حياة طبيب نفسي
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
بقلم رحمة نبيل
يوميات طبيب نفسي
_ حكايات ساخرة داخل إحدى العيادات النفسية
تنويه
قبل البداية اردت اخباركم فقط أن كل الأشخاص المذكورين في القصة هم أشخاص خياليين من عمق الواقع وكل الأحداث هي مجرد مواقف يومية كوميديه لا يقصد بيها أي شيء وما هي إلا مجرد حكايات ساخرة عن يوميات طبيب نفسي
تقف في مطبخ منزلها تدندن بسعادة متحركة يمينا ويسارا وهي تغمض عينيها كما لو كانت نجمة مشهورة أعلى مسرح قومي والتصفيق يعلو في مخيلتها ومن بين الجماهير كان يقف هو زوجها الحبيب وساكن القلب الاول ...معاذ .
أفاقت من غيمتها نؤقتا حتى تحضر باقي المكونات من الثلاجة ومن ثم يمكنها العودة لجماهيرها لكن وبمجرد استدارتها أطلقت صړخة ملتاعة حينما أبصرت وجهه يقف على باب المطبخ مستندا بتكاسل وعلى ثغره ارتسمت بسمته المميزة .
ياربي يا معاذ كنت هتوقفلي قلبي مش تكح ولا تعمل اي حاجة !!
تحرك معاذ صوبها يتلقفها بين أحضانه دون مقدمات وهو يتذمر بتعب كأنه طفل يشكو لوالدته
تعبان يا لوما تعبان اوي
ضمته سلمى پخوف أن يكون قد أصابه مكروها ما
مالك يا قلب لوما حصل حاجة في الشغل
التوى ثغر معاذ في حنق واضح وقد بدأ يبثها شكواه عله يجد سلوانه معها
الشغل تعبني يا لوما تعبني نفسيا وبفكر اني اروح لدكتور نفسي بجد
رفعت سلمى حاجبها وقالت ببسمة
حدق معاذ بعينيها وهو يتنهد بتعب ملقيا بجسده على المقعد الذي يتوسط المطبخ
أيوة دكتور نفسي محتاج دكتور نفسي يعالجه أنا اللي بشوفه كل يوم مش شوية أنك تقعدي تسمعي مشاكل الناس وتحليها وتعالجيهم مش سهل والبلوة الأكبر لما تكون المشاكل دي مجرد مشاكل متستحقش اساسا دكتور نفسي
ضحكت سلمى على تذمره متحركة صوب طاولة المطبخ واضعة أمامه كوب من العصير الطازج
بس أنت دكتور شاطر يا معاذ واظن أنك بتعالج الحالات دي بسرعة
قال معاذ وهو يرتشف رشفات سريعة من الكب أمامه وقد أصبح الغيظ واضحا في صوته
ومجددا أطلقت سلمى ضحكات عالية لكم يمتعها تذمره بهذا الشكل كما لو كان طفلا صغيرا معاذ ذلك الرجل اللين والحنون الذي فازت بمعرفتها له بل ونالت الجائزة الكبرى حينما أضحت زوجته ..
رددت تحاول تهوين الأمر عليه وهي تتوسط المقعد المقابل له على الطاولة
مش يمكن أنت الفترة دي مضغوط وعشان كده بتبالغ
رفع معاذ حاجبه بحنق
ببالغ أنت مش بتشوفي اللي بشوف يا سلمى دول لو واحد مصبحش على حد فيهم بيجي يبكي أنه مبقاش فيه حد بيحبه اقولك اسمعي يا ستي وشوفي أنا ببالغ ولا لا
كان معاذ جالسا على مكتبه يدون بعض الملاحظات حول مريضه السابق في انتظار دخول المړيض التالي وبالفعل ما هي إلا لحظات حتى أطلت عليه سيدة تبدو في اوائل الثلاثينات بثياب منمقة وهيئة تنطق بالثراء والرقي ودون كلمة واحدة تحركت تلك السيدة صوب فراش المرضى الشازلونج وتمددت عليه ثم رفعت عينيها تحدق بسقف مكتبه كما لو كانت تحمل هموم الدنيا فوق كتفيها وبعد صمت دام لدقائق تنهدت تنهيدة محملة بالۏجع وهي تقول
عايزة حل لمشكلتي
ابتسم معاذ بهدوء يحمل قلمه وورقة لتدوين ملاحظته حولها وتحرك حتى توسط المقعد القريب لها يقول في لهجة هادئة رزينة
ممكن الاول اعرف اسم حضرتك وايه ال
فجأة اڼفجرت السيدة بوجهه حتى أن معاذ نهض من مقعده بړعب يختبأ خلف مكتبه متخذا إياه ساترا له من تلك القنبلة الموقوتة التي أخذت تصرخ دون توقف
اهي هي دي مشكلتي هي دي ازمتي في الحياة
نظر لها معاذ بحرص وهو مازال مختبئا خلف مكتبه يحاول تحليل كلماتها لمعرفة ما تقصده
ايه هي اسمك متعقدة من اسمك يعني ! معقولة يكون اهلك سموك اسم قديم يعني و..
بكت السيدة بحړقة من ماټ له عزيزا
لا الرجالة
اعتدل معاذ في جلسته وقد أثارت تلك الكلمة العديد من الأفكار في رأسه حول ماهية التجبر الذي تعرضت له تلك السيدة تحت مسمى الرجال لذلك سار الهوينة صوب مقعده وجلس عليه مرة أخرى في هدوء يحاول ترتيب أفكاره واستدراجها دون شعور نحو الحديث عما يؤرقها
اولا محتاج من حضرتك تهدي وتاخدي نفس عميق وتعرفي أنك مش لوحدك اللي عانيتي من تجبر الرجال ده شيء عادي بتعاني منه كل النساء ممكن تحكيلي أي شيء جاي في بالك دلوقتي عن حياتك مثلا دنيتك و..
قاطعته مجددا باكية دون توقف
أنت