رواية رائعة للكاتبة نرمين محمود الجزء الأخير
تتخلي عنه...
يعني مش عاوزاك تتقدملي...انا مش جاهزة انى ارتبط بيك رسمي حاليا...انا طالعة من تجربة فاشلة واثرت عليا انا وعيلتي كلها بسبب غبائي ومعنديش استعداد اكررها تاني بحد تاني بنفس الظروف...
الى هنا ولم يستطع السيطرة على ڠضب اكثر فخبط على المكتب پعنف افزعها وجعلها ترتد للوراء وصوته الهادر...
انا عمرى م كنت ولا هكون زي حد...انا مش حقېر ولا ژبالة زى الژبالة اللى عرفتيه واللى كان لايق عليكي...بس الغلط م عليكي الغلط عليا انا انى ارتبط بواحدة مناخيرها ف السما وشايفة ان مفيش حد زيها ...
ثم نهضت من مكانها والتقطت حقيبتها وخرجت من الشركة بأكملها وذهبت الي منزلها وصعدت الى غرفة والدها فورا...لا تعلم لم احست باحتياجها له فى هذا الشئ تحديدا..
فزع حسين عندما رأي دارين امامه مڼهارة بهذا الشكل وترتمي بأحضانه ...
تحدثت من بين بكاءها قائلة بصوت اوجع قلبه عليها..
هو انا وحشة يا بابا ..
نفي حسين بقوة هذه التهمة البشعة عن ابنته قائلا ..
لا لا يا حببتي مين قال كده..
لا وحشة امال كله بيبعد عني ليه!!..عاكف بعد عني يا بابا سابني هو كمان ...انا تعبت خلاص تعبت اوي..
اليوم زفاف عمرو وحرمه المصون اهداء...
كان عمرو سعيد للغاية بزواجه من حب عمره وعشقه الابدي...كما ان جميع اقاربه كانوا فرحين للغاية به فهو الشاب الوحيد بالعائلة الذي تأخر بالزواج...كانت والدته فرحة كثيرا به وبزوجته فقد رأت فيها الاخلاق والجمال ...
نظرت اهداء الى اسراء التى تجلس معها بالغرفة ويبدو انها ردت بعيدا عن عالمهم...
اسراااء...رحتي فين يا بنتي..
انتبهت اليها اسراء اخيرا وهتفت بابتسامة...
معاكي اهو يا حببتي..عاوزة حاجة..
هزت رأسها نفيا وهتفت بابتسامة...
ارتعشت يد اسراء عن كأس الماء وبصعوبة وضعته على الطاولة الصغيرة بالغرفة...
ايه اللى انت بتقوليه ده يا اهداء انا مش حامل اصلا...
مشكلتك انك مبتعرفيش تكدبي اصلا...انا وعمي عارفين انك حامل من ساعة الاكل اللى طلبتيه يا اسراء...حملك من جوزك لا هو عيب ولا حرام...عيشي حياتك وربي اللى جاى ده ...هو اللى باقيلك والله...
تعبت يا اهداء..تعبت اوي...كل م اجي اصلحها من ناحية تتقفل من التانية...
نهضت اهداء من مكانها واحتضنتها بقوة تواسيها وتقوى من ازرها...
مفيش حاجة اتقفلت والله...اللى هتشرف ديه هتدخل برجليها اليمين الدنيا عشان حياتنا تتظبط ببركتها...
ابتسمت اسراء بنعومة قائلة...
وعرفتي منين بقي انها بنت...
انا حاسة انها بنت..وبعدين كفاية نكد بقي يلا انا فرحي النهاردة فرفشيني كده...
مساءا بالقاعة التى يقام بها حفل الزفاف كان عمرو يقف بأخر الدرج ينتظر نزول اهداء بيد رمضان والذي تعتبره والدها حتى يتسلمها ولن يعطيها له مرة ثانية ...
كانت اهداء تنظر بالارض خجلة من ذلك التجمع الكبير وذلك الواقف بأخر الدرج ينتظرها بشوق ولهفة الى ان وصلت امامه وانتقل كفها المتعلق بذراع والدها الى زوجها ورفيق دربها الى اخر العمر...
احتضنها عمرو بقوة وهو يضحك ثم حملها ودار بها بفرحة شديدة لا يصدق انها معه الان ولن يستطيع احد ان يبعدها عنه وبعدها ذهب الى المسرح واعلن عن بدأ رقصة للعروسين ومن يريد من الموجودين...
لم تكن تري او تسمع اى شئ فقط نظرتهما لبعضهما هى ما ټخطف ذهنها بعيدا الى عالم كانت تتمنى فيه زوجا يكون رفيق بها ويحتويها كوالدها قبل ان يكون زوجها...وقفت امامهم تنظر اليهما بفرحة لهما وعينان تمنت ما يحدث الان ان يحدث معها هي...
على الجانب الاخر كان ظافر يبحث عنها بعيناه فى الحفل دون اردة منه...يريد ان يري كيف اصبحت حالتها الان..هل تتألم لابتعاده عنها كما يتألم هو..هل نسته وعاشت حياتها ولم يكن سوى تجربة ومصيرها النسيان!!...
تجمدت عيناه عندما شاهدها هو وشاب ما يحتضنها من الخلف ويضع رأسه على كتفها بحميمية كانت بينهما يوما لم يكن ذلك الشاب سوى مصطفي الذى ما ان رأه يدخل الى الحفل حتى نهض من مكانه وذهب اليها يحاول اوهامه بضياعها منه...
حاولت اسراء التملص من تلك اليدين التى تمسك بها الى ان هتف هو...
اهدي يا اسراء ده انا مصطفي...
ردت هى بضيق...
_ايه اللى انت بتعمله ده ابعد يا مصطفي...
لا مش هبعد...الزفت طليقك ده دخل القاعة وعمال يدور عليكي...لو لقاكي واقفة لوحدك هيفرح فيكي...انا اخوكي يا اسراء وعاوز مصلحتك...اهدى وحاولي تبتسمي...
بمجرد ان جاءت سيرته وعلمت بوجوده تخشب جسدها