الأربعاء 27 نوفمبر 2024

خيوط العنكبوت بقلم فاطمه الالفي الجزء الاول

انت في الصفحة 20 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز


حالة فاروق فقد تعرض لجلطة بالدماغ أثر حزنه الشديد وارتفاع ضغط الډم ويجب أن يضل بالعناية المشددة لمعالجة الجلطة واستقرار حالته 
بعدما غادر الطبيب نظر لهم بأسى وقال
انا اسف بس وضعة غير مستقر وممنوع الزيارة 
هتفت دلال بحزن
طيب عرفني حالة ايه وآية اللي حصله
هو تعرض لضغط عصبي شديد وده تسبب في ارتفاع الضغط عنده وأثر على جلطة في شريان الدماغ الحمدلله عملنا اللي علينا وان شاء الله حالته تستقر 

ضمت بناتها لاحضانها وهتفت فريدة بحزن قائلة
لازم نتصل بحياة يا ماما عشان تيجي تشوف بابا 
هزت دلال راسها بالايجاب وقالت بصوت خاڤت
اتصلي بيها بس اوعى تقوليلها بابا تعبان قوليلها تيجي ضروري بابا زعلان بس وهي هتقدر تخرجة من الحزن
ده 
حاضر يا ماما 
ابتعدت فريده لكي تهاتف شقيقتها وتخبرها بضرورة الحضور لأمر هام 
بنيويورك
أنهى أسر كل الاوراق المتعلقة بسفر ميلانا كما أنه ذهب إلى السفارة السورية ومعه ميلانا لكي تستخرج قرار الموافقة على عقد قرانها بالسفارة السورية وتم تحديد موعد لعقد قرانهما بالسفارة 
أراد أن يسافر وهى زوجته ولكن حفل الزفاف سيقام في القاهرة وسط عائلته 
بعدما
غادرو مبنى السفارة اصطحبها إلى نزهة 
قرر أن يستغل وجوده هنا لكي يذهب في جولة سياحيه وسوف يتفتل بشوارعها ويذهب الي تمثال الحريه لكي يلتقط لهم صور تجمع بينه هو وميلانا بالمكان الذي جمع بينهم
مدينة نيويورك واحدة من أجمل وأشهر المدن في العالم فتعد
السياحة في نيويورك مقصدا لكثير من السائحين سنويا ويرجع السبب في
ذلك تعدد معالم نيويورك السياحية الهامة والبارزة وكذلك الأحياء التاريخية والمتاحف العالمية الشهيرة كذلك يقصد السياح مدينة نيويورك للتمتع برؤية عروض برودواي والتسوق وتجربة أشهر المطاعم 
أراد أن يكون أخر ذكريات تجمعهم بتلك المدينة ذكريات سعيدة لكي يحاول محو الذكريات الأليمة التي عاشتها ومرت بها كما أنها
نسي ألامه وعاش معها لحظات سړقت من الزمن لتسترخ داخل عقولهم للأبد 
أصنع اللحظات الجميلة لا تنتظرها
تطلعت حياة بتلك الغرفة الحبيسة داخلها لم تجد شعاع أمل يخلصها من ذاك المكان 
دلف ذلك الشاب الضخم البنية تلاقت أعينهم في لحظات صامتة انسابت دموعها وتطلعت أرضا
رق قلبه واشفق على حالتها عندما را الدموع تنهمر على وجنتيها شرد بملامحها الرقيقة الجذابة 
توردت وجنتيها بحمرة قانية أثر حزنها رفعت اهدابها ونظرت له بلمحة حزن قائلة بصوت مبحوح
ممكن أشرب
أبتلع ريقه بتوتر وتاه ببحور عيناها الخضراء الصافية وغادر الغرفة الضيقة وقرر أن يجلب لها الماء رغم إصرار سليم على عدم تناولها طعام أو شراب ولكن أشفق على حالها 
عاد تتطلع له ثم همست بصوت مكسور 
هفضل هنا كتير 
تنهد بضيق ثم قال بصوت رخيم
ماعنديش علم لم يأمر سليم باشا أنا عبد المأمور
عاد تهمس بتردد
ينفع تفكني عاوزة أدخل الحمام
حك عنقة بتفكير ثم أخرج الهاتف وسار بخطوات مبتعدة وقف على أعتاب البدروم وأجرا إتصالا هاتفيا برب عمله بعد لحظات اجابه سليم ببرود
ليستمع لصوت موسى يهتف قائلا
البنت طالبة تروح الحمام يا باشا اعمل ايه
زفر بضيق ثم قال
أوف موسى فكها خليها تروح وتفضل فوق دماغها ما تغبش عنك وترجع تقيدها تاني وكمان كمم بؤقها مش عاوز ۏجع دماغ كل شويا 
أغلق الهاتف ودلف الغرفة فك قيود قدميها ثم كفيها 
نهضت حياة ببطئ لشعورها بالأم متفرقة بأنحاء ج سدها سار موسى خلفها وهو يشهر السلاح في ظهرها وقال بصوت حاد
أي حركة غدر الړصاصة هترشق في ظهرك دي التعليمات إللي عندي
الفصل السادس عشر
ظلت حياة حبيسة بالمرحاض تحاول البحث عن مخرج لكي تفر هاربة من براثن ذلك الذئب الذي لا يعرف الرحمة 
ولكن لم تجد فرصة للفرار توضئت لكي تصلي ما فاتها من فروض وهي حبيسة بذلك المكان ثم غادرت المرحاض لتجد الشباب أمامها يتفحصها من رأسها إلي أخمض قدميها شعرت بالاحراج بسبب أنظاره المعلقة بها 
ساقها ثانيا إلي الكهف التي أطلقته على ذلك البدروم بسبب صغر حجمه والأتربة العالقة به وهو خلفها كالظل ملاصق لها 
تنهدة بعمق وعندما هم بتقيدها ثانيا نظرت له برجاء قائلة
ممكن اصلي الأول بعد اذنك
هز رأسه بالايجاب وتركها 
عادت تنظر له وهي تقول
هصلي وحضرتك واقف كدة بتراقبني
زفر بضيق ثم ترك البدروم وهو يسأل نفسه ماذا فعلت تلك الفتاة ليكون مصيرها هنا 
المكان غير مناسب للصلاه ولكن نزعت الجاكت التي كانت ترتديه أعلى الثوب البني وفرشته أرضا لكي تأدي فريضتها بخشوع وتناجي ربها بأن يخلصها من تلك المحڼة التي وضعت نفسها به ولكن هي لم تتربى على رؤية الخطأ دون أن تحاول أصلاحه لم تعتاد على كتمان الحقيقة وتدليس الحقائق وهذا الشخص غير أمين على ما أتمن عليه من أرواح 
كلما فتح الباب يجدها لازالت تصلي ظل قابعا أمام الباب ثم أخرج سيجارته يستنشق دخانها وهو يزفر أنفاسه بضجر 
حل الليل ومازال سراج يبحث عنها داخل المشفيات ولم يجدها إلى الآن ولا يعلم بماذا سيخبر جدته التي هاتفته أكثر من مئات المرات تبكي وتتسأل عن مكانها بقلق فهي المسئوله عنها وفي أمانتها 
وعندما قرر الذهاب إلى قسم الشرطة أتاه إتصالا من سليم يريد مقابلته وأنه ينتظره بحديقة الڤيلا خاصته 
تراجع عن الذهاب لقسم الشرطة وتوجها إلى سليم أولا
بعد مرور نصف ساعة صفا سيارته أمام الفيلا وترجل منها يدلف لداخل باحثا عن وجود صديقه
هتف سليم مناديا إياه
تعالى يا سراج أنا هنا
تقدم بخطوات بطيئة وجلس على المقعد وهو يزفر أنفاسه بلهث وهتف قائلا
ھموت من التعب خلاص مش قادر عمال الف من الصبح على كل مستشفيات مصر كلها ومافيش اي أثر لها هتكون راحت فين اتبخرت ولا الأرض انشقت وبلعتها
تسأل بلامبالاة
هي حياة لسه مارجعتش
هز رأسه نافيا
بقولك مالهاش اي أثر تيته
كل خمس دقايق تتصل ټعيط ومڼهاره خاېفة البنت يكون جرالها حاجه وبيني وبينك انا كمان بدأت أقلق كل يوم بنسمع عن حوادث بشعة ربنا يستر
عليها 
ثم نظر له بجدية وقال
ماعندكش حد معرفة يخدمنا ويشوف حياة راحت فين انا كدة اتاكدت أنها في خطړ ممكن تكون اتخطفت البنت حلوة بصراحة وممكن تكون اتعرضت ل
نهض واقفا عندما توصل تفكيره لتلك النقطة هل من الممكن أن يكون تم خطڤها والاعتداء عليها ثم تركها مقتولة أو مذبوحة كما
يسمع كل يوم عن تلك الحوادث
هتف سليم بجدية
استنى بس هتروح فين دلوقتي أنا أعرف حد مهم هتصل بيه بس جهزلي صوره ليها عشان اكيد هيطلب يعرف مواصفاتها
صدح رنين هاتفه جلس رغما عنه ونظر لسليم قائلا
تيتة بتتصل للمرة المليون مابقتش عارف ارد اقول ايه
رد عليها وطمنها واسالها لو معاها صورة ليها هتفدنا كتير في البحث عنها
أجابها بهدوء 
أيوه يا تيتة اطمني هي اكيد بخير مادم مالهاش وجود في اي مستشفي يبقي هي
بخير
هتفت پبكاء مرير
بخير إزاي دي بنت ومختفية من الصبح ومانعرفش عنها حاجة لحد دلوقتي كمان أمها كلمتني وفاروق تعبان في المستشفي وحالته خطړ يا بني وبتقول كل لم يفوق يسأل عن حياة وانا طمنتها وقولتلها هننزل الصبح معاها أتصرف يا حبيبي عشان خاطري 
حاضر يا
تيتة هتصرف ماتقلقيش مش راجع البيت غير وحياة معايا 
ثم أردف قائلا
ماعندكش صورة ليها تفيدنا دلوقتي
لا يا بني 
طيب يا حبيبتي ممكن تهدى وأنا ربنا يقدرني ويعترني فيها 
أغلق الهاتف ونظر لصديقة بأسي
ابوها تعبان في المستشفي وكاننه حاس س بيها وطالب يشوفها ده غير أن تيتة أكدت لوالدتها أننا هننزل لهم المنصور الصبح قولي بقا يا قبطان أتصرف إزاي في الورطة دي
هتف سليم بجمود 
بقولك هتصرف أنا ما تشغلش بالك
في المنصورة 
داخل منزل شريف 
مازال طارق حبيس لغرفته يشعر بالضيق بعدما لجأت له حياة ورفض أن ينصت لها وأن يشاركها الحديث كما كان يفعل سابقا عندما تلجأ له 
شعر بالندم والتسرع في صدها وظل يتردد على مسامعه صوتها الحزين وهي تخبره بأنها لن تلجأ له ولو كانت ټصارع المۏت 
عند هذا الحد انتفض من فراشه وتوجه إلى شرفة غرفته استد بساعديه على السور ثم قرر الاتصال بها وسوف يترك أي خلاف على جانب الآن عليه أن يطمئن عليها 
ولكن استمع لصوت أذان الفجر فقرر التحمل إلى أن تشرق الشمس وسوف يحاول الاتصال بها لمعرفة ما المشكلة التي تواجهها 
ظل واقفا بالشرفة يراقب هطول الأمطار ولاحت ابتسامة جانبية عندما تذكر حياة وهي بعمر السابعة مرتدية ثوب أحمر قصير يصل إلى بعد ركبتيها بقليل وشعرها البني على هيئة ضفيرة السنبلة وتضع باخرة شريطة حمراء على شكل فيونكة وعندما هطلت الأمطار ركضت تغادر منزل العائلة ووقفت أمام البناية بمنتصف الطريق وفردت ذراعيها الصغيرتين وظلت تدور كالفراشة حول نفسها وصوت ضحكتها يتردد صداه باذنيه إلى الآن 
وكان هو بعمر الخامسة عشر ووجدها من شرفة غرفته فقرر أن يغادر هو الآخر وراءها ونزع الجاكت الجلدي واقترب منها مسرعا حاوطها بالجاكت وطلب منها أن تدلف لداخل المنزل لكي لا تمرض وهي واقفة تحت المطر ولكن كانت تعانده وتصر على وقفتها ولم تكترث بما سيحدث بعد ذلك فكان ينتهي اليوم بذهابها إلي الطبيب وتمرض وتلتزم الفراش لعدة أيام 
أما عن وضع حياة داخل محبسها من شدة ارهاقها غفلت عينيها لترا نفسها داخل زنزانة ضيقة وتقف خلف القضبان الحديدية وي ديها مقيدة باغلال من حديد لم تقدر على النطق ولا تعلم لما هي هنا بهذا المكان
تطلعت حولها برهبة لتجد عنكبوت أسود ضخم يركض إليها ثم غزل خيوطه حولها فأصبحت مقيدة بتلك الخيوط التى تكاد أن تزهق روحها تلتف حول عنقها بشدة 
فتحت عيناها بصړاخ تلهث أنفاسها كأنها في سباق للركض 
انتفض موسى ودلف لداخل البدروم ليجدها تبكي نحيب وتحاوط ج سدها بذراعيها تحتمي بنفسها 
وقف متسمرا مكانه وهتف بتسأل
في ايه مالك كنتي پتصرخي ليه 
لم تجيبه ولم تنظر له كأنها مغيبة بعالم اخر
تفاجئ موسى بحل قيودها اقترب منها بدهشة
أنتي فكيتي نفسك إزاي أنا رابطك كويس
دفعته بقوة بعيدا عنها عندما حاول الاقتراب منها ونظرت له بعينان حمراء كالدم وخرج صوتها غليظ اشبة بصوت الرجال
أبعد عنها مش هتقدر تعملها حاجة لو قربت منها هموتك
هموتك 
خرج الصوت كالفحيح وعندما دقق النظر بعينيها فقد تحول بياض العين إلى سواد دامس ومقلتيها تحولت من اللون الاخضر إلى بركة من
الډماء وكأن داخلها وهج مشتعل من ڼار 
انتفض موسى پذعر ولم يصدق الصوت
الذي سمعه وهيئة عينيها التي تحولت فجاءة فر هاربا من البدروم واوصد الباب بالاقفال
ثم حاول التماسك لكي يهاتف سليم ويخبره بما حدث 
هبت عاصفة قوية وهتطلت الأمطار منما جعل سراج يظل بغرفة سليم 
وعندما أت لسليم الإتصال من موسىغادر الغرفة ليتحدث معه 
هتف الاخير بصوت مضطرب
يا باشا اللي حصل مش هتصدقة لازم حضرتك تيجي تشوف بنفسك
هتف بصوت جاد
حصل أية يعني أنطق
أبتلع ريقه بتوتر ثم سرد عليه ما حدث قبل لحظات ضحك سليم باعلى طبقات صوته ولم يصدقه وقال له لينهي الحديث
من الواضح أن اعصابك تعبانه يا موسى ومش
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 44 صفحات