوقار خليني انا افهمها احسن يا ست الكل
أومأت إليه مريم بتفاهم وجعلته يبدأ الحديث بينما كان الجميع في حالة ترقب
بدر ....
نهاية الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون حاجز مزيج العشق
________________________________________
ما زلنا في قصر البارون
بينما هم مجتمعون في الداخل.
نزلت نادين بغطرسة ولفتت أنظارها تلك الضجة في غرفة استقبال الضيوف والتي نادرا ما يدخلوها.
مرت أمامها خادمة كانت قد خرجت لتوها من الداخل بعد أن قدمت بعض المشروبات والحلويات للضيوف.
أوقفتها نادين بإشارة من أصابعها قائلة بتعالي يتخلله الإستفهام تعالي هنا ايه اللي بيحصل جوا مين اللي قعدين دول يا مروة
ردت مروة التي دائما ما تنقل أخبار الجميع إليها قائلة بثرثرة الله اعلم بس باين كدا انهم قرايب كارمن هانم من الصعيد.. انا فهمت كدا من لهجتهم يا نادين هانم
نادين همست پصدمة وتحدثت إلى نفسها بصوت مرتفع قليلا من الصعيد.. وايه اللي جايبهم هنا
مروة بحيرة علمي علمك يا هانم
نظرت نادين اليها في إزدراء ثم أشارت إليها بتكبر لكي تغادر متمتمة خلاص يلا روحي انتي شوفي شغلك
بعد أن غادرت الخادمة تقدمت نادين إلى الأمام بخفة تتنصت من خلف الباب لتسمع ما يقال في الداخل ربما تفهم ما يدور من ورائها.
في الداخل
إستطرد بدر حديثه بابتسامة لطيفة تليق به شوفي يا بنتي عارف انك بتسألي ازاي وصلنا ليكي وايه اللي جابنا من الاساس.. صدقيني احنا بقالنا سنين بندور عليكي وعلي الست ولدتك عشان نطمن عليكم ونعطيكي ميراثك من نصيب ابوكي بس ماكناش عرفين ارضيكم فين..
تنهد بحزن وأضاف بشرح بعد مت محمد الله يرحمه.. ابويا اللي هو جدك تعب اوي وصحته بقت ضعيفه ومابقاش بيفكر ولا علي لسانه غير انه عايز يشوفك ويرجعلك حقك ويستسمحك علي اللي حصل منه زمان.. وعرفنا من الشركة اللي كان بيشتغل فيها ابوكي الله يرحمه عنوانكم القديم لكن محدش هناك كان عارف عنوان سكنكم الجديد
كارمن خفضت عينيها وفركت