السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رائعة للكاتبة نرمين محمود الجزء الاول

انت في الصفحة 1 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

رواية رائعة للكاتبة نرمين محمود الجزء الاول
الفصل الاول الى الفصل السابع
الفصل الاول...
مقابلة هامة باحدي القصور الكبري ..تقدم لها العديد من الطبقات الكادحة بالمجتمع ..بالطبع من ذا الذي يفوت فرصة العمل بقصر الغيطي!!..
ومن يجري المقابلة هو ذلك الشاب الثلاثيني ظافر الغيطي لايوجد فيه من معالم الجمال المتعارف عليها شيئا فقط جاذبيته وبندقيتيه الواسعتين بشكل لافت للنظر..خمري البشرة ..طويل القامة وذا جد رياضي بفضل مجموعة الالعاب القتالية التى يتنقل بينها...

خرجت تلك الفتاة من عنده وهو عازم على رفضها بكل ما اوتي من قوة ..
تلك الفتاة لا تناسب ذلك القصر ..هيئتها واضحة ..من تلك الفئة من الصبايا التي تبحث عن شريك حياتها بأى وسيلة ولابد ان تحظي به ...
هتف ظاهر بنبرة عادية يحدث تلك السيدة الواقفة امامه...
دخلي البنت الاخيرة يا مدام سامية...
قطبت سامية جبينها قائلة...
بس فيه اكتر من عشر بنات برة يا فندم...
ابتسم ظافر برزانة وهتف...
عارف طبعا ده كفاية دوشتهم..انا خلاص مش هقابل الا اللى عليها الدور...
اومأت برأسها ايجابا وخرجت من الغرفة حتى تستدعي تلك الفتاة التي اتى دورها...
دلفت الفتاة بتوتر شديد الى ذلك الرجل الذي سيجري معها المقابلة رغم تأكدها من رفضها قبل دخولها حتى...فهي لا تقارن بهؤلاء الصبايا الذين تقدموا للوظيفة معها...
فتحت الباب ودلفت الى الداخل واغلقت الباب خلفها بهدوء شديد...ابتسم ظافر عندما شاهد توترها المبالغ فيه وهتف بصوت قوي...
اتفضلي يا انسة اقعدي..
اجفلت الفتاة من صوته الذي جاء على غفلة وتقدمت تجلس علي المقعد المقابل له...امسك ظافر بالدورق وسكب بعض الماء بالكوب وامد يده لها به قائلا...
اتفضلي اشربي...واضح انك تعبتي من الحر برة...
اخذت منه الفتاة كوب الماء وتجرعته دفعة واحدة ثم وضعته على المكتب امامها وهتفت بصوت متوتر...
ش..شكرا..
هتف ظافر بابتسامته الهادئة...
العفو...نبدأ..اسمك ايه..وعندك كام سنة وخريجة ايه..
حمحمت الفتاة وهتفت بهدوء قدر الامكان...
اسمي اسراء وعندي اربعة وعشرين سنة...خريجة اداب فرنساوي..
ابتسم ظافر باعجاب ثم هتف بتساؤل...
انت عارفة جاية تشتغلي ايه طيب..
ابتلعت غصة بحلقها وهتفت بصوت متحشرج..
اايوة...
قطب ظافر جبينه قليلا من الالم الذي ظهر على محياها فجأة وهتف...
طيب واضح انك عارفة الشغل..وواضح كمان انك مش عاجبك الشغل..ده غير استغرابي من مؤهلك وانك جيتي شغل زي ده وفكرتي فيه اصلا...
ضمت اصابعها على بعضهما وهزت قدميها قائلة...
ظروفي هي اللي اضطرتني لكده...يعني ظروف عائلية ولازم شغل يجيب فلوس كويسة ف جيت الوظيفة ديه لما شوفت المرتب...
استند ظافر بمرفقيه على المكتب بدلا من المقعد وهتف...
معلش يعني يا انسة فيه اكتر من حاجة تدخلك فلوس من خلال جامعتك..يعني دروس فرنساوى مثلا...برايفت كل ده هيفرق معاكي جدا غير الشغل هنا...
ارجعت خصلة خلف اذنها وهتفت...
انا محتاجة اكتر من ده...قولت لحضرتك ...ظروفي هى اللي اضطرتني لده..
تحولت معالم وجهه الى الجدية التامة وهتف...
ممكن اعرف الظروف ديه..
هتفت اسراء بحزن شديد...
بابا عمل حاډثة من شهر تقريبا ودخل ف غيبوبة ولازم عناية من الدكاترة وطبعا المستشفي محتاجة مصاريف...مرتبه مش بيكفي حاجة ف انا نزلت اشتغل ...
اومأ ظافر برأسه وهتف بصوت عادي...
تمام يا انسة..تقدري تسيبي رقمك هنا واسمك كمان وهنبقي نتصل بيكي...
نهضت اسراء من مكانها وفعلت ما امرها به وخرجت من الغرفة بل م القصر بأكمله تنتظر تلك المكالمة التى تريدها بفارغ الصبر...
تاركة وراءها ذلك الشاب ينطق حروف اسمها بتلذذ...
بشقة صغيرة باحدي المناطق الشعبية دلفت اسراء الى المنزل بعد ان فتحته فطالعها وجه صديقتها التى تقطن بالشقة المقابلة لها...
اقبلت عليها اهداء وهتفت تسألها بصوت ملهوف...
ها..عملتي اية ..قبلوكي..
جسلت اسراء على المقعد بتعب شديد من ذلك المشوار المجهد وهتفت بابتسامة...
لا يا ستي لسه..او تقدري تقولي مش هيقبلوني اصلا...انت مشوفتيش اللى انا شوفته النهاردة انا تقريبا اقل واحدة ف اللى راحوا..بس اللى عمل معايا المقابلة ده قالى سيبي اسمك ورقم التيلفون واديني هستني...وعديت على بابا قبل م اجي ودفعت فلوس تحت الحساب...كتر خيره مصطفي بيساعدني عشان مصاريف المستشفي...
ربتت اهداء على كتف صديقتها وهتفت بابتسامة..
ان شاء الله يتصلوا بيكي يا حببتي..وباذن الله عمو هيفوق ويرجع وسطنا تاني..ومصطفي عمو رمضان ياما عمل معاه هو بيردله ده دلوقتي...
هتفت اسراء بأمل...
يارب...يارب يا اهداء...انا اتبهدلت اوى من غيره...اوي...
انهي ظافر المقابلة وخرج من المنزل حتى يذهب الى عمله فقد تأخر بما فيه الكفاية حتي يشرف بنفسه على كل شخص يدخل الى القصر ويتحري عنه بدقة..
دلف ظافر الى مكتبه وطلب من السكرتيرة ان تستدعي صديقه عمرو الفارس..
دلف عمرو الى مكتب صديقه ..
ايه يا عم عاش من شافك الساعة اتنين ونص...فينك كده كل ده..
تنهد ظافر وابتسم عندما جاءت تلك السيرة وهتف...
كنت ف الفيلا يا سيدي..عشان المقابلة بتاعت الخدامة الجديدة...وطبعا كانوا كتير جدا...
ابتسم عمرو قليلا وهتف..
انا بس نفسي افهم تاعب نفسك ليه..م اى واحدة وخلاص وعندك مدام سامية مبتسكتش لما بتشك ف تصرف حد!!..
اكتسي ملامح ظافر الجمود وهتف ...
مش عاوز اكرر اللى حصل قبل كده يا عمرو...من كل الشركات اللى كانت عندنا وكل الاراضي والبيوت ديه متفضلش غير القصر وشركتي
 

انت في الصفحة 1 من 12 صفحات