عشق الهوا بقلم نونا المصري
دا هيبقى كرم منك يا خالد بيه.
ابتسم خالد قائلا يلا اتفضلوا.
قال ذلك ثم امسك بمقبض حقيبته وجرها متوجها خارج المطار فلحقت به كل من مريم والهام.. وما هي الا دقيقة حتى اتى شاب طويل القامة وعريض الكتفين وكان يبدو من هيئته وشعره الاشقر انه اجنبي فتوجه نحو خالد واخد الحقيبة من يده قائلا بالانجليزية اهلا بعودتك سيدي.
ديميتري اجل سيدي.
خالد حسنا ساعد هاتان الانستين ايضا وافتح لهما باب السيارة.
ديميتري حاضر سيدي.
ثم اخذ حقائب مريم والهام ووضعهن في صندوق سيارة ال BMW الخاصة بخالد وبعدها فتح لهن الباب الخلفي فنظرت الهام الى مريم ووجدتها تتصرف على طبيعتها كما لو كانت تعرف خالد منذ زمن طويل فتنهدت وصعدت ايضا في السيارة وجلست بجانب صديقتها اما خالد فجلس في المقعد الأمامي بجانب سكرتيرة ديميتري وقال له lets go هيا انطلق.
فكان الوقت يختلف عن الولايات المتحدة حيث كانت الشمس ما تزال ساطعة وفي كبد السماء ...وبالنسبة لادهم كان قد وصل إلى منزل عائلة الهام ليسألها عن مريم حيث انه لم يكن يعرف بأنها سافرت مع صديقتها ولكنه خرج من البناية بخيبة أمل كبيرة فهو لم يجد احدا في المنزل لان اهلها قد ذهبوا الى الإسكندرية لزيارة بيت اهل السيدة صفية ام الهام وقرروا المكوث هناك لمدة طويلة ومن سوء حظه انهم تركوا منزلهم دون ان يخبروا اي احد من جيرانهم اين ذهبوا فظن ان ابنتهم سافرت معهم لذا قال بتذمر وبعدين بقى ... انا لازم الاقي مريم بأسرع ما يمكن والا هتضيع مني يجد !
فقالت له پبكاء الحق ماما يا ادهم.... دي تعبت اوي ونقلناها المستشفى !
في تلك اللحظة اتسعت عينا ادهم وقال بهلع بتقولي ايه تعبت... ازاي تعبت
رغد مش وقت الكلام دلوقتي....تعالى بسرعة !
فاغلق ادهم هاتفه وركض نحو سيارته ثم صعد بها وقادها بأقصى سرعة الى المستشفى الذي يعمل فيه شقيقه معاذ وزوجته سلوى... وعندما وصل نزل من سيارته دون ان يطفئ المحرك وركض بأسرع ما يمكنه الى داخل المبنى حيث كانت رغد واقفة بجانب غرفة العمليات برفقة العم محمود وزوجته امينه وابنيهما سمير ووفاء فتوجه نحوها وسألها بقلق ايه اللي حصل يا رغد وفين ماما
ادهم
ايه !
فاقترب العم محمود منهما ووضع يده على كتف ادهم قائلا متقلقش يا ابني ... اخوك ومراتوا دخلوا اوضة العمليات وهما اللي هيعملوا العملية للست هانم وان شاء الله هتعدي على خير.
اجابته امينة زوجة العم محمود هو اصر انه يعمل لها العملية بنفسه وسلوى قالت انها هتساعده.
فاخذ ادهم يربت على ظهر شقيقته التي كانت تعانقه وهي تبكي وقال لها خلاص يا رغد...متعيطيش لان العايط مش هيجيب نتيجة دلوقتي.
فمسح ادهم دموعها قائلا متخفيش يا حبيبتي...ان شاء الله كل حاجة هتبقى تمام.
في نيويورك........
قام خالد بتوصيل مريم والهام الى عنوان منزل عمها السيد عمر حيث كان المنزل بسيطا وجميلا مكون من طابقين وحديقة صغيرة فنزلن من السيارة كما فعل هو المثل وقالت مريم متشكرين جدا يا استاذ خالد...تعبناك معانا.
خالد ولا تعب ولا حاجة... هو دا البيت
فالتفتت الهام واجابته ايوا... هو دا العنوان اللي بعته عمي.
خالد يبقى انا همشي دلوقتي... اتشرفت بمعرفتكوا.
مريم واحنا اكتر... ومتشكره مرة تانية .
خالد العفو...ومتنسيش تفكري في الموضوع اللي تكلمنا عنه .
مريم ولا يهمك.
خالد يلا سلام.
ثم غادر وهو يرسم على محياه ابتسامة مشرقة اما الهام فقالت يا لهوي على الجمال مش بس جمال دا طلع اخلاق برضو وباين عليه شخص طيب اوي.
فنظرت مريم اليها وضړبتها على جبينها بخفة واردفت يا مجنونه... ازاي قدرتي تعاكسي الراجل كدا عيني عينك لما كنا في المطار
فابتسمت الهام وردت بعفوية يمكن لو قلتلك مش هتصدقيني يا ميمي بس والله العظيم دا دخل على قلبي زي العسل اول ما قبلته ...تقولي هو دا الشخص اللي كنت بدور عليه طول عمري وفجأه ظهر قدامي .
فتنهدت مريم واردفت لا انتي باين عليكي اټجننتي على الاخر... يلا خلينا ندق باب بيت عمك احسن ما نفضل برا طول الليل .
الهام اه صحيح...يلا بينا.
قالت ذلك ثم حملت حقيبتها وسارت برفقة صديقتها مريم حتى دخلن الى فناء المنزل حيث كان المكان هادئ بأستثناء صوت التلفاز الذي كان صادرا من الداخل...فقامت