السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رائعة للكاتبة نرمين محمود الجزء الاول

انت في الصفحة 12 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز


الشاب عينيه يعتصرهم بقوة ويحاول السيطرة على اعصابه ويتجاهل سلاطة لسانها...
والله انا كنت ناوي اعتذر بس بعد القرف اللى طلعتيه من بوءك ده ف انا بقولك احسن ومبسوط فيكي ..
صړخت دارين پغضب...
انت يا عديم الادب والذوق بهدلتلي هدومي وكمان مبسوط!!..حيوان صحيح..
نظر اليها الشاب پغضب بعينيه ثم هتف ببرود مصطنع ...

انا بقول كفاية قلة رباية بقي عشان مناولكيش ف وشك..اختاري انت بقي...ثم انك اخت العريس وتقدري تدخلي البيت وتغيري هدومك ...
تناول مين ف وشها يا ژبالة انت...
قالتها دارين وهى ترفع يدها لټصفعه لكنه كان اسرع منها حيث التقط كفها بالهواء قبل ان تحقق مرادها وضغط على يدها بقوة حتى اصدرت صوت قرقعات صغيرة المتها...
احترمي نفسك يا قليلة الرباية...من الواضح كده انك فلتي من عمي حسين ومتربتيش...
ثم ترك يدها وسار الى وجهته تاركا اياها وراءه تتوعده بسرها ثم صعدت الى غرفتها بالقصر تبدل ملابسها التى افسدها عنتر زمانه...
بعد مرور ساعة تقريبا قرر ظافر انهاء الحفل ...فبعد ان قبل جبينها وهو يتسلمها من والدها لم يتفوه اليها بحرف واحد ...كما انه تركها وذهب الى اصدقاءه مما احزنها بشدة...وعلمت الان انها تسرعت بقرار الزواج منه بهذه السرعة...
ذهبت اسراء الى والدها بسرعة واحتضنته بقوة مدمعة العينين ثم هتفت تترجاه...
بابا خدني معاك..متسبنيش هنا...
ضحك رمضان بمرح ثم هتف...
ايه يا سوسو من دلوقتي!!..اجمدي كده امال خلاص ياحببتي انت مبقتيش ف بيتي فيه جوزك دلوقتي...
هزت رأسها نفيا بقوة قائلة...
لا مش عاوزة...انا عاوزة اروح معاك...
كان ظافر اقترب منهم وسمع ما قالته فأسرع اليها وجذبها من والدها واحتضنها هو قائلا...
ايه يا حببتي مالك..عاوزة تمشي وتسبيني كده..
استطاع ظافر السيطرة عليها حتى يغادر والدها وقد نجح بالفعل فهما الان بغرفتهما بالقصر وهى تجلس على الفراش وتضع رأسها ارضا وتبكي ...
زفر ظافر بضيق شديد ثم حاول ان يتحدث معها بهدوء قائلا...
يا حببتي م بابا موجود هو هيروح فين بس!..بس انت بقيتي مراتي دلوقتي ومكانك ف بيتي...ليه العياط ده كله..
ردت عليه من بين دموعها بخفوت...
ماليش دعوة انا مش عاوزاك..انا عاوزة اروح..كفاية كده بقي..
حل ظافر ربطة عنقه بعصبية ثم هتف بصوت قوي..
اسراء انا بدأت ادايق...انت مش طفلة هدادي فيها...بكرة ان شاء الله انا بنفسي هوديكي لبابا...قومي يلا يا حببتي غيري هدومك احنا فرحنا النهاردة مش معقول هنقضيه ف عياط ونكد كده...
انهي كلامه وهو يضمها اليه ويقبل جبينها مع استمرار بكاءها ثم ابتعد عنها وهتف...
_ انا هغير هدومي ف الحمام وانت غيري هدومك هنا ولما تخلصي ابقي قوليلي...
سار ظافر مبتعدا عنها حتي دخل الي المرحاض لتبديل ملابسه أما هي فبعد رحيله نهضت من مكانها وذهبت الي خزانة الملابس حتي تبدل ملابسها الي أخري مريحة...
بعد قليل كانت اسراء تنام على الفراش مرتدية بيچامتها ذات الأكمام الطويلة وترفع خصلاتها علي هيئة ذيل فرس..
خرج ظافر من المرحاض بعد أن مكث فيه قرابة النصف ساعة فهو لم يخرج حتي تخبره هي أنها انتهت لكنها لم تفعل فخرج هو...
تسمر مكانه وهو يراها تحتل جانب من الفراش وتدثر نفسها بالغطاء وذهبت في سبات عميق...
نظر إليها ظافر بخيبة أمل ثم احتل جانب الفراش الآخر ويترحم علي ليلة زفافه التي انتهت بأروع الطرق!!!...
باليوم التالي...
ذهبت اهداء الى عملها بشركة الفارس والتوتر الممزوج بالفرحة يسيطر عليها...فهي لازالت تتذكر ما قاله لها مديرها بالعمل عمرو عن كونها جميله للغايه...
دلفت الي مكتبها وجلست عليه حتي تتابع أعمالها التي تأجلت بفضل أمس...
لم تكد تجلس علي المقعد حتي رن الهاتف أمامها وصوت عمرو يستدعيها إليه...
_ ادخلي يا اهداء...
فعلت ما أمرها به وجلست علي المقعد أمامه فقال هو...
_ صباح الخير...
ردت عليه باستغراب..
_ صباح الخير...
نظر إليها عمرو ثم هتف يسألها...
_هو فعلا اسراء تبقي اختك...
اهتزت ابتسامة اهداء وظهر الالم بعيناها فقد ذكرها للتو بوالداها الذين تركوها وتوفاهم الله اثر حاډث...
_ حضرتك بتسأل ليه...
تظاهر عمرو بعدم الاهتمام وهتف...
_ سؤال عادي..اصل انت قولتيلي أن اختك هتتجوز وان والدك كان ف غيبوبة...وانا بحكم صداقتي بظافر ف عارف أن عروسته وحيدة ابوها وكمان كنت عارف من البداية أن والدها ف غيبوبة بردو ف استغربت وحبيت أسألك بس...
هزت راسها إيجابا ثم بدأت الحديث قائلة....
_ انا والدي ووالدتي متوفيين ف حاډثة من وانا عندي ١٢ سنه وكنت ساكنة عند اسراء ف منطقتها وعمي رمضان اتولي رعايتي وعلمني لحد م دخلت الجامعة...ومن ساعتها وانا بعتبرهم اهلي حتي لو هما مش كده حقيقي...
تأثر عمرو كثيرا بحديثها ثم هتف يسألها..
_ طب أهل والدتك أو اهل والدك محدش فيهم سأل عنك...
عند هذه النقطة ووقفت اهداء من مكانها وتحولت معالم وجهها الي الحدة قليلا وقالت بصوت عادي...
_ اظن ان ده مش من حق حضرتك...واذا كنت جاوبت علي السؤال ده ف ده من عندي انا ...بعد اذنك...
وخرجت من المكتب بهدوء شديد كما دخلت تاركة إياه وراءها يضيق عيناه باستغراب منها ومن ثورتها تلك عند ذكر اقرباءها
الحقيقيين...

 

11  12 

انت في الصفحة 12 من 12 صفحات