السبت 30 نوفمبر 2024

مذاق العشق المر بقلم سلمي المصري

انت في الصفحة 34 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


احميها منك صوفيا اللى خلتنى احس انها اقوى منى مليون مرة صوفيا اللى انا كسرت قلبها وثقتها فيا تفتكر هقدر ابص فى وشها تانى 
وأضاف وهو يمسح عينيه وينظر الى الأعلى 
انت يا والدى العزيز اقنعتنى فعلا انى مستاهلهاش 
نهض في بطء وواصل وهو يعطى اباه ظهره وبلهجة حملت من اليأس بقدر ماحملت من القهر والعجز 

ولان بعدها مبقاش فيه حاجة مستاهلة فخلاص هتجوز سمر بس يكون فى علمك عمرها ما هتكون زوجه ليا ابدا ولا هيا ولا غيرها وزى ما قټلت صوفيا بايدى انا كمان هدفن نفسى بالحيا من بعدها وابقى اتفرج على ابنك وهوا بېموت كل يوم بالبطىء اتفرج على الزوجه اللى اخترتهالو الزوجه اللى اتبلت عليه
وكدبت وغلطت وسلمت شرفها لاول واحد ضحك عليها بكلمتين بس عشان بنت اخوك لازم تفضل فى نظرك ونظر الكل صاحبة الصون والعفاف 
نهض محمود في ضعف واقترب من ولده ليمسك بكتفيه ويديره له قائلا في فخر 
زين اللى انت بتعمله ده رجولة مش ضعف ابدا انت بتستر على بنت عمك وبتلم عرضك يا بنى سمر وحسام دول امانة عمك الله يرحمه لما يسألنى عنهم بعد كدة اقوله ايه 
تخلص زين برفق من قبضتى ابيه هامسا في ضياع 
متقولش حاجة اللى انت عاوزه خلاص هنفذهولك وفى الوقت اللى تحدده 
عاد من افكاره متسائلا هل فعل الصواب وان لم يكن فلما فعله 
هل سترا على ابنة عمه بالفعل ام ان شعوره بعجزه عن حماية صوفيا الذي رسخ فى نفسه انه لم يعد جديرا بها هو ما دفعه  
هل اتخذ مما حدث ذريعة ليبعدها عنه 
هل كان بحاجة الى كل تلك القسۏة حتى تنساه وتبتعد هل حقا يحتمل هذا 
هل يريدها ان تنساه بينما ستظل هي فى ذاكرته وقلبه الى اخر عمره 
هل سيسعده ان تكمل حياتها مع اخر 
زفر فى قوة وهو يتهم نفسه بالأنانية فلا داعى ان يسحبها الى ڼار ېحترقا فيها سويا  
كفاه هو ان ېحترق وحده 
لقد اخذته الى جنتها وعاش فى نعيمها اجمل ايامه غرق فى سحر عينيها التى لايعرف كيف سيحيا من دونهما من الان فصاعدا  
كانت بمثابة المخدر لكل الامه  
السحر الشافى لكل اوجاعه  
الترياق المضاد لكل سمۏم البشر وأحقادهم  
مجرد نظرة منهما هى كل ما كان يحتاجه لينسى هموم كل هذا العالم  
كيف يكون الحلم من بيديه واقعا ملموسا ليتلاشى هكذا وكأنه لم يكن 
مش هقدر يا يوسف صدقني مش هقدر 
قالتها ايلينا فى حزن وهى تجلس على طرف الفراش فى تهالك 
جلس يوسف الى جوارها وهو يمسح على ظهرها قائلا في رجاء 
ايلينا ده فرح اخويا الوحيد ولازم تكونى موجودة 
زفرت فى الم وهى تزمر شفتيها فى غيظ فزين قد خيب ظنها تماما بما فعله فهل بعد كل هذا الحب الذى توهمت انه يكنه لصوفيا يتخلى عنها هكذا 
واخوك ده دمر صوفيا ولحد دلوقتى مش قادرة اصدق ان زين يطلع بالشكل ده ويلعب بقلوب الناس ومشاعرهم 
رد يوسف بسرعة وهو يرفع كفه مدافعا عن اخيه 
لا طبعا مستحيل زين يكون كدة انا متأكد انه حبها بجد بس فيه حاجة غلط لما سألته قال ما اتفقناش 
عضت ايلينا على شفتيها فى غيظ وهي تنهض في بطء وصوفيا قالت برضه نفس الكلمة بس جوازه من سمر بالسرعة دى بيقول غير كدة ده كأنه متعمد انه ېقتلها بالحيا 
نهض يوسف وهو يضيق عينيه فى تفكير 
سمر بالنسبالى هيا اللغز طول عمر زين بيعتبرها اخته فجأة كدة يفكر فيها كزوجه 
وعاد الى ايلينا يعيد طلبه من جديد 
ما علينا المهم دلوقتى تجهزى نفسك عشان هنتحرك على تمانية باليل 
أشاحت بوجهها فى عدم رضا فاقترب يمسح على شعرها فى حنان قائلا 
ايلينا انا عارف انه صعب عليكى بس وجودك مهم 
مسحت وجهها بكفها في قلة حيلة 
حاضر يا يوسف بس الاول عايزة اروح لصوفيا اطمن عليها وهكون جاهزة على الساعة تمانية 
سمح لها بذلك وبعد ساعة كانت تفتح باب شقتها القديمة لتدلف الى حجرة النوم مباشرة معتكف صوفيا في الايام الماضية  
وجدتها هذه المرة أمام حقيبة كبيرة تضع فيها ملابسها بشكل عشوائى يفتقد لاي نظام اعتادته في ترتيب حاجياتها  
سقطت منها بعض الاشياء على الأرض أثناء ما تفعله فلم تهتم لامرها وهى تواصل فى ڠضب مكبوت تحاول أن تخفي به انكسارها الواضح  
شهقت ايلينا مما رأته واتجهت اليها لتمسك بكفيها قائلة 
انتى بتعملى ايه يا صوفيا 
نظرت لها صوفيا وتوقفت للحظات عما تفعله وأجابت فى هدوء حمل من الالم الكثير 
زى ما انتى شايفة 
ضغطت ايلينا على كفيها قائلة 
انتى هتسافرى هتهربى يا صوفيا 
افلتت صوفيا كفيها وواصلت وهى تتجه صوب الخزانه من جديد تعبث فى محتوياتها عن شىء لا تعرفه 
ايوة هسافر ومش هرجع البلد دى تانى ابدا ونظرت الى ايلينا مردفة وهى تمرر يدها فى شعرها پعنف 
ههرب يا ايلينا زى ما انتى ما بتقولى وانا حياتى عبارة عن ايه غير رحلة هروب انا اصلا جتلك هربانة من الوحدة ومن عمايل امى هرجع دلوقتى برضه هربانة ايه الجديد 
تألمت ايلينا من لهجتها البائسة فضمتها اليها قائلة 
مش اخر الدنيا ابدا يا صوفيا انك تحبى وتنجرحى مش اخر الدنيا ميستاهلش ابدا 
ردت صوفيا پاختناق وصوتها يجرح حلقها مع كل حرف 
هوا مش اخر الدنيا هوا بالنسبالى الدنيا كلها هوا الوحيد اللى حسسنى بأهمية وجودى هوا الوحيد اللى مطردنيش من حياته هوا الوحيد اللى حب روحى قبل جسمى ايوة يا ايلينا حبني انا متأكدة مش معقول كل اللى بينا كان كدب لو عيني كدبت فروحي وقلبي واحساسي مكدبوش تعرفى انا فضلت موجودة لحد فرحه عشان كنت متخيلة انه مش هيقدر يعملها كنت متخيله انه هيجيلى فى اى لحظة ويقولى يلا نهرب من كل العالم ده ونعيش لبعض وبس 
واضافت فى حړقة ودموعها تنهمر بغزارة 
ازاي قلبه طاوعه يعملها ازاي يعمل كدة في نفسه وفيا 
واضافت وهى تتجه الى الخزانه لتضربها بقبضتها 
بس عملها خلاص فمش هستحمل اكون معاه فى بلد واحدة مش هستحمل اكون قريبة منه وبفكر فيه ليل ونهار وهوا فى حضڼ واحدة تانية حاسة اني بتخنق وروحي بتروح مني ھموت يا ايلينا همووووت ازاي هنت عليه ازاي 
احتضنت ايلينا وجه صوفيا بين كفيها قائلة وهى تمسح دموعها بابهاميها 
انا هبقى جنبك يا صوفيا عايزة تسافرى وتسيبنبى 
ابتسمت صوفيا فى حزن وهي تهمس في ألم بلغ أقصاه 
انا محدش جنبى ابدا انتى عندك جوزك واخوكى وحياتك 
حاولت ايلينا ان تقول شىء لتدافع عن نفسها ولكن صوفيا بسطت كفها قائلة 
انا مش بلومك ابدا انا اتعودت على كدة امى اتجوزت وخلفت وبقا ليها حياتها ونسيتنى وابويا اتجوز وخلف وبقا ليه حياته وسابنى هوا كمان تفتكرى هستنى من مين اهتمام لو اقرب الناس ليا رمونى انا حتى لو مت محدش هيحس بيا 
جذبتها ايلينا الى احضانها هذه المرة لتشاركها البكاء 
اوعى تقولى كدة انا اسفة صوفيا اسفة فى لحظة ان الاحساس ده يكون وصلك بس ارجوكى بلاش تسافرى 
شهقت صوفيا وهى تتخلص من ذراعى ايلينا قائلة 
خلاص ايلينا انا خدت قرارى ومش هرجع البلد دى تانى هرجع لحياتى اللى كنت عايشاها يمكن لما ارجع انسى كل حاجة 
وقف زين فى غرفة مكتبه يضع يديه فى جيب سترته ينظر فى شرود الى الشارع من خلال النافذة التى احتلت جدارا بأكمله  
يتساءل للمرة الألف هل ما فعله هو الصواب ويعود ليسخر من روحه 
هو يعرف انه ابعد مايكون عن الصواب  
هو فقط يتخبط بين جدران حيرته وفشله وضلاله يشعر بالضعف  
الطعنه التى تلقاها فى رجولته أصابته بالهشاشة  
لم يكن يريد لمن وضعته فى منزلة الفرسان ان تراه على ضعفه وخذلانه ابدا  
اراد ان يحتفظ بقوته للنهاية حتى لو كان قاسېا عليها ذاك ارحم من ان ترى قلة حيلته وعجزه  
ماالذى عاقب نفسه به 
زواجه من سمر الذى سمح لابيه بكل بساطة ان يجبره عليه وهو يحاول ان يقنع نفسه انه فعلها بالرضا لينقذ اسم العائلة وشرفها وماهى الا مجرد ذريعة اتخذها ليبعد صوفيا عنه فلم يعد جديرا ابدا بتلك النظرة التى تحدقه بها دائما لتشعره بأن الكون يخلو من أي رجل سواه  
لقد فاقت طاقة تسامحها كل ما تصوره طاقة قوة لاتشعر هى بها رغم أنها تعرى له عجزه اكثر واكثر نعم سامحته هى على مالم يستطع ان يسامح نفسه عليه  
تحبه ويعلم ولكن لكل منهما طريقته ومذهبه في العشق  
نظر الى ساعته يعلم انه تأخر ولكنه سيذهب فى النهاية بقى فى شركته وحيدا ليبتعد عن تلك الاجواء فى القصر  
مبهجة لهم قاټلة له  
امه أخذت تقبله فى سعادة حينما علمت بقراره وهى تظن ان دعواتها اخذت طريقها الى السماء بالسرعة التى تمنتها وتخلص ولدها من تلك الخواجاية ليتزوج ابنه عمه ابنة الاصول التى ربتها على يديها لم يعد قادرا على مسايرتهم فى هذه اللعبة فابتعد عن القصر قدر الامكان ولكن اليوم هو الزفاف اى زفاف زفافه على تلك المخادعة التى تدعى ابنة عمه تلك الكلمة التى ظل ابوه يرددها على مسامعه طيلة الفترة الماضية ليشعره ببطولة ما يقوم به  
ابتسم فى مرارة وهو يتخيل صوفيا حوريته فى ثوب الزفاف 
هل يمكن لأحد ان يصادر خياله ايضا 
يتخيل عينيها تلتمعا بابتسامة تزيد جنونه وهوسه يتخيل رقتها وهى تتهادى لتتأبط ذراعه  
يتخيل خجلها وهى بين احضانه للمرة الاولى  
تنهد فى قوة لو استغرق فى خياله اكثر فسيذهب الى الچحيم عوضا عن الذهاب الى سمر  
ابتسم فى سخرية فسمر والچحيم فى اى شىء يختلفان 
لقد خرج من الجنه وذهبت حوريته للابد ولا بد انها الان ټلعن الساعة التى رأته فيها وتنعته باشنع الصفات  
كم مرة منع نفسه من الذهاب اليها والفرار بها وليذهب كل شىء بعد هذا الى الچحيم لما لم يكن القدر اكثر رحمة ليضمها مرة واحدة فقط قبل ان  
شعر بأنامل رقيقة على كتفه فاستدار فى بطء هل تحول الحلم الى حقيقة بتلك السرعة ام انه لازال يعيش داخل هوس ما يتمناه 
انا هسافر يا زين 
ومش هرجع تانى 
مد يده الى يدها التى تلامس وجنته وأزاحها فى رفق ومهما حاول تركها من كفه لا يقدر وكأنها مغناطيس يجذب قطعة
 

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 75 صفحات