ادم
آدم لشراء دبل الخطوبة .. كانت فى قمة سعادتها وفرحتها وهى جالسه بجوار حبيبها فى سيارته .. امتدت يد أدم لتمسك بيدها .. فالتفتت وابتسمت له فى سعادة .. نزل وفتح لها الباب فابتسمت له .. لكم تعشق رقته وتصرفاته الراقية .. دخلا محل الذهب لشراء دبلتين ذهبيتين .. فما كان أحدهما سيهتم بعدم جواز لبس الذهب للرجل .. تناسيا ذلك أو لم يتذكراه أصلا .. كانت آيات تبتسم فى سعادة وهى تختار الدبلة التى ستتوج أصابعها .. راقب آدم تعبيرات وجهها الفرحه .. وابتسامتها التى لم تفارقها كلما رآها .. أخيرا اختارت ما أعجبها .. وطلب منها آدم اختيار خاتم كهدية للخطبة .. ابتسمت فى سعادة واختارت الخاتم .. أعطى آدم ما اختاروه لصاحب المحل و أن يحاسبه قالت آيات للرجل بسعادة
شعر آدم بالدهشة من التاريخ الذى اختارته .. فهذا التاريخ يبعد ثلاث سنوات ونصف عن التاريخ الخالى .. ذهب الرجل لينفذ طلبها فاقترب منها آدم قائلا
اشمعنى التاريخ ده
نظرت اليه بعنيان تشعان حبا وهى تقول
تاريخ أول مرة اتقابلنا فيها
عقد آدم ما بين حاجبيه فى دهشة ونظرة لها وهو لا يعى ما تقول .. فقالت مبتسمة
تاكسى خبط فى الرصيد والسواق وقف يتخانق معايا .. انت جيت ودافعت عنى .. وفضلت واقف جمبي لحد ما بابا جه ودفع للراجل الفلوس
نظر اليها آدم بدهشة .. أخيرا تذكر أين رآى والد آيات من .. لكن الشئ الوحيد الذى لا يستطيع تذكره .. هو آيات نفسها .. لم تكن هى تلك الفتاة التى رآها يومها .. أخذ ينظر اليها ويتأملها جيدا .. تلك الفتاة الواقفة أمامه الآن والتى تبدو كفتيات الإعلانات مختلفة تماما عن تلك الفتاة البريئة النقية التى رآها من .. والتى لفتت انتباهه يومها .. برقتها وبساطتها ووجهها البرئ الذى كانت تعلوه حمرة الخجل كلما التقت أعينهما .. شعر بالدهشة تغمر كيانه وهو يتساءل فى نفسه .. أين ذهبت تلك الفتاة البريئة ! .. لماذا أصبحتى كما أراكى الآن !
كان حفل الخطوبة فى حديقة الفيلا .. تم تجهيزها بشكل ممتاز .. وحضر الأهل والأصحاب .. أما آدم فلم يدعو الا زملائه بالجامعة .. ولم يظهر له بالحفل أى من أقربائه .. وعندما سئل عن ذلك قال ببساطة
مليش حد فى الدنيا غير ولدتى وكانت مسافرة عند قرايبها وتعبت جدا ومقدرتش تيجي
فى غرفة آيات التف أسماء و سمر و إيمان حولها .. كانت تضحك وتمزح معهن وهى تشعر بأنها كالعصفورة .. تطير وتسبح فى الفضاء وترفرف بجناحيها فى سعادة .. كانت تشعر أن هذا اليوم هو أحلى أيام حياتها .. نزلت مع صديقاتها وجلست على المقعد بجوار آدم .. ما هى إلا لحظات وتعالت أصوات التصفيق بعدما ألبسها آدم دبلتها وألبسته دبلته .. انحنى آدم ليهمس فى أذنها
اتسعت ابتسامة آيات وتعالت دقات قلبها الصغير وهى تسمع منه لأول مرة كلمة حبيبتى .. كان الناظر اليها يستطيع أن يتبين سعادتها الغامرة فى هذا اليوم ..
تعالت أصوات موسيقى حالمة .. فأمسك آدم بيدها ووقف أمامها ليراقصها .. لكنه فجأة وجد عبد العزيز ما تجاههما وأمسك ذراعيه قائلا
بعد كتب الكتاب يا دكتور
طبعا
شكرت آيات والدها فى سرها .. لانه عفاها من حرج مراقصة آدم أمام الناس ..
أت صديقاتها لتقديم تهنئتهن .. ألقى آدم نظرة على كل من إيمان و سمر .. وشعر بالدهشة .. كانتا الوحيدتان من بين الفتيات بالحفل اللاتى يرتدين لباسا محتشما وبدون أى زينة للوجه .. نظر الى الطريقة التى تتعامل بها آيات معهن فشعر أنهما على صلة وطيدة بها .. بعدما رحلتا انحنى آدم على أذن آيات قائله
ابتسمت قائله
صحابي
قال آدم بإستغراب
معاكى فى الكلية
قالت آيات شارحة
لا سمر دكتورة أطفال .. و إيمان دكتورة أسنان فى التكليف .. و أسماء معايا ف الكلية
كانت تشير لكل واحدة منهن أثناء حديثها فقال بدهشة
واتعرفتوا ازاى .. انتوا لا من كلية واحدة ولا من سن واحد بإستثناء أسماء
ابتسمت قائله
اتعرفنا فى رحلة طلعتها فى أول سنة ليا فى الجامعة .. ومن يوميها واحنا صحاب
أومأ آدم برأسه .. ثم ابتسم لها وهو ينظر اليها بتمعن قائلا
انتى جميلة أوى النهاردة
ضحكت آيات بسعادة قائله
بجد عجبتك يعني
قال آدم وهو يشبك أصابعها بين أصابع يده
انتى عجبانى على طول
ازدادت سعادتها واتسعت ابتسامتها وهى تنظر اليه بعينان تشعان حبا
نظر اليها قائلا
هستأذن من باباكى ونخرج سوا بكرة .. اتفقنا
أومأت برأسها قائله بسعادة
اتفقنا
شعرت بسعادة غامرة وهى تنظر الى يده الممسكة بيدها .. رفعت رأسها لتنظر اليه وهى تتمنى ألا تفترق أيديهما أبدا
انتهى حفل خطبتهما .. وعاد الجميع الى بيته .. أوقف آدم سيارته أمام منزله .. وفتح الباب ودخل غرفته .. وفجأة الټفت ليجد والدته واقفة أمام الباب المفتوح .. خلع جايت البدلة واتجه الى الدولاب لإحضار ملابسه .. نظرت اليه أمه پغضب قائله
مش هقولك كنت بايت فين .. ولا هقولك بتعمل ايه ومبتعملش ايه .. هقولك حاجة واحدة .. رضا الأم من رضا الرب
أخرج آدم ملابسها ووقف أمامها لتفسح له الطريق .. حانت منها التفاته الى يده المزينة بالدبلة .. شهقت من الدهشة ونظرت اليه تقول
ايه الدبلة اللى فى ايدك دى يا آدم
قال آدم بنفاذ صبر
مش حاجة مهمة متقلقيش
قالت أمه وهى تمسك يده وتتفرس فيها
يعني ايه مش حاجة مهمة .. لابسها ليه
ثم صاحت پغضب
كمان دهب انت مش عارف ان لبس الدهب حرام للراجل يا آدم .. الرسول صلى الله عليه وسلم نهى الرجاله عن لبس الحرير والذهب وقال دول للستات بس مش للرجاله يا آدم
نظر اليها آدم بلا أى تعبيرات على وجهه فأكملت أمه قائله بتهكم
صحيح انت ليه هتهتم بالحلال والحرام وانت أصلا مبتصليش
ثم قالت وتعبيرات الإشمئزاز على وجهها
تصدق بالله أنا بقيت أقرف أبص فى وشك
قالت ذلك ثم تركته ودخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها بقوة .. ظل آدم واقفا مكانه شاردا واجما
توجهت آيات للخارج بخطوات مسرعة .. خفق قلبها وهى ترى آدم واقف بجوار سيارته بحلته الأنيقة الفاخرة .. اقتربت منه وابتسامتها تزين وجهها قائله
اتأخر عليك
ابتسم لها قائلا
لا يا حبيبتى ولا يهمك
فتح لها الباب فجلست .. انطلق بسيارته .. كانت تشعر وكأن كل ما حولها يشاركها فرحتها .. الټفت آدم لينظر الى تلك الإبتسامه التى لا تفارقها .. تلاقت أعينهما فإتسعت ابتسامتها .. توقفا أمام أحد المطاعم الفاخرة .. جلس آدم فى المقعد المواجه لها .. و أثناء تناول وجبتهما .. قالت آيات
ممكن تبقى تدينى رقم طنط عشان أكلمها
قال آدم بدهشة
طنط مين
قالت آيات
مامتك .. هى مجتش الخطوبة عشان تعبانه والمفروض انى أسأل عليها
قال وهو يحاول تغيير الموضوع
ان شاء الله .. ما قولتليش المكان عجبك
ابتسمت قائله
جدا
صمت آدم قليلا ثم قال
انتى والدتك متوفيه من زمان
قالت آيات بشئ من الحزن
أهاا .. من يوم ما ولدتنى .. انا عمرى ما شوفتها أبدا
ثم قالت وهى تبتسم بحزن
بس عندى صور كتير ليها .. كل فترة بخرجهم وأعد أتفرج عليهم
راقب آدم تعبيرات وجهها .. فنظرت اليه قائله
وانت باباك متوفى من زمان
شعر آدم بالضيق لسؤالها عن شئ خاص به .. فقال بنفاذ صبر
أيوة
ثم قال وهو ينظر اليها بتمعن
باباكى قالى أدمنا شهر عشان كتب الكتاب .. وانه بعد الشهر ده هيسألك عن رأيك .. حبه تكتبي الكتاب ولا تمدى فترة الخطوبة
قالت
أيوة بابا قالى كده فعلا
قال آدم مبتسما بخبث
طيب مش عايزه تطمنينى رأيك هيبقى ايه
ابتسمت له قائله بمرح
استنى الشهر وانت تعرف
قال لها بخبث
طيب واللى مش قادر يستنى وخاېف أوى من قرارك وعايز يعرفه بسرعة .. يعمل يه
صمتت قليلا ثم نظرت اليه قائله بإبتسامه
يطمن
شعر آدم بالراحة .. ومد يده وضعها فوق يدها قائلا
مش هخليكي تندمى أبدا على قرارك ده
شعرت بالإضطراب وبالسعادة فى نفس الوقت وقالت
عارفه يا آدم
ثم ضحكت بخجل قائله
على فكرة دى أول مرة أقول اسمك من غير دكتور
قال بنبره حانيه
فى كلمة تانية عايزها بدل اسمى
نظرت اليه بسعادة وقد ادركت ما يريد قوله .. اقترب وجلس على المقعد المجاور لها وأمسك يدها بين راحتيه ونظر لها بعمق قائلا
بحبك يا آيات
خفق قلبها بسرعة واضطرب تنفسها .. ها هو حبيبها جالس بجوارها ويخبرها عن حبه لها .. ألجمت السعادة لسانها فقال آدم هامسا
بحبك يا آيات وعايز أسمعها منك
شعرت بأن الكلمات ترفض الخروج .. كانت تشعر بإضطراب بالغ .. ودت لو صړخت له بها .. لكن الكلمة حبست بداخلها .. ترك آدم يدها قائلا
خلاص براحتك مش هضغط عليكي
نظرت اليه خشت أن تكون قد أغضبته .. فكر آدم بسخرية .. أتحاولين الظهور بمظهر الفتاة الصعبة الآن .. لا تحاولى لقد كشفتك جيدا وأعرف أنك سهلة .. ولعبة فى يدي !
قال لها
يلا عشان منتأخرش
نهضت معه وأوصلها الى بيتها .. أن تنزل أمسك يديها ما اياها إبتسمت برقه .. قال لها
تصبحى على خير
قالت بصوت خاڤت
وانت من أهل الخير
غادر آدم وآيات تشيعه بنظراتها .. ثم تمتمت بصوت خاڤت
بحبك يا آدم .. بحبك أوى
ظلت آيات ساهرة فى شرفة غرفتها .. كانت تفكر بحزن هل يا ترى آدم ڠضب منها لأنها لن تفصح عن حبها له .. هل ظن بأنها لا تحبه .. هل هو حزين الآن .. خفق قلبها بقوة وهى تشعر بأنها لا تتحمل أن تكون سبب حزنه أو ضيقه .. توجهت الى حاسوبها وضړبت بأصابعها فوق أزراره ابتساموه صغيره على .. توردت وجنتاها خجلا أن تضغط زر الإرسال .. اتصلت ب آدم وهى تتمنى أن يكون مستيقظا .. رد آدم قائلا
حبيبتى وحشتيني
ابتسمت آيات بسعادة قائله
خفت تكون نمت
قال لها بهيام
مش عارف أنام
سألته
ليه مش عارف تنام
قال هامسا
بفكر فيكي .. بفكر فى عنيكي اللى بقيت حاسس انى مقدرش أبعد عنهم ثانية واحدة .. بفكر فى ايديكى اللى كانت فى ايدي من شويه .. أنا مش عارف ازاى قدرتى تعلقيني بيكي بسرعة كده
أغمضت آيات عينها تستشعر كلماته بكل حواسها .. ثم قالت بصوت خاڤت
افتح الفيس يا آدم بعتلك حاجة عايزاك تشوفها
قال بدهشة
وانتى عرفتى الفيس بتاعى منين
قالت بخجل
كنت عارفاه من زمان .. بس عمرى ما بعتلك آد
شعر آدم بالدهشة .. ثم قال
طيب خليكي معايا بفتح الجهاز
قالت بسرعة
لا شوف وأنا مش معاك .. أنا