حان الوصال بقلم امل النصر بنت الجنوب
السابع على مدونة رواية وحكاية
ارجو التصويت والتعليق من المهتم برفع الرواية
حان_الوصال
سلسلة_قيود_الهوى
بنت_الجنوب
الفصل السابع
زمجرة بغليل خرجت منها تدفع محتويات مكتبها على الارض پعنف اصدر ضجيجا دوي في أنحاء المنزل حتى اجفل والدتها من خارج الغرفة لتدلف اليها سائلة بجزع تستكشف الأمر
يا نهار اسود ايه اللي حصل يا لورا
مفيش حاجة حصلت يا ماما المصېبة ان مفيش حاجة حصلت ودا اللي هيجنني وبيخليني اسأل نفسي كل دقيقة انا ايه اللي ناقصني عشان ما يشوفنيش ليه دايما حاططني في خانة القرايب او الموظفة اللي عنده امتى بقى يحس بيا حتى يرحمني من الڼار اللي بتاكل فيا وانا كل لحظة يدور عقلي بالهواجس انه يبص لواحدة غيري ولا يفكر في الجواز هتجنن يا ماما هتجنن.
يعني انا افهم من كدة ان الجنان والتكسير والپهدلة دي كلها عشان الباشا اللي مش راضي يعبرك ولا يحس بحبك ما عنه ما اتنيل هي خلاص الرجالة صفصفت عليه الدنيا حواليكي مليانة شباب زي الورد لكن انتي اللي عميتي نظرك ووقفتي الرؤية عليه هو بس.... فوقي يا حبيبتي قبل الوقت ما يسرقك ويضيع عمرك بالقعدة جمبه.
شكرا اوي يا مامي ع المؤازرة دا بدل ما تقفي جمبي وتدليني على طريقة تقربه ليا.
لطمت والدتها كفيها ببعضهما لتتخصر ناظرة اليها بقنوط قابلته لورا بضحكة ساخرة
شوفي انتي بتتكلمي ازاي عن إنى اسيبه واشوف غيره بكل سهولة ومتعرفيش اني بقيت اغير عليه من الخدامين يا مامي تصدقيها دي انا حالتي بقت متأخرة في حبه ودوايا هو.
يبقى انتي كدة هتحصلي والدته يا قلبي ما هو اللي ضيع نجوان هو الهوس بجوزها اللي هو صورة من ابنه بس ع الاقل حكيم رغم كل عيوبه كان بيحب مراته انما انتي يا حلوة حجتك ايه مهووسة بحب راجل مش حاسس بيكي من الأساس.
وعلى عكس ما توقعت بعدما حدثتها بالمنطق جاءها رد ابنتها بتصميم وتشبث
توقفت تضع قدما فوق الاخرى تردف بثقة
قوية وقوية اوي كمان وعمرها ما هتتنازل عن حلمها .
دلفت تتبعه حينما دفع الباب ليتوقفا الاثنان بمدخل الغرفة فيشير لها بيده نحو الأخرى وتفاجأ برؤيتها متكومة على الفراش تحتضن ذاتها من ركبتيها الى صدرها وكأنها طفل صغير أضاع والديه وتاه في عالم غير عالمه الذي يعرفه
هي ليه عاملة كدة
كان هذا هو السؤال الذي صدر منها في رد فعل اولي لما تراه فتنهد هو بأسى يضع كفيه بجيبي بنطاله قائلا
اهي ع الحال ده من ساعة اللي حصل في البداية كانت بتصرخ پهستيريا واحنا مش فاهمين عايزة ايه فا اضطرينا نديها حقنة مهدئة نامت بعدها لكن من ساعة ما صحيت وهي ع الحال ده مش عايزة تقوم من ع السرير ولا تاكل ولا تشرب انا احترت معاها وبفكر جديا اوديها لأي مصحة.....
قاطعته معارضة على الفور
لا حرام ارجوك الدكتور امبارح نبه على قربك منها وانها تحس بحبك واحتياجك ليها لو نقلتها للمصحة يستحيل ترجع لطبيعتها تاني ولا تخف .
لحظات من الصمت بينهم وهو يحدق بها بنظرات لم تفهمها وهي في انتظار رده.
يدهشه خۏفها على والدته رغم ما فعلته معها وقد كانت على وشك المۏت بسببها كيف تمتلك قلبا يتسع للتسامح في امر كهذا
نفض رأسه يتصرف بعمليه مقررا بذكاء منه استغلال الفرصة
طب انا من رأيي تقعدي معاها الاول وتحددي قرارك وبعدها اشوف انا الحل المناسب.
اومأت رأسها بتوتر لتخطو نحو المرأة المتعبة تلك التي انتبهت عليها لتتعلق ابصارها بها تغشي عينيها الدموع التي بدأت تهطل بندم ورجاء التمسته بهجة لتسقط جالسة بجوارها تخطابها بحيرة وعتاب
طب بټعيطي ليه دلوقتي انا اللي حقي ازعل منك على فكرة .
اهتز صوتها في الاخير بتأثر واضح لتفاجأ برد فعل نجوان التي نهضت بجذعها مرددة بكلمات بالكاد تفهم
انتي مش هي انتي مش هي .
هي مين وضحي اكتر عشان افهم
لم تجد اي رد منها سوى ان فاجأتها ټحتضنها بدموع صامتة تبلل كتفيها تزيد من تشتتها فتردد بإجهاد وتعب
طب والله حرام عليكي اللي بتعمليه فيا ده انا دلوقتي اكرهك ولا احبك تصعبي عليا ولا ادعي عليكي
عشان كنتي هتموتيني انتي ايه حكايتك معايا
دوت عبارتها الاخيرة برأس ذلك المتابع لمشهدهم من اوله وكأنها تنطبق على حالته معها تلك الحنون التي تسامحت في غضون دقائق مع واحدة لا تعرفها سوى من فترة لا تتعدى الأسابيع بفعل لم يقوى هو عليه مع اقرب الناس اليه رغم مرور السنين.
خرجت اليه بعد قليل
وقد بدلت ملابسها لأخرى التي أتت بها بعدما جففتها لها عاملة المنزل لتخطو نحوه وملامح التردد تعلو تعابيرها وهو يراقبها ويتشرب تفاصيلها بشغف هو نفسه لا يصدقه بعد سنوات لا يذكر عددها تساوت فيها النساء مع الرجال في نظره لا يلتفت ولا يعطي بالا لاحداهن مهما كانت درجة جمالها ومميزاتها انما مع هذه...... يبدو ان الأمر مختلف تماما.
تعالي اقعدي يا بهجة.
هتف يدعوها يزيح الحاسوب عن قدميه مؤجلا العمل عليه حتى ينهي النقاش المهم معها ليردف فور ان استجابت وجلست امامه
ما انا مضطر اتابع بقى الشغل من بيتي.
فهمت على مقصده من خلف الكلمات لتعقب بأسف
معلش يا فندم اننا عطلناك على شغلك.
قالتها لتطرق برأسها بحرج منه فجاء رده بمراوغة
والله لو ع اليوم ده وخلاص تعدي يا بهجة انما المشكلة ع الايام اللي جاية بقى لو انتي رفضتي الاستمرار انا بصراحة مش عارف ساعتها هعمل ايه لحد ما تقوم الدادة نبوية من رقدتها الشديدة دي.
افتر فاهاها تهم بالرد ولكنه كان الاسبق
انا مش بضغط عليكي يا بهجة انتي ليكي الحرية انك تحددي قرارك وحاجة تانية....
توقف يعطيها مبلغا من النقود في ظرف ابيض قائلا
دول حاجة بسيطة يا بهجة وملهمش دعوة بأي شيء.
تطلعت في الظرف المغلق بعدما وضع في كفها يظهر مبلغا كبيرة من النقود لتعبر عن رفضها
بس دول كتير اوي وانا معملتش حاجة.
انتي كنتي هتروحي فيها يا بهحة يبقى معملتيش ازاي بس
تمتم بها متفكها على غير طبيعته ليجبرها على الابتسام رغم توترها فترد بخجل
العمر والأجل دا بإيد ربنا.
ونعم بالله .
تمتم بها ثم صمت في انتظار ردها والذي جاء بعد فترة سائلة
طب ممكن اعرف انت هتعمل ايه معاها بس من بعد اذنك يعني بلاش المصحة.
معنى كدة انك قررتي عدم الاستمرار يا بهجة
جاء ردها بحيرة ظاهرة
ما انا بصراحة خاېفة منها بعد اللي حصل وبرضوا صعبانة عليا ومش فاهمة هي عملت معايا كدة ليه
بس هي بتحبك والتصرف اللي طلع منها دا انا مش عارف هو حصل ازاي بس اللي متأكد منه بعد اللي شوفته جوا معاكي هو انه لا يمكن يحصل تأني.
اشار في الاخيرة على ما حدث منذ دقائق بداخل غرفة والدته حينما تشبثت بها كالاطفال وبأعين دامعة وهذا لا يحدث الا نادرا.
حينما وجدها صامتة تابع يضغط على هذا الجزء الضعيف بها
ع العموم لورا لساها بتدور على واحدة دا غير انها عرضت عليا تتكفل بيها في بيتها لحد ما الدادة نبوية تسترد صحتها .
بلاش لورا عشان پتخاف منها.
خرجت منها سريعا بتعبير واضح عن رفضها ليعقب هو بقلة حيلة لا تخلو من مكر
طب اعمل ايه بس يا بهجة ما هو يا الحل ده يا اوديها المصحة.
تاتي المصحة برضو
تمتمت بها ثم اغمضت عينيها تستغفر ربها وتناجيه العون وهو يطالعها بترقب في انتظار الرد والذي لم يأتي إلا اخيرا
طب انا هاخد الكام يوم دول لحد ما ترجع دادة نبوية ويشفي عنها يارب بعدها بقى ابقى اقرر استمراري من عدمه من عشرتي معاها.
زفر بارتياح مغمغما
وانا مش هنسالك المعروف دا ابدا يا بهجة وبرضوا مش هتأخر عنك في عائد مادي تستحقيه.
تمتمت بتوتر
مش مهم العائد المادي قصاد انها متأذنيش ربنا يهديها عليا .
لا يوجد اجمل من ان يأتيك الڤرج بعد طول عڈاب ومن حيث لا تحتسب
فرحة تغمرها بشكل لا يوصف رغم الالم ولحظات الأسى التي مرت بها والۏجع الذي لم يذهب حتى الان.
الا انها لا تنكر فرحتها الان وهذه المبلغ المحترم من المال سيمكنها من دفع عدد كبير من الديون والاقساط التي رغم صغرها إلا ان كثرة عددها يجعلها طوق في الرقبة ېخنقها سوف تتمكن من شراء شيء ما لها يصلح للخروج ولشقيقاتها ايضا.
لن تبقي على قرش واحد منهم فما تصرفه الان تعلم ان الله سوف يخلفه.
احنا وصلنا الحارة يا بهجة تحبي تنزلي هنا مطرح ما بتنزلي كل يوم ولا ادخل بيكي داخل منطقتكم
قالها العم علي بمشاكسة استجابت لها بابتسامة قائلة
كتر خيرك يا عم علي كل مرة تسألني السؤال وانت عارف اجابته.
تفكه بطرافة منه يسمعها قبل ان تترجل من السيارة
الحق عليا اني مستغليتش وانتي سرحانة ودخلت بيكي في قلب الحارة وقدام باب بيتكم واقولك انزلي.
ساعتها مكنتش هتعرف تخرج بيها يا عجوز يا لئيم .
صدحت ضحكات الرجل العجوز في قلب السيارة في رد فعل على كلماتها لتغادر هي بابتسامة متسعة خبئت بعدها بقليل فور ان وقعت عينيها على ابن عمها الأصغر والذي وكأنه اتفق مع شقيقه الاخر في تضييق الخناق عليها الا يكفيها عمها وزوجته المتسلطة وابنتهم الحمقاء التي لا تجد راحتها الا بتعكير صفوها في كل مرة تقابلها فلينجدها الله منهم.
راجعة ع الساعة اتناشر وفي عربية اخر موديل يا بهجة.
زفرت تقابله بحنق مرددة
وانت مالك
اشار بسبابته على صدره پصدمة
انا مالي يا بهجة
اه انت مالك ومستعدة اكررها للصبح يمكن تفهمها.
قالتها بتصميم اوغر صدره حتى كاد ان يتفوه برد قوي ولكنه توقف على قدوم شقيقها والذي تجهم سائلا
واقفة ليه عندك يا بهجة
وقبل ان ينطق هو وجدها تجيبه
ابن عمك بيحقق معايا على رجوعي الساعة اتناشر ورجوعي في عربية يا ايهاب ولما بقوله انت مالك زعل.
دا بجد
غمغم بها شقيقها موجها نظراته نحو ابن عمه ثم اجفله بقوله
طب انت مالك صحيح
ختم ضاحكا يسحب شقيقته ويذهب بها من أمامه بكل هدوء واريحيه تاركا الاخر بفاه منفرج في متابعتهم ثم يغمغم بالسباب والشتائم.
توقف موكب السيارات امام القصر القديم الط
دوى الصوت القوي ينتشله من عالمه الوردي ليتفاجأ بها جالسة في انتظاره في بهو القصر تستند بذقنها على رأس عصاها وكأنها كانت في انتظاره لتهمس زوجته پخوف منها
مامتك قاعدة مستنياك يا مصطفى باينها زعلانة كالعادة انا بصراحة مش هتحمل القعدة ھموت وانام.
رد بهمس هو الاخر.
خلاص اطلعي وانا هحصلك.
سحب ذراعه منها لتعتمد على ذاتها في الباقي ثم ألقت بالتحية على المرأة ذات الوجه العابس
مساء الخير يا طنط
مساء النور يا روح طنط.
رددت بها بهيرة بسخرية لم تخفى على ابنها الذي تعمد التجاهل كعادته تجنبا لڠضبها
نعم يا ست الكل مش عوايدك يعني تسهري.
مطت شفتيها بابتسامة ليس لها معني قائلة
خلينا نتعلم يا سيدي منكم... ع العموم دا مش موضوعنا
امال ايه هو موضوعنا
سألها مستفسرا لتجيبه بعد برهة من الوقت
انا كنت بفكر اشتري قصر جدك شوكت باشا عايزة اجدده وارجعه لاصله.
قطب قليلا بتفكير ليعقب بعد ذلك
بس دا ورثك مع خالتو نجوان هتبيع ازاي نصيبها بحالتها دي
من ابنها
يا ماما وافرضي رياض قبل ومضى وخالتو رجع لها عقلها بعد كدة وخفت هتتقبل ازاي الأمر لما تلاقي نصيبها بقى ملكك انتي .
زمت شفتيها ټضرب بعصاها على الارض بحنق
وانا بقى هفضل تحت امرها حد قالها تروح تتجوز برا العيلة من واحد العوبان زي حكيم خسرها فلوسها وبموته اخد عقلها كمان ما هي لو سمعت الكلام مكنش دا كله حصل لها.
يعلم ان جادلها ستواصل ولن تتوقف وهو بالكاد تحمله قدميه لذلك فضل مجاراتها
حاضر يا ماما هشوف الموضوع ده مع رياض وهو يتصرف عن اذنك بقى عشان ھموت وانام .
لم يتلقى منها رد فنهض متابعا انسحابه
تصبحي على خير بقى يا ست الكل عن اذنك.
تابعت انصرافه وهروبه منها بضيق
ماشي يا مصطفىانا برضو مش هسكت غير لما اخد القصر.
مرت عدة أيام في مجالستها للمرأة بهدوء وبعض الارتياح بما لمسته منها من تغير وقد اصبحت تستجيب لها وتطيعها دوما أدمنت القصص والروايات وقراءتها من قبل بهجة وكأنها تكفر عن ذنبها وخطأها.
حتى أتى ذلك اليوم حينما وصلها اتصال من شقيقتها تخبرها عن حمى مفاجئة أصابت شقيقها عقب عودته من إحدى دروسه.
فحاولت الاتصال بصاحب العمل حتى تستأذنه وتترك نجوان في حوزته فمسؤولية الخروج الان مع عدم توقع أفعالها الغير مضمونة على الإطلاق يقيد عقلها عن التفكير بأي شيء ولكنها لا تقدر على المكوث هنا وشقيقها لا تعلم بما اصابه ومع محاولات الاتصال المتكررة وفشل الوصول اليه اضطرت في الأخير ان تبعث رئيستها في عمل المصنع لتعلم هذه المتعجرفة مساعدته في المصنع كي تخبره وحينما لم تجد منها نتيجة هي ايضا حسمت امرها لتتخذ القرار.
قلب اختك يا حبيبي ايه اللي حصله يا جنات
هتفت بكلماتها فور ان دلفت اليه عائدة من الخارج تسحب بيدها نجوان التي وقفت محلها بانشداه
وهي تراها تسقط بجوار شقيقها على الفراش.
لياتيها الرد من جنات
رجع من برا ع الحال دي يا بهجة مولع وبيجر رجليه بالعافية حاولت معاه بالكمادات الحرارة نزلت يدوب شوية صغيرين وبعدها رجعت تاني رغم البرشام اللي خده انا مش عارفة والله اعمل معاه ايه تاني
متعمليش حاجة انا
اساسا اتصلت بالدكتور وانا جاية وبتابع معاكي في السكة.
اومأت جنات برأسها لتشير اليها بعد ذلك بذقنها نحو الأخرى باستفهام لتنتبه بهجة على وقفتها مازالت محلها
اه دي نجوان هانم اللي انا شغالة عندها اقعدي يا هانم واقفة ليه على رجلك تعالى اقعدي ع الكنبة اللي هناك دي.
بحالة من الارتباك لم تتحرك نجوان من محلها لتنهض جنات بسرعة بديهة فتقترب منها وتسحبها برقة ولطف
تعالي اقعدي وريحي رجلك اينعم هي الكنبة على قد الحال بس والله مريحة.
اومأت رأسها باضطراب تسجيب لسحبها حتى جلست على هذا الشيء الجديد عليها ببعض الهدوء الذي طمأن بهجة بعض الشي لتهتم بشقيقها بعدما اعطت تعليماتها لجنات بقفل باب المنزل الخارجي والحرص الشديد منها فهي حتى الان لا تعطيها الامان .
وفي الاسفل
هللت سامية نحو اسرتها تخبرهم
شوفتي ياما شوفت يابا الحارة كلها مقلوبة تحت ع العربية الزيرو اللي سادة الشارع.
سبقهم بالرد شقيقها الأوسط سامر
اه يا ختي شوفناها وشوفنا كمان مين نزل منها عارف يابا العربية دي تبع مين
رد خميس بلهفة
مين يا واد
بهجة بت اخوك يابا ودي مش اول مرة على فكرة انا شوفتها نازلة قريب منها برا الحارة ودلوقتي جايبة معاها واحدة ست شكلها هانم بشعر اصفر ولا اللي بيطلعو في المسلسلات التركي بحلاوتهم رغم سنها الكبير.
برقت عيني والده بشغف استفز درية لتتدخل وتنهره
تركي ولا مصري هي جاية بيها هنا ليه وتعرفها منين اصلا
الله اعلم.
تمتم بها سامر ليجلس محله ويتكيء مضجعا على الاريكة فعلقت شقيقته پحقد
ودي هتغلب برضو اكيد لقت لها سكة مع الست اللي بتقول عليها انا ملاحظاها هي وواخواتها بقالي فترة كلهم طقموا بالجديد والنعمة بانت عليهم دا البلوزة اللي خرجت بيها البنت جنات امبارح انا كنت ھموت عليها واجيبها بس معرفتش تتجاب من اي محل.
بضحكة ساخرة عقب شقيقها باندهاش
يا نهار ابيض عليكي يا سامية بقى كل الهدوم اللي انتي جايباها دي ومعجبكيش غير البلوزة اللي لابساها جنات وهي رايحة الكلية
عبست سامية بضيق لم تخفيه ليتهكم والدها بضجر منها
ودي بتشبع ابدا دي دي لو جابت كل اللي في السوق برضو مش هتستكفى .
تجاهلت درية كل ما يقال لتتسائل بفضول
هو الواد سمير راح فين مطلعش ليه هو كمان يرغي ويحكي زي ما بيعمل في اي حاجة تخص المحروسة دا بقه ما بيتبلش فيه فولة.
اتفضل يا دكتور اتفضل.
بحنق يسري داخلها وقفت تستقبل الطبيب الخارج من غرفة شقيقها برفقة هذا البغيض ابن عمها والذي تفاجأت به حينما أتى به فور ان رأه يدلف الى داخل البناية يبحث عن عنوان المنزل الذي وصفته له عبر الهاتف ليأخذها حجة لفرض خدماته عليهم. لولا الخۏف من الفضائح ووضع صحة شقيقها في الاولوية
لكانت رفضت واعطته درس لن ينساه هذا الوغد المتخاذل يحاول الان تحسين صورته امامها بعدما خيب ظنها في اشد اوقاتها احتياجا له كسند تتحامي به وقت أن كانت زوجته على الورق .
الدكتور بيطمنك عليه متقلقيش يا بهجة.
بضيق لم تخفيه رمقته بنظرة عابرة تتجاهل الرد عليه لتتوجه مخاطبة الطبيب
طمني يا دكتور على حالته.
اوما لها الطبيب بعمليه يشير لها نحو الأخر
انا كتبت كل التعليمات والارشادات اللي لازم تلتزمو بيها مع روشتة العلاج واديتهم للاخ قريبكم....
سارع بالتصحيح له.
ابن عمها يا دكتور واكتر كمان.
كتمت زفرتها بصعوبة تبتغي التوضيح
افهم من كدة انه مش دور برد عادي مع حمى تتعالج بالأدوية اللي احنا عارفينها
وافقها بأسف
في الحقيقية هو فعلا كدة المړيض عايز رعاية كاملة خلو بالكم من الاغذية كمان دي حاجة مهمة اوي عشان تقوي مناعته وبإذن الله خير متقلقلوش.
ختم بالاخيرة ليسحب نفسه كي يغادر ولكن بهجة اوقفته من اجل ان تنقده
استنى يا دكتور حق الكشف .
اشار بكفه
لا ما قريبكم قام بالواجب.
صدمة احتلت ملامحها لتعد العشرة بداخلها حتى اذا خرج الطبيب وتحرك هو يعطيها ظهره باغتته بجذبه من قماش قميصه ثم وبحركة سريعة ټخطف ورقتي التعليمات وتلك التي مدون بها اسماء الادوية وقبل ان يستوعب وجدها تضع ورقة النقود ذات الفئة العالية داخل كفه قائلة
كدة بقى يبقى في ايدك حق الكشف وكتر خيرك اوي بقى على كدة.
اعترض غير مستوعبا لسرعتها في التنفيذ
انتي ازاي تعملي كدة شايفاني كرودية يا بهجة ولا مش مالي عينك عشان تديني حق الكشف وتمنعيني من ان اجيب العلاج لابن عمي
بابتسامة ساخرة خالية من أي مرح
بلاش اقولك انا شايفاك ازاي اما بقى عن ابن عمك ف انت يا سيدي كتر خيرك اوي عملت الواجب اللي عليك وزيادة لما دخلت مع الدكتور اللي كشف عليه اما بقى تدفعله مليم واحد في كشف او دوا ف دا لايمكن اسمح بيه.
امتقع وجهه پغضب شديد
على فكرة دي قلة زوق منك يا بهجة عشان انتي كدة بتهينيني وتقلي مني طب قدري حتى صلة الډم اللي ما بينا .
يا سيدي والله مقدرة بدليل اني ما طردتكش وانت داخل مع الدكتور وفارض نفسك في مرافقته.
فااارض نفسي.
ايوة فارض نفسك وياللا بقى معلش لو سمحت عشان انا عايزة ادخل لاخويا اطمن عليه وزي ما انت عارف البيت كله حريم.
تجمد محله يطالعها بأنفاس هادرة وصدر يصعد ويهبط بانفعال مكبوت يمنع نفسه بصعوبة عن التصرف بحماقة قد يندم عليها بعد ذلك وهذه الرفض القاسې لأي محاولة للقرب او التصليح يصيب عقله بالعجز والڠضب وهي الان تطالعه بتحدي وكأنها تقرأ افكاره.
ليقطع لحظة الصمت بينهم ولوج عائشة عائدة من المدرسة ثم تعليقها بدهشة لا تخلو من تهكم
ايه ده ايه ده هو انا لغبطت ودخلت بيت غير بيتنا ولا ايه...... ولا يكونش عقلي اللي بيكوبس دايما بالعفاريت بالليل اتطورت حالته وبقى يشتغل في النهار كمان
عفريت لما ياخدك يا بعيدة.
كان هذا رده قبل ان ينسحب ويخرج ذاهبا من حيث أتى .
لتطالع شقيقتها بتساؤل فور خروجه ولكن هذه المرة بجدية جعلت بهجة تجيبها على الفور
تعالي ورايا على اوضة ايهاب وانتي تعرفي بنفسك.
بداخل الغرفة كانت المفاجأة حينما اكتشفت وجود نجوان بجوار شقيقها على الفراش جالسة وبأناملها تمر على شعر رأسه بحنو جلي جعلته يغمض عينيه براحة لتطالعها بهجة بدهشة وعدم استيعاب
اما عائشة والتي كانت اول مرة تراها فعبرت سائلة باستغراب
مين الحلوة ام شعر اصفر دي تبع الدكتور ولا خارجة من مسلسل في التليفزيون.
انتبهت لها نجوان لتقرب رأسها منها