الجمعة 29 نوفمبر 2024

مذاق العشق المر بقلم سلمي المصري

انت في الصفحة 36 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


وعارفة انك عمرك ما هتفكر تقربلى على الاقل دلوقتى بس انا مستعدة لكل اللى انت عاوزه كل اللى تطلبه مقابل ان احنا نعيش مع بعض حياتنا زين صدقنى انا عمرى ما تمنيت حد غيرك 
هز رأسه في أسى قائلا 
وانتى كانت مكانتك عالية اوى عندى يا سمر كانت كانت اعلى بكتير من المكانة اللى انتى حطيتى فيها نفسك دلوقتى انا لما سمعت اللى سمعته منك اټجننت مكنتش قادر اصدق انك انتى كدة ورغم كل ده لما بابا دخل علينا مكنتش ناوى اقوله كنت هكدب عليه بأى حجة وهحاول باى طريقة اخرجك من مصيبتك دى تعرفى كان ممكن فعلا اتجوزك لو وصل الموضوع لحارة سد لكن اللى عملتيه صدمنى اكتر من صډمتى الاولانية فيكى احنا مفيش ولا هيبقا بينا حياة يا سمر 

نظر الى دموعها بعدم اكتراث فمهارتها الخارقة فى التمثيل لم تعد في حاجة الى اثبات  
او ربما كان هو احوج البشر فى تلك اللحظة الى البكاء والعويل فقد خسر حبيبته لتحتل اخر من تمناها فى العالم مكانها  
حبيبته التى بدأ يضنيه الشوق اليها مع أول خطوة وطأتها قدماها بعيدا عنه  
قبضت ايلينا على هاتفها فى قوة وهى تطرق على طرف الفراش به فى ڠضب كادت به ان تحطمه الى اشلاء ولكنها تحتاجه الان  
وبعدها ليرى من نوبات ڠضبها ما يشاء فما يحمله يذهب بعقلها تماما  
انتبهت على صوت الباب ليدلف يوسف اليها بابتسامة واسعة وهو يخلع سترته قائلا 
مساء الخير 
لم ترد تحيته وظلت تتطلع اليه فى تمعن ايعقل ان يفعلها 
فتح اول زر فى قميصه والټفت ليتحدث اليها ويروى لها يومه كما تعود ولكنه توقف وهو يقطب جبينه وينظر اليها حيث بدت شاردة الذهن فقال وهو يقترب منها ويضع يده على جبينها فى قلق 
مالك ايلينا انتى تعبانة 
تصنعت ابتسامة بدت شديدة الغرابة له 
انا كويسة بس انت بقا 
قطب حاجبيه فى استنكار من طريقتها فى الحديث 
ايلينا فى ايه ايه اللهجة دى 
نهضت فى عڼف وهتفت وهى تنظر اليه فى ڠضب وبعينين حملت كثيرا من السخط وخيبة الامل 
فيه ان مهما حاولت اغير فيك مفيش فايدة فيه انى تعبت وزهقت فيه انى بحارب طواحين الهوا معاك 
هتف وعيناه تتسع في دهشة 
انتتى بتتكلمى عن ايه 
مالت اليه وهى تهمس من بين اسنانها فى حړقة 
يوم فرح اخوك روحتنى القصر وقلت انك هتكمل سهرتك مع اصحابك ده حصل فعلا 
ضړب كفيه ببعضهما فى نفاذ صبر قائلا 
يا ريت تتكلمى على طول وتقولى عايزة ايه 
هزت كتفيها بسخرية وقالت بينما تعبث بهاتفها 
حاضر هتكلم 
وصوبت الهاتف نحو عينيه مباشرة كأنها تصوب قذيفة 
اتفضل يا استاذ يا محترم الهانم اللى قضيت الليلة فى حضنها صورتك وبعتتلى الصور عشان تأكدلى ان علاقتكو مستمرة 
نظر الى الهاتف وضيق عينيه بشدة وتركيز فواصلت 
انا فعلا ندمانة على كل لحظة عشتها معاك ندمانة على كل احساس حسيته وياك انت مصر تفضل فى الحضيض والقرف وهما فعلا لايقينلك خليك فيهم وانا هبعد وكفاية لحد كدة 
واكملت وهى تسحب الهاتف من امامه غير عابئة بملامحه التى كستها الصدمة 
ايه مكنتش عامل حسابك صح مش لاقى كلمة ولا رد ترد بيه بتفكر فى حاجة تضحك عليا بيها مش كدة مش هتقدر تضحك عليا ابدا انا مش هتنازل المرة دى ولازم نتطلق 
وضع يديه فى جيبه وعض على شفته السفلى قائلا وهو يرفع رأسه فى بطء 
فعلا معنديش رد ولا كلمة اقولها لو انتى مصدقة ان انا اللى فى الصور دى خلاص ايلينا يبقى انا 
رفعت حاجبيها في دهشة وكادت أن تتهمه بالوقاحة فتابع فى حزن 
انا زهقت وتعبت صدقى اللى تصدقيه واعملى اللى انتى عايزاه انا مش هعيش حياتى معاكى كلها فى حرب وسجن اټهامات مبتنتهيش لو عاوزة تطلقى حالا هطلقك وكفاية عليكى عيشة مع واحد خاېن وۏسخ زيي 
اتسعت عيناها كأنها ستبتلعه بداخلهما وتمتمت فى حيرة وهى تلقى نظرة على هاتفها كأنها تتأكد من شىء ما 
انت قصدك ان مش انت اللى فى الصور 
ضحك فى مرارة وهو يتابع ما تفعله 
انتى من كتر شكك فيا مجاش فى بالك حتى ولو لمرة ان الصور متفبركة ولا حتى حاولتى تتأكدى وتتأكدى ليه انا راجل خاېن بطبعى عمرى ما حبيتك ولا بفكر اسعدك ازاى بأي طريقة 
وعاد ليلتقط سترته لينهي النقاش قائلا في هدوء 
على كل حال شوفى انتى عايزة ايه وانا اعملهولك واشار بسبابته قبل ان يذهب ليواصل في تهكم 
واه بالمناسبة انتى مش محتاجة تسألى حد اذا كانت الصور متفبركة ولا لا لان لو عندك ثقة فيا كنتى قدرتى تلاحظى ان ده حد تانى انا فى كتفى چرح واضح بقاله سنين اللى فى الصور جسمه سليم 
نظرت الى الهاتف فى يدها وهي تشهق فى صدمة لقد ذهب هذا الأمر عن بالها تماما نعم الوجه في الصورة له ولكن هذا ليس جسد يوسف مطلقا ليس الچرح فقط فلون بشړة صاحب الصورة أفتح من لون يوسف بقليل لو دققت من البداية لأدركت هذا بسهولة ولكن غيرتها تحكمت بها فشوشت نظرها كالعادة  
نظر لها من اعلى الى اسفل فأطرقت برأسها فى خجل وهى تتذكر كل الكلمات اللاذعة التى امطرته بها ظلما لقد هدمت جزءا بداخله لا يمكن اعادة بناءه من جديد حاولت ان تقول اى شىء ولكن لسانها الذى انطلق بلا هوادة فى وصفه بأشنع الصفات قد تخلى عنها الان ارتجفت نبرتها كثيرا وهي تحاول صياغة أي جملة 
يوسف انا 
اوقفها بكفه يمنعها من الحديث فقد اكتفى وفاض 
انتى ايه انا خلاص تعبت طول الوقت شك طول الوقت بتحسسينى بندمك على جوازنا اللى انا بعتبره اجمل حاجة حصلتلى طول الوقت بتحسسينى انك اتنازلتى لما قبلتى تتجوزينى انا حكتلك وعرفتك كل حاجة من البداية وانتى قبلتى ووعدتك انى مش هجرحك وانتى عمرك ما ادتينى ثقتك انتى استغليتى ماضيا عشان كل لحظة تعايرينى بيه من يوم ما اتجوزنا وانا بسعدك بكل طريقة عمرى حتى ما بصيت مجرد بصة لواحدة غيرك نظرة الاتهام اللى فى عينيكى بقت بټقتلنى انا تعبت والله تعبت 
واغلق زر قميصه وهو يحمل سترته على ذراعه وهم ان يفتح الباب فهرعت لتضع يدها على مقبض الباب تترجاه في ندم 
يوسف استنى انا اسفة ارجوك سامحنى 
تنهد في مرارة فاقتربت أكثر لتمسك بياقة قميصه هامسة في نعومة تعرف كم هي مؤثرة به 
انت عارف اني بحبك وبغير عليك 
حركت ذراعيها لتحيط بهما عنقه اقتربت من شفتيه ببطء تطلب التصالح بطريقتها نظر الى ثغرها لحظات قبل أن ينزل ذراعيها ويبعدها فى رفق 
لا يا ايلينا المرة دى غير كل مرة مش هضعف قدامك وانسى حرف من اللى قولتيه  
وتركها ليخرج نظرت حولها بسرعة والتقطت وشاحا لفت به رأسها دون ان تهتم ببعض الخصيلات التى ظهرت من تحته لتتمكن من اللحاق به  
أدركته وهو على وشك ركوب سيارته فامسكت بذراعه تتوسله 
ارجوك يا يوسف انا اسفة اعمل فيا اللى انت عاوزه بس بلاش تمشى وانت زعلان منى كدة 
وقفت امامه لتضيف فى قلق وهى تنظر الى وجهه الغاضب مدت كفيها لتحضنه بينهما ملست بابهاميها عضلاته المنقبضة 
قلى بس انت رايح فين 
نظر لها فى خيبة امل واستنكار وحزن جعلها تلوم نفسها للمرة الالف على ما فعلته تنهد في ألم وهو يزيح كفيها 
الحياة بينا بالطريقة دى بقت مستحيلة فعلا 
هتفت فى رفض واضح تستنكر ما يقوله وهي تضع يديها على ثغرها 
لا يايوسف متقولش كدة انت عارف انا قد ايه بحبك 
رد وهو يفتح باب سيارته ملقيا نظرة يائسة عليها 
بتحبينى واكتر حد بيوجعنى وانا بحبك ورغم كدة بتشكى فيا فى كل نفس الحب مش كل حاجة يا ايلينا للاسف اكتشفت ده متأخر 
دلف الى سيارته فتحسست زجاج النافذة ومالت اليه وهي على حافة البكاء 
طيب بس قولى رايح فين 
نظر لها نظرة مطولة أخيرة دون ان يرد قبل أن ينطلق بسيارته بعيدا عنها  
راقبت السيارة حتى اختفت لټنفجر فجأة بالبكاء وكأنها أخذت حبيبها الى مصير مجهول  
مصير أوقعه فيه غبائها الذي عجز حبها عن تقويمه وحركته غيرتها الى اتجاه واحد لارجعة فيه الفراق أليس هذا ما طلبته !!!  
ولكنه يحبها وسيسامحها  
لا كرامته التي طعنته فيها في مقټل كفيلة أن تشيع حبها الى الچحيم  
غبية غبية  
ظلت تردد الكلمة فى عقلها وهى تتذكر كل مشاهدها معه منذ زواجهما رقته حنانه حبه كيف تشك فيه كيف 
كيف لم تشفع له كل مشاعره فتدرء عنه كل هذه التهم فى بساطة 
لقد غفر لها لمرات ومرات حتى أخذها الغرور تعرف ان هذه المرة تختلف فقد تفوهت بما زاد عن الحد ورصيدها السابق من الاټهامات ليس فى صالحها تماما حاولت الاتصال به لمرات ومرات دون جدوى حتى أغلق هاتفه تماما وعلمت فى صباح اليوم التالى من زين انه سافر الى الاسكندرية لاستلام شحنه من الميناء هناك لم يكن هذا من صميم عمله ابدا هذا ما ادهش زين وهو يخبر الجميع بهذا بينما وحدها من كانت تعلم السبب مرت ايام ولم يعد  
وهى على محاولاتها بالاتصال به دون جدوى حتى أشفق هاتفه ذات مرة على حالها وأصدر رنينا كان هو صوت الأمل بالنسبة
اليها لم تصدق نفسها بالفعل حين قطع صوت الجرس لتفتح المكالمة  
لم يأتها صوته فهتفت فى قلق وهي تنظر الى الهاتف تتأكد أنه فتح المكالمة بالفعل 
يوسف  
لم يرد وان سمعت انفاسه فى الجهة الاخرى فهتفت من جديد 
يوسف ارجوك رد عليا 
وواصلت بصوت يقطعه نحيبها 
انا اسفة اسفة اسفة مليون مرة حبيبى بس ارجعلى بلاش تبعد ارجوك انا من غيرك تايهة ومش حاسة بالدنيا من حواليا ارجع بقا يا يوسف انهى المكالمة دون ان تسمع رده فواصلت تتوسل اليه بالرسائل عبر شتى الطرق بالماسنجر والواتس اب تعرف انها اخطأت وتستحق عقابه فليعاقبها بأى شىء الا ابتعاده على هذا النحو  
ارتمت على فراشها تنتظره ككل ليلة  
تكورت فى حزن وهى تتحسس مكانه الخالى الى جوارها فى ألم  
لم تنم براحة ابدا منذ ان تركها هكذا  
لم تمر ليلة ابدا منذ زواجهما الا ورأسها تتوسد صدره كانت دائما ما تنام على صوت دقات قلبه وكأنها تشدو لها بمشاعره كل ليلة وتستيقظ على صوتها
اشتاقت لرائحته لصوته لكل شىء
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 75 صفحات