رواية رائعة للكاتبة نرمين محمود الجزء الاول
به ابنته ...
نظر رمضان الي مصطفي قائلا بنبرة ذات مغزي...
_ انا اتفقت كده أن الفرح بعد اسبوعين يا مصطفى...بس انت بردو اخو العروسة ويحقلك تقول الكلمة الأخيرة بردو...
ابتسم مصطفي پألم وهتف...
_ انا ماليش رأي يا عمي ... العروسة بس اللي يحقلها تقول هي عاوزة حياتها تمشي ازاي وطالما هي موافقة انا مقدرش اقول حاجة الا ان انا ف ضهرها لو عازتني هتلاقيني علطول...
_ أيوة طبعا يا مصطفي انت اخويا الكبير...وليك القرار ف اي حاجه تخصني بردو...
فتح فمه ينوي الكلام لكن قاطعه صوت طرق علي الباب فنهض والدها من مكانه حتي يفتح الباب...
ابتسم ظافر بهدوء و قال...
_ تسلم يا عمي...انا سبقتكوا...لو تسمحلي يعني انا جاي اخد اسراء عشان نجيب الفستان يعني حضرتك عارف أن الوقت ضيق وكده...
اومأ رمضان برأسه وهتف بابتسامة...
_ايوة طبعا يا ابني حقك...بس ادخل كده واقعد معانا شوية وبعدين ابقوا انزلوا ...وكمان تكون البت هدهد جت وتروح معاكوا...يلا تعالي بقي كل معانا لقمة كده...
لكنه عاد يذكر نفسه انها كانت في امس الحاجه للمال حتي تنقذ والدها وتداويه...
توقف ظافر أمام الطاولة التي تجلس عليها اسراء وذلك الشاب الذي سبق ورأه معها عندما أوصلها الي المنزل بذلك اليوم..
ردت اسراء ومصطفي بنفس واحد...
_ وعليكم السلام ورحمه الله...اتفضل يا بشمهندس ...
ابتسم ظافر بصفار لمصطفى وجلس علي المقعد بجانب اسراء وتجاهلها تماما ...
اكتسي وجهها بالحزن الشديد وهي تراه يتجاهلها بهذه الطريقة لكنها لم ترد أن تظهر أي شيء لوالدها ..
بعد أن انتهيا من تناول الطعام نهضت اسراء من مكانها وشرعت في لملمة الصحون عندما اوقفها صوت والدها يقول...
تركت اسراء الصحون من يدها كما أمرها والدها وذهبت الي غرفتها بصمت تام حتي تبدل ملابسها الي أخري مناسبة للخروج ...
بعد مرور ساعة تقريبا دلفت اهداء الي المنزل بنسخة المفتاح التي بحوزتها...
_ خدي يا حببتي الفلوس ديه عشان تجيبي فستانك وكل حاجة نفسك فيها ...
قطبت اسراء جبينها باستغراب وهتفت...
_ منين الفلوس ديه يا بابا ...
ابتسم رمضان ببشاشة قائلا...
_ بعت الورشة يا بنتي...اول امبارح جالها مشتري وبعتها ودول بقي فلوس جهازك بس طالما جوزك اتكفل بكل حاجة يبقي من حقي بقي اني اجيب فستان بنتي...
هتف ظافر معترضا...
_ بعد اذنك يا عمي بس اسراء هتبقي مراتي وحقها عليا اني اتكفل بكل مصاريفها يعني انا مش بمن عليها...بما فيهم فستانها وبردوا كل اللي نفسها فيه ...
ابتسم رمضان بامتنان لزوج ابنته ثم هتف....
_ والفستان ده بقي هديتي لبنتي...واكيد الهدية مش هتترد...ويلا بقي عشان متتأخروش علي معادكو...
اقتربت اسراء من والدها وعانقته بقوة ثم ابتعدت عنه وسارت مع صديقتها وخطيبها حتي تجلب ما ينقصها لعرسها...
اخذهما ظافر الي مجموعة المحلات التي تتعامل معهم دارين شقيقته فهو لا يعرف غيرهم اماكن لبيع فساتين الزفاف...
كانوا مجموعة محلات خاصة بفساتين الزفاف فقط ...تاهت اسراء بينهم ولم تستطع الاستقرار علي ثوب منهم...
الي أن وقفت امام ثوب طويل الأكمام لكنها تظهر ما تحتها ضيق من منطقة الصدر ويتدرج باتساع هادئ الي آخره ..قماشته لامعه لا يوجد به اي تطريز أو ورود رقيقة حتي...ويظهر عظمتي الترقوة ..
اعجبها كثيرا ووقفت أمامه تتأمله..لا تعلم لم لاحت عليها ذكري والدتها الحبيبه...تمنت لو انها معها بذلك اليوم أكثر من أي يوم اخر مر عليها بدونها...
أخرجها من شرودها صوت ظافر وهو يسألها..
_ عجبك...
اومأت برأسها بسعادة غامرة وهتفت...
_ أيوة...عاجبني اوي...انا عاوزه ده...
ثم التفتت الي صديقتها المقربة قائلة...
_ تعالي يا اهداء بصي...ده عجبني اوي...انت ايه رأيك..
اتسعت ابتسامة اهداء بفرحة لصديقتها وهتفت..
_ جميل اوي يا حبيبتي...ربنا يسعدك يارب...
قاطعهم ظافر وهو يمسك بالثوب بيده ويقول لاسراء...
_ طب ادخلي قيسيه نعرف اذا كان مظبوط ولا ايه ولو عاوز يتظبط نعرف بردو..
أخذته اسراء من يده ودلفت الي احدي البروڤات الفارغة حتي تجربه..
بعد قليل خرجت اسراء من البروڤة وبيدها الثوب وقالت بفرحة شديدة...
_ مظبوط عليا...خلاص انا عاوزة ده...
نظر اليها ظافر بحدة خفيفة قائلا...
_ ازاي يعني تقيسي وتقلعي من غير م تورينا كده ..ايه قلة الذوق ديه!!..
وجذبها من ذراعها وخرج من المحل حتي وصلا الي السيارة ...كانت اسراء تبكي بنعومة