الجمعة 29 نوفمبر 2024

مذاق العشق المر بقلم سلمي المصري

انت في الصفحة 39 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


قالت فى النهاية فى محاولة لارضاء جميع الاطراف 
خلاص يا جماعة احنا هنروح للدكتورة النهاردة وزى ما هتقول هنعمل 
اقتنع الجميع بهذا الرأى وبالفعل ذهبت ايلينا مع يوسف الى الطبيبة التى حينما اخبرتها ايلينا بحتمية سفرها وافقت ولكن بتعليمات مطولة وادوية كثيرة تشمل العديد من مثبتات الحمل  
لم يقتنع يوسف بكل هذا وحاول من جديد اقناعها لتعدل عن السفر ولسوء حظه انه ارتبط بكثير من الاعمال التى لا يمكن تأجيلها ليرافقها كما ارتبط علي شقيقها بدوره بدراسته وتدريباته وبعد محاولات مضنية باءت بالفشل أمام اصرارها الواضح رضخ لها فى النهاية وتحدد موعد سفرها فى اليوم التالى  

دلف الى غرفته ليتفاجىء بمحمود يتبعه نظر اليه بعدم اكتراث وبدأ فى خلع سترته قائلا 
خير يا بابا 
رد محمود وهو يقف فى مواجهته 
لسة بتفكر فيها يا زين 
توقف عن فك ازرار قميصه وابتسم ابتسامة قصيرة ليجيب ابيه بما لا يريح احدهما 
وهتفرق معاك فى ايه ما دام اللى عاوزه حصل هيفرق معاك فى ايه اذا كان ابنك سعيد او حزين عايز تريح ضميرك واقولك ان المستحيل حصل وان ممكن خلاص اعتبر سمر مراتي واحبها ونعيش حياتنا وننسى اللى فات 
اكمل وهو يهز رأسه ويضع يديه فى خصره 
لا يا بابا للاسف مش هيحصل وهقولهالك تانى وتالت ومليون انا مبطلتش احبها اتوجعت فى السنين اللى فاتت دي ومت فى اليوم مليون مرة محاولتش ولا هحاول ولا هقدر من اصله اني انساها 
رفع محمود رأسه اليه فى تساؤل واضح 
طب وسمر 
نظر زين الى الاعلى ليتنفس فى عمق للحظات 
انا وضحت لحضرتك من اول يوم ان سمر مستحيل تكون زوجه ليا انا اتجوزتها بس عشان شرف العيلة وعشان حسام ميتكسرش من تانى لكن انا عمرى ما هكمل معاها مش هفضل مدفون بالحيا كتير 
اقترب محمود خطوتين يسأله فى ترقب 
قصدك انك خلاص هتطلقها 
مرر زين يده فى شعره وتهكم بابتسامة صغيرة 
هوا حضرتك كنت متوقع ان جوازى منها هيكمل انا بقيت عليها الفترة اللى فاتت عشان شكلنا قدام الناس وعشان اخد وقتى انا كمان واقدر استرد نفسى اللى انت دمرتها وافتكر اني خلاص قربت 
تمعن محمود فى ولده الذى تغير كثيرا لقد حمله مالا يطاق فلابد ان تكون تلك هى النتيجة ولكن ابنة عمه ماذنبها في كل هذا  
استأذن زين فى الدخول الى المرحاض وحمل منشفته وملابسه وحين هم محمود بالخروج اصطدم بسمر عند الباب وهى تهم بدخول الغرفة  
نظر خلفه وامسك بذراعها ليخرجها بعيدا الى حيث يطمئن ان صوتهما لا يمكن ان يصل الى زين تماما قالت سمر فى ترقب 
فى ايه يا عمو 
نظر الى اليمين واليسار وهمس في حذر 
حاولى تحافظى على جوزك يا سمر بلاش استسلامك اللى هيضيعو منك ده 
واضاف وهو يقترب منها 
هوا لسة معرفش 
أخفضت رأسها وهزتها لتنفي بقوة 
مش قادرة اقول كل ما أحاول لساني يتعقد 
زفر في ضيق لايريد أن يتحدث بصراحة ولكنها تجبره بحماقتها تلك 
عايزة تفهميني ان بقالكو سنين متجوزين ومش قادرة تأثري عليه خالص ليه متجوز واحد صاحبه هوا 
احمر وجهها خجلا فلم يعبأ بها وهو يواصل في صرامة اسمعي يا سمر أنا عملت اللى عليا وجوزتهولك وانتي وقتها قلتي انك كفيلة بالباقي دى مسئوليتك انتى دلوقتي حافظى عليه لأني مش هقدر اجبره من تاني 
واضاف وهو يميل مشيرا بسبابته 
لازم يعرف الحقيقة يا سمر لو كنتى قدرتي تأثري عليه كان زمانه عرفها لوحده وتقبلها كمان لكن سكوتك ده هيخليكي تخسريه انا حذرتك وانتى حرة 
تركها عمها وذهب  
لقد حاولت وحاولت دون جدوى لم تكن دميمة ابدا بل كانت فاتنة بكل ما تحمله الكلمة من معنى جسدها ممشوق ومنحوت يضج انوثة واڠراء  
حاولت استخدام كل ذلك دون جدوى  
حاولت حتى ان تتقمص دور الغوانى معه فقط لاغوائه فلم يعرها اهتماما حتى جعلها تشك فى كونها انثى من الأساس  
لم تحصل منه وهى فى قمة اغرائها الا على ابتسامة عابثة او نظرة ساخطة كأنه يخبرها ان سلعتها لا تلاقى استحسانه  
كأنه يخبرها انه محصن بتعويذه عشق خاصة تعميه عن رؤية اى انثى سوى حوريته  
يأوى الى نومه فى ملحق صغير بجناحه لم يجمعه بها فراش واحد طيلة الثلاث سنوات الماضية وليس فقط الفراش هو ما رفض ان يجمعهما فلم تجمعهما ابتسامة او حتى حوار قصير او اى مناسبة او ذكرى ماذا بامكانها ان تفعل  
تعيد محاولاتها كل يوم ويعيد هو رفضه ولكن بعد ما اخبرها به عمها ليس لديها بديل سوى ان تخوض تجربتها معه هذه المرة بكل القوى المتاحة لديها فقد اصبحت معركة حياة او مۏت وربما استسلم هذه المرة  
تنهدت ايتن فى تعب وهى تدلك رقبتها فى ارهاق وتنظر الى التاريخ فى هاتفها لترى كم تبقى على تلك المهلة السخيفة  
تذكرت هذا اليوم حين وقفت بين زميلتييها بعد ان تخطت العديد من الاختبارات للعمل فى شركة حسام الذى نشر اعلانا يطلب فيه عمالة جديدة وارفق بالاعلان الشروط التى يريدها وبالفعل حينما علمت بهذا هرعت لتقدم اوراقها لتلحق بوظيفة لديه وتمنت ان يضعها بمنصب مدير مكتبه فقد علمت ان المنصب فارغ بعد استقالة مدير مكتبه لسفره  
ثلاث سنوات مرت عليها غيرت فيها الكثير وضعت كل تركيزها في دراستها لتحقق نجاحا ملحوظا كما حصلت على العديد من الدورات وتدربت مع يوسف لبعض الوقت  
وطيلة هذه الفترة كانت تتبع اخبار حسام بسعادة ترى نجاحه وانفراده وتميزه فى مجال الاستيراد والتصدير رغم صغر سنه تسمع اسمه دوما في قائمة اكثر رجال الاعمال نجاحا لذا فقد اقنعت الجميع انها ستتقدم الى الوظيفة ولم تعبأ بدهشة احد  
لم يمنعها محمود وهو يعرف جيدا مايدور فى عقلها ترك لها الفرصة فى ان تحاول امها ايضا التى لم تعرف حتى الان بما فعلته فى حسام واخبرها زوجها بأنها انهت الخطبة بناء على رغبتها لم تصدق حينها ولكنها لم تحاول النبش عن الحقيقة  
اما يوسف فثقته بحسام بلا حدود ورأى انها فرصة مناسبة لتأديب اخته المدلله فالساذجة لاتعرف حسام فى العمل مطلقا فهو يصبح بشراسة أسد جائع منقض على فريسته حال حدوث اى خطأ حتى ان كان دون قصد  
وكانت البداية بالفعل حين تلقاهم خالد مساعده يخبرهم بقراره 
حسام بيه هيحطكو كلكو تحت التدريب لمدة شهر كامل الحضور هيبقا يوميا من سبعة ونص صباحا لخمسة عصرا هتمرو على كل الاقسام الدعايا والتسويق والحسابات كل حاجة واخر الشهر هبعت تقرير عن كل واحدة فيكو وهوا هيختار 
وبقدر ما اغتاظت من حسام لأنه لم يقابلهن ولكن غيظها الأكبر كان على شروطه المجحفة تلك  
السابعة صباحا !!  
يتبع
الفصل الحادى والعشرين
فتح باب غرفة نومه فى هدوء 
أنار المكان ودار ببصره فيه للحظات كأنه يتردد في الدخول 
لأول مرة منذ سنوات يدلف هنا دون ان يجدها فى انتظاره 
ثلاثة ايام قد مرت على قلبه ثقيلة ومملة 
حاول أن يقضى اغلبها بعيدا عن هذا الجناح وبرودته ساعده عمله على هذا فقد كان مشغولا للغاية بالمقر الجديد للمجموعة الذي من المفترض ان يكون افتتاحه باحتفال كبير نظمه مساعدوه وتم دعوة كبار رجال الاعمال والشخصيات اليه ولكنه أرجأ كل ذلك لحين عودة زوجته 
سار خطوتين حتى وصل الى الفراش 
تمدد عليه فى كسل بينما يخرج هاتفه من جيبه ليتصل بها 
لحظات وجاءه صوتها الناعم المحبب الى قلبه فسارع هاتفا في شوق 
وحشتييينى وحشتييييينى وحشتينى ارجعى بقا كفاية كدة 
ضحكت في رقة 
كدة هغيب على طول عشان أحس أنك بتحبنى اوى كدة 
وضع كفه تحت رأسه ليتنهد في عمق 
انتى عارفة انا بحبك قد ايه ده النفس اللى بيخرج منى بيقولهالك يا ايلينا 
صمتت للحظات قبل أن تخبره في حنان 
وحشتنى اوى يا يوسف 
فرك عينيه فى ارهاق وهو يرفع كتفه ليحجز الهاتف بينه وبين أذنه 
مادام وحشتك ارجعى بقا انا مش قادر انام فى الأوضة وانتي مش فيها يرضيكى كدة 
ردت فى دلال 
لا ميرضنيش انا خلاص هرجع على بعد بكرة بالكتير ان شاء الله اصل فيه دكتور كويس هنا كنت عاوزة اروحله اطمن على الحمل وكدة 
ابتسم في رضا 
مادام هتطمني على ولى العهد فخلاص امرى لله استحمل كمان يومين 
سمعها تتثاءب فى كسل لتسأله 
مش عاوز حاجة اجيبهالك من باريس 
نظر الى صورتها على المنضدة أمامه في حب قبل أن يضغط الهاتف بقوة 
عاوزك انتى بس خلى بالك من نفسك 
همست في سعادة 
وانت كمان مع السلامة 
لحقها قبل أن تنهي المكالمة واعتدل فجأة 
ايلينا 
ايوة يا يوسف 
بحبك بحبك اوى 
سمع صوت قبلتها تتسلل الى أذنه عبر الهاتف فأغمض عينيه شوقا الى ملمس شفتيها على وجنته فتنهدت في عمق لتخبره وكأنها تشاركه الاحساس ذاته 
وأنا كمان تصبح على خير 
عاد من عمله فى وقت متأخر 
فتح باب غرفته وهو يخلع سترته عنه 
تفاجىء بكفيها على كتفه يساعدانه الټفت في بطء ليجدها ترتدى منامة قصيرة للغاية وأقل ما يمكن وصفها به انها ڤاضحة 
نظر لها من أعلى الى أسفل وأشاح بوجهه فى سخرية 
سمر لن تكف عن محاولاتها ابدا حقا هو لايدرى كيف لاتهتز به شعرة لو قيمها بنظرة ذكورية بحته بعيدة عن المشاعر لوجدها فى قمة الأنوثة والاڠراء انوثة كفيلة بأن تذهب بعقل قديس وتذيب مقاومته فى لحظات أما هو فلا كان دوما يرى صوفيا تقف امامه تطالعه پانكسار وحزن تتهمه بالخېانة فقط لو نظر اليها 
كم اشتاق لتلك الحورية التى كانت تفقده لبه بمجرد نظرة مجرد ابتسامة مجرد 
حمد لله ع السلامة 
انتبه على صوت سمر فنظر لها فى ترقب لخطوتها التالية كأن تسليته قد أصبحت اكتشاف ما في جعبتها كل يوم لتهدم مقاومته واهمة تماما وهو لن ينكر أنه كثيرا ما يتلذذ باخفاقاتها المتلاحقة 
بعذاباتها وهو يكرر رفضه لها مرة بعد مرة 
ربما كان هذا قطرة في محيط عقاپ واسع تستحقه 
اقتربت منه وهي تشب على أطراف أصابعها محاولة الوصول الى مستواه لتحيط عنقه بذراعيها هامسة في بطء واڠراء 
بقولك حمدلله ع السلامة 
واراحت يدها على صدره تحاول العبث ببعض ازرار قميصه فنظر الى كفها وأزاحه فى عڼف هاتفا فى تهكم 
سمر هو انتى مبتزهقيش طريقتك دى عمرها ما هتجيب نتيجة معايا 
زمرت شفتيها وتراجعت فى احباط 
انا مراتك يا زين مراتك لحد امتى هنفضل كدة 
مال اليها يخبرها بابتسامة 
متقلقيش الموضوع مش
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 75 صفحات