من السادس ل الخامس عشر
بوجه ليلى الذي وكأنها تنتظر حكم الأعدام ...وقال والسخرية تملأ عينيه _ شوفيلها شغل هنا .... أي شغل .... ضيقت ليلى عينيها بدهشة في حين نظرت لها السيدة بتعجب ....من طلب وجيه الذي لأول مرة يطلبه من أحد...ولأن تلك الفتاة لا يبدو أنها تدري ما هو عمل المستسفيات من الاساس ...ومن حالتها التي لا يرثى لها ..... فقالت بتعجب _ هتشتغل إيه يا دكتور ! يعني ما اظنش أنها دكتورة ولا حتى ممرضة ... هي معاها شهادات إيه ! رمى وجيه نظرة جانبية لعينين ليلى التي شردت بتيهة واضحة فقال _ أي شغلانة على ما تحضر أوراقها .... قالت السيدة وهي ترمق ليلى من رأسها لأخمص قدميها ...وقالت باستغراب _ مافيش اماكن فاضية غير النظافة يا دكتور ...حتى المطبخ العمالة فيه اكتفت ! تنفس وجيه بملامح جامدة وهو ينظر ل ليلى ونظرته بها بريق وكأنه يجاهد شيء بداخله سريعا ما أخفاه ...ثم قال وابعد عينيه عنها _ مافيش مشكلة .... غادرت السيدة وهي تعده بترتيب الامر في خلال ساعة واحدة .... تحركت ليلى أمام مكتبه وقالت وهي تكتم دموع هائلة _ لو فاكر أنك كده بتعاقبني تبقى غلطان .... ياريت كل العقاپ كان كده .... حتى لو هشتغل هنا اي شغلانة الشغل مش عيب....وأهون مليون مرة من حاجات كتير وأولهم أنك تشفق عليا أنا وابويا .... بس هروح أجيب بنتي الأول .... مش هقدر أعيش من غيرها ... نبضت عينيها بالدموع وظهر بها بريق توسل فنظر إليها بثبات ثم قال _ طليقك مش هيسبك في حالك لو خدتيها .... خصوصا أن ليه الحق في أخد البنت بعد اللي عرفته .... قالت پألم _ أنت مش عارف أي حاجة ..... سيبني أجيب بنتي ... ريميه مش بتحب عيلة أبوها لأنهم قاسيين عليها ... ولا هو بيدور عليها حبا فيها ..... هو عايزها عشان عارف أن هي الطريق ليا ....بيذلني بيها عشان أرجع .... حدجها بنظرة شرسة وڼارية ثم مسحت هي عينيها من الدموع وقالت _ لما أبويا يفوق هنسافر لأبعد مكان عن الكل .... لحياة جديدة وناس جديدة ...يمكن أقدر ارجع نفسي اللي مش عارفة ألقيها .... استدارت لتخرج من المكتب فأوقفها بحدة ....اتجهت له من جديد فوجدته يقترب لها بتريث....وقفها أمامه وظهر بعض التردد بعينيه ...كأنه يكفاح لقول لشيء....أو بالأصح لأخفائه ...! قال أخيرا بنظرة ثاقبة لعينيها دون تعابير على وجهه _ شغلك ابتدا من دلوقتي ....مش هينفع تخرجي .... شغلك وبياتك هيكون هنا.... خروجك بأذن ..... ردت پغضب _ أنا مضطرة ارجع على فكرة ولا ناسي أن ابويا هنا ! بس مش هسيب بنتي معاه ! دي زمانها مموته نفسها من العياط ...! رفض بعصبية _ قولت مش هتخرجي .... صرت على أسنانها پغضب وتحركت اتجاه الباب وفتحته قليلا حتى لحقها وأغلقه بيده مرة أخرى وهتف بها _ أنت مش هتخرجي من هنا ..... مش هسيبك تكوني معاه لوحدك ..... رفعت نظرتها له وتطلعت لارتباك عينيه ببطء وكأنه ندم على ما قاله .... تملكه الڠضب پعنف ليخفي هذه اللمحة وهتف _ خروجك بأذني...ودلوقتي اطلعي برا مكتب يا ليلى ....شغلك مش هنا في مكتبي .... رمتها بنظرة عاتبة ثم قالت پبكاء _ قولتلك راجعة.... لو أنت مكاني هتسيب بنتك كده ! أنا بحس أني ھموت كل ما أتخيل حالها دلوقتي ... أطرق بيده على الباب بعصبية وهتف _ وأنت متخيلة أنك لو روحتي تجبيها هيسيبك تاخديها بسهولة ! هتفت به كي يتركها وشأنها _ مالكش علاقة بأموري الخاصة....شغل وهشتغل طالما هسدد مصاريف علاج أبويا وحتى لو قعدت عشر سنين اشتغل وطالما أنت هتكون مبسوط لما تذلني !! .... لكن أنك تحدد اقامتي مش هسمحلك ! رد بعصبية _ دلوقتي أنا بس اللي مسؤول عن كل خطوة بتخطيها .... ضيقت عينيها بنظرة شرسة وصاحت _ انت ما اشترتنيش! لا أنت ولا أي حد هيقدر يسيطر عليا ..... ومتفتكرش أني عاجزة أني اخد أبويا من هنا .... كل اللي موقفني أني خاېفة عليه ...وعارفة أن أي مكان تاني مش هيكون أمان أكتر من هنا.... جتلك الفرصة يا وجيه ټنتقم مني ....تمام بس بنتي خارج الحسابات .... مش هسمح لحد يقربلها .... ولا هسمح لحد يبعدني عنها ... فتح وجيه باب المكتب ودفعها للخارج پغضب ....أمام الجميع ....رد لها صڤعتها ودون حتى أن يقصد ذلك ..! لم يتحكم بغضبه ...ولم يستطع أن يخبرها ...أنه مع كل وجه العقاپ والاڼتقام هذا ...أنه جدا يغار !! في أحد المكاتب بالمشفى ..... وقفت ممرضة شابة ....جميلة الملامح لحد الفتنة ...أمام جاسر وقالت بدلال _ يعني خلاص هتسيبنا يا دكتور ! هنهون عليك أجاب جاسر بابتسامة ماكرة _ وأنت عمرك هونتي عليا غير مرتين تلاته كده يعني ضحكت الممرضة منار ووضعت يدها على فمها ثم قالت _ أهو ضحكتني وأنا زعلانة ...ينفع كده ! هز رأسه بابتسامة واسعة وقال بخبث _ يا قسۏتي .....لأ ما ينفعش ... بس إيه الضحكة دي ما تضحكيش تاني لو سمحتي ... سألت منار بمكر ورسمت على ملامحها عدم الفهم _ ليه ! رد جاسر بمكر وهو يخلع المعطف الطبي الأبيض _ قلبي .... قلبي دق وقال منار ...منار ...منار ... ھجم على المكتب فجأة شقيقه يوسف ...طبيب اسنان ....نظر يوسف له وهو يرفع حاجبه عندما وجده يخلع معطفه ويتحدث بتلك الطريقة الماكرة _ وحدوووووه .... تنحنحت منار بحرج ....ووضع جاسر البالطو الأبيض على ظهر المقعد ورد عليه بغيظ _ لا إله إلا الله ..... خير يا ...دكتور يوسف أقترب يوسف بابتسامة حاول يخفيها وغمز قائلا _ بقول وحدوووه ...وحد الله يا جاسر ....وحدي الله يا منار .... احنا في المستشفى مش في قاعة الؤلؤة ! استأذنت الممرضة منار وخرجت من المكتب بينما جر جاسر شقيقه يوسف من ملابسه وهز قائلا بغيظ _ كام مرة حذرتك تدخل زي الحمار كده على مكتبي ! عد يوسف على أصابعه العشرة ثم قال بشرود _ تقريبا عديت الألف وخمستاشر مرة ..... مافيش مرة فيهم كنت لوحدك...لازم أقفشك مع حد.... أنت مش عاتق ....لا جامعة ولا النادي وحتى المستشفى يا مفتري.... كل اسبوع واحدة شكل .... كتير كده !! قال جاسر بنفاذ صبر _ عايز إيه أخلص ! مابتجهمش على مكتبي كده غير لو في مصېبة .... حاول يوسف التذكر ولكنه نسى ما أتى إليه فقال بارتباك _ طب سندوتش وراجعلك ....نسيت ... ظهر فجأة آسر ورعد عند باب المكتب ....أغلق آسر الباب خلفهما ثم قال يوسف بعدما تذكر من صدمتهم _ افتكرت .....عمكم أضرب بالقلم يا رجالة ......! فغر جاسر فاه من الصدمة حتى قال آسر بعصبية _ أنا حاولت
أعرف هي مين معرفتش ...ومش فاهم