جبل العامري بقلم ندي حسن
ذراعه بيدها بين قبضتها القوية ترفع عينيها إليه متفوه تتوسله
أنا عايزة
شعر أنها تتمادى أكثر كل يوم وفي كل جلسة وتجرأت أكثر عندما أصبح لين معها يتحدث برفق واريحية مبتعدا عما كان يفعله معها سابقا
أراد أن يذكرها أنه هو مثلما كان لم يتغير به شيء يخبرها أنه المتحكم الوحيد في كل ما يفعله إن كان لين أو قسۏة
تركت يده وابتعدت للخلف نادمة على ما أقدمت عليه معه فهو كلما أرادت القرب لفهم وإدراك ما يحدث صدمها في حائط صلبه وقسوته عقبت على حديثه بقلة حيلة
وأنا لسه زينة اللي وقفت قصادك في كل حاجه قولتها بس بحاول ألاقي حاجه كويسه فيك هتقولي ليه هقولك معرفش بس يمكن علشان رضيت ابقى هنا وفي نفس الوقت مش عايزة ابقى مع مچرم
اللي فات كان نزاهة وبراءة اللي جاي كله إجرام
فتح باب الغرفة تحت أعينها بحقارته وتلك النظرة الدنيئة ما كاد إلا يخرج ولكنه وجد شقيقته فرح تقف أمام باب الغرفة قاربت على
دقه لكي تناديه ولكنه سبقها وفتحه
سألها مضيقا عينه عليها
مالك
أجابته بنظرة حزينة وصوت مرهق ضعيف
أشار إليها بالولوج إلى الداخل دلفت تنظر إلى زينة نظرة عادية خالية من أي مشاعر جلست على الأريكة فأغلق الباب وعاد مرة أخرى إلى الداخل ليجلس أمامها على المقعد متسائلا بنبرة اعتيادية
اتكلمي
رفعت بصرها إلى زينة مرة أخرى فشعرت أنها لا تبتغي وجودها لتستمع إلى الحديث الذي سيدور بينهم فتقدمت زينة تخرج من الغرفة قائلة
عرقلت طريقها فرح عندما اعترضت على حديثها قائلة
خليكي يا زينة
صمتت
كثيرا بعدما عادت إلى الداخل تجلس على الفراش فوضع جبل مفصل يده على ذراع المقعد يستند بإصبعيه السبابة والإبهام على وجهه بحركته المعتادة دليل على الملل الذي يشعر به
خرج صوته ببرود
مطولين إحنا
ترقرقت الدموع بعيونها وهي تنظر إليه هبطت بها إلى الأرضية تحرك أهدابها وارتجف جسدها خوفا مما هي مقدمة عليه ثم قالت متعلثمة
اعتدل في جلسته عندما شاهد حالتها التي تغيرت مئة وثمانون درجة ينظر إليها بتمعن شديد متسائلا بقوة
عملتي ايه
اجهشت في البكاء بعدما سألها فوقفت زينة تنظر إليها باستغراب لترفع فرح إحدى عينيها وهي تبقى قائلة دون سابق إنذار تلقي قنبلة موقوتة داخل مجلسهم
أنا حامل
هب جبل واقفا تجتاح خلايا جسده بالكامل الصدمة والذهول ينظر إليها پغضب عارم وقسۏة خالصة ممېته قهرية على حالها
مين عمل كده!
بقي هو على حاله ينظر إليها تفور
الډماء بعروقه يشعر بتضخم رأسه وتأجج النيران داخله وما كاد إلا أن ينقض عليها بعدما تحولت عيناه إلى السواد الحالك بسبب كثرة الڠضب والاشتعال الموقوت ولكنه توقف عندما تفوهت باكية
عاصم عاصم اللي عمل كده
صدمة لم تلجم ألسنة الجميع بل ألجمت عقولهم وتفوقت على إدراكهم لأي حقيقة أخرى معلنة عن شلل موقت لبدن كل من استمع اسم عاصم وفهم ما قصدته
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة جبل العامري
الفصل السادس عشر
ندا حسن
لم يكن شيء يحميني سوى صداقتنا كنت أطلق النيران دون النظر خلفي لأني على دراية تامة أنك تساندني لم يخيل لي يوما أن تأتي الطلقة في منتصف قلبي منك
لم يدرك ما قالته يقف بجسد متصلب وعيون مشټعلة انطفأ بريق الڠضب داخلها وحل محله الذهول التام والصدمة الخالصة يحاول فهم ما قالته واستيعاب ما يشير إلى ذلك عاصم! كيف
تتحرك عينيه عليها بشك وحيرة في نفس الوقت عاصم! إنه صديقه ومن يأمن له من بين الجميع ويعلم كل أسراره وخباياه حتى الذي لا تعرفهم عائلته
شهقت والدتها پصدمة وهي تقف على درجات بوابة القصر الداخلية وترنحت للخلف فأمسكت بها زينة قبل أن تقع لتجلسها على الدرج وهي تحت الصدمة تستمع إلى ما يدور بينهم بقلب مفتور وروح مقتولة على ابنتها ولم تكن تدري ما في الأمر وما الذي فعلته ابنتها سيؤدي بحياتها
بينما تمارا لم تكن تعلم ذلك وضعت يدها على فمها شاقهة بقوة غير مصدقة أنه فعل هذا بها وهي لم تقول لها بل كتمت كل ذلك
دفعه عاصم پعنف وعينيه متسعة عليه للغاية لا يفهم ما الذي قاله مرددا پصدمة كبيرة
أنا!
اغتاظ منه جبل ومن كذبه وافتعال الذهول والصدمة فتقدم مرة أخرى بغل وحقد
ولا الله وكيل ھدفنك حي
اهتاج پعنف وضراوة يشير بيده بهمجية صارخا بحديث صادق خارج من قلبه يلقيه عليه لعله يصدق ذلك
لم يصدق جبل ما يراه ويستمع إليه منه فهو لم ېكذب يوما وإن فعل شيء يعترف به ولكنه الآن وصل إلى أقذر مرحلة وتخطى الدنائة بكثير
أنت مش مكفيك اللي عملته كمان مكمل في كدبك بقى هي اللي هتجيلك يلا
تشنج جسده أكثر وهو يستمع إلى تهمة تنسب إليه وهو برئ تماما منها ولم يقربها ولو بالنظر
قسما بالله عمري ما بصتلها ولا عيني اترفعت فيها بالطريقة دي أنا طول عمري بحافظ على أهل بيتك كأنهم أهلي أنا
أجابه جبل بغيظ قائلا
ما هما أهلك فعلا وابنك اللي في بطنها
وقعت الكلمات على مسامع الجميع كالصاعقة التي هدمت كل شيء ولم تأتي من بعدها إلا الدمار الممېت لجميع البشر وخاصة تلك البريئة التي كانت تقف في الشرفة تنظر وتستمع إلى ما يدور في الأسفل بوجه باهت وعينين دامعة بكثرة وغزارة
يرتجف جسدها پعنف تشعر بقلبها يطالبهم بالرحمة والمغفرة يعفو عنه فهو برئ
تحركت للداخل كي تهبط إليهم بسرعة لتدافع عن ذلك الحب الشريف
لاحقته الشياطين عندما استمع إلى هذه الجملة الأخيرة يريدون أن ينسبون إليه طفل ليس طفله!
أكمل پغضب مهتاجا عليهم جميعا
أنا مش عيل ومش هخاف
أنا لو عملت كده هقول قدام التخين لكن أنا معملتش كده شوفها عملت كده فين
لكمة جبل بعصبية دافعا إياه للخلف ېصرخ عليه
أنت كمان هتتكلم عنها
دلف جلال من بوابة القصر ينظر إليهم مبتسما بعدما أخبروه الحرس في الخارج أنه أخرجهم فتوقع ما يحدث تقدم يغلق البوابة يقف هو من بدأ هو من اجنى على نفسه عندما زاغت عيناه على شقيقته مع إطلاق النيران عليه ستقتل صداقتهما التي دامت منذ أن خرج إلى شارع الجزيرة وهو طفل
إلى الآن
خرجت طلقة واحدة مع نظرة حزن من عينياي جبل غير مصدقا ما فعله وصړخة خرجت تزامنا مع تلك الړصاصة ليستوعب جبل ما بدر منه شاعرا بيده ارتفعت إلى الأعلى لتنطلق في الهواء حرة وعاصم يقف كما هو
كانت إسراء من فعلت ذلك تبكي بضعف وتنظر إليه پخوف شديد ولكنها تجرأت وفعلت ذلك تعود للخلف لتقف جوار عاصم صاړخة ب جبل
عاصم معملش حاجه عاصم برئ
صدمت زينة مما فعلته! كيف عبرت من جوارها راكضة بهذه السرعة كي تنقذه تقدمت سريعا منها تجذبها إليها قائلة بانفعال
أنتي إزاي تنزلي من فوق بتدخلي ليه أنتي مجنونه
اڼهارت في البكاء تنظر إليها وجسدها يرتعش صاړخة بقوة عليها توضح لها ما علمتها إياه
أنتي اللي وهي تخاف من نظرة عينيه المخيفة نحوها ولكنها قالت بتوتر
عاصم معملش في فرح كده فرح كدابة
صړخ بها پعنف وقوة يتقدم منها بهمجية
عرفتي منين
ارتعشت تتابعه برهبة قاټلة فاقتربت منها زينة تجذبها جوارها تحميها من بطشه ولكن إسراء تحدثت قائلة
بصدق
فرح متجوزة جلال
صدمة أتت من السماء ووقعت على الجميع وكان أولهم جلال المستمع إليها الذي أراد أن تبتلعه الأرض ولا يخرج منها مرة أخرى وقارب على أن يبلل ملابسه من كثرة خوفه من جبل والقادم منه صدم عاصم وشعر بالغباء وهو يستمع إلى حديثها ولا يدري أهي لتحميه تلقي بهذه التهمة على جلال لما فعله بها سابقا!
اتسعت أعين جبل الغير مصدقة لما تقوله يتابعها بشراسة ينبهها أن لا تكذب لأنها إن فعلت ستكون نهايتها الحتمية ولكنها أكملت معترفة
فرح متجوزة جلال عرفي وكانت بتقابله ورا القصر وآخر مرة كانت امبارح لما اتفقوا أنه يطلقها ويقطع الورقتين وتتبلى على عاصم علشان يتجوزها
شعرت زينة بالخۏف الشديد عليها لا تطمئن لنظرات جبل نحوها وذلك الذي تتهمه جلال فصړخت بقوة
أنتي جبتي الكلام ده منين
أبصرت شقيقتها توضح لها ما حدث ثم اتجهت بعينيها إلى جبل تكمل بضعف
أنا شوفتهم وسمعتهم امبارح بالليل وبعدين خرجت مع عاصم بس خۏفت أقوله وكنت هاجي أقولك أنت
بقي صامتا ينظر إليها بحيرة ولا يستطيع لأول مرة بحياته معرفه وتحديد من الخائڼ أمام أنظاره فاستردت تبعد حيرته عنه تقترح
لو مش مصدقني تقدر تشوف تسجيلات الكاميرات هنا في القصر ما فيه كاميرات هتلاقي فرح وجلال اتقابلوا امبارح مرتين وتقدر كمان تدور قبل كده هتلاقيهم بيتقابلوا
لتكمل بخفوت وضعف شديد
حتى جلال هو اللي عمل فيا كده
جذبتها شقيقتها من ذراعها تصب تركيزها عليها بذهول تسألها
عمل فيكي ايه
حركت أهدابها توترا وخوفا منها ترددت في الحديث وخرج صوتها ضعيف خاڤت خجلة مما فعلته وأخفته عنها
اخدني ورا القصر وخوفني وحاول يقرب مني ولما حاولت أصوت رفع عليا مطوة
صړخت زينة بانفعال شديد ولم تستطع السيطرة على نفسها بعد هذه الكلمات تحرك جسدها بقوة بين يديها پعنف
إزاي متقوليش ليا الكلام ده أنتي اټجننتي بجد
رفعت بصرها إليها تواجهها قائلة تذكر دور عاصم فيما حدث وأنه تصرف بنبل وشجاعة ولم يتركه يقترب منها
عاصم هو اللي عرف ولما عرف هو اللي عمل فيه كده وخد حقي منه وضربه پالنار
ما كادت زينة إلا تتحدث ولكن جلال سبقها صارخا بقوة يقترب منهم أكثر ليظهر ل جبل أنه ليس خائڤ
البت دي كدابة كدابة محصلش
أكمل پعنف ينظر إليها بشړ
كل الكلام ده محصلش
أبعدت عينيها عنه تتخفى في شقيقتها تقترب منها تحتمي بها وبالأعلى كانت تقف فرح تستمع إلى آخر ما حدث وبدر من الغبية إسراء تنعي حظها خائڤة مما سيفعله بها شقيقها عندما يتأكد من حديثها
لقد تنقلب السحر على الساحر ووقع أسير لخطط ومكائد كان يريد أن يلتف بها غيره ولكنه هو الوحيد الذي ابتلع كل ما فعله وإلى الآن لم ينل جزاءه
ابتلعت ريقها بصعوبة وارتجاف جسدها لا يساعدها على الوقوف لتتابع ما يحدث في الأسفل بينهم بل أعاقها وشعرت أن قدميها لا تحملها فاڼهارت جالسة على الأرضية في الشرفة منتظره مۏتها الحتمي على يد شقيقها
أبتعد جبل يتقدم من البوابة الخارجية يفتحها صارخا بحراسه ليتقدموا إلى الداخل فامتثلوا لأوامره
أشار إلى زينة تدلف إلى الداخل ومن معها بقسۏة
ادخلوا جوا
بينما وهم يهمون بالولوج إلى الداخل استمعوا إلى صوته الحاد