الخميس 28 نوفمبر 2024

مذاق العشق

انت في الصفحة 58 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


انتى يا نور انا فوقت من كل الاوهام اللى كنت عايش فيها انا محتاجك انتى جنبى محتاج حد عاقل متوازن مش طايش ومچنون 
سحبت يدها من كفه لتمسح بها دمعتها التي ملت محبسها قيد جفنها فانسابت غير عابئة باعتباراتها السخيفة 
لو مكنتش حبيتك كنت وافقت بسهولة كنت قلت عادى اللى بينا كفاية لحياة زوجية ناجحة لكن انا مش هقبل اكون الزوجة اللى تفنى حياتها فى حب واحد عمره ما هيحس بيها لانه قلبه مع غيرها مش هقبل اموت فى اليوم مېت مرة وانا خاېفة اصحى الصبح الاقيك روحتلها مش هستحمل نظراتك ليها مجرد نظراتك ليها حتى لو انت رافض تعتبر خېانة يا حسام 

دفنت وجهها بين كفيها لم تتمنى ان تصل الى تلك اللحظة بهذه السرعة لحظة المواجهة كانت تعرف انها اتية لامحالة ولكنها ارادت ان تهنأ بقربه للحظات اطول 
ولأن لكل شىء نهاية فشاءت أم أبت قد جاءت تلك اللحظة 
نهضت فى تثاقل وابتسمت فى حزن تخبره بأثقل حمل على قلبها الان 
حسام حاول تسامح ايتن لان مظنش انك بالساهل هتنساها ولو قررت فى يوم تتجوز دور على حد ليه مبادئك عشان متظلمهاش معاك انا مستقيلة من شغلى 
وانسحبت من امامه مسرعة وهو لم يقوى على النهوض 
كم كانت المواجهة صعبه وهى تكشف له كل ما يخفيه عليها وعلى نفسه 
سؤال طرحته على باله واختفت 
هل يستطيع ان يغفر لايتن 
لقد وضع قلبه وحياته وعمره يوما بين يديها فدهست كل شىء تحت قدميها 
كيف تحبه الان وهى لم تجد منه سوى الجفاء والقسۏة والالم الذى يتعمد ان يلحقه بها فى كل لحظة كأنه يعاقبها على كل لحظة ضياع عاشها بسببها لاينكر انها تغيرت ولكن كما اعطاها حبه ببذخ من قبل لن يعطيها ابدا سماحه وعفوه بالقدر ذاته 
يعنى ايه معنى كلامك ده مش فاهم 
هتف بها اسامة وهو يضرب مائدة الاجتماعات بقبضته استند احمد الى ظهر مقعده وهو يقول فى هدوء 
يعنى مدام ايلا هتبقى رئيس مجلس الادارة والمسئولة عن كل حاجة طول فترة غيابى 
تعالت الهمهمات فى الاجتماع الذى عقده احمد وحضرته ملك التى نظرت الى ايلينا بابتسامة تطمأنها فبادلتها ايلينا ابتسامتها وهى تغمز لها فى ثقة وتخبرها انها جاهزة تماما لكل شىء نظر اسامة الى الجميع محاولا استغلال الموقف فنهض يتهكم بوقاحته المعتادة وده بصفتها ايه ان شاء الله السكرتيرة 
نهض احمد فى بطء ونظر الى الجميع نظرة طويلة قبل ان يمد يده الى ايلينا التى اعطته كفها ليوقفها الى جواره قائلا في صرامة وحسم واضحين 
بصفتها مراتي 
وكأن قنبلة مدوية قد اڼفجرت فى المكان 
تعالت الهمسات وتعالت وتعالت حتى اصبحت حديثا صاخبا يصم الاذان 
نهض الجميع من اماكنهم وتسمرو فى صدمة بينما فغر اسامة فاه هامسا في صدمة 
بتقول ايه 
ضغط احمد على
كف ايلينا 
افتكر ان الكل سمعنى 
اسقط فى يد اسامة حينها فكل ما كان ينوى فعله من تشويه لسمعة تلك الدخيلة بوجود علاقة بينها وبين اخيه قد اصبح لاقيمة له فقد قطع الثاني الطريق عليه تماما 
نظر الى ملك كورقة ضغط اخيرة يعلم أنها لن تنصفه ولكن موقفه المهتز جعله يتشبث بأي أمل 
وانتى عاجبك الكلام ده يا ملك عاجبك ابوكى يتجوز سكرتيرته ويديها الصلاحية فى كل حاجة 
رمقته ملك باستهزاء ونهضت لتقف بجوار ابيها قائلة 
افتكر محدش هنا يكون ليه كلمة بعد كلمة احمد بيه عزام هوا اللى يحدد ايه مناسب وايه لا 
ربت احمد على كتفها وهو يردف في عملية 
انا بلغتكو بقرارى وعاوزكو كلكو تبقو فى صف ايلا وتحافظو على المجموعة دى اللى هيا اصلا بتاعتكو قبل ما تكون ليا 
واشار الى الجميع بكفه 
تقدرو تتفضلو الاجتماع انتهى 
انصرف الجميع ليستكملو همهماتهم فى الخارج فالټفت احمد الى ملك وايلينا 
الحړب بدأت بس انا واثق انك قدها يا ايلينا 
رفعت ايلينا رأسها في ثقة وتحد 
قدها ان شاء الله يا احمد بيه 
وفى الخارج وبعد ان ابتعد اسامة عن الباب بمسافة مناسبة ضړب الحائط بقبضته وهو يهتف فى ولده خالد 
المچنون ابن المجانين سايبلها ثروته كلها فى ايديها 
نظر خالد خلفه ثم قال باستياء 
بابا لو سمحت وطى صوتك 
واصل أبوه غير مباليا به 
من ساعة ما شوفتها وانا مش مرتاحلها ابدا من امتى وهوا بيسيب كل حاجة فى ايدين حد لا وكمان يتجوزها 
قال خالد فى هدوء يناقض تمام ڠضب ابيه 
بابا كلنا عارفين ان ايلا قد المسئولية دى واكتر وبعدين دى فى الاول والاخر فلوسه وهوا حر فيها 
رد اسامة من بين اسنانه 
فلوسه 
وكور قبضته فى شړ 
فلوسه دى احنا لينا فيه حق و 
ضړب خالد الحائط بكفه هذه المرة وهمس في حنق 
انا مبقتش صغير عشان اصدق الكلام ده حقك انت ضيعته من زمان وكتر خير عمى انه وافق اصلا يشغلك 
طرق اسامة بظهر يده على صدر ولده 
بقا انا عامل كل ده عشانك وانت تقول كدة 
رد خالد فى حنق 
انا مش عاوز حاجة ريح نفسك مش هاخد حاجة مش من حقى 
هز اسامة رأسه في تأفف 
مفيش فايدة فيك ابدا 
وتركه وذهب راقبه خالد حتى اختفى وهو يغمض عينيه فى مرارة والده لن يكف عن طمعه بما ليس له فيه حق ابدا اضاع ثروته كلها فى الماضى وعاد يحاول ان يزرع فى عقله ان لهما حق فى اموال عمه ليجاريه فى خططه 
رآها تمر من امامه وهى تخفى وجهها بيدها ليناديها فى لهفة 
ملك 
تنهدت وهى تلتفت له تمسح دمعة على وجنتها اقترب منها في قلق 
مالك يا ملك انتى بتعيطى 
ردت بعدم اكتراث 
لا ابدا 
مال اليها يتمعن بها 
انتى بس ايه اللى مضايقك متضايقة ان باباكى اتجوز وسلم كل حاجة لايلا 
رفعت رأسها وعقدت ساعديها تجيبه پحقد يعادل الحقد الذي تشعر أنه يحمله هو وابيه لهما 
الفلوس بس هيا اللى بتفكر فيها انت ووالدك لكن اى حاجة تانية لا صحة بابا متستاهلش انى اقلق عليها ولا انت شايف ايه 
اغمض عينيه في ألم قاسېة كعادتها تجرحه دوما بكل طريقة عمدا كان او بدون 
يعرف جيدا انها تشعر به ولكنها لاتبالى بحبه بل تتهمه دوما ودون اى دليل تراه لايفكر بها الا من اجل المال وهو حتى الان يتخذ العذر لها فتجربتها السابقة كانت قاسېة الى حد كبير وافقدتها الثقة فى نفسها وفى الغير ولكن الى متى سيظل هذا التنافر بينهما الى متى سيظل يحمل وزر غيره 
لقد أحبها منذ طفولته 
أحبها من قبل أن يعرف كيف يكون الحب من الأساس 
تحمل مالا يتحمله انسان وهو يراها تزف الى غيره 
تألم لألمها حين فشلت زيجتها فلم يتمكن شعوره بالراحة لعودتها حرة ان يسيطر على حزنه لحزنها 
هو لايتمنى شىء في الحياة سوى ان تتيقن فقط من صدق مشاعره فلو كذبته عيناها الف مرة سيظل قلبه يردد حبها الاف المرات 
فتحت جينا باب الغرفة فى بطء وبدأت فى فك بعض ازرار قميصها وهى تمد يدها الاخرى الى زر الاضاءة لتتفاجىء بيوسف يجلس على طرف الفراش 
تراجعت خطوتين وهى تضع يدها على صدرها وتشهق فى خوف 
نهض يوسف ونظر لها لحظات قبل ان يقول فى تهكم حمدلله ع السلامة يا هانم 
ردت وهى تتجه الى احد المقاعد فى زوايا الغرفة جالسة فى هدوء 
ايه اللى جابك بدرى 
نظر لها شذرا وهو يجيبها في غيظ 
جيت لما المربية كلمتنى وقالت ان الولد تعبان وسيادتك مش موجودة كالعادة ومش بتردى ع التليفون 
واضاف وهو يشير لها بسبابته فى ڠضب 
انا مش فاهم انتى ام ازاى يعنى سايبة ابنك للمربية وقولنا ماشى معندكيش خبرة لكن حتى مترديش عليها تشوفيها عايزة ايه وتطمنى على الولد 
رمقته بعدم اكتراث وهى ترفع قدما فوق ساقها لتخلع حذائها 
لم يحتمل أكثر فاقترب في حنق وجذبها من معصمها لتقف امامه هاتفا 
لما اتكلم معاكى يبقا تردى عليا 
حاولت ان تفلت معصمها من قبضته وهى تصيح به 
انت عايز ايه منى بالظبط 
زاد من ضغطه على معصمها وهو يقول من بين أسنانه 
عاوزك متنسش انك اصلا موجودة هنا عشانه عايزك متنسيش حقوق ابنك عليكى 
بصعوبة افلتت معصمها وهتفت وهى تتحسسه فى الم عارفة كلامك ده وحافظاه كويس وسمعتهولى مېت مرة بس انت عاوز ابنك يتربى بطريقتك وعلى مزاجك وعلى تقاليد مجتمعك ودينك اللى معرفش عنهم حاجة 
مسح وجهه في محاولة فوق طاقته حتى لايفتك بها 
وانتى اصلا محاولتيش ده الولد بيحب المربية عنك اسمعى يا جينا ده اخر تحذير ليكى انتى كل طلباتك مجابة العربية احدث موديل وجبتهالك الشهر اللي فات ومن هنا ورايح انتى اللى هتوصلى وتجيبى ابنك من اى حته فاهمانى 
رمقته طويلا وبدأت فى خلع ملابسها قبل ان تقول في برود 
اوكيه 
والتفتت اليه لحظة لتضيف 
انا محتاجة فلوس 
قطب جبينه في استنكار 
فلوس تانى انتى بتعملى بيهم ايه بالظبط امال الفلوس اللى ادتهالك دى كلها الاسبوع اللى فات راحت فين 
توقفت عما تفعله ووقفت فى مواجهته وهى تعقد ساعديها تجيبه ببساطة مستفزة 
يوسف انت مش لسة حالا قايل ان وجودى هنا عشان ادم وبس خلاص انا كمان محتاجة المقابل قصاد حياتى مع راجل مبيحبنيش ولا بيقرب منى قصاد قعدتى فى بلد لا ليا فيها اهل ولا اصحاب قصاد وجودى جنب طفل سيادتك لحد دلوقتى شايف ان وجوده منى غلطة 
كان يعرف جيدا ما تقوله لم يصدم مطلقا يعرف ان جينا لا علاقة لها بالامومة تماما وانها ستحاول استنزافه ماديا بقدر المستطاع كنوع من رد الاعتبار لها ولكن تصريحها بهذا وقاحة لم يتوقعها ولكن ماذا بيده هى ام طفله فى النهاية 
ادم يحبها رغم كل شىء وهو حتى اللحظة الاخيرة لا يريد ان يكون سبببا فى حرمانه منها فلاذنب له ان حظه العاثر قد اوقعه فى اب انجبه من ام لاتصلح لذلك مطلقا فى لحظة طيش شاء حظه ان يأت من رحم اخر من تمنى ان تكون اما لاطفاله تنهد وهو يتذكر ايلينا يعلم انها ستكون اما رائعة 
كم تمنى الطفل الذى اجهضته تمنى ان يرى بعينيه طفلا يحمل ملامحهما وروحيهما معا تراها كانت جادة حين اخبرته بأمر زواجها 
عقله لايصدق حتى الان ما اخبرته به مر ما يقرب من العام وهو يواصل البحث عنها دون جدوى فهل حكمت عليهما بالفراق للابد هل
 

57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 75 صفحات